أركان الوضوء.. علي جمعة يصحح خطأ شائعا في مسح الرأس والمضمضة
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
تعد أركان الوضوء هي الفرائض الثابتة في كتاب اللَّه سبحانه وتعالى والمتفق عليها عند الأئمة أربعةٌ، حيث إن الوضوء شرط أساسي لصحة الصلاة ، والتي هي ثاني أركان الإسلام الخمس، كما أن الوضوء سبب لمغفرة الذنوب ، ومن ثم ينبغي معرفة أركان الوضوء لنيل فضلها العظيم ، وكذلك أداء ركن الصلاة على أتم وجه ، كما أمر الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك أركان الوضوء ستة وردت بقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) الآية 6 من سورة المائدة.
وأوضح “ جمعة ” عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: ( ما أركان الوضوء ؟)، أن أركان الوضوء هي : النية عند غسل الوجه فالنية محلها القلب ، وغسل الوجه، فغسل اليدين إلى المرفقين ثم مسح بعض الرأس، منوهًا بأن مسح بعض الرأس ولو شعره يعني أي جزء حتى أنه يكفي مسح مقدمة الشعر أو أي جزء في الرأس فقد تم المقصود.
سنن الوضوءوأضافت أن المقصود برؤوسكم فالباء هنا للتبعيض أي بعض رؤوسكم، غسل الرجلين إلى الكعبين والكعب هو العظمتين البارزين على جانبي القدم، والترتيب الوارد في الآية، ومن ثم فإن أركان الوضوء هي ستة، مشيرًا إلى أن المضمضة والاستنشاق ليست أركان وإنما هي سُنن أي يصح دونها الوضوء.
وتابعت: ومن السُنن أيضًا البسملة والمضمضة والاستنشاق، ومسح الرأس كلها إقبالاً وإدبارًا، ينبغي عدم الاستهانة بهذه الأمور لما لها من آثار طيبة على نفسية العبد وهدوءها وسلامها وأمانها وطمأنينتها وحنانها ، فضلاً عن جوانبها الحسية من النظافة وما نحوها فالاستنشاق يحمي الإنسان من كثير من الأمراض التي يُصاب بها الناس.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
هل تركيب الأظافر الصناعية من الوصل المحرم وحكم الوضوء بها ؟.. إعرف الضوابط الشرعية
ورد إلى دار الإفتاء المصرية استفسار من إحدى السيدات تقول فيه " هل يجوز تركيب الاظافر البلاستيك وهل هي من الوصل المحرم وحكم الوضوء بها ؟
وأوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن تركيب الأظافر الصناعية في ذاته لا يُعد أمرًا محرمًا، إذا كان الغرض منه التزين، بشرط أن تقوم المرأة بإزالتها عند الوضوء؛ لأنها تشكّل حاجزًا يمنع وصول الماء إلى البشرة، وهو ما يؤثر على صحة الطهارة.
وفي سياق متصل، تم توجيه سؤال آخر حول ما إذا كان تركيب الأظافر الصناعية يُعتبر من الوصل المنهي عنه شرعًا.
وقد تناول الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، هذه النقطة خلال مقطع مصوّر نُشر على قناة الإفتاء عبر موقع يوتيوب.
وأوضح أن تركيب الأظافر الصناعية لا يدخل في باب تغيير خلق الله، ولا يُعد من الوصل، لأن الوصل المنهي عنه شرعًا يختص بالشعر فقط، ولا يشمل الأظافر.
وأشار الشيخ الورداني إلى أن تزيّن المرأة بتركيب الأظافر الصناعية جائز شرعًا، على أن يتم نزعها عند الوضوء حتى يصل الماء إلى الأظافر الطبيعية، إذ إن غسل اليدين إلى المرافق ركن أساسي من أركان الوضوء، ولا يتحقق مع وجود ما يمنع وصول الماء. وبناءً على ذلك، فإن تركيب الأظافر الصناعية مباح ولا حرج فيه من الناحية الشرعية مع مراعاة شرط الطهارة.
حكم الصلاة في حال وجود طلاء الأظافر
ومن جانب آخر، تناولت دار الإفتاء المصرية حكم الصلاة في حال وجود طلاء الأظافر، وذلك ردًا على سؤال مفاده أن طلاء الأظافر المصمت الذي يمنع وصول الماء إلى الظفر يُعد مانعًا من صحة الوضوء، وأنه يجب إزالته قبل الوضوء، ثم هل تصح الصلاة بعد ذلك مع وجوده. وجاءت الإجابة بأن طلاء الأظافر يُعد من وسائل الزينة المباحة للمرأة، وقد تُؤجر عليه إذا قصدت به التزين لزوجها وإدخال السرور عليه.
واستندت دار الإفتاء في ذلك إلى ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُئل: أي النساء خير؟ فقال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله.
كما أورد الإمام الطبري في تفسيره أثرًا عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما قال فيه: إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي؛ لأن الله تعالى يقول: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف.
وبيّنت دار الإفتاء أن المشكلة لا تكمن في طلاء الأظافر نفسه، وإنما في كونه مادة عازلة إذا منعت وصول الماء إلى الظفر، فإن ذلك يؤدي إلى عدم اكتمال الوضوء أو الغسل.
فالله سبحانه وتعالى أمر بغسل أعضاء محددة في الوضوء، كما ورد في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين، وهذا يقتضي تعميم الغسل على العضو كاملًا دون وجود ما يحول دون وصول الماء.
وأكدت الدار أن وجود أي حاجز يمنع الماء من الوصول إلى أي جزء من أعضاء الوضوء يجعل الطهارة غير صحيحة، حتى لو كان هذا الحاجز يسيرًا. وقد شدد الشرع الشريف على إتمام الوضوء وإسباغه، حيث ورد في الصحيحين عن سيدنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ويل للأعقاب من النار.
كما روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلًا يصلي وفي ظهر قدمه موضع لم يصبه الماء، فأمره بإعادة الوضوء والصلاة.
وأشار عدد من الفقهاء إلى هذا المعنى بوضوح، ومنهم الإمام الدردير المالكي الذي نص في الشرح الصغير على أن من شروط صحة الوضوء عدم وجود أي حائل يمنع وصول الماء إلى البشرة، كالشمع أو الدهن المتجمد على العضو، أو ما يشبه ذلك من المواد التي تعيق وصول الماء.