تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بدأت جهود الهند الرامية إلى خفض اعتمادها الطويل الأمد على المعدات العسكرية الروسية تؤتي ثمارها بعد التقرب من حلفاء غربيين جدد والنمو السريع لصناعة الأسلحة المحلية، وفق ما يقول محللون.

وفي وقت ينشغل المجمع الصناعي العسكري الروسي بالحرب المستمرة في أوكرانيا منذ قرابة ثلاث سنوات، جعلت الهند من تحديث جيشها أولوية قصوى، وقد أصبح ذلك ضرورة أكثر إلحاحا مع تصاعد التوترات بين أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان وجارتها الشمالية الصين، خصوصا منذ الاشتباك الدامي عام 2020 بين قواتهما على الحدود الجبلية الوعرة المتنازع عليها.

وقال هارش بانت من مؤسسة "أوبزرفر ريسيرتش فاونديشن" التي تتخذ في نيودلهي مقرا لوكالة فرانس برس إن "تصور الهند لبيئتها الأمنية تجاه الصين تغير بشكل كبير".

وتدهورت العلاقات بين الجارتين بعد الاشتباك على حدودهما المشتركة الذي أسفر عن مقتل 20 جنديا هنديا وأربعة جنود صينيين على الأقل.

وقال بانت عن الحادث "لقد هز النظام (القائم) نوعا ما، وهناك إدراك بأن علينا القيام بما هو أفضل الآن، وبسرعة كبيرة".

وأصبحت الهند أكبر مستورد للأسلحة في العالم مع ارتفاع مشترياتها بشكل مطرد، وقد مثلت حوالى 10 في المئة من مجموع الواردات العالمية في الفترة 2019-2023، وفق ما أفاد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) العام الماضي.

وقدمت نيودلهي أيضا طلبيات بقيمة عشرات مليارات الدولارات من الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل وألمانيا للسنوات المقبلة.

بالإضافة إلى ذلك، أفادت تقارير إعلامية هندية بأن رئيس الحكومة ناريندرا مودي سيزور فرنسا الشهر المقبل حيث سيوقع صفقات تبلغ قيمتها نحو 10 مليارات دولار لشراء مقاتلات من طراز رافال وغواصات من طراز سكوربين.

كذلك، تعهّد وزير الدفاع راجناث سينغ بتوقيع عقود لا تقل قيمتها عن 100 مليار دولار لإنتاج معدات عسكرية محلية بحلول العام 2033.

وقال محلل الشؤون الاستراتيجية نيتين غوخالي لفرانس برس "كانت الهند مستوردا (للمعدات العسكرية) منذ عقود ولم تتحول إلى التركيز على التصنيع المحلي... إلا في العقد الماضي".

وأضاف أن هذا "التحول ليس سهلا، فلا يمكن تصنيع أو إنتاج كل شيء هنا"، قائلا إن البلاد تفتقر إلى القدرة على تصنيع أنظمة أسلحة "ذات تكنولوجيا متطورة".

لكن جهودها بدأت تثمر بعض الشيء.

خلال العقد الحالي، افتتحت الهند مصنعا جديدا للطائرات المروحية، ودشنت أول حاملة طائرات محلية الصنع، وأجرت اختبارا ناجحا لصاروخ فرط صوتي طويل المدى.

وقد ساهم ذلك في تعزيز صادراتها المتنامية من الأسلحة التي بلغت قيمتها العام الماضي 2،63 مليار دولار، وهو مبلغ ازداد 30 مرة خلال عقد.

ومن المتوقع أن تعلن الهند في الأسابيع المقبلة صفقة تاريخية لتزويد الجيش الإندونيسي صواريخ كروز بقيمة حوالى 450 مليون دولار.

وتسعى الحكومة الهندية لزيادة قيمة صادرات الأسلحة ثلاث مرات بحلول العام 2029.

في السنوات الأخيرة، عملت الهند على تعزيز تعاونها الدفاعي مع دول غربية، من بينها التحالف الرباعي (كواد) الذي يضم معها الولايات المتحدة واليابان وأستراليا.

وساعد هذا التحول الهند على إبرام صفقات مختلفة لاستيراد وإنتاج مسيّرات عسكرية وسفن وطائرات مقاتلة وغيرها من المعدات الغربية.

وأدى ذلك أيضا إلى انخفاض حاد في كميات الأسلحة التي استوردتها الهند من حليفتها القديمة روسيا التي زودتها 76 % من وارداتها العسكرية في الفترة 2009-2013 مقابل 36 % فقط في الفترة 2019-2023، وفقا لبيانات معهد "سيبري".

