هذا هو الحّل المنشود لعقدة الحقيبة المالية
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
تفرض الواقعية السياسية مقاربة الملفات الخلافية العالقة، وهي كثيرة، من عدّة زوايا. وهذه الواقعية تقضي أيضًا بأن يصار إلى "تصغير" الحجر على قاعدة أن رمي الحجر الكبير لن يمكّن مطلقَه من إصابة الهدف المنشود. وقد يكون "حجر" تأليف الحكومة العتيدة من بين الحجارة الكثيرة، التي يُفترض أن تُرمى إلى البعيد، أقّله إلى المسافة الممكنة من دون تكبير هذه "الحجارة"، والعمل على أساس الواقع اللبناني القائم على توازنات دقيقة لا يمكن لأحد الاخلال بها أيًّا تكن الظروف، وأيًّا يكن حجم الضغوطات والشروط الموضوعة على لبنان من قبل المجتمع الدولي.
ولكي لا تبقى القضايا المثارة على بساط البحث في التشكيلة الحكومية محصورة في العموميات فقد تبيّن من خلال الاتصالات الجارية على قدم وساق لإدخال هذه التشكيلة في خرم الابرة مدى صعوبة الجمع بين المضادات في بوتقة واحدة مطلوب منها الكثير من العمل الإصلاحي. وهذه الأضداد هي ذاتها التي كانت تحول دون تمكّن رؤساء الحكومات السابقين من تقديم الصيغ الحكومية المقبولة والمتوازنة في أوقاتها، بغض النظر عن التضارب الواضح بين صلاحيات الرئاستين الأولى والثالثة في موضوع التأليف، وهو أمر قد لا يكون مطروحًا اليوم بين رئيس الجمهورية الحالي العماد جوزاف عون والرئيس المكّلف القاضي نواف سلام.
إلاّ أن طبيعة المرحلة التي تفرض على الرئيس المكّلف التعاطي مع الوقائع السياسية بكثير من الحكمة والروية، خصوصًا أنه محاصر بين ما تضمّنه خطاب القسم من سقوف إيجابية عالية وبين الواقع السياسي المأزوم. ومن هذه الزاوية يمكن القول إن التشكيلة الحكومية العتيدة تواجه صعوبات لوجستية، ومن بينها إشكالية إسناد حقيبة وزارة المالية إلى "الثنائي الشيعي"، خصوصًا بعد كلام الرئيس نبيه بري عن مضمون محاضر الجلسات التي سبقت إعلان وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، والتي تلحظ وجوب إسناد هذه الحقيبة إلى الطائفة الشيعية، وذلك نظرًا إلى الزامية توقيع وزير المال على كل القرارات والمراسيم التي تصدر عن رئاسة الجمهورية، والتي تذّيل بتوقيع رئيس مجلس الوزراء والوزير المعني. وهذا التوقيع الحصري لوزير المال من شأنه أن يعطي الشيعة سلطة تشاركية في صنع القرار.
ومن بين المواقف المسهّلة في عملية تسريع اكتمال عقد التشكيلة الحكومية يُطرح مخرج يقوم على قاعدة إسناد حقيبة المالية إلى شيعي من دون أن يكون من محور "الثنائي الشيعي"، وفي الوقت ذاته لا يكون مستفزًّا له. فإذا تمّ التوافق بين الرئيس المكّلف والرئيس بري على هذه الصيغة – المخرج فإن حلّ العقد الأخرى يصبح متاحًا وممكنًا. أمّا إذا أصرّ "الثنائي الشيعي" على فرضية تسمية وزير المالية فإن القول بأن ولادة الحكومة لن تكون قريبة وستلازم مرحلة وضع العصي في الدواليب، مع الأخذ في الاعتبار أن اللبنانيين لا يملكون ترف الوقت، وذلك خوفًا من إضاعة الفرص المتاحة، التي قد لا تتكرّر هذه المرّة، وبالتالي فإن الصعود إلى قطار التسويات الإقليمية لن ينتظر طويلًا في المحطة اللبنانية.
وهذا الموقف المتقدّم لعدد من السياسيين بإسناد الحقيبة المالية إلى أحد أبناء الطائفة الشيعية الزاخرة بالشخصيات الواعدة والتي لها باع طويلة في المجال المالي، على ألاّ يكون منتميًا سياسيًا إلى "حزب الله" وحركة "أمل"، قد يسهّل على الرئيس المكّلف عملية التأليف وفكفكة العقد الأخرى، خصوصًا أن الطامحين إلى زيادة لقب "معالي" إلى سيرتهم الذاتية كثر. ولكن إذا حّلّت عقدة حقيبة المالية فإن باقي العقد تصبح حلحلتها مسألة وقت لا أكثر ولا أقل. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذر … الترامادول قد يكون أكثر خطورة من فائدة
صراحة نيوز- كشفت دراسة جديدة أن الترامادول، المسكن الأفيوني الشائع، قد لا يكون فعالًا بشكل كبير في تخفيف الآلام المزمنة، بينما قد يزيد في الوقت نفسه من احتمالات التعرض لأعراض جانبية خطيرة.
وقام الباحثون بتحليل بيانات 19 تجربة سابقة شملت 6506 متطوعين يعانون من آلام مزمنة، ووجدوا أن الأضرار المحتملة للترامادول قد تتجاوز فوائده.
ركزت خمس تجارب على الألم العصبي، وتسع تجارب على التهاب المفاصل، وأربع على آلام أسفل الظهر المزمنة، وتجربة واحدة على الألم العضلي الليفي. وكان متوسط عمر المشاركين 58 عامًا، وامتدت فترة العلاج بين أسبوعين و16 أسبوعًا.
وأشار التقرير المنشور في مجلة BMJ Evidence-Based Medicine إلى أن احتمالات المشاكل المرتبطة بالترامادول كانت ضعف تلك المرتبطة بالعلاج الوهمي، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى زيادة مخاطر أمراض القلب مثل ألم الصدر ومرض الشريان التاجي وفشل القلب. كما تسببت الجرعات في أعراض أقل حدة مثل الغثيان والدوار والإمساك والنعاس.
وأظهرت الدراسة أيضًا ارتباط الترامادول بزيادة خطر بعض أنواع السرطان، رغم قصر فترة المتابعة، ما يجعل هذه النتيجة غير مؤكدة تمامًا.
وكان يُعتقد سابقًا أن الترامادول أقل خطورة وأقل قابلية للإدمان مقارنة بمسكنات الأفيون الأخرى. لكن الباحثين خلصوا إلى أنه نظرًا لمحدودية فوائده وزيادة مخاطره، يجب إعادة النظر في استخدام الترامادول لعلاج الألم المزمن.