مفتي الجمهورية يوضح الحكمة الإلهية لفرض الزكاة وشروط استحقاقها.. فيديو
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن الزكاة شُرعت لتحقيق معاني عظيمة وقيم نبيلة، مشيرًا إلى أن هذه الفريضة تجمع بين العبادة والإنسانية في آنٍ واحد.
وأضاف «عياد» في حواره مع الإعلامي حمدي رزق، خلال برنامج «اسأل المفتي»، المذاع على قناة «صدى البلد»، أن الزكاة تمثل إنفاقًا على "عيال الله"، كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أمر يعكس الرحمة والتكافل بين أفراد المجتمع.
أوضح المفتي، أن النفس الإنسانية جُبلت على حب المال، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا"، مشيرًا إلى أن الزكاة تأتي لتطهر النفس من الأنانية وحب الذات، وتُبعد الفقير عن مشاعر الحقد والحسد.
وأوضح المفتي أن هذه الفريضة تسهم في بناء علاقة متبادلة بين الغني والفقير، حيث يدعو الفقير للغني بالبركة في المال والعمر والعمل، مما يرسخ قيم المحبة والمودة، كما أن الزكاة تمثل نوعًا من التكافل الاجتماعي، كما أوضح النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا".
وأكد مفتي الجمهورية، أن هذه العبادة تُظهر التعاون بين الغني والفقير، الكبير والصغير، مما يعزز التماسك المجتمعي.
وحدد المفتي شروط الزكاة، تتمثل في بلوغ النصاب ومرور الحول، ولكن هناك حالات تستدعي النفقة والصدقة حتى لو لم تتحقق شروط الزكاة، مشددا على أهمية الصدقة، التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم إنها "تطفئ نار الرب"، وتزيل الخطايا، وتخلق الحب والمودة بين الناس.
وأوضح عياد أن الزكاة يمكن إخراجها للأقارب الذين لا يقع الإنفاق عليهم ضمن الواجب الشرعي، كأبناء العم والخال، شريطة ألا يكونوا ممن يجب على المزكي الإنفاق عليهم، وهي تجوز لكل مستحق.
وحذر المفتي من خطورة عدم إخراج الزكاة وكنز المال، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ."
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الزكاة ليست مجرد عبادة مالية، بل هي وسيلة لتطهير النفس، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وحماية الإنسان من الانغماس في حب المال، مما يعزز القيم الإنسانية ويضمن التوازن المجتمعي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نظير عياد مفتي الجمهورية اسأل المفتي المزيد مفتی الجمهوریة أن الزکاة
إقرأ أيضاً:
التهافت على المال
الله عز وجل لما خلق البشرية جعل بينهم الرحمة والمودة والإنسانية واللطف، فلا يمكن أن تستقيم الحياة إذا انتفت الأخلاق السامية والرحمة بين البشر والتعاون فيما بينهم، لابد أن يكون مبدؤنا في عمارة الأرض هو التكاتف وخدمة الناس كل بما أعطاه الله، وأن تكون نظرتنا تشاركية في المغنم والمغرم ، الحياة لن تدوم والآيات القرآنية والأحاديث النبوية والكتب السماوية قد دلت على ذلك؛ بل وزهدت في الدنيا المؤقتة وأنها طريق إلى الجنة والحياة الأبدية ،
ولما خلق الله الدنيا جعل المال والبنون زينتها، قال الله تعالى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} المال هو عصب الحياة وهو من أسباب الرفعة في الدنيا ومع تكاثر المعاملات المالية أصبح الناس رأس ماليين الكل يفكر كيف ينمي ثروته سواء بتجارة أو بوظيفة مرموقة وهذا محمود،
