الهدنة المشروطة: الفصائل ترفض نزع السلاح في ظل الوجود الأميركي
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
27 يناير، 2025
بغداد/المسلة: مع عودة التصريحات النارية إلى الساحة العراقية، تصاعدت حدة الجدل بشأن مصير الفصائل المسلحة التي طالما اعتُبرت جزءاً من معادلة القوة في البلاد.
تلك الفصائل، التي توصف بأنها ركيزة “محور المقاومة”، وجدت نفسها مجدداً في قلب النقاش حول الوجود الأميركي، نزع السلاح، ومستقبل العراق السياسي والأمني.
وبينما تؤكد الحكومة العراقية على ضرورة وضع كل السلاح تحت سيطرة الدولة، يبدو أن الفصائل المسلحة تعيش في حالة من الرفض المعلن لهذه الرؤية.
ويشدد السوداني على أن العراق لا يمكن أن يحقق الاستقرار إلا بدمج الفصائل ضمن الأطر المؤسسية، داعياً إلى إنهاء أي وجود مسلح خارج إطار القانون. إلا أن هذه الرؤية تصطدم بتصريحات قادة الفصائل الذين يرون في سلاحهم أداة شرعية للدفاع عن البلاد في مواجهة ما يصفونه بـ”الاحتلال الأميركي”.
وأوضح أحد قادة هذه الفصائل أن وجودهم لا يمكن فصله عن استمرار القوات الأميركية في العراق، مشيراً إلى أن أي حديث عن نزع السلاح هو “مجرد حلم”.
وتؤكد تصريحات كهذه استمرار الانقسام حول طبيعة العلاقة بين الدولة وتلك الفصائل التي ما زالت تمثل رقماً صعباً في المعادلة السياسية والأمنية.
و رغم الإعلان المتكرر عن خطط الانسحاب الأميركي، يبدو أن واقع الحال يشير إلى تمديد محتمل لتواجد القوات، خاصة في ظل التوترات الإقليمية وتصاعد نشاط تنظيم “داعش” في المنطقة.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن بقاء القوات في العراق لا يرتبط فقط بمحاربة الإرهاب، بل أيضاً بمواجهة نفوذ إيران المتزايد عبر الفصائل المسلحة.
في هذا السياق، تعالت أصوات داخل الحكومة العراقية تحذر من أن تمديد بقاء القوات الأميركية قد يؤدي إلى تصعيد جديد من قِبل الفصائل، التي طالما أكدت استعدادها للعودة إلى العمليات العسكرية إذا استشعرت تلكؤاً أميركياً في تنفيذ الانسحاب.
و بالتزامن مع هذا الجدل، تزداد المخاوف من أن تنظيم “داعش” قد يستغل الانشغال السياسي والأمني في البلاد للعودة مجدداً. المناطق الحدودية مع سوريا تُعتبر التحدي الأكبر، حيث تشير تقارير إلى وجود خلايا متخفية في وديان وصحارى يصعب الوصول إليها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
مؤتمر برلين 3.. والأزمة الليبية المستفحلة
منظمة الأمم المتحدة تم إنشاؤها لغرض الحفاظ على مكتسبات المنتصرين في الحرب العالمية الثانية….يعني لا يهتمون بما يسمى بالعالم الثالث.
الامم المتحدة كلفت العديد من الشخصيات العربية والدولية لأجل (حل) الازمة الليبية التي ساهمت في خلقها الدول الاقليمية وامريكا وقد اعترف ترامب بانهم اخطؤوا عندما اسقطوا النظام ولم يفكروا في البدائل, وقال ايضا بانه لا يريد (اسقاط النظام في ايران),خوفا من استنساخ النموذج الليبي.
توالت المؤتمرات الدولية بشان الازمة الليبية,لكنها لم تفضي جميعها الى حل جذري للازمة بل نعتبرها مجرد مسكنات, تخفت لبعض الوقت وسرعان ما تعاود الظهور,عمليات النهب العام لأموال الدولة مستمرة وبعجلة متسرعة, تهريب الوقود وكذا تهريب الافارقة الذين حطوا رحالهم مؤقتا لأجل الوصول الى اوروبا التي يعتقدون انها جنة على الارض,معارك بين التشكيلات المسلحة (الجهوية)التي استحدثت عقب اسقاط النظام ربما كان تشكيلها بالأساس هو الخوف من الفراغ الذي نتج عن التدخل الاجنبي غير المحسوب بالشأن الليبي, لكن الحكومات المتعاقبة لم تسع الى ايجاد حل يخرج البلاد من النفق المظلم وللاسف على مدى 15 عاما.
برلين 3 مجرد إهدار للوقت فالمجتمعون ليسوا مختصين باتخاذ قرارات بل مجرد عرض وجهات النظر بشان الازمة الليبية المستفحلة .لان امريكا لها ما يشغلها.. والاقليميين راضون بحصصهم من الغنيمة.
هناك من يدعو الى طرد العاملين بمكتب الأمم المتحدة بطرابلس لان المنظمة لم تساهم في الحل بل ازدادت الاوضاع سوءا,نقول يجب طرد من يساهم في تدهور الوضع الأمني والاقتصادي بدءا من إسقاط الحكومة وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية .حيث سيختفي تلقائيا متصدرين المشهد الحالي. ليس من صلاحية الحكومات المؤقتة ولا المجالس التشريعية عقد اتفاقيات استراتيجية مع الدول الأخرى. بل تسيير العمل اليومي وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن.
حكومة الدبيبة الحالية تعتبر اسوأ حكومة يبتلى بها الشعب الليبي, فهي اتخذت من الاموال العامة مصدرا لشراء ذمم التشكيلات المسلحة والابقاء عليها, رغم ان من اسباب تكليفها هو ايجاد حل للتشكيلات المسلحة.
استفحلت الازمة في غرب البلاد وبالأخص العاصمة,اربع سنوات بالتمام والكمال والسيد الدبيبة ينفق على الميليشيات (مشرعنة…اما تتبع الداخلية او الدفاع او المجلس الرئاسي)من الخزينة العامة,وفجاة وإذا الذي بالأمس (اغنيوة/ رئيس جهاز دعم الاستقرار)يصنفه الدبيبة احد رجالات الدولة يقوم باغتياله في عملية دنيئة وحقيرة ,استتبعها اعمال عنف بالعاصمة اودت بمقتل بع مئات من المسلحين والمدنيين وتم نهب على ممتلكات الجهاز,وتشتت منتسبي الجهاز.
الدبيبة كلّف بالأساس لايجاد حل للميليشيات بمعنى تنسيب الراغبين منهم للعمل بقطاعي الشرطة والامن العام وقطاع القوات المسلحة بعد ان يتم تأهيلهم, وتأهيل الراغب منهم في العمل بالقطاع المدني, لا حلّها(الميليشيات ) وترك منتسبيها مشتتون مطاردون.
الدبيبة يريد ان يبسط سيطرته على العاصمة ليكون مفاوضا عن المنطقة الغربية في حال البث الاممي في ايجاد حل للازمة الليبية, لذلك نجده قد ابقى على التشكيلات التي تدين له بالولاء والطاعة ومحاربة تلك التي لا يرضى عنها خاصة وانها من الناحية الادارية لا تتبعه ومنها جهازي الردع ودعم الاستقرار، اللذان يتبعان المجلس الرئاسي.
الدبيبة لم تعد له شعبية بالعاصمة لذلك نجده يلجأ بعض المناطق لمناصرته وبالأخص” الثوار ” منهم لانهم بين الفينة والاخرى يلوّحون بالعودة الى العمل الثوري لمجابهة من يصفونهم بالمعرقلين لتحقيق اهداف الثورة, وأنهم الاولى بحكم البلاد ,وكأنّ 15 عاما المليئة بمختلف اعمال العنف ليست كافية, يدعون انهم حرروا البلاد والعباد ,لكن الحقيقة ان الشعب اصبح مختطف من قبل عصابات اجرامية ,اما الوطن فقد اصبح ساحة للمرتزقة والقواعد الاجنبية, لسان حال من يدعون الثورية يقول: نستعبدكم فانتم مجرد قطعان!.
بالأمس القريب اصدر رئيس المجلس الرئاسي قرارا بتكليف “ابوزريبة” رئيسا لجهاز دعم الاستقرار الذي يتبعه شخصيا والذي قام الدبيبة بتصفية رئيسه السابق “اغنيوة “!. ترى هل يعد ذلك تنازع صلاحيات بين الدبيبة والمنفي ام اثبات وجود”كسر عظم”، ام لأجل اعطاء الامان لمنتسبي الجهاز المنهار لأجل القبض عليهم؟ . نحن في الانتظار وان يكن مملّا, قد تشهد العاصمة اعمال عنف تؤدي حتما الى اسقاط الدبيبة المتشبث بالسلطة.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.