علماء يحاولون الوصول إلى علاج لإبطاء الشيخوخة
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
في اختراق علمي جديد، نجح باحثون من جامعة كاليفورنيا - سان دييغو في إبطاء الشيخوخة لدى الفئران المسنة باستخدام جزيء صغير من الحمض النووي الريبي يُعرف باسم miR-302b. الدراسة التي نُشرت في مجلة Cell Metabolism، كشفت أن هذا الجزيء يمكنه تقليل علامات الشيخوخة وتحسين الصحة العامة، مما يفتح الباب أمام إمكانية استخدامه مستقبلاً في إبطاء التقدم في العمر لدى البشر.
تعتمد فكرة البحث على فهم التغيرات التي تطرأ على الخلايا مع التقدم في العمر، حيث تتوقف بعض الخلايا عن الانقسام وتبدأ في إفراز مواد التهابية تُضعف قدرة الجسم على مقاومة الأمراض مثل السرطان والسكري وأمراض القلب. وهنا يأتي دور miR-302b، وهو أحد جزيئات الـ microRNA، التي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم عمل الجينات، وقد أثبتت التجارب أنه يساهم في تحسين المناعة وقمع الخلايا السرطانية، بل ويعيد تنشيط الخلايا المسنة عبر الحويصلات الخارجية (exosomes) المستخرجة من الخلايا الجذعية.
لاختبار فعالية هذا الجزيء، قام الباحثون بحقن مجموعة من الفئران المسنة، التي تعادل أعمارها البشرية 60-70 عامًا، بحويصلات تحتوي على miR-302b، بينما تلقت مجموعة أخرى محلولًا ملحيًا. وبعد فترة من المتابعة، ظهرت نتائج غير متوقعة؛ إذ عاشت الفئران التي تلقت العلاج لمدة أطول بنحو 4.5 أشهر، وهو ما يعادل 10-15 عامًا بالنسبة للإنسان. كما استعادت كثافة فرائها، وحافظت على وزن صحي، وأظهرت توازنًا وقوة عضلية ملحوظة، بالإضافة إلى تحسن في قدراتها الإدراكية، حيث نجحت في اجتياز الاختبارات المتعلقة بالذاكرة بشكل أسرع. والأهم من ذلك، أظهرت الفئران انخفاضًا بنسبة 50% في مستويات البروتينات الالتهابية، التي عادة ما تتراكم مع التقدم في العمر، مما يشير إلى تأثير مباشر على تقليل الشيخوخة الخلوية.
لكن رغم هذه النتائج المبشرة، يحذر العلماء من التسرع في اعتبار miR-302b علاجًا مضمونًا للشيخوخة. فما زالت هناك تساؤلات حول ما إذا كان هذا الجزيء قد يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة على البشر، مثل زيادة خطر الأورام السرطانية، إذ إن الفئران تعيش لفترة قصيرة نسبيًا، مما قد لا يكون كافيًا لرصد تأثيرات طويلة الأمد مثل نمو الأورام.
إيرينا كونبوي، مهندسة الطب الحيوي وأحد المشاركين في البحث، أكدت على أهمية هذا الاكتشاف، لكنها شددت على ضرورة إجراء مزيد من التجارب لضمان أمانه قبل التفكير في استخدامه سريريًا، قائلة: "النتائج مشجعة للغاية، لكن الطريق لا يزال طويلًا. يجب أن نتأكد من أن هذا العلاج لا يحمل آثارًا جانبية خطيرة قبل اختباره على البشر."
لا شك أن هذا البحث يمثل خطوة هامة نحو فهم أعمق لآليات الشيخوخة، وإذا ثبتت فعالية miR-302b وأمانه في التجارب المستقبلية، فقد يكون ذلك نقطة تحول في الطب التجديدي، ما قد يمهد الطريق لعلاجات قد تساعد البشر في العيش لفترة أطول وبصحة أفضل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة باحثون جامعة كاليفورنيا الشيخوخة الصحة صحة باحثون الشيخوخة جامعة كاليفورنيا المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
صاحبة السمو تفتتح جناحا جديدا لزراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم للأطفال في سدرة للطب
افتتحت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، جناحا لزراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم للأطفال في سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، والذي يختص بعلاج الأطفال المصابين بأمراض الدم واضطرابات الجهاز المناعي والاضطرابات الوراثية.
