الثورة   /افتكار القاضي

في مشاهد مليئة بالفرح المختلط بالدموع، استقبلت حشود غفيرة في رام الله بالضفة الغربية والقدس وفي غزة الصمود والكبرياء 200 أسير أفرج عنهم الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، ضمن الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، منهم 16 أسيرا احتضنتهم خان يونس الجريحة وسط حشد كبير لأهاليهم وأبناء غزة الأحرار الصامدين الذين تعرضوا لأقسى حرب عدوانية وحشية في تاريخ العصر الحديث.

ففي رام الله التي خرج آلاف الفلسطينيين يستقبلون الاسرى المحررين، وهم يرددون هتافات التكبير والزغاريد، رافعين العلم الفلسطيني وصورا لأبنائهم، ويهتفون للمقاومة الفلسطينية في غزة التي كانت وراء صفقة التبادل.

وفور وصول الأسرى وعددهم 114 أسيرا من المحكومين بالمؤبد والاحكام العالية،في ثلاث حافلات تتبع الصليب الأحمر الدولي، سارعوا لحملهم على الأكتاف. وسط هتافات وتكبيرات، لم تتوقف، فيما رفع المحررون شارة النصر والتأييد للمقاومة التي أجبرت الاحتلال على الافراج عنهم .

كما احتفت الحشود بالأسير المحرر محمد العارضة الذي يوصف بأنه أحد أبطال “نفق الحرية”، الذين تمكنوا من الهروب من سجن جلبوع في سبتمبر 2021م قبل أن يعيد الاحتلال اعتقالهم.

وعمّت الاحتفالات مختلف بلدات الضفة الغربية والقدس المحتلة احتفاء وفرحا بعودة الأسرى المحررين إلى بلداتهم وقراهم.

مصادرة رايات حماس

وخلال الاحتفالات في رام الله، صادر عناصر من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية رايات حركة حماس من موكب استقبال الأسرى.، فيما قوات الاحتلال اقتحمت مدن دورا ويطا والظاهرية جنوب الخليل بالضفة الغربية ودهمت منازل أسرى محررين.

وقالت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة إن أجهزة السلطة منعت أهالي الأسرى المفرج عنهم من رفع رايات المقاومة أثناء استقبال حافلات الأسرى المفرج عنهم. ومنعت المواطنين وأهالي الأسرى من استقبال شعبي لهم في طريقهم إلى وسط رام الله.

غزة تبتهج بعودة أسراها

والى غزة النصر والصمود وصل 16 من الأسرى المحررين إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة، قادمين من عبر معبر كرم أبو سالم – استقبلت حشوداً كبيرة من الفلسطينيين من أبناء غزة، بينهم من تبقى من أهالي الأسرى، وسط فرحة غامرة وسعادة كبيرة لا توصف، رغم كل الجراحات والآلام مرددين هتافات النصر والتكبير، وهم يهتفون “إحنا رجال محمد ضيف” و”تحية للكتائب.. عز الدين”.

وأظهرت المشاهد عددا من أهالي الأسرى وهم يحتضنون أسراهم المحررين بكل شغف وشوق ولهفة تخالطها دموع الفرح التي أنستهم جراحاتهم وآلامهم الكبيرة، في مشهد يحبس الأنفاس، وتعجز الكلمات عن توصيفه.

70 أسيرا مبعدا إلى مصر

كما وصل 70 أسيرا فلسطينيا مبعدا من ذوي المؤبدات والأحكام العالية إلى الأراضي المصرية، عقب إطلاق سراحهم ضمن الدفعة الثانية.

وأظهرت مشاهد الأسرى المحررين يرتدون ملابس رمادية، وقد ترجل بعضهم من حافلتين موجودتين على الجهة المصرية من معبر رفح الحدودي.

كما أظهرت المشاهد فرحة الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم وهم يرفعون علامات النصر. ويهتفون للمقاومة وبين هؤلاء الأسرى الـ70 من قضى في سجون الاحتلال ما يقارب 40 عاما، وفقا للهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحرّرين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الحية: لم نرفض مقترح ويتكوف وقدمنا تعديلات وجاهزون لتسليم حكومة غزة

قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة خليل الحي، إن الحركة لم ترفض المقترح الأخير الذي قدمه الوسيط الأميركي ستيف ويتكوف، مؤكدا أنهم قدموا عليه تعديلات لضمان وقف دائم للحرب ومنع تجدد العدوان الإسرائيلي على القطاع.

وأضاف الحية -في كلمة متلفزة مساء الخميس- أن حماس جاهزة لتسليم الحكومة في غزة فورا لأي جهة فلسطينية وطنية مهنية يتم التوافق عليها، مشددا على أن الوقت قد حان لإنهاء حالة الانقسام وتوحيد الجهود الوطنية لمواجهة الاحتلال ومخططاته.

واتهم الحية حكومة الاحتلال برفض جميع المقترحات التي قدمت منذ مارس الماضي، بما فيها عرض تبادل جزئي وخطة صفقة شاملة لإطلاق جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب، مرجعا هذا الرفض إلى دوافع شخصية وأيديولوجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأوضح أن المقترح الأخير الذي طرحه ويتكوف نصّ على إطلاق 10 من الأسرى الأحياء و18 جثمانا خلال أسبوع، دون ضمانات لوقف دائم للقتال، مشيرا إلى أن تصريحات نتنياهو المتكررة حول استئناف القتال بعد استعادة الأسرى تعكس غياب النوايا الحقيقية لوقف العدوان.

ولفت إلى أن حماس قد وافقت قبل أسبوعين على مقترح أميركي آخر، غير أن الاحتلال رفضه، وتراجع الوسيط عن موقفه، وهو ما يعكس -بحسب الحية- أن العدو هو من يعرقل الجهود الرامية للوصول إلى اتفاق دائم وفعّال.

إعلان

وأشار إلى أن الاحتلال يصر على السيطرة الكاملة على المساعدات الإنسانية، وفرض آلية وصفها بـ"العسكرية"، ترفضها جميع المؤسسات الدولية، كونها تخالف القانون الدولي الإنساني وتعيق وصول الإغاثة بشكل كريم وآمن.

مستعدون للتفاوض

وقال الحية إن الحركة مستعدة لجولة مفاوضات جديدة تهدف إلى الوصول لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار، يضمن انسحاب الاحتلال من كامل قطاع غزة، ورفع الحصار، وتدفق المساعدات، وتنفيذ صفقة تبادل عادلة تُنهي معاناة الأسرى.

وأكد أن شعب غزة يخوض المعركة نيابة عن الأمة، وسط صمت دولي مخزٍ، قائلا إن "العالم خذل شعبنا، وتركه يواجه المجازر اليومية، بينما تُكتفى الدول ببيانات استنكار لا توقف نزيف الدم ولا تردع الاحتلال".

وانتقد الحية بشدة استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار يدعو لوقف الحرب في غزة، قائلا إن استمرار الدعم السياسي والعسكري للاحتلال هو ما يشجعه على ارتكاب مزيد من المجازر، كما حدث مؤخرا في رفح.

وخص بالتحية المشاركين في الفعاليات التضامنية حول العالم، والمسيرات الكبرى في العواصم، ومن وصفهم بـ"أحرار البحر والبر" الذين يغامرون بحياتهم لكسر الحصار المفروض على غزة، مؤكدا أن مثل هذه المواقف تمثل بارقة أمل وسط ظلام التواطؤ الدولي.

وفي سياق حديثه عن الميدان، قال الحية إن المقاومة ستواصل أداءها وواجبها في صد العدوان، وإن قادة الحركة ليسوا أغلى من أبناء الشعب، مؤكدا أن حماس تتحمل مسؤوليتها الكاملة في كافة المجالات، من الإغاثة إلى الإعلام إلى السياسة.

معركة وجود

ووجه الحية رسائل دعم إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية والداخل المحتل، داعيا إلى تصعيد المقاومة الشعبية في مواجهة الاستيطان ومشاريع التهويد، ومؤكدا أن المعركة هي معركة وجود لا مجرد خلاف سياسي أو حدودي.

وشدد على أن ما يجري في غزة اليوم هو بداية لمخطط تطهير عرقي أوسع يشمل الضفة الغربية والمناطق المحتلة عام 1948، ويمتد حتى مخيمات الشتات، وهو ما يستدعي موقفا وطنيا وعربيا موحدا لإفشال هذا المشروع.

إعلان

وفي ختام كلمته، حيّا الحية "إخوان الصدق" في اليمن الذين يواصلون إطلاق الصواريخ ضد الاحتلال رغم ما يتعرضون له، معتبرا أن ذلك دليل على اتساع رقعة التضامن الفعلي مع غزة ومقاومتها.

وهنّأ الأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك، مؤكدا أن غزة قدمت نفسها فداء للأمة ومقدساتها، داعيا إلى نصرة سياسية وشعبية وعسكرية تتناسب مع حجم التضحيات التي يقدمها أهل القطاع.

مقالات مشابهة

  • ما هي القنابل الارتجاجية التي قصف بها الاحتلال الضاحية الجنوبية؟
  • الاحتلال يُغيّب آلاف الأسرى في سجونه ويعزلهم بشكل غير مسبوق
  • الحية: لم نرفض مقترح ويتكوف وقدمنا تعديلات وجاهزون لتسليم حكومة غزة
  • الحية: لم نرفض مقترح ويتكوف وجاهزون لمفاوضات جديدة ولتسليم الحُكم
  • رام الله: الاحتلال يحتجز 22 مواطنا ويعتقل شقيقين بالمغير
  • استشهاد معتقل من غزة في سجون الاحتلال الإسرائيلي
  • حماس: إعدام الأسير أبو حبل يكشف ممارسة الاحتلال “منهجية سادية” في التعامل مع الأسرى
  • حماس تدعو إلى التحرك لإنقاذ الأسرى الفلسطينيين من التعذيب في سجون الاحتلال
  • استشهاد مُعتقل من غزة في سجون الاحتلال الإسرائيلي
  • حماس تحذر من استمرار عمليات التعذيب والتنكيل بحق الأسرى على يد الاحتلال