مدحت العدل يكشف حكايته: بدأت طبيبًا ثم خلعت البالطو الأبيض وأمسكت القلم
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
كشف الكاتب والسيناريست مدحت العدل عن مفاجآت فى حياته، قائلا: بدأت طبيبا ثم خلعت البالطو الأبيض لكى أمسك القلم وأتجه إلى الفن لكى أحقق هوايتى المفضلة.
جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذى نظمه مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية، مساء الخميس، مع الكاتب والشاعر الكبير مدحت العدل بحضور الأديب عادل حراز ومن تقديم وليد عدنان، تحدث فيه عن أعماله الفنية والأدبية وتجاربه العديدة في التلفزيون والمسرح والتأليف الموسيقى، وكذلك الحديث عن آخر أعماله وأحدث إصداراته الأدبية ديوان إنسان عادي عن الناس ومشاعرهم وأحلامهم البسيطة وأوهامهم وحواديتهم ومصر والمصريين، ويتناول الديوان تفاصيل حياتيه كثيره في حياه مدحت العدل.
قال الكاتب والسيناريست مدحت العدل إنه من مواليد مدينة المنصورة في مصر، وهي مدينة كوزموبوليتانية، ثم انتقل إلى حي شبرا بالقاهرة، وهو حي كوزموبوليتاني أيضا، وهذا ما زرع فيه ثقافة تقبل الآخر وحب كل الناس وكل الأديان. أن ثقافة تقبل الآخر التي غرست فيه ترجمها إلى واقع، أنا طبيب مثل أطباء آخرين، عملت 11 عاماً فى هذه المهنة، أرتدى البالطو الأبيض وأكشف على المرضى وأصف لهم الدواء، ثم درست ماجستير فى طب الأطفال، وكنت أستعد للدكتوراه، لكن فجأة وجدت نفسى على «تراك»، آخر مختلف تماما.
وعن معيار نجاح الأفلام والمسرحيات يرى العدل أن هناك عوامل كثيرة لا بد من توافرها لإنجاح أي عمل ومن أهمها إجادة العمل وحب صناعته، إلى جانب معرفة ماذا يريد الجمهور في هذه الفترة، وماذا تحتاج السينما والمنصات، ومن خلال عمل تقصٍّ وبحث للوضع توجد الفكرة التي لا بد أن يهتم بها طاقم العمل لحد الهوس لإيصالها بصدق للجمهور.
بدأت هواية الشعر لدى مدحت العدل في المرحلة الإعدادية، وشهدت السنة الأولى له في كلية الطب بداية انطلاقته الفنية عندما كتب أغنية «جات من الغريب ولا جاتش منك» التي غناها المطرب محمد الحلو وحققت نجاحاً كبيرا، وبعدها سجل دخول بداية عصر جديد في الأغاني بظهور الفنان عمرو دياب الذي كتب له العدل الكثير من أغانيه منها «راجعين - كان عندك حق - ورصيف نمرة خمسة...». ومن خلال عمرو دياب كتب مدحت العدل أول فيلم له «آيس كريم في جليم».
ورغم نجاح العدل في كتابة الكثير من الأفلام السينمائية والمسلسلات المهمة، فإنه يقول إن أكثر ما يستمتع بكتابته هو الشعر أو كلمات الأغاني. والتي جمعها العدل في ثلاثة دواوين وهي رصيف نمرة خمسة، وشبرا مصر وفوضى المشاعر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية مدحت العدل مركز الحرية للإبداع لقاء مفتوح مدحت العدل
إقرأ أيضاً:
فليصمت القلم .. من شِدّة الألم
صراحة نيوز ـ عوض ضيف الله الملاحمة
(( نثرٌ مسجوع ))
الكتابة وسيلة للتعبير ، والقلم أداة هذه الوسيلة . للخوض بما يدور ، والتحذير ، والتنبيه ، ووسيلة للتغيير ، والتنبؤ بما سيؤول إليه المصير ، والمدى الذي ستذهب اليه الأمور . وتغيير المصير هنا يكون إما بتغيير المُطالَب بتغييره ، او تغيير مصير من يطلب التغيير نفسه ، سواء بلجمه ، او إخراسه ، او تهديده ، او يكون السجن هو المصير . والعجيب هنا ان السجّان المطالب بمراقبة المسجون هو الذي يطالِب المسجون بتحسين وضعه ، هو ومجتمعه المنكوب .
