اتهام فرنسيين مسجونين في إيران بالتجسس لحساب إسرائيل
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
نددت فرنسا مجددا باحتجاز اثنين من مواطنيها في إيران منذ 3 سنوات، وذلك بعد تقرير أفاد بتوجيه 3 اتهامات لهما تبلغ عقوبة كل منها الإعدام لدى ثبوت الإدانة، ويتصدرها التجسس لمصلحة جهاز الموساد الإسرائيلي.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي غربي اليوم الخميس قوله إن السلطات الإيرانية وجّهت إلى الفرنسيّين سيسيل كولر (40 عاما) وجاك باريس (72 عاما) المحتجزين في إيران تهم "التجسّس لحساب جهاز الموساد" و"التآمر لقلب النظام" و"الإفساد في الأرض".
وقال مصدر دبلوماسي إنه إذا تأكد هذا التقرير، فإن التهمة "لا أساس لها من الصحة على الإطلاق"، مضيفا أن الاثنين بريئان.
وغداة زيارة قنصلية للموقوفين أجراها القائم بأعمال السفارة الفرنسية في طهران، قالت نويمي كولر شقيقة سيسيل كولر "كل ما نعرفه هو أنهما مثلا أمام قاض أكد توجيه هذه التهم الثلاث، ونجهل متى أبلغا بهذه التهم. لكنهما لم يتمكنا بعد من استشارة محامين مستقلين".
حتى الآن كانت إيران تقول إن الفرنسيَّين متهمان بالتجسس من دون تحديد البلد الذي يتهمهما بالتجسس لحسابه. ولم تؤكد طهران بعد إذا كانت قد وُجّهت تهم جديدة إليهما.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن هذه التهم "إذا ما تأكد توجيهها، فهي غير مبنية على أي أسس على الإطلاق. سيسيل كولر وجاك باريس بريئان. لم نتبلّغ وعلى حد علمنا لم يجر النطق بأي حكم"، وحضّ السلطات الإيرانية على السماح لكولر وباري باستشارة محاميهما.
وتعرض سجن إوين، حيث كان الفرنسيان محتجزين حتى فترة قصيرة، لقصف إسرائيلي في 23 يونيو/حزيران الماضي أسفر عن سقوط 79 قتيلا، بحسب طهران التي أعلنت أنها نقلت بعضا من السجناء منه من دون الكشف عن هوياتهم.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أول أمس إن دبلوماسيا فرنسيا زار كولر وباريس اللذين انقطعت أنباؤهما بعد الضربة الإسرائيلية على السجن. ولطالما أكد بارو أن الإفراج عنهما أولوية لفرنسا.
إعلانواستمرت الزيارة القنصلية التي تمت في سجن بجنوب العاصمة 35 دقيقة وجرت "تحت مراقبة شديدة بحضور حراس"، على ما أفادت نويمي كولر. وأوضحت "للمرة الأولى كانت سيسيل وجاك معا خلال هذه الزيارة لكن ما من مؤشر يفيدنا بأن هذا مكان اعتقالهما".
وروت نويمي كولر، بالاستناد إلى محضر الزيارة القنصلية التي أطلعتها عليه وزارة الخارجية، أن كولر وباريس "سمعا 3 ضربات أدت إلى ارتجاج جدران زنزانتهما" خلال قصف سجن إوين. وأضافت "شاهدا سجناء ولا سيما سجناء مع جاك أصيبوا بجروح (..) لكنهما لم يتعرضا شخصيا للإصابة".
يذكر أن فرنسا رفعت في مايو/أيار الماضي قضية في محكمة العدل الدولية ضد إيران تتهمها بانتهاك الحق في الحماية القنصلية، في محاولة للضغط على طهران بشأن احتجاز كولر وباري المقبوض عليهما منذ مايو/أيار 2022.
وتتهم باريس، وعواصم أوروبية لديها مواطنون معتقلون في إيران، طهران بممارسة "دبلوماسية الرهائن" للضغط في المحادثات الحساسة حول الملف النووي العالق في طريق مسدود منذ سنوات والحصول على رفع العقوبات المفروضة على البلاد.
وتشهد العلاقات بين إيران وفرنسا توترا شديدا في حين تأخذ طهران على الدول الغربية عدم إدانتها للضربات الإسرائيلية التي طالت مواقع عسكرية ونووية في يونيو/حزيران الماضي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إيران تنسحب من اتفاق القاهرة النووي: لا اتفاق نووي ولا تفتيش دولي
قررت إيران الانسحاب رسميًا من الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي في القاهرة، برعاية مصرية، وذلك على خلفية إعادة تفعيل آلية "سناب باك" وعودة العقوبات الدولية ضد طهران.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن الاتفاق الذي وقّعه في 9 سبتمبر مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، لم يعد قائمًا، معتبرًا أنه فقد صلاحيته كأساس للتعاون بعد المتغيرات السياسية الأخيرة، وعلى رأسها تفعيل العقوبات.
وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية عقب لقائه سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في طهران، أوضح عراقجي أن طهران ستُعلن قريبًا عن رؤيتها الجديدة للتعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرًا إلى أن المستجدات الإقليمية والدولية "تفرض على إيران اتخاذ قرارات تتناسب مع الوضع الجديد".
واعتبر الوزير الإيراني أن تفعيل آلية "سناب باك" غيّر كل المعطيات، تمامًا كما فعل الهجوم العسكري الأخير، مضيفًا أن "اتفاق القاهرة لم يعد مجديًا أو ذا صلة بالواقع الراهن".
وتتيح آلية "سناب باك" — المندرجة في إطار الاتفاق النووي الإيراني وقرار مجلس الأمن 2231 لعام 2015 — لأي طرف من الأطراف الموقّعة (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران تلقائيًا، دون الحاجة لتصويت جديد في مجلس الأمن، في حال تم التأكد من أن طهران لا تلتزم ببنود الاتفاق.
وكان الاتفاق الذي وُقّع في القاهرة في 9 سبتمبر بوساطة مصرية، من خلال وزير الخارجية بدر عبد العاطي، قد جاء بهدف استئناف التعاون التقني والتفتيش النووي بعد أن علّقت إيران تعاونها مع الوكالة في يوليو، عقب هجوم إسرائيلي–أمريكي مشترك استهدف منشآتها النووية في يونيو، خلال حرب استمرت 12 يومًا.
وتضمّن الاتفاق "آليات عملية" لإعادة تفعيل عمليات التفتيش بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي، مع التركيز على الشفافية وحماية السيادة الإيرانية، كما نُظر إليه كخطوة أولى لإعادة بناء الثقة بين طهران والوكالة الدولية.
ورغم إشادة المدير العام للوكالة رافاييل غروسي بالاتفاق، واعتباره "خطوة في الاتجاه الصحيح"، إلا أن عراقجي كان قد حذّر في وقت سابق من أن تفعيل آلية "سناب باك" سيُسقط الاتفاق تلقائيًا، وهو ما حدث بالفعل مع تصاعد التوترات الأخيرة.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن