الجزيرة:
2025-07-28@23:33:50 GMT

هكذا تبدو رفح بعد الاجتياح الإسرائيلي الكبير

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

هكذا تبدو رفح بعد الاجتياح الإسرائيلي الكبير

غزة- على أطلال منزله وعشرات المنازل الأخرى المجاورة التي تعود لأقاربه في مخيم الشابورة للاجئين وسط مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، وقف محمد أبو شعر يتحدث بحسرة عن حياة عامرة كانت هنا قبل أن تنهشها أنياب آليات عسكرية، وصواريخ وقذائف إسرائيلية اغتالت ذكريات تسكن في كل زاوية وشارع وحارة.

هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع، والتي يفصلها عن مصر محور صلاح الدين "فيلادلفيا" الممتد على مسافة حوالي 12 كيلو مترا من معبر رفح شرقا وحتى شاطئ البحر غربا، تعرضت لأطول عملية عسكرية إسرائيلية برية بدأت في 6 مايو/أيار الماضي، ولم تنته بعد.

ولا تزال قوات الاحتلال تحتفظ بمواقعها وسيطرتها على هذا المحور، ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الجاري، فإن محركات آلة القتل الإسرائيلية لم تهدأ ولا تزال تنفث الموت، وتخطف يوميا من أرواح العائدين إلى رفح.

خراب

وبحسب بيانات محلية، استشهد خلال الأيام الخمسة الماضية 20 فلسطينيا من سكان المدينة الذين عادوا إليها لمجرد إلقاء نظرة على ما تبقى من منازلهم.

تبدو الطريق إلى مدينة رفح موحشة، شوارعها مجرفة، والمنازل تهاوت، والكثير من معالمها من مساجد وأسواق وميادين عامة اختفت تماما وتحولت إلى أثر من بعد عين، وكأن "عاصفة مدمرة" مرت بهذه المدينة الصغرى بين محافظات قطاع غزة الخمس.

إعلان

ويقول أبو شعر للجزيرة نت "هذه ليست رفح، أين ناسها وشوارعها ومنازلها؟، أين المساجد والأسواق؟ كل شيء فيها تحول إلى خراب".

الدمار طال آلاف المنازل والبنى التحتية والمرافق العامة في مدينة رفح (الجزيرة) منطقة منكوبة

عندما دخل محمد المدينة وقف مذهولا من هول مشهد الدمار من حوله، كما وقف سكانها حيارى يتحسسون خطاهم بين الطرقات التي أغلقتها أكوام الركام، يسيرون بحذر وينظرون بعيون زائغة كغرباء في مدينة لم يزوروها من قبل، يسألون من يصادفهم عن معالم وعلامات بارزة تساعدهم كي يهتدوا إلى أماكن منازلهم وممتلكاتهم.

وأعلن رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي المدينة "منطقة منكوبة"، وقال -خلال مؤتمر صحفي سابق- إنها "تحولت إلى ركام وحطام بفعل العدوان الوحشي الممنهج، حيث هُجر أهلها قسرا ودُمرت منازلهم ولم يسلم حجر ولا بشر".

وبرأيه، فإن ما شهدته رفح ليس مجرد عملية عسكرية، بل هو فصل من فصول الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يهدف الى محو كل معالم الحياة، حيث أبيدت أحياء بكاملها ودمرت البنية التحتية وجرّفت الشوارع وأصبحت المدينة غير صالحة للعيش.

الاحتلال دمر مسجد الفاروق في مخيم الشابورة للاجئين أحد أقدم مساجد مدينة رفح (الجزيرة) نتائج صادمة

تكشف التقديرات الأولية لبلدية رفح عن نتائج صادمة للكارثة التي حلت بالمدينة كالتالي:

تدمير 30 مقرا لبلدية رفح -من أصل 36- بالكامل بما في ذلك المبنى الرئيسي.  %60 من المنازل السكنية سويت بالأرض، وهو ما يعادل 16 ألف بناية تحوي 35 ألف وحدة سكنية تم تدميرها. تدمير 15 بئر مياه من أصل 24. تعرض 70% من شبكات الصرف الصحي للتخريب، مما حول المدينة إلى بيئة موبوءة بالأمراض. تدمير وتجريف 291 كيلو مترا طوليا من الشوارع والطرق بالكامل. تدمير 4 مدارس بشكل كامل، إلى جانب أضرار جسيمة في بقية المؤسسات التعليمية. خروج 9 مراكز طبية عن الخدمة، منها مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار الرئيسي، ومستشفى الولادة، والمستشفى الإندونيسي، والمستشفى الكويتي. تدمير 81 مسجدا بالكامل، وتعرض 47 مسجدا أخرى لأضرار جسيمة. تجريف آلاف الدونمات الزراعية وإبادة الأشجار والدفيئات بالكامل. تدمير جزء من المدينة بطول 9 آلاف متر على امتداد الحدود مع مصر، وعرض يتراوح بين 500 إلى 900 متر بعمق المدينة، مما أدى إلى محو 90% من التجمعات السكنية عن الوجود، خاصة في حيي السلام والبرازيل ومخيم رفح. دمار كبير لحق بالمستشفيات والمرافق الصحية بمدينة رفح (الجزيرة)

وبالصور والفيديو رصدت الجزيرة نت جانبا من هذا الدمار في مناطق تمكنت من الوصول إليها والتجول فيها رغم المخاطر، فيما النصف الجنوبي من المدينة المطل على الحدود الفلسطينية المصرية ويقع به "محور فيلادلفيا" مصنف كمنطقة حمراء عالية الخطورة، تتربص دبابات إسرائيلية ورافعات عملاقة مزودة بأسلحة رشاشة، بكل من يقترب منها على بعد مئات الأمتار.

إعلان

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مدینة رفح

إقرأ أيضاً:

رحيل الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني بعد مسيرة فنية لأكثر من 5 عقود

دمشق-سانا

رحل اليوم، الفنان اللبناني زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عاماً، بعد مسيرة امتدت لأكثر من خمسة عقود، كانت فيها الموسيقا والمسرح والكلمة أداته لمواجهة القبح، ومقاومة الطغيان، وتحريض الوعي.

زياد، ابن فيروز وعاصي، لم يكن مجرد ابناً لعائلة فنية، بل متمرّد على كل شيءٍ تقريباً حتى على عائلته أحياناً، فنان كتب نفسه على الخشبة، ولحن وجعه بصوت الوطن، وسخر من كل ما لا يُحتمل.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعرض خطة على المجلس الوزاري لاحتلال قطاع غزة بالكامل
  • "بتسيلم": إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة وتحاول تدمير الهوية الفلسطينية
  • مراسل الجزيرة نت: هذه حكايتي مع الجوع في غزة
  • منشقون يكشفون مشروع المليشيا المتمردة الهادف الى تدمير السودان
  • عرب الجزيرة وفيلق كردفان!
  • كركوك.. حريق يلتهم جامعاً بالكامل (صور)
  • مراسل الجزيرة على متن السفينة حنظلة: لم يبقَ إلا القليل
  • رحيل الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني بعد مسيرة فنية لأكثر من 5 عقود
  • “مجرد حفنة من القتلة”.. دبلوماسي أمريكي يصف فصيل عسكري في السودان
  • روسيا: تدمير 54 طائرة أوكرانية مسيرة خلال الليل