مكتشفات أثرية جديدة في موقع بات الأثري بمحافظة الظاهرة
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
كشفت التنقيبات الأثرية في موقع رخة المدرة بالقرب من آثار بات بمحافظة الظاهرة عن مستوطنة تعود إلى العصر البرونزي. وأظهرت التنقيبات التي تنفذها وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع بعثة أمريكية عن اكتشاف عدد من القبور تعود للفترة من٣٢٠٠ إلى ٢٧٠٠ قبل الميلاد، بالإضافة إلى أربعة مباني من العصر البرونزي.
وأشارت الدكتورة جينيفر سويريدا رئيسة البعثة الأثرية الأمريكية من جامعة بنسلفانيا إلى أن أعمال التنقيبات الأثرية ركزت خلال هذا الموسم على منطقة رخة المدرة والتي تقع في الجانب الجنوبي الشرقي من بلدة بات الأثرية وهي منطقة مستديرة من الطين محاطة بتلال منخفضة عند هطول الأمطار أو فيضان الوادي، حيث تحتفظ هذه المنطقة بالماء لعدة أيام.
وأوضحت أنه خلال هذا العام تم التركيز على أكبر مبنى من الحقبة البرونزية لمعرفة ما إذا كان منزلاً أو مكانًا للأنشطة المجتمعية، حيث عثرت أعمال التنقيب على أفران وجدران، تشير إلى استخدامها حتى فترة العصر الإسلامي المبكر، كما من المقتنيات التي تم العثور عليها عبارة عن رأس سهم من العصر الحجري الحديث مصنوع من الصوان وحرزة من العقيق الأحمر من عصر أم النار وقطعة فخارية من عصر أم النار ورأس أداة معدنية من العصر الإسلامي المبكر وجرة خزفية مستوردة من وادي السند تعود إلى فترة أم النار وقطعة من العقيق الأحمر. وأضافت أنه تم تجميع عينات من التربة التي تحتوي على أجزاء مجهرية من النباتات القديمة تساعد هذي العينات على الاكتشافات على فهم أنشطة الأشخاص الذين عاشوا في رخة المدرة وما كانت علية البيئة أثناء وجودهم هناك.
وأشار سليمان بن حمود الجابري رئيس القسم الفني بدائرة المواقع الأثرية في باتّ والخطم والعين إلى حرص وزارة التراث والسياحة على استقطاب البعثات الأثرية من الجامعات العالمية المتخصصة في مجال علم الآثار منذُ سبعينات القرن الماضي، حيث كانت أول بعثة أثرية تعمل بموقع بات هي البعثة الدنماركية وبعدها توالت عدد من البعثات الأثرية من جامعات مختلفة منها بعثات ألمانية ويابانية وفرنسية وإيطالية ولا يزال العمل مستمرًا في مجال المسح والتنقيب عن المعالم الأثرية.
وأوضح أن البعثة التي تقوم بأعمال التنقيب حالياً هي من جامعة بنسلفانيا الأمريكية وبشراكة مع جامعة لايدن الهولندية وتعمل منذُ موسم عام 2007م، حيث قامت بدراسة الأبراج والمقابر والمباني الأثرية وكذلك دراسة عيانات من التربة ومصادر المياه ومواسم نزول الأمطار، بموقع بات الأثري والمناطق المحيطة مثل العمل القائم حالياً بموقع رخة المدرة والذي يبعد عن موقع بات الأثري بحوالي 7 كيلومترات.
جديرٌ بالذكر أن موقع بات الأثري من المواقع الأثرية التابعة لمنظمة اليونسكو، حيث لا زالت الأبحاث والدراسات الأثرية مستمرة من أجل استكشاف تفاصيل قيّمة حول تاريخ الإنسان، بما في ذلك تطور الحضارات القديمة والثقافات المختلفة والعادات والتقاليد، والتقنيات المستخدمة في الماضي، وأسلوب الحياة عبر العصور.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
محافظ المنيا: استقبال أكثر من 17 ألف سائح و263 باخرة نيلية لزيارة المناطق الأثرية خلال عام
أكد اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، أن الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي أولت اهتماماً كبيراً بقطاع السياحة باعتباره أحد الركائز الأساسية لدفع عجلة الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أن ما تحقق على مدار السنوات الماضية يعكس رؤية تنموية واضحة لاستعادة مكانة مصر السياحية إقليمياً ودولياً، في إطار جهود الدولة لتحقيق التنمية الشاملة وتنويع مصادر الدخل وخلق فرص العمل.
وقال اللواء كدوانى إن محافظة المنيا تمتلك ثروة أثرية وسياحية فريدة تؤهلها لأن تكون أحد أبرز المقاصد السياحية، وقد شهد القطاع خلال الفترة من يوليو 2024 حتى يونيو 2025 طفرة ملموسة، حيث استقبلت المناطق الأثرية بالمحافظة 17 ألفاً و628 سائحاً من جنسيات متعددة، إلى جانب وصول 263 باخرة سياحية إلى مراسي المحافظة ضمن رحلات نيلية بين القاهرة وأسوان والعكس لزيارة أبرز المعالم الأثرية والتاريخية والتعرف على عظمة الحضارة المصرية القديمة، وذلك مع قرب حلول الموسم السياحي الرسمي للمحافظة الذي يبدأ عادة في أغسطس من كل عام.
ويضاف أن المحافظة تعمل على تنشيط السياحة الداخلية والدولية من خلال إعادة تأهيل المواقع الأثرية وفق معايير حديثة وتطوير البنية التحتية والخدمات السياحية، كما تم تنفيذ ورش عمل متخصصة بالتعاون مع كلية السياحة والفنادق والمتحف الآتوني والهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة ومديريات التربية والتعليم والشباب والرياضة، إلى جانب تنفيذ عدد من الندوات التوعوية لرفع الوعي الأثري والسياحي لدى طلاب المدارس في مختلف المراحل التعليمية.
أكد المحافظ أن هناك جهودًا حكومية متواصلة لتطوير القطاعين الثقافي والسياحي، لافتًا إلى أن أعمال استكمال إنشاء المتحف الآتونى تجري حاليًا وفق برنامج زمني محدد ليصبح أحد أبرز المعالم الثقافية والسياحية في المنيا، وذلك بعد توقف دام أكثر من 20 عامًا.
وأشار المحافظ إلى أن المنيا استضافت خلال العام عدداً من الفعاليات السياحية والثقافية المهمة، حيث تم استقبال المشاركين في رالي تحدي عبور مصر للعام الثالث عشر، كما استقبلت المحافظة مجموعة من الفنانين التشكيليين ضمن فعاليات مراسم بني حسن، إلى جانب تنظيم زيارات ميدانية لـ190 فتاة من المحافظات الحدودية ومحافظة المنيا في إطار الملتقى التاسع عشر لثقافة المرأة وفنون الفتاة، كما استقبلت المحافظة 45 فناناً تشكيلياً من دول عربية وأجنبية وعدداً من أساتذة الجامعات ضمن فعاليات مهرجان مراكب الشمس في نسخته الرابعة، بالإضافة إلى استقبال وفد من شباب المصريين بالخارج ضمن برامج الدمج الثقافي والتعريف بالموروث الحضