عاجل - سر سباحة المسنين في مياه الصين المجمدة.. تحدٍّ شاق وروح مغامرة
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
لم يمنع تقدم العمر مجموعة من كبار السن في الصين من ممارسة رياضة فريدة وصعبة، تتمثل في السباحة في مياه نهر سونغهوا المتجمدة بمدينة هاربين، التي تعرف بـ "مدينة الجليد". هذه الرياضة الشتوية ليست مجرد ترفيه، بل تحمل وراءها أسرارًا وتقاليد تعود لعقود، إضافة إلى فوائد صحية ونفسية قد تبدو غريبة.
البداية.. طقوس شاقة وسط البرد القارسفي أحد أيام الشتاء القارص، قام مجموعة من السباحين بحفر بركة في نهر سونغهوا، حيث بلغ سمك طبقة الجليد نحو 10 سنتيمترات.
درجات الحرارة في هاربين تصل إلى -13 درجة مئوية، ومع ذلك، لم يكن بين هؤلاء السباحين الشباب، بل كان معظمهم من كبار السن، حيث تجاوز بعضهم الستين عامًا، ما يجعل التجربة أكثر إثارة للإعجاب.
قصة تشين شيا.. شغف متجدد رغم الصعابتشين شيا، وهي إحدى المشاركات البارزات، تبلغ من العمر 56 عامًا وجاءت من مقاطعة تشجيانغ الواقعة على بُعد 1700 كيلومتر. رغم إصابتها بنزلة برد، لم تمنعها هذه العقبة من ممارسة شغفها. تقول شيا: "مياه الشتاء في مدينتي أكثر دفئًا من هنا، لكني وجدت السعادة في هذا التحدي"، مضيفة أن السباحة الشتوية كانت رياضة تمارسها منذ ما يقارب عشرين عامًا، وقد عززت ثقتها بنفسها وطاقتها الداخلية.
تاريخ الرياضة.. جذور تعود إلى السبعينياتالسباحة الشتوية في هاربين ليست مجرد هواية عصرية. يو شياوفينغ، البالغة من العمر 61 عامًا، تقول إن هذه الرياضة بدأت في المدينة منذ السبعينيات، عندما شاهد السكان المحليون مراسم تعميد للروس الأرثوذكس في مياه النهر. لاحقًا، في عام 1983، تأسست جمعية السباحة الشتوية في هاربين، ما ساعد في تحويل هذا النشاط إلى تقليد مجتمعي مستدام.
هاربين.. وجهة للرياضات الشتويةتعتبر هاربين "أرضًا مقدسة" لمحبي الرياضات الشتوية، فهي تشتهر بمهرجانها الشتوي، الذي يعرض منحوتات جليدية ضخمة وأخرى دقيقة. هذا التراث الثقافي، بالإضافة إلى موقع المدينة بالقرب من الحدود الروسية، جعلها مركزًا مهمًا لمحبي السباحة الشتوية.
يو شياوفينغ أشارت إلى أن السباحة الشتوية لا تقتصر على الترفيه، بل إنها جزء من هوية المدينة، مؤكدة أن المشاركين يشعرون وكأنهم عائلة واحدة كبيرة.
الفوائد الصحية للسباحة في المياه الباردةتقول يو شياوفينغ: "منذ بدء الوباء، اخترعنا شعارًا: المعاناة أثناء السباحة الشتوية أفضل من الوقوف في طابور في المستشفى". هذا التصريح يعكس الاعتقاد بأن المياه الباردة تساهم في تحسين الصحة العامة. كثير من السباحين يلاحظون تحسنًا في مناعتهم وقدرتهم على تحمل الظروف الصعبة.
الشعور بالمجتمع والتواصل الإنسانيإلى جانب الفوائد الصحية، توفر السباحة الشتوية شعورًا بالتواصل والانتماء، حيث يشترك السباحون في تجربة فريدة تجمع بين المغامرة والتحدي. يو، التي مارست السباحة لأكثر من ثلاثة عقود، تقول إن هذا النشاط يعزز الروابط الاجتماعية ويخلق مجتمعًا قويًا وداعمًا.
لماذا يخوض المسنون هذا التحدي؟قد يبدو الأمر غريبًا للوهلة الأولى، لكن الدافع وراء السباحة في المياه المتجمدة يتعدى البحث عن المغامرة. بالنسبة لكثير من المسنين في هاربين، فإن هذه الرياضة وسيلة للحفاظ على الحيوية والنشاط، بل إنها تعكس فلسفة حياتية تعتمد على مواجهة الصعوبات بدلًا من الاستسلام لها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السباحة الشتوية مدينة الجليد هاربين المسنون مياه متجمدة الرياضات الشتوية فوائد السباحة السباحة الشتویة فی هاربین
إقرأ أيضاً:
الأمن العام يحذر من مخاطر الغرق السباحة في الأماكن غير المخصصة
صراحة نيوز- جدّدت مديرية الأمن العام تحذيرها للمواطنين والمقيمين بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية لتجنب حوادث الغرق، خاصة في فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعًا في أعداد المترددين على المواقع المائية.
وأكدت المديرية خطورة التهاون وعدم الانتباه لمخاطر السباحة في الأماكن غير الآمنة، مشيرة إلى وقوع العديد من الحوادث المؤسفة خلال السنوات الماضية نتيجة ذلك.
وشدّدت على استمرار جهوزيتها للحفاظ على سلامة الأرواح، من خلال تنفيذ حملات توعية ورقابة مكثفة، داعية الجميع إلى التعاون والالتزام لضمان السلامة العامة.
وطالبت بعدم السباحة في الأماكن غير المخصصة، مثل مياه السدود والبرك الزراعية وقنوات المياه الجارية، مع التحذير من الاندفاع لمحاولة إنقاذ الغرقى دون امتلاك مهارات الإنقاذ اللازمة.
كما نبهت إلى أهمية مراقبة الأطفال بشكل مستمر خلال الرحلات والتنزهات قرب المسطحات المائية.
ودعت إلى الالتزام باللافتات والإشارات التحذيرية التي تشير إلى المناطق الخطرة والممنوعة، والابتعاد عن البرك الزراعية والتجمعات المائية غير الآمنة، وتجنب الاقتراب من حواف المياه المفتوحة لتفادي الانزلاق والسقوط المفاجئ.
واختتمت المديرية بتأكيد أن الوقاية مسؤولية مشتركة، وأن الالتزام بالإرشادات يضمن قضاء أوقات صيفية ممتعة وآمنة بعيدًا عن المخاطر.