المسرح.. عشق سلطان الأول وحلمه لغد أفضل
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
الشارقة: عثمان حسن
يقول بريت بيلي الكاتب والمخرج الجنوب إفريقي: «أينما كان هناك مُجتمعٌ إنساني... تتجلى روح المسرح التي لا يمكن كبتها». هي إذاً، روح المسرح وعظمته، ما يجعل الحياة أسلس، وأنقى وأجمل، وما يجعلها أنبل، وأكثر سعة للتفاعل الإنساني الخلاق والمثمر، هو المسرح من يعيد الإنسان إلى جذوره، من يخاطبه بلغة الوجدان والشعر والفكر، هو سيد الآداب والفنون، من يكتب التاريخ، ويربط بين الأزمان جميعاً، شاغل الدنيا، سيد المبتدأ والخبر، الباحث عن صدفة الحكمة ليرشد التائهين إلى بوصلة الحب والأمل والبهجة.
هو المسرح عشق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هو هاجسه الأول، ومرشده إلى الكتابة، والثقافة، والإيمان بقوة الإنسان، وحلمه المشروع لغد أفضل، حيث وعى صاحب السمو حاكم الشارقة منذ بدايات تعلقه بالثقافة أهمية هذا الفن الخلاق، الذي يوفر شكلاً فريداً من أشكال المتعة والفكر، ولأنه أي «أبو الفنون» يحقق شروط التوازن الإنساني، ويستحضر تلك المشاعر القوية التي تربط بين شخصيات العمل والقصة، أو (الحدوتة) لخلق تجربة استثنائية في جانبها الثقافي والحضاري، انطلاقاً من ذواتنا، وقضايانا، وأحلامنا الكبيرة التي تستحق منا كل ما له علاقة بالتحفيز والتفكير في ما يجري من حولنا من صراعات وتحديات.
استشراف
وانطلاقاً من فهم صاحب السمو حاكم الشارقة لأهمية التاريخ، ودوره في بناء الهوية الوطنية والثقافية لدى الأفراد والمجتمع، فأمة بلا تاريخ، لا قيمة ولا وزن لها بين الأمم، كانت كتابات سموه المسرحية، مهمومة، بل مشغولة بالجانب التاريخي، وكان أول أعماله بعنوان «عودة هولاكو» في العام 1998، وعرض في حينه من خلال مسرح الشارقة الوطني في العام 1999، وكان لافتاً كما كتب عن هذه المسرحية تلك المقدمة التي خطها سموه ويقول فيها: «من قراءتي لتاريخ الأمة العربية وجدت أن ما جرى للدولة العباسية قبل سقوطها مشابه لما يجري الآن على الساحة العربية...».. وكلنا يعرف ما لهذا الاسم «هولاكو» من رمزية يمكن إسقاطها على التاريخ المعاصر، وهكذا في مجمل الأعمال المسرحية لصاحب السمو حاكم الشارقة مثل: «القضية» «النمرود» و «طورغوت» و«شمشون الجبار» و«الإسكندر المقدوني» و«الحجر الأسود» وغيرها الكثير، الذي أراد سموه من خلالها أن تشكل وسيلة لتحريك الواقع، وإضاءة الراهن، واستشراف المستقبل، وإعادة قراءة التاريخ والإفادة مما فيه من دروس وعبر.
تتوالى الأعمال المسرحية لسموه، فيكتب «الإسكندر الأكبر» بعد «عودة هولاكو»، و«القضية» في العام 2000 و«الواقع صورة طبق الأصل» في 2001، وجل هذه الأعمال تستند على أحداث تاريخية حقيقية، تخضع لمعالجة فنية عرفت بها كتابات سموه، وهي معالجة تشكل حلقة وصل بين تلك الأحداث التاريخية والواقع الذي نعيشه، فالإسكندر الأكبر على سبيل المثال تصور بأسلوب كتابي رصين لحظة سقوط وموت هذا الفاتح الأكبر الذي قيل إن الدنيا قد دانت له، وهو الذي حارب حتى وصل إلى تخوم الهند، فهزم فارس وحارب الروم. وظف سموه هذه الحادثة مستخدماً عدة إسقاطات على آسيا والمنطقة في الوقت الراهن، كما وظف التاريخ ليضيء على الحاضر والحياة المعاصرة التي نعيشها بما فيها من حروب وآلام وطموحات في عصر وصف بـ «عصر العولمة» وما جره من تحديات وتغيرات أثرت في كل شيء يجري من حولنا.