وقامت صاحبة السمو بجولة تفقدية عبر مرافق الجناح وتحدثت مع الفرق السريرية العاملة به، فيما جرى إطلاع سموها على الدور الذي يضطلع به برنامج زراعة الخلايا الجذعية في تطوير الرعاية وتوفير العلاج بالخلايا الجذعية، وتقديم العلاج الجيني للأطفال في قطر والمنطقة.
ورافق سموها خلال الجولة سعادة السيد منصور بن إبراهيم بن سعد آل محمود وزير الصحة العامة، وأعضاء مجلس إدارة سدرة للطب والدكتورة إيابو تينوبو كارتش الرئيس التنفيذي، والبروفيسور إبراهيم جناحي، الرئيس الطبي.
ويمثل هذا الجناح جزءا أساسيا من برنامج زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم لدى سدرة للطب، والذي يستعين بعلاجات شافية لتوفير الرعاية والعلاجات المنقذة لحياة الأطفال الذين يصابون بأمراض الدم والسرطان، بما في ذلك الأورام الحميدة والخبيثة مثل سرطان الدم والليمفوما والثلاسيميا وفقر الدم المنجلي ونقص المناعة والاضطرابات الأيضية.
تعرف عملية زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم أيضا باسم عملية زراعة نخاع العظم، ويتم خلالها استبدال نخاع العظم المريض أو التالف بخلايا جذعية سليمة من المريض (ذاتية المنشأ) أو من أحد المتبرعين (غيرية المنشأ).
وقالت الدكتورة إيابو تينوبو كارتش الرئيس التنفيذي لسدرة للطب، إن افتتاح جناح زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم للأطفال، وهو الأول من نوعه في البلاد، خطوة هامة في إطار مساعي سدرة للطب من أجل تعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية المنقذة لحياة الأطفال في قطر والمنطقة.
وأضافت أنه في ظل النمو الذي يشهده برنامج زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم، سوف يؤدي الجناح دورا حيويا في تقليص الحاجة إلى الإحالات الخارجية، وفي ترسيخ مكانة قطر كمركز رائد في تقديم العلاجات المتقدمة للأطفال مثل العلاج الخلوي والعلاج الجيني، حيث يسعى سدرة للطب من خلال ذلك إلى توفير رعاية مستدامة وعالية الجودة لمرضاه وعائلاتهم بالقرب من أوطانهم.
من جهته قال البروفيسور إبراهيم جناحي الرئيس الطبي لسدرة للطب، إن افتتاح جناح لزراعة الخلايا الجذعية في سدرة للطب يؤكد الالتزام بدعم رؤية قطر الوطنية 2030، كما يرسخ أسس الاقتصاد القائم على المعرفة من خلال بناء الخبرات الوطنية في الطب الدقيق والتجديدي.
وأضاف أن هدف سدرة للطب هو ضمان حصول كل طفل في قطر على أفضل العلاجات الممكنة بالقرب من بيته والقائمة على التميز السريري.
وصمم هذا الجناح الجديد الذي يديره قسم أمراض الدم والأورام في سدرة للطب، خصيصا لمرضى الأطفال دون سن 18 عاما، بينما ينقسم الجناح إلى قسمين رئيسيين هما قسم الأطفال الذين يخضعون لزراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم، وقسم المرضى من ذوي التشخيصات المعقدة لأمراض الدم والأورام، مثل السرطان، والتي تتطلب علاجا كيميائيا مكثفا ورعاية داخلية.
ويتميز الجناح الذي يتوفر فيه 20 سريرا كسعة مبدئية، بمرافق متطورة تشمل مرافق عزل عالية المستوى تتوافق مع المعايير الدولية لمكافحة العدوى.
ومن المقرر أن يبدأ الجناح في استقبال المرضى لإجراء عمليات زراعة ذاتية في أواخر يونيو الجاري، فيما تجري الاستعدادات لتوفير الرعاية للمرضى الداخليين من الأطفال الذين سيخضعون لعمليات الزراعة من متبرعين آخرين في مرحلة لاحقة.
وقال الدكتور أيمن صالح رئيس قسم طب أمراض الدم وأورام الأطفال وخدمات زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم في سدرة للطب، إن برنامج زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم في سدرة للطب يجمع بين تخصصات رئيسية من أجل تقديم رعاية متقدمة وعلاجية للأطفال الذين يعانون من حالات مرضية معقدة.