وعليه ، أستغرب غرابة شديدة ، وأتساءل : لماذ لا يُخرِس قلمه المسجون حتى لا يُزج في غياهب السجون . الإنخراس أحياناً يكون مُنجٍ للناس ، من الإنغماس ، في شأن عامٍ هو كشخص نصيبة منه بسيط ، والأثر الكبير يكون عاماً ، طاماً ، شاملاً يطال كل الناس . ويتأثر به الفقير ، الذي ليس له سند ولا نصير ، والذي أرقى وظائفه لا تتجاوز الغفير ، الذي يكون مكتوباً على جبينه ان لا يبرح مرتبة الفقير .
وليترك كل من وصل مرحلة ان يكون ( زير ) . زيراً ، او وزيراً ، او زير نساء ، او زيراً في التملق والرياء ، او زيراً في النهب والسلب وقلة الحياء . ان تكون زيراً ، افضل لك من ان تكون فقيراً . ومن الغباء ان تبقى في خانة الفقراء ، وانت بإمكانك ان تكون جديراً بأن تكون زيراً ، غنياً ، ثرياً ، وفيراً ، غزيراً ، بكل ما يمكن تملُّكِهِ ، بعيداً ان املاك والدك ، ووالدتك ، والتكسب من المال العام سهل الوصول اليه ، وما اكثر من يوصلونك اليه ، ولا تنتفع به وحدك ، بل منفعة جماعية شبه عامة ، من الساقطين ، اللاقطين ، المتصيدين ، المتلذذين بالحرام البواح . ولا يهمهم ، كل من إشتكى ، وصاح ، او بالسر أعلن وباح ، وانتشرت رائحته العفنة وفاح . بعيداً عن النصح والارشاد ، والتفلسف بالحرام والحلال ، مادام كل الخير بين يديك طاح ، ولعاب النفس عليه ساح . فاعتبره حلالاً مباح ، بدل ان يكون حراماً بواح . فلا فرق في الدنيا بينهما ، المهم امتلاك المفتاح ، امتلاك الفلوس الذي يسهِّل الحصول على كل شيء ، فغير الممكن يصبح ممكناً ، عندما تفتح الخزنة ، ويكون الذهب قد طاح ، ولاح ، ولمع ، ولك في كل شيء شفع ، ونفع ، وعنك البلاء الدنيوي دفع ، ومن شأنك الدنيوي قد رفع .
هذا هو النهج الجديد الذي ربنا لم يشرعنه ، ولا سوّاه ، وكل انسان مستقيم عنه نهاه . ومن حُسن الخُلق نبذه وأقصاه . لمن يود ان يكسب آخرته بدل دنياه . ويفوز بحسن الخاتمة ويفوز بما وعده ربه وأعطاه . ليكون كريماً ، عفيفاً ، نزيهاً ، شريفاً ، وبالرضى ربه اقنعه بما اعطاه .
ليتنا نفيء الى قانون الكون العادل ، الصائب ، ونكتفي بما حلله رب العباد ، ونهج كل من اصطفاه ، من الأنبياء والرسل ، وكل انسان بأحسن صورة خلقه وسواه .
غمّة ، او عتمة ، او صدمة ، او لحظة عِفة طغت وغطت على قلبي قبل ناظريّ في لحظة قهرٍ على إنحدار متسارع نحو هاوية أخلاقية ، وسلوكية ، وتعاملية حتى يصل العبد منتهاه .
ليتنا نكون أطهاراً ، ليلاً ، ونهاراً ، في سرنا والعلن ، في الرخاء والمحن ، في العسر واليسر ، في الظلمات والنور ، ونسعد بتغريد العصفور ، والشمس مبهجة وحولنا تدور ، ونكون أنقياء من شهادة الزور ، وان لا نسكت على الخطأ صمت القبور . ونخرج من العيش في عصرنا الى عصر الديناصور . ونكون الخاسرين في الآخرة ، ونبكي عندما تدور علينا الدائرة ، ونكتوي بنارها الخالدة .
الا يا ليتني كنت عصفور ، لا علم لديّ كيف الدنيا تدور . وكل همّي إلتقاط حبة من بذور . وحتى لا أُجبر على الصمت ، وانا ارى عدونا الجبان قد اصبح هو الجَسور . يستبيحنا تماماً ، ويدعي انه هو المسكين المظلوم ، المغدور ، المقهور .
فليصمت القلم ، ولتكسر الأقلام ، ولا أحد يلام ، نتيجة ظروف صعبة وسوء منتشر ومستدام .