تفاصيل
ولكن، ماذا عن مسرحية «النمرود» لصاحب السمو حاكم الشارقة؟، هي أيضاً تستقرئ تفاصيل تلك الشخصية التي أمعنت في التجبر والظلم والطغيان، وهو حاكم بابل، وملك مملكة آشور، قتل النمرود الكثير من الأبرياء وصادر حقوقهم المادية والمعنوية، والمسرحية تهدف إلى تقديم رسالة واضحة، تدعو للتمعن في أسباب هذا الظلم بغية محاصرته والوقوف على أسبابه، ذلك أن هذه الحادثة رغم حصولها في التاريخ الغابر، فإن لها صوراً مشابهة في التاريخ العربي والعالمي المعاصر، واستدعاء سموه لهذه الحادثة فيه الكثير من التمعن واستخلاص الدروس بحثاً عن الأسباب والنتائج والمآلات التي أدت إلى مثل هذه الصور التي نشاهدها على الفضائيات اليوم.
وفي ذات السياق يمكن فهم مغزى كتابة سموه لـ «الصورة طبق الأصل» التي هي بمثابة عمل تاريخي من واقع الأمة الإسلامية بإسقاطات على الراهن اليوم، والمسرحية تنبذ اليأس وتدعو إلى بث روح الأمل والتفاؤل بالمستقبل، تماماً مثل «عودة هولاكو»، و«القضية» التي تعالج وبوضوح قضية العرب الأولى وهي قضية فلسطين من منظور التاريخ المعاصر.
ويستمر سموه في منهجه في قراءة التاريخ فيكتب في مقدمة مسرحية «طورغوت»: «في سنة 916 هجرية، تمكن الإسبان من اغتنام فرصة ضعف الأمير محمد بن حسين الأمير التاسع عشر من السلالة الحفصية، حكام تونس، وانشغاله بالملذات، من الاستيلاء على معظم مناطق شمال إفريقيا، دون مقاومة تذكر نظراً لعدم معرفة الأهالي باستخدام السلاح، فبقيت المناطق العربية بأيديهم لاثنين وأربعين عاماً، حبا الله تلك المناطق برجل من الأتراك العثمانيين، وهب حياته لخدمة الإسلام والمسلمين، استطاع بشجاعته أن يخلص تلك المناطق من أيدي الإسبان، كان يدعى «طورغوت» إليكم قصة كفاحه».
مذاق آخر
وللوقوف على جانب آخر من مسرح سموه، جاءت «مجلس الحيرة» وهي مسرحية شعرية عرضت ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي، في يناير 2024، من إنتاج مسرح الشارقة الوطني وتمثيل عدد من نجوم المسرح الإماراتي والعرب وإخراج محمد العامري، جاء هذا العمل من خلال نص رصين، وممتع، يلعب فيه الشعر دوراً رئيسياً في توثيق الأحداث، وقد قدم نص المسرحية مقاربة مهمة لدور الشعر في إمارة الحيرة في العصر الجاهلي، بوصف هذه الإمارة كانت من أقوى الحواضر، وأكثرها استقراراً وأطولها عمراً، وأيضاً الأبلغ تأثيراً في عرب ما قبل الإسلام سواء في المستوى الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي أو العمراني، وكان من نتائج ذلك قيام نهضة أدبية كان لعرب الحيرة وأمرائها أبلغ الأثر فيها.
