"تشيكوف".. (165) عامًا من الحضور
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
"الشمس لا تشرق في اليوم مرتين.. والحياة لا تعطي مرتين، فلتتشبث بقوة ببقايا حياتك وتنقذها".. هكذا قال الأديب الروسي الكبير "أنطون تشيكوف"، والملقب بـ "أبو القصة القصيرة"، والذي تمر في (29) من يناير الجاري الذكرى الـ (165) لميلاده.
ولد "تشيكوف" في 29 يناير 1860م فى مدينة "تاجانروج" جنوب روسيا، وكان الثالث من بين ستة أطفال لعائلة تعمل فى بيع المواد الغذائية، وكان والده متعصبًا دينيًا وطاغية فى تربيته لهم، حيث عاش "تشيكوف" طفولًة كئيبة وقاتمة لدرجة أنه وصفها يومًا بالقول: "فى طفولتى، لم تكن لى طفولة"!
في مرحلة الصبا، عمل "تشيكوف" مساعدًا بدوام جزئى فى عمل.
حصل على منحة دراسية فى كلية الطب بجامعة موسكو عام 1879م، وتخرج فيها عام 1884م، حيث مارس الطب العام لمدة عشر سنوات تقريبًا، ومن اقواله الشهيرة: "الطب زوجتي، والكتابة عشيقتي".
انصب اهتمام "تشيكوف" في معظم أعماله الإبداعية، بصورة واضحة، على الإنسان وحريته وكرامته وحاجاته المادية والروحية، وقد تنوعت كتاباته بين المسرح، والقصة القصيرة، فكتب أكثر من (400) قصة قصيرة، و(70) قصة متوسطة، وقد ابتكر أسلوبًا مميزًا لسرد القصص تزامنًا مع حركة الواقعية فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ومن أبرز قصصه: الرِهان- حياتي- ثلاث سنوات- مبارزة- فانكا- إلى جدي العزيز.
وعلى صعيد المسرح، كان لـ "تشيكوف" إعجاب خاص بـ "وليم شكسبير" وخصوصًا مسرحية "هاملت"، وله العديد من المسرحيات القصيرة والطويلة التى ترجمت إلى غالبية اللغات العالمية، من أبرزها مسرحيات: النورس- بستان الكرز- العم فانيا- الأخوات الثلاث.
وقد تعلم الكثير من كتّاب المسرح المعاصرين حول العالم من "تشيكوف" كيفية استخدام المزاج العام للقصة، والتفاصيل الدقيقة الظاهرة، وتجمد الأحداث الخارجية في القصة، وذلك لإبراز النفسية الداخلية للشخصيات.
ارتبط اسمه بمبدأ درامي في الكتابة المسرحية خصوصًا عُرف بـ " بندقية تشيكوف" ومعناه عدم استخدام الكاتب لأي "تفصيلة" لا تخدم النص، كأن يتم الإشارة إلى وجود "بندقية على الحائط" بينما لم يتم استخدامها في أي فصل من فصول المسرحية.
وعلى ذكر هذا المبدأ الدرامي، فإن "تشيكوف" قد استخدم "البندقية" في أولى مسرحياته الطويلة "إيفانوف"، حيث بدات المسرحية بإطلاق نار بينما البطل يجلس في حديقة منزله يقرأ كتابًا ويستمع للموسيقى، إذ دخل عليه أحد أقربائه شاهرًا البندقية في وجهه، ثم اتضح أنها كانت مجرد مزحة، وفي نهاية المسرحية، يتعرض البطل لهجوم قاسٍ من صديق له اتهمه بالانتهازية والجبن، وهو ما لم يتحمله البطل فاندفع خارجًا إلى غرفة خلفية، حيث التقط مسدسه وانتحر برصاصة فى رأسه لينهى المسرحية بصوت طلق نارى كما بدأت.
يذكر أن "تشيكوف" قد توفي في سن الرابعة والأربعين بداء السُل عام 1904م.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
غدًا.. افتتاح المسرح الروماني في مارينا بعد توقف 15 عامًا باستثمارات 80 مليون جنيه
تستعد مدينة مارينا العلمين السياحية لحدث ثقافي وسياحي بارز، بإعادة افتتاح المسرح الروماني بعد توقف دام أكثر من 15 عامًا، في خطوة تُعيد لهذا الصرح الفني العريق مكانته المرموقة على خريطة الترفيه والفن في مصر.
وقال المهندس محمد خلف الله، رئيس جهاز القرى السياحية، إن الافتتاح الرسمي للمسرح الروماني سيكون اعتبارًا من الجمعة 11 يوليو الجاري، مؤكدًا أن هذا الحدث يمثل انطلاقة جديدة لدور المسرح في تنشيط الحركة السياحية والثقافية في منطقة الساحل الشمالي.
وأضاف خلف الله أن المسرح بعد تطويره أصبح صرحًا متكاملًا للترفيه والخدمات، حيث يتضمن فندقًا يضم 24 غرفة فندقية تطل على شواطئ مارينا الساحرة، بالإضافة إلى قاعة سينما حديثة وساحة مسرح تتسع لنحو 6000 فرد، وهو ما يجعله واحدًا من أكبر المسارح المكشوفة في المنطقة.
وأوضح أن المسرح سيوفر حفلات وعروضًا فنية متنوعة طوال أيام الأسبوع، إلى جانب أنشطة ترفيهية للأطفال، بما يضمن تجربة سياحية متكاملة للأسرة المصرية وزوار مارينا من مختلف أنحاء الجمهورية، مؤكدًا أن إعادة التشغيل تأتي تلبية لرغبات سكان وزوار مارينا الذين طالبوا مرارًا بعودة المسرح إلى نشاطه السابق.
وأشار رئيس الجهاز إلى أن أعمال التطوير شملت أيضًا تجهيز ساحات انتظار تسع أعدادًا كبيرة من السيارات، بما يسهل عملية الدخول والخروج، وبوابة خاصة للمسرح، مؤكدًا أن هناك متابعة دورية من قبل وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية للاطمئنان على جودة الخدمات وتكاملها، بما يتماشى مع خطة الدولة لتحسين جودة الحياة داخل المجتمعات العمرانية والسياحية.
وكشف خلف الله أن وزارة الإسكان قررت إسناد تطوير وتشغيل المسرح إلى شركة خاصة بنظام حق الانتفاع، وذلك في إطار خطة الحكومة لتعظيم الاستفادة من الأصول غير المستغلة، موضحًا أن الشركة ملتزمة بتنفيذ كافة الأعمال المتبقية طبقًا للجدول الزمني وبأعلى معايير الجودة، وتجهيز حفل افتتاح يليق بعراقة المسرح.
وأكد أن جهاز القرى السياحية يستعد لتنظيم احتفالات متتالية اعتبارًا من 11 يوليو الجاري، تتناسب مع القيمة التاريخية والفنية للمسرح الروماني، وتشمل إطلاق مهرجان مارينا الفني، ليكون مركزًا للفنون يخدم زوار الساحل الشمالي بالكامل ويعيد المسرح إلى ريادته الفنية والثقافية.
وأوضح محمد خلف الله أن تطوير المسرح يأتي في إطار خطة شاملة لتطوير مركز مارينا العلمين السياحي، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة، وتلبية تطلعات ملاك ورواد مارينا، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستُسهم في تحقيق التنمية السياحية المستدامة وتعزيز مكانة مارينا كواحدة من أهم الوجهات الصيفية في مصر.
ويذكر أنه تم إسناد عملية التطوير إلى شركتي كود للتطوير العقاري وشركة أويسيز لإدارة المشروعات والقرى السياحية، بنظام حق الانتفاع، وباستثمارات تتجاوز 80 مليون جنيه، تشمل تطوير المسرح، ورفع كفاءة المنطقة، وتجهيز فندق "سي كود"، وتنظيم النسخة الأولى من مهرجان المسرح الروماني لعام 2025.
ومن جانبه قال المهندس محمود رجب الروبي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة أويسيزالمسئولة عن إدارة المسرح: "فخورون بالمشاركة في إحياء أحد أبرز المعالم الثقافية في الساحل الشمالي، ونعمل بالتعاون مع شركة كود لإعادة المسرح إلى أمجاده الفنية،أنه موضحًا أنه تم وضع خطة تطوير شاملة للمسرح، إلى جانب إطلاق مهرجان فني يبدأ بحفل افتتاح ضخم يوم 11 يوليو، يحييه مجموعة من ألمع نجوم جيل التسعينات، لتكون الانطلاقة قوية وتليق بتاريخ هذا الصرح".
وأضاف رجب، أن شركة أويسيز تمتلك باعًا طويلًا في إدارة القرى السياحية والتشغيل، ولها مشروعات قائمة في منطقة العلمين الجديدة، من بينها قرية بلو فالي وفندق أويسيز الذي يضم 750 وحدة فندقية، مؤكدًا أن المسرح سيعود ليكون نقطة جذب رئيسية ضمن خريطة السياحة الثقافية والترفيهية في مصر.
وأكد رجب، أن جميع الأعمال تمت وفق أعلى معايير الجودة، وتمت مراعاة الجوانب الجمالية والهندسية في تصميم وتطوير المسرح، بالتوازي مع الالتزام بالجدول الزمني المحدد.
وتعمل شركة كود للتطوير العقاري الشريكة فى التطوير تحت قيادة كل من المهندس محمد جمال والمهندس سيد عيسى، وتُعد من الشركات الصاعدة بقوة في مجال الاستثمار العقاري. وتبلغ استثماراتها الحالية نحو 2 مليار جنيه، وتبدأ نشاطها في الساحل الشمالي من خلال مشروعها الواعد "نورث كود" بالكيلو 94 أمام مارينا 1 ومرسى اليخوت، بالتعاون مع شركة أويسيز.
ويُعد المسرح الروماني بمارينا واحدًا من أهم معالم الفن والثقافة في مصر، وسبق أن استضاف حفلات لأبرز نجوم الوطن العربي، منهم عمرو دياب، نانسي عجرم، كاظم الساهر وغيرهم، ويُتوقع أن يشهد خلال الفترة المقبلة عودة قوية لهذه الفعاليات، مما ينعكس إيجابيًا على تنشيط السياحة الداخلية والخارجية.