ولكن غير المحمود عندما ينتقل حب المال إلى نفوسنا ويقتل الإنسانية والرحمة ويكون هو المحرك الأساس في التعامل والتواصل مع الناس، فلا نتحدث إلا بالمال ولا نعمل إلا لأجل المال ولا نتواصل إلا لأجل المال؛ بل حتى وصل بعضهم إلى بيع دينه ووطنه لأجل المال ،
فعندما يتَشرب قلبه بتلك الأرصدة البنكية قد يصل إلى مرحلة أن يتجرأ على أكل المال الحرام من ربا وتعاملات مشبوهة والكذب والتدليس وأخذ أموال الناس بغير حق والاستيلاء على حقوق اليتيم ويبيع وطنه بترويج المخدرات ، لأن منتهى غايته أن يصل إلى الدراهم والدنانير ويكنزها ولايفكر أنها سوف تغمسه في النار عند وضع الموازين بالقسط ، والبعض قد يكون أخذ المال بالحلال ولكن أصبح قلبه معلقاً بالدراهم وهي المحرك له،
فتمل الجلوس معه فلا يتكلم إلا عن كيفية كسب ذلك المال وماهي الطرق التجارية والأسهم التي ترفع من أرصدته البنكية ومحور تفكيره واهتمامه في الدنيا ، وعندما تنظر ماذا قدم للأخرة تجده محروماً لم يقدم إلا القليل لم يكفل يتيماً ولم يقضِ حاجة مسكين ولم يطعم جائعاً! صدأ قلبه عن الإنفاق فهو يرى أن ذلك ينقص من ماله ، عندما تحدث قضايا مجتمعية وتحتاج إلى من يتبنى الوقوف لحل تلك القضايا ينقسم الناس إلى قسمين قسم يتلذذ بالعمل ويجعل هدفه كيف يكون مساهماً في حل تلك القضية التي أرقت الناس فيقضي ليله ونهاره في التفكير في الحلول المنطقية وبكل احترافية يبتغي بذلك الأجر والمثوبة مع مايتقاضاه من أجور دنيوية إن تيسرت ولكن هدفه الرئيس هو قضاء حوائج الناس ،
وقسم آخر يفكر بماسيجنيه من تلك الأعمال فهمه كم سوف أحصل عليه من حفنة مال؟ ولا يعمل إلا إذا أخذ ويعطي بقدر ما أخذ لا تهمه تلك القضية حلت أم لا فمنتهى مراده كم ارتفع الرصيد البنكي فهؤلاء المساكين لم يذوقوا طعم الحياة الحقيقية فقد أعمى الله أبصارهم عن فعل الخير ، إن أعمال الخير إذا خالطها حب المال والتعلق به فسدت النية ،
فلا نجعل المال هو منتهى علاقاتنا وإنسانيتنا فنتقاطع ونتدابر ونتباغض فكم من أخ فارق أخاه لأجل حفنة مال وكم من زوج فارق زوجته لأجل الاختلاف على المال وكم من صديق فارق صديقه ودخلوا المحاكم لأجل المال وكم من أولاد اختلفوا مع والدهم لأجل المال وكم من أسر تقاطعت لأجل الميراث من الأموال وكم وكم أمثلة لاتعد ولاتحصى وهذه الفتنة التي تصدأ منها القلوب عظم رسول الله ﷺ شأنها، فقال:( إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال)،
ولذلك كان ﷺلا يخشى على أصحابه الفقر،( ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم )،
وفي الختام تأمل قصة قارون عندما رزقه الله سعة وكثرة من المال والرزق الوفير حتى فاضت خزائنه وكانت مفاتيحها يحملها المجموعة من الأشداء فطغى وبغى وتجبر على قومه وربما حرمهم من حقوقهم في ذلك المال ونصحه قومه بتمتع بالمال في الدنيا ولاينس الآخرة فإنها خير وأبقى ولكن غرته تلك النعمة فلم يستجب ونسبها إلى نفسه وعلمه ولم يسمع لنداء قومه وافتتن الناس به وتمنوا مكانه فعاقبه الله وخسف به و بداره الأرض فهي سنة كونية لاتبديل لخلق الله فمن طغى وتجبر في الأرض على عباد الله فلن يتركه الله سدى، اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا برحمتك يا أرحم الراحمين .