وفي ذات السياق، يمكن دراسة عدد من الأعمال التي قدمها سموه لمهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي على سبيل المثال: «علياء وعاصم» ففي دراسة للناقدة لطيفة عبد الله الحمادي لهذه المسرحية في العام 2020، تعتبر لطيفة الحمادي هذا العمل واحداً من أشهر أعمال سموه في ميدان المسرحية الشعرية، وتناولت الدراسة أبرز العناصر الدرامية في النص، ورصدت الجوانب الجمالية والموضوعية فيه، وتوصلت إلى أن البناء الدرامي في «علياء وعاصم» يمتاز بملامح وخصائص تعود إلى الأصول اليونانية لفن المسرحية، وأن الدراما في المسرحية لا تنفصل عن الشعر، فقد أوجد سموه تزاوجاً مشروعاً بين لغة الشعر والدراما، وكانت لغته غنية بالدلالات ما أدى إلى دفع الأحداث وإقامة الصدامات في المواقف الدرامية، ونتج عن ذلك إغناء الحركة، وتماسك البناء الدرامي في النص.
وهناك «داعش والغبراء» والتي يقارب سموه من خلالها ما حدث في جسد الأمة العربية والإسلامية اليوم، وتجري أحداث المسرحية في منطقة القصيم، حيث قبيلة غطفان التي تتكون من عبس وذبيان، وذلك السباق المحموم بين الفرسين داحس والغبراء، الذي نتج عنه جحيم أصاب الأخضر واليابس في الصحراء العربية، في زمن سبق بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، بنحو 50 عاماً.
ومن بين المسرحيات الشعرية لسموه تأتي «الرداء المخضّب بالدماء» التي افتتحت الدورة الثامنة لمهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، وتركز على بطولة الشاعر العربي بشر بن عوانة الذي عاش في الجزيرة العربية وتوفي قبل سنوات قليلة من ظهور الإسلام، والمهر الذي دفعه للزواج بابنة عمه فاطمة، وتعكس جانباً من أحوال وتقاليد ومبادئ مجتمعه، وتقدم المسرحية فرقة مسرح الشارقة الوطني، والمسرحية في نوعها تعد العمل المسرحي الثالث الذي يقدمه صاحب السمو حاكم الشارقة للمسرح الصحراوي لدفع وإثراء مسيرة هذا المهرجان، بعد «علياء وعصام» في الدورة الأولى من المهرجان في (2015)، ثم «داعش والغبراء» في دورته الثانية 2016، واستقطبت هذه الأعمال أعداداً غفيرة إلى ساحة المهرجان، كما حققت أصداء واسعة، ورسخت مكانة المهرجان الصحراوي عند الجماهير والنخب الثقافية والمسرحية من مختلف أنحاء الوطن العربي.
الدقة والموسوعية
في كل ما سبق، يتضح أن صاحب السمو حاكم الشارقة، يبذل جهداً موسوعياً في دقة البحث التاريخي، وهذا شأنه في كل الكتابات الأدبية وخاصة التاريخية التي توثق لمحطات فاصلة في التاريخ العربي والإسلامي، وهذا الحرص مقرون بإيمان سموه بقوة المسرح كفعل تثقيفي وحضاري، وأن لـ «أبو الفنون» دوراً مؤكداً في التوعية، وبناء عليه، فإن كل التجارب المسرحية التي تناولها سموه قد اختارها بعناية، في صلتها بهذا التاريخ العربي والإسلامي، في تقاطعاته ومحطاته الفاصلة، على سبيل المثال سقوط بغداد على أيدي المغول، وسقوط بيت المقدس في أيدي الصليبيين وأيضاً سقوط غرناطة وإنهاء دولة الإسلام على أيدي الإسبان، وكل تلك الأحداث تمت صياغتها بقلم سموه من خلال قراءة واعية وموسوعية، وهذا شأنه في كل ما يكتب، حيث يحرص دائماً على الإلمام بالتفاصيل والمحطات التي لم ينتبه لها كثير من المفكرين العرب في صلتها بالمادة التاريخية، خاصة إذا كانت على تماس مع محطات فاصلة ومحورية مر بها العرب والمسلمون عبر التاريخ، وبالتالي فليس غريباً على أعمال سموه أن تجوب العالم بما تمتع به من فرادة في كتابة مثل هذه النصوص المسرحية الرفيعة بما فيها من بعد جمالي وموضوعي، فقد ترجمت مسرحيات صاحب السمو حاكم الشارقة إلى نحو 22 لغة عالمية؛ بعد أن تزايدت طلبات الجامعات ومراكز البحث الأكاديمية عليها، كما شهدت بعض العواصم العربية والعالمية عروضاً على خشبات مسارحها الكبرى في السويد، ومدريد، ورومانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وموسكو، وهي ذات المسارح التي عرضت لكبار كتّاب العالم المعروفين، ممن أسهموا في تشكيل الذائقة الثقافية لجمهور المسرح قاطبة.
جدل خلاّق
لم يكن لأعمال صاحب السموّ حاكم الشارقة المسرحية، أن تحظى بهذه الجماهيرية، لولا قيمتها الفنية والإنسانية العالية، فسموه يؤمن بالمسرح إيماناً منقطع النظير، وقد دلت على ذلك الكثير من أقواله وكتاباته في العديد من المناسبات المسرحية العربية والعالمية، وكلنا يتذكر تلك الجملة الشهيرة لسموه، والدالة في مقاصدها ومراميها: نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الشارقة مسرح صاحب السمو حاکم الشارقة فی العام
إقرأ أيضاً:
ناصر القصبي يؤكد في الحفل الختامي لمهرجان المونودراما أهمية تعزيز الحراك المسرحي السعودي
اختتمت مساء أمس الأول، فعاليات النسخة الأولى من مهرجان المونودراما، الذي أقيم على مسرح كواليس، وشهد حضورًا لافتًا وتفاعلًا واسعًا من المهتمين بالمسرح والفنون الأدائية، والذي جاء من تنظيم جمعية المسرح والفنون الأدائية وتنفيذ جمعية الثقافة والفنون بالدمام.
وتضمَّن الحفل الختامي إعلان الفائزين في مسابقات المهرجان التي شملت جوائز أفضل نص مسرحي، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة، وأفضل مخرج، وأفضل مؤثرات صوتية، وأفضل مكياج مسرحي، وأفضل ديكور، وأفضل أزياء، وأفضل إضاءة، إضافة إلى جائزة أفضل عرض.
وجاءت هذه الدورة تتويجًا للحراك المسرحي الذي شهدته منصة المهرجان منذ انطلاقته، بحضور رئيس جمعية المسرح والفنون الأدائية الفنان ناصر القصبي، والدكتور سامي الجمعان نائب رئيس جمعية المسرح والفنون الأدائية، وعبدالعزيز السماعيل رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون، والرئيس التنفيذي لجمعية المسرح والفنون الأدائية خالد الباز، ومدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام يوسف الحربي.
وشهدت لحظات إعلان الفائزين تفاعلا كبيرا من الحاضرين وسط أجواء تنافسية راقية وجاءت الجوائز كالتالي : جائزة أفضل نص مسرحي – عباس الحايك (نص: «حكاية موظف»، جائزة أفضل ممثل – كميل العلي، جائزة أفضل مكياج مسرحي – ريم زياد، جائزة أفضل مؤثرات صوتية – أحمد العلي، جائزة أفضل ديكور – عبدالعزيز السواط، جائزة أفضل إخراج – يوسف أحمد الحربي (عن عرض «هلوسات فارس»، جائزة أفضل أزياء – نجاة زائري، جائزة أفضل إضاءة – حمد المويجد، جائزة أفضل ممثلة – آمال الرمضان، جائزة أفضل عرض – «هلوسات فارس» (إخراج يوسف أحمد الحربي).
وقد اعتمدت لجنة تحكيم عروض مهرجان المونودراما التوصيات الختامية والملاحظات العامة الصادرة عنها في ختام فعاليات المهرجان، والتي كانت برئاسة الأستاذ أحمد السروي وعضوين الأستاذ محمد الصفار والأستاذ إبراهيم الحارثي، وقد تضمنت رؤى متقدمة ومحاور عمل استراتيجية كي تعزز من الحراك المسرحي الوطني، وتجويد المنتج الفني المقدم للجمهور
وأكدت اللجنة على ضرورة مواصلة الدعم المُخصص للمسرح المونودراما، وذلك نظرًا لأهميته في إثراء المشهد الثقافي، مع التشديد على أهمية تطوير برامج تدريبية وتأهيلية مُتخصصة لصقل المواهب الشابة في مختلف عناصر العرض المسرحي، وبما يضمن تخريج ممثل مسرحي رصين ومُبدع.
كما شددت التوصيات على أهمية اعتماد "محورًا فكريًّا وبحثًا مسرحيًّا" خاصًّا بخصوصية المونودراما في الدورات المقبلة، واختيار العروض التي تتناسب مع هذا المحور من ناحية الاشتغال الفكري والجمالي، ودعت اللجنة إلى تعزيز الحضور العضوي والوظيفي للموسيقى ضمن البناء الدرامي للعروض.
وفي سياق الارتقاء بالعمل الفني، أوصت اللجنة بضرورة استثمار تبادل الخبرات من خلال تخصيص مستشار فني للإسهام في تجويد العمل المسرحي، إلى جانب المطالبة بتحديث معايير التحكيم الفنية والتنظيمية لتواكب المستجدات الإبداعية، بما في ذلك إمكانية استحداث جائزة خاصة للجنة التحكيم وحجب الجوائز غير المستحقة لضمان أعلى مستويات الجودة الفنية.
وفيما يتعلق بالملاحظات العامة، دعت اللجنة إلى تجاوز مظاهر التسطيح في الفعل الدرامي والفكري التي رُصدت في بعض العروض، والعمل على رفع مستوى الابتكار والبحث الرصين في المكونات المسرحية. كما نوهت بأهمية إتقان الممثل للغة العربية الفصحى وضبط الإيقاع المسرحي. كما أشارت إلى أهمية إعادة النظر في جدول العروض بحيث لا يتجاوز عرضين في اليوم لضمان جودة المتابعة وتوفير وقت كافٍ للتجهيز.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن المسرح سيبقى فضاءً للإبداع ومنبرًا حرًّا للتعبير عن جوهر الإنسان، وأن الدعم المقدم هو بذرة ستثمر "مشهدًا مسرحيًّا أكثر إشراقًا"، مجددًا الدعوة لتضافر الجهود المشتركة بروح الإبداع والشراكة لدعم الرؤية الوطنية التي تجعل من المستقبل ممكنًا.
وأعرب الفنان ناصر القصبي، رئيس مجلس إدارة جمعية المسرح والفنون الأدائية، عن سعادته بحضوره بين المشاركين في الفعالية المسرحية، مؤكِّدًا أن الكلمات الصادقة المنطلقة من القلب تصل دائمًا إلى القلوب، وأن حضوره يأتي تقديرًا للحراك الثقافي المتنامي الذي يشهده قطاع المسرح في المملكة. وأوضح أن الارتباط بعرض مسرحي قائم حال دون مشاركته في حفل الافتتاح، إلا أنه حرص على التواجد لاحقًا دعمًا لمسيرة التطوير المسرحي.
وأشار إلى أن ما تحقق حتى الآن يمثِّل خطوة أولى مهمة، رغم أنه لا يعكس بعد حجم الطموح الذي يحمله المسرحيون، لافتًا النظر إلى النشاط الملحوظ الذي تشهده مختلف المناطق، بدءًا من فعاليات الديودراما في الطائف، مرورًا بعروض المونودراما في الدمام، ووصولًا إلى الفعاليات القادمة في القصيم، مؤكِّدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد – بمشيئة الله – مشاريع ومهرجانات أكبر تعزز من حضور المسرح السعودي.
ووجه القصبي، شكره للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالدمام على جهودها في تنفيذ المهرجان، مشيـدًا بالعلاقة البنَّاءة بينها وبين جمعية المسرح والفنون الأدائية، وما تمثِّله هذه الشراكة من عنصر مهم في دعم الحراك المسرحي. كما أثنى على العمل المتواصل لهيئة المسرح والفنون الأدائية بقيادة الدكتور علوان، مؤكِّدًا أن الهيئة تشهد تحوُّلًا نوعيًّا ينعكس إيجابًا على أداء الجمعية ومسار العمل المسرحي.
وأوضح أن الحركة المسرحية بطبيعتها تحتاج إلى وقت لتتقدم بخطوات ثابتة، إلا أن الوعي المتنامي لدى هيئة المسرح بأهمية دور الجمعية في بناء المشهد المسرحي أسهم في إحداث فارق واضح عن المراحل السابقة، معبِّرًا عن تفاؤله بأن تشهد الفترة المقبلة نشاطًا أوسع يلبي تطلعات المسرحيين.