وأضاف أنه في ظل نجاح سدرة للطب في إجراء أربع عمليات زراعة خلايا ذاتية والاستعدادات الجارية حاليا لإجراء عمليات الزراعة للخلايا الغيرية في المستقبل القريب، فإنه يرسي أساسا متينا للعلاج الخلوي للأطفال في قطر، وتعتبر هذه الخدمة دليلا على نهج الرعاية المتمحورة حول الأسرة والعلاج الرائد الذي نوفره لجميع مرضانا."
وبالإضافة إلى علاج المرضى المصابين بأمراض الدم المختلفة والسرطانات، يعتبر برنامج زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم في سدرة للطب جزءا أساسيا من استراتيجية الطب الدقيق الهادفة إلى تعزيز برامج الأبحاث الجينومية الخاصة باضطرابات المناعة الذاتية لدى الأطفال وكذلك الأمراض الوراثية والنادرة.
ويدعم برنامج زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم فريق مؤهل في العمل المخبري، فيما يحظى باعتماد منشأة ممارسات التصنيع الجيدة، حيث يعمل تحت إشراف مركز العلاج الخلوي المتقدم.
ويتولى مركز العلاج الخلوي المتقدم عمليات معالجة وحفظ الخلايا الجذعية المكونة للدم بالتبريد، فيما يدعم حاليا مكانة سدرة للطب كي يصبح مركزا رائدا لتقديم علاج "كاسجيفي" Casgevy، وهو علاج جيني لكل من مرض الثلاسيميا ومرض فقر الدم المنجلي.
وقالت الدكتورة كيارا كوجنو مديرة مركز العلاج الخلوي المتقدم ومنشأة ممارسات التصنيع الجيدة في سدرة للطب، إن مختبر سدرة، الحاصل على شهادة ممارسات التصنيع الجيدة، يعد عاملا أساسيا في تقديم علاجات خلوية آمنة وفعالة، وإنه من خلال الالتزام بأعلى معايير معالجة الخلايا وحفظها بالتبريد، فإنه يتم دعم العلاجات الدقيقة للأطفال المصابين بالسرطان وأمراض الدم والاضطرابات المناعية، ويسهم ذلك بشكل أساسي في ضمان حصول كل طفل على أفضل رعاية شخصية ممكنة. ومن المقرر أن تكون جميع خدمات برنامج زراعة الخلايا الجذعية متاحة للمرضى في قطر وخارجها، حيث ينتظر أكثر من 50 طفلا حاليا عمليات زراعة في قطر.
وتشمل المراحل المستقبلية لبرنامج زراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم توسيع نطاق زراعة الخلايا الغيرية المنقولة من متبرعين، وإدخال علاجات الخلايا التائية والعلاجات الجينية. ويضم برنامج زراعة الخلايا الجذعية في سدرة للطب فريقا متعدد التخصصات من الأطباء المتخصصين، وطاقما مدربا على فصل مكونات الدم، وطواقم تمريض متخصصة في زراعة الخلايا الجذعية وأخصائيي الرعاية الصحية المساندة.
كما يضم فريق الرعاية خبراء في علم المناعة والأمراض المعدية والأشعة وعلم النفس والصيدلة والتغذية وحياة الطفل والعمل الاجتماعي. ويضمن هذا النهج المتكامل تقديم رعاية شاملة تتمحور حول المريض طوال الرحلة العلاجية لعملية الزراعة.
ويخضع كل طفل قبل عملية الزراعة لتقييمات دقيقة في العيادات الخارجية لسدرة للطب للتأكد من جاهزيته للعملية، وبعد دخولهم المستشفى، يخضع الأطفال للعلاج الكيميائي التكييفي وذلك لتهيئة أجسامهم لزرع الخلايا الجذعية، وبعد ذلك، يخضعون لمراقبة دقيقة للغاية خلال مرحلة عدم التنسج، حينما يكون جهازهم المناعي في أضعف حالاته. ويمكث معظم المرضى بالمستشفى لفترات تتراوح ما بين 30 إلى 40 يوما، ويواصلون عقب خروجهم، تلقي الرعاية من خلال المتابعات الدورية بالعيادات الخارجية. بالإضافة إلى الرعاية الطبية والتمريضية، يقدم سدرة للطب خدمات الدعم للمرضى وعائلاتهم، بما في ذلك العمل الاجتماعي، وأخصائي التمريض السريري وإدارة الحالات، وفي حين يجري العمل من أجل تشكيل مجموعات الدعم الرسمية، يستمر التواصل مع العائلات طوال عملية الرعاية.