رغم ذلك، سعت نيودلهي إلى الحفاظ علاقاتها مع موسكو بالتوازي مع سعيها لإقامة شراكات أوثق مع الدول الغربية.

وقاومت حكومة مودي الضغوط من واشنطن وعواصم غربية أخرى لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، وبدلا من ذلك، دعت الجانبين للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وقال غوخالي إن الهند ليست في وضع يسمح لها بالتخلي عن علاقتها مع روسيا التي لا تزال تؤدي دورا مهما كمورد للأسلحة المتقدمة بما فيما صواريخ كروز وتكنولوجيا الغواصات النووية.

وأضاف "قامت الهند بالتأكيد بتوزيع مخاطرها من خلال فتح أبواب للاستيراد من دول أخرى (...) لكن روسيا تبقى شريكا مهما للغاية ويمكن الاعتماد عليه".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الهند صناعة الأسلحة المحلية روسيا

إقرأ أيضاً:

سكرتير بني سويف يتفقد سير العمل بالوحدات المحلية خلال أجازة العيد

أجرى اللواء سامي علام السكرتير العام المساعد لمحافظة بني سويف، جولة ميدانية لمتابعة انتظام العمل بالوحدات المحلية، ضمن خطة المحافظة لاستقبال العيد، والتي تشمل على خطط تفصيلية للقطاعات، لضمان توافر الخدمات والاحتياجات بالشكل المناسب والمطلوب، وفي إطار تنفيذ تكليفات مجلس الوزراء بتحقيق الانضباط والانتظام في مستوى الخدمات الحيوية، خاصة في فترات المواسم والأعياد، وما يصاحبها من إجازات للمواطنين.

وخلال جولة اليوم، زار السكرتير العام المساعد الوحدة المحلية لمركز ومدينة الواسطى، وتابع سير العمل داخل الإدارات المختلفة، واطلع على الجهود المبذولة في ملفات النظافة العامة، ورفع الإشغالات، والحفاظ على المظهر الحضاري للمدينة، بجانب متابعة التزام العاملين بمواعيد العمل "خلال العطلات والإجازات الرسمية" والإجراءات المتبعة في استقبال شكاوى ومطالب المواطنين.

كما تفقد المركز التكنولوجي بالواسطى واطمأن على انتظام العمل "في أيام العطلات والأجازات الرسمية"، خاصة فيما يتعلق بملفات التصالح في مخالفات البناء، حيث شدد على أهمية الإسراع في فحص الطلبات المقدمة وإنهاء الإجراءات في أسرع وقت ممكن وفقًا للقواعد المنظمة، بما يحقق مصلحة المواطنين ويعزز جهود الدولة في تقنين أوضاع البناء المخالف وفقًا للقانون.

حيث أكد السكرتير العام المساعد، خلال الجولة، أن توجيهات المحافظ تركز على ضرورة التواجد الميداني للمسؤولين خلال فترات الإجازات والعطلات الرسمية، لمتابعة مستوى الأداء وضمان تقديم الخدمات بكفاءة، مشيرًا إلى أن متابعة ملفات التصالح والنظافة العامة ورفع الإشغالات ومواجهة التعديات تأتي على رأس أولويات الجهاز التنفيذي في هذه المرحلة.

مقالات مشابهة

  • سفير الهند: شراكة استراتيجية مع مصر واستثمارات مرتقبة بـ 10 مليارات دولار
  • نائبة: مصر تسعى لتحقيق 150 مليار دولار صادرات
  • سكرتير بني سويف يتفقد سير العمل بالوحدات المحلية خلال أجازة العيد
  • البرازيل تسعى لمنع صفقة تعويض كربون بـ180 مليون دولار
  • مندوب روسيا لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا: مصير أوكرانيا ليس بيد الغرب
  • هآرتس: أوروبا تنتقد إسرائيل وتشتري منها الأسلحة بالمليارات
  • الترجمان: لا وجه للمقارنة بين القوات المسلحة شرقًا والتشكيلات المسلحة التي تحيط بالدبيبة
  • صراع ترامب وماسك يهز سوق عملة «بتكوين» لتنخفض قيمتها إلى أقل من 101 ألف دولار
  • وول ستريت: إيران تسعى لتعزيز ترسانتها العسكرية بشكل غير مسبوق
  • تسلا تخسر 100 مليار دولار من قيمتها السوقية في بورصة وول ستريت