هل تنتظر أميركا ظهور أعاصير خارقة من الفئة السادسة للمرة الأولى؟
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
منذ أكثر من 50 عاما استخدم المركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة الأميركية مقياس "سافير-سيمبسون" لتوضيح خطر الأضرار التي قد تلحق بالممتلكات بالتزامن مع سرعة الإعصار، لكن فريقا بحثيا من جامعة باركلي الأميركية يرى أنه بات من الواجب تعديل هذا التصنيف بإضافة فئة جديدة منتظرة من الأعاصير.
ويستخدم مقياس "سافير-سيمبسون" لتصنيف شدة الأعاصير المدارية بناء على سرعة الرياح، ولا يأخذ في الاعتبار عوامل أخرى، مثل كمية الأمطار أو ارتفاع أمواج العواصف.
وتبدأ فئات المقياس من الفئة الأولى، إذ تكون سرعة الرياح 119 إلى 153 كيلومترا في الساعة، ومع هذه السرعة تكون هناك أضرار طفيفة في المنازل والأشجار، وقد يؤدي إعصار من هذه الفئة إلى انقطاع التيار الكهربائي بسبب الأسلاك المتضررة.
أما إعصار الفئة الخامسة فتزيد سرعة الرياح خلاله على 252 كيلومترا في الساعة، ويسبب دمارا شاملا في البنية التحتية، ويؤدي إلى تدمير منازل بالكامل وفيضانات مدمرة تجبر السكان على الإخلاء الكامل.
لكن في دراسة نشرت بدورية "بي إن إيه إس" يتساءل العلماء عما إذا كانت الفئة الخامسة المفتوحة كافية لتوضيح خطر الأضرار التي قد تلحقها الأعاصير في ظل تصاعد التغير المناخي، لذا فقد قدموا فئة افتراضية سادسة لمقياس "سافير-سيمبسون" للرياح، والتي تشمل العواصف التي تزيد سرعة الرياح فيها على 309 كيلومترات في الساعة.
ويذكر العلماء أن هناك 3 عوامل أساسية تربط بين التغير المناخي وشدة الأعاصير أو درجة تدميرها، وأول تلك العوامل ذو علاقة بارتفاع درجة حرارة سطح الماء في بحار ومحيطات العالم بسبب الاحترار العالمي، وما يربطه بالأعاصير هو ببساطة أن أي إعصار يستقي طاقته من تلك الحرارة، إذ يستخدمها لتغذية ماكينته الضخمة التي تسرّع رياحه.
إعلانلذلك، أصبح من المؤكد للعلماء أنه كلما ارتفعت درجة الاحتباس الحراري أصبحنا عرضة لأعاصير أكثر قسوة وسرعة عن ذي قبل، لأن مياه المحيطات تصبح أكثر سخونة، وربما يشرح ذلك التأثير التدميري المتعاظم للإعصار "إيرما" في عام 2017، والذي نشأ في منطقة من المحيط ترتفع درجة حرارة سطحها بمقدار درجة مئوية واحدة عن المتوسط.
أما العامل الثاني الذي يتدخل في تلك العلاقة فيرتبط بارتفاع مستوى سطح البحر، إذ تشير العديد من الدراسات إلى ارتباط وثيق بين ارتفاع مستوى سطح البحر ودرجة قوة وكارثية الأعاصير في أماكن عدة، مما يرفع معدلات الأعاصير المهولة التي تحدث بمعدل "مرة في القرن" لتصبح "مرة كل 10 سنوات".
أضف إلى ذلك أن هناك عاملا ثالثا مهما في هذا السياق، إذ يرتفع متوسط نسبة الرطوبة بمعدل 3% مع كل ارتفاع بمعدل 0.5 درجة مئوية في حرارة الطقس، مما يعني 9% تقريبا بالنسبة للوضع العالمي الحالي والذي ارتفعت فيه الحرارة بمقدار درجة ونصف.
ويعني هذا الارتفاع في نسبة الرطوبة ارتفاعا مماثلا في كم الأمطار الساقطة أثناء الإعصار، والتي تتسبب في فيضانات غير مسبوقة.
ويوضح الباحثون في دراستهم أن الاحتباس الحراري العالمي الناجم عن الأنشطة البشرية أدى إلى زيادة كبيرة في درجات حرارة سطح المحيط والهواء التروبوسفيري في المناطق التي تتشكل فيها الأعاصير والأعاصير المدارية والأعاصير المدارية وتنتشر، مما يوفر طاقة حرارية إضافية لتكثيف الأعاصير.
وعندما أجرى الفريق تحليلا تاريخيا لبيانات الأعاصير من عام 1980 إلى عام 2021 وجدوا 5 أعاصير كانت تصنف من الفئة السادسة.
وبالإضافة إلى دراسة الماضي حلل الباحثون المحاكاة لاستكشاف كيف تؤثر المناخات الدافئة على تكثيف الأعاصير.
وأظهرت نماذجهم أنه مع ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة فإن خطر العواصف من الفئة السادسة يزداد بنسبة تصل إلى 50% بالقرب في جنوب شرق آسيا والفلبين وخليج المكسيك.
إعلانوحتى في ظل أهداف الاحتباس الحراري المنخفضة نسبيا لاتفاقية باريس -والتي تسعى إلى الحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فقط فوق درجات حرارة ما قبل الصناعة بحلول نهاية هذا القرن- فإن زيادة فرص العواصف من الفئة السادسة كبيرة في هذه المحاكاة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاحتباس الحراری سرعة الریاح من الفئة
إقرأ أيضاً:
تركيا تسجل درجات حرارة قياسية تصل 50 مئوية
أنقرة (زمان التركية) – سجلت تركيا درجات حرارة عالية خلال الأسبوع الماضي، وكانت أعلى درجة حرارة مسجلة في بلدة سيلوبي بولاية شرناق، ببلوغها 50.5 درجة مئوية.
وأفادت وزارة البيئة والتخطيط العمراني والتغيير المناخي أن درجات الحرارة سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال شهر يوليو/ تموز في 132 منطقة يوم الجمعة الماضي الخامس والعشرين من يوليو.
وأوضح البيان أن أعلى درجة حرارة سابقة تم تسجيلها كانت في بلدة ساريجا كايا بمدينة أسكيشهير في الخامس عشر من أغسطس عام 2023 وبلغت آنذاك 49.5 درجة مئوية.
وأضاف البيان أن درجات الحرارة تجاوزت 49 درجة مئوية في 5 نقاط في اليوم نفسه وجاءت على النحو التالي:
بلدة كيزيلتبه في ماردين: 49.6 درجة مئوية بلدة جزرة في شرناق: 49.4 درجة مئوية بلدة نصيبين في مادرين: 49.3 درجة مئوية بلدة كرتالان في سعرد: 49.1 درجة مئويةوحدة الإدارة العامة لشؤون الزراعة في بلدة جيلانبينار في أورفة: 49 درجة مئوية
ومن المتوقع أن تسجل درجات الحرارة في تركيا مستويات قياسية جديدة في الأسبوع الأخير من يوليو/ تموز الجاري.
تشير المعلومات بالموقع الإلكتروني للإدارة العامة للطقس إلى أن درجات الحرارة تتجاوز معدلاها الطبيعية بنحو 6-12 درجة مئوية.
وبالأمس، تجاوزت درجات الحرارة في الظل 40 درجة مئوية في كل من شرناق وأورفة ودياربكر وماردين وسعرد وغازي عنتاب وباتمان وكيليس وأنطاليا وأضيامان ومعرش وموغلا وأضنة وأيضن وبوردور ودنيزلي وإزمير ومانيسا وأسكيشهير وألازيغ وأردنة ومالطا وباليك اسير وبينجول وهاتاي ومرسين ودرسيم.
وسجلت بلدة جزرة بمدينة شرناق أعلى درجة حرارة داخل تركيا بالأمس عند مستوى 48.9 درجة مئوية.
وبلغت درجات الحرارة 48.7 درجة مئوية في بلدة نصيبين بمدينة ماردين و48.5 درجة مئوية في بلدة سيلوبي بمدينة شرناق و48.3 درجة مئوية في بلدة كيزيلتبه بمدين ماردين.
هذا وتتجاوز درجات الحرارة في تركيا الكثير من المدن الأوروبية نتيجة لارتفاع درجات الحرارة عن مستوياتها الطبيعية في هذا الوقت من العام.
Tags: الصيف في تركيادرجات الحرارة في تركيا