ليبيا – أطلال لبدة الكبرى في قلب بريطانيا: جدل مستمر حول ملكية الآثار الليبية نزاع حول الأطلال بين ليبيا وبريطانيا

كشف تقرير إخباري لموقع “ذا ناشيونال“ عن قضية أثارت جدلًا متزايدًا حول وجود أطلال لبدة الكبرى الرومانية في أراضي قلعة وندسور ببريطانيا. الأطلال، التي تتكون من أعمدة وأحجار أثرية مميزة، تُعتبر جزءًا من التراث الثقافي الليبي، لكن روايتين متناقضتين تصاعدتا بشأن كيفية وصولها إلى بريطانيا.

الرواية البريطانية: هدية عثمانية

وفقًا للجانب البريطاني، تُعد هذه الأطلال هدية من والي طرابلس العثماني يوسف القره مانلي للملك جورج الرابع عندما كان وليًا للعهد في عام 1816. الأطلال الآن مستقرة بين الأشجار في أراضي قلعة وندسور، حيث أُحيطت بسياج يمنع الزوار من الاقتراب منها.

الرواية الليبية: تراث مسروق

في المقابل، تؤكد ليبيا أن هذه الآثار مسروقة، وأن عملية “الإهداء” تمت تحت تأثير خارجي وبدافع سياسي. ويطالب الليبيون بإعادتها إلى موطنها الشرعي في مدينة لبدة الكبرى، أو على الأقل الحصول على تعويض مالي من بريطانيا لاستخدامها هذه القطع الأثرية على مدى قرنين من الزمن.

تفاصيل تاريخية مثيرة للجدل

أوضح التقرير أن رسائل محفوظة في الأرشيف الوطني البريطاني كشفت أن عملية إزالة الأعمدة والقطع الأثرية بدأت في عام 1815، واستغرقت عامين حتى وصلت إلى بريطانيا في 1817. العملية شملت نقل 22 عمودًا من الغرانيت، و15 عمودًا من الرخام، و10 تيجان، و25 قاعدة، و7 ألواح منحوتة، وقطعًا أخرى.

تحرك ليبي لاستعادة الأطلال

يقود المحامي البريطاني الليبي محمد شعبان حملة لاستعادة هذه الآثار، موضحًا أن العملية تمت في سياق سياسي ضاغط استغل هشاشة موقف القره مانلي، الذي سعى لكسب رضا البريطانيين.

وقال شعبان: “لا توجد وثيقة رسمية تحمل توقيع الوالي تثبت تقديمه هذه الآثار كهدية. الشعب الليبي يود معرفة تفاصيل هذه العملية التي نقلت تراثه لمسافة 1500 ميل بعيدًا عن موطنه”.

دور هيئة التاج البريطاني

أكد التقرير أن هيئة التاج البريطاني، المعنية بإدارة الممتلكات الملكية، قامت بإعداد تقرير لتوضيح ظروف نقل الأطلال، لكنها لم تقدم ردًا جوهريًا لمحاولات شعبان الاستفسار حول الموضوع، ما يزيد الغموض حول القضية.

أصوات ليبية تطالب بالعودة أو التعويض

من جانبه، قال نادر، مقيم ليبي في بريطانيا: “عندما ترى هذه الأطلال هنا، فإنها تذكرك بالإرث الاستعماري وتشعرك بالإهانة. مكانها الطبيعي هو مدينة لبدة الكبرى تحت شمس ليبيا”.

خيارات ليبية للتسوية

أشار شعبان إلى أن إعادة الآثار قد تواجه صعوبات تقنية، لكنه اقترح حلولًا بديلة، مثل:

تقديم تعويض مالي لليبيا تقديرًا لاستخدام هذه الآثار. تجديد موقع لبدة الكبرى بالتعاون مع خبراء بريطانيين. تخفيف قيود التأشيرات والسفر على الأكاديميين الليبيين لتطوير مهاراتهم في علم الآثار. رؤية مستقبلية

أكد التقرير أن هذه القضية تعكس تحديًا مستمرًا حول ملكية التراث الثقافي، مشيرًا إلى أن الحوار المستمر بين ليبيا وبريطانيا قد يكون خطوة نحو إيجاد حلول تحفظ الحقوق التاريخية والثقافية للشعب الليبي.

ترجمة المرصد – خاص

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: هذه الآثار

إقرأ أيضاً:

مراقب آثار بنغازي يستلم تقريرًا فنيًا حول مشروع مسح وتقييم 40 موقعًا أثريًا

استلم مراقب آثار بنغازي تقريرًا فنيًا شاملًا من قسم الشؤون الفنية، يتضمن نتائج أعمال مشروع المسح وتقييم المواقع الأثرية، والذي شمل 40 موقعًا أثريًا موزعة في نطاق المراقبة.

ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود المستمرة لحصر وتوثيق المواقع الأثرية وحمايتها، تمهيدًا لإدراجها ضمن الخطط المستقبلية لصون الموروث الثقافي وتعزيزه.

وتضمن التقرير تقييمًا ميدانيًا مفصلًا لكل موقع من حيث حالته الراهنة، وأهميته، ومستوى التهديدات التي يواجهها، واحتياجاته من أعمال الصيانة والتوثيق.

وأكد المراقب أن المرحلة القادمة ستشهد إعداد كُتيب تعريفي شامل بهذه المواقع، يهدف إلى نشر الوعي الثقافي، وتوفير مرجع ميداني للباحثين والمهتمين بالآثار، والمساهمة في الترويج للمواقع كجزء من مسارات السياحة الثقافية.

وثمن مراقب آثار بنغازي جهود فريق العمل من قسم الشؤون الفنية وكافة المشاركين في المشروع،

الوسومليبيا

مقالات مشابهة

  • مراقب آثار بنغازي يستلم تقريرًا فنيًا حول مشروع مسح وتقييم 40 موقعًا أثريًا
  • أزمة اللوحة المسروقة| مها الصغير تعتذر.. وإجراء عاجل من الأعلى للإعلام
  • رد آثار سمنود حول سقوط مئذنة جامع أثري: خاطبنا الأوقاف ولم تستجب
  • خروج قطار عن القضبان.. استئناف حركة القطارات من القاهرة إلى الإسكندرية
  • وزير الخارجية ونظيره البريطاني يستعرضان العلاقات ومستجدات المنطقة
  • وزير الخارجية يبحث مستجدات المنطقة مع نظيره البريطاني
  • جدل في إسرائيل.. انتحار جندي بعد معاناة نفسية من آثار الحرب على غزة ولبنان
  • معهد الطاقة البريطاني:العراق خفض حرق الغاز من حقوله النفطية بنسبة 1.6%
  • إسرائيل والذنْب البريطاني
  • القضاء البريطاني يرفض تعليق قرار حظر حركة العمل من أجل فلسطين