الجارديان تسلط الضوء على المدرجات الزراعية اليمنية.. قُدم البن اليمني "موكا" في أول مقهى بلندن عام 1652 (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على البن اليمني وجودته في العالم وعلى المدرجات الزراعية في البلاد الواقعة جنوب غرب الجزيرة العربية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن التربة التي تم تقديرها لقرون من الزمان، تحول المنحدرات اليمنية الشديدة الانحدار إلى أرض خصبة ومنتجة. حيث تم تقديم القهوة المزروعة هنا في أول مقهى في لندن عام 1652
وتطرق التقرير المعنون "عجائب بديلة.
نص التقرير:
أنت تعلم دائمًا أنك على وشك رؤية شيء مثير للاهتمام عندما يخلع سائق سيارتك حذائه ويمسك بدواسات القدم بقوة بمجموعة قوية من أصابع القدم المتصلبة.
كنت جديدًا في اليمن ولم يكن لدي أي فكرة عما أتوقعه. كل ما يمكنني رؤيته هو أننا كنا على هضبة جبلية حجرية نندفع نحو حافة الجرف في شاحنة بيك آب تويوتا لم يتذكر أحد صيانتها وفحصها.
اتجهت علامات الإطارات المتوازية المزدوجة على قمة الجبل المتربة إلى اليسار بشكل حاد وسقط الأفق بعيدًا في فراغ ضبابي مزرق. بدأ نزولنا: سلسلة من الاهتزازات والاصطدامات المروعة.
توقفنا لندور حول منعطف حاد، وقفزت من السيارة لأستمتع بالمنظر. ثم ألقيت نظرة أولى على أحد أعظم الإبداعات البشرية في العالم: المدرجات اليمنية.
فهي تمتد من القمة إلى قاع الوادي، وتتعرج حول محيطها، وهي إنجاز مذهل من الجهد الجماعي الذي تم تكراره في سلسلة الجبال التي تمتد من الحدود السعودية إلى النقطة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية عند عدن.
إن كل جدار من جدران الشرفة هو شهادة على فن البناء بالحجارة، حيث يبلغ ارتفاع بعضها ارتفاع المنزل للحفاظ على بضعة أمتار من التربة. وهذه التربة، التي تم جمعها بعناية واعتبارها كنزًا لقرون، تحول هذه المنحدرات الشديدة إلى أرض خصبة ومنتجة.
كان البن المزروع هنا يُقدم في أول مقهى في لندن عام 1652، على الرغم من أن الأصل الحقيقي في ذلك الوقت كان غامضًا للغاية لدرجة أنه كان يُعرف باسم ميناء البحر الأحمر حيث كان التجار يشترونه: موكا.
في كل مكان ترى الصنعة المعقدة والعناية المبذولة للسيطرة على التربة والاحتفاظ بها، ليس فقط المياه. بعض الصهاريج الحجرية أكبر بالكاد من حوض الاستحمام، والبعض الآخر بحجم حمام السباحة الأوليمبي مع أنظمة معقدة للوصول عبر الدرجات والحواف.
في الربيع، على أحد الجبال، جبل صبر بالقرب من مدينة تعز الجنوبية، مشيت عبر بساتين مظللة من أشجار البن واللوز والقات، مستمعًا إلى المزارعين وهم يتحدثون مع الأصدقاء الذين قد يكونون على بعد 100 متر فقط على شرفة عبر الوادي، لكنهم يقطعون مسافات طويلة سيرًا على الأقدام. تعمل جدران الشرفة كمقبرة أيضًا.
عندما يموت الناس، تتحول القرية بأكملها إلى حملهم عند الفجر وإدخال الجثة المكفنة خلف حجر. وآخر ما يفعله الجميع هو دفع الأقحوان وحبوب البن.
كانت العديد من المصاطب قديمة بالفعل عندما وصفها الباحث العربي في القرن العاشر أبو الحسن الحمداني بأنها أعجوبة العالم. والحقيقة أن المصاطب هي نتاج أجيال من التفاني البشري، حتى يومنا هذا.
صحيح أن بعضها سقط في حالة سيئة، لكن البعض الآخر لا يزال قائمًا، وبفضل إدارتهم للتربة والمياه، تظل رمزًا قويًا للاستدامة والعناية البيئية والحس السليم.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البن القهوة
إقرأ أيضاً:
مرصد أوروبي: الجفاف يطال 53% من أراضي أوروبا وحوض المتوسط في ماي الماضي
كشف المرصد الأوروبي للجفاف عن تأثر 53 في المائة من الأراضي في أوروبا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط بالجفاف خلال منتصف ماي الماضي.
وحسب بيانات المرصد، للفترة من 11 إلى 20 ماي الماضي، يعد هذا المعدل الأعلى من نوعه المسجل في هذه الفترة من السنة، وذلك منذ بدء عمليات الرصد عام 2012، وهو أعلى بأكثر من 20 نقطة من معدل الفترة الممتدة بين 2012 و2024 (30 في المائة).
ويجمع مؤشر الجفاف الصادر عن مرصد كوبرنيكوس الأوروبي، والمستند إلى عمليات رصد بالأقمار الاصطناعية، بين ثلاثة معايير تتمثل في هطول الأمطار ورطوبة التربة وحالة الغطاء النباتي، ويستنتج ثلاثة مستويات للجفاف (مراقبة وتحذير وإنذار).
وأوضح المرصد أن 42 في المائة من أنواع التربة في أوروبا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط كانت، خلال الفترة المرصودة، في حالة نقص في الرطوبة (مستوى التحذير)، و5 في المائة عند مستوى الإنذار، مما يعني أن الغطاء النباتي ينمو بشكل غير طبيعي.
وذكر أن دول شمال وشرق ووسط أوروبا تأثرت بشكل خاص، حيث بلغت مستويات التأهب ذروتها، فعلى سبيل المثال، كانت 19 في المائة من أوكرانيا في حالة إنذار، بينما شهدت دول أخرى وضعا مقلقا مثل بيلاروسيا (17 في المائة)، وبولندا (10في المائة)، وهنغاريا وسلوفاكيا (9 في المائة).
وفي الجنوب، وصلت مستويات الإنذار إلى 20 في المائة أو تجاوزتها في بعض الدول أو المناطق كسوريا، وقبرص، وفلسطين.
ورغم عدم إعلان حالة الإنذار، فقد تأثرت بعض الدول بشكل كبير بالجفاف على مختلف المستويات في منتصف ماي الماضي، خصوصا بريطانيا (98 في المائة من أراضيها). واستمر هذا الوضع في البلاد منذ منتصف مارس الماضي، حيث تأثرت نسبة 81 في المائة من التربة البريطانية في المعدل. وشهدت 60 في المائة من التربة هناك نقصا في الرطوبة (مستوى التحذير) خلال هذه الفترة.
يذكر أن البنك المركزي الأوروبي حذر، في 23 ماي الماضي، من المخاطر الاقتصادية الرئيسية التي يشكلها الجفاف، والتي تهدد حوالي 15 في المائة من ناتج منطقة اليورو في حال الازدياد المتوقع في وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة مع تغير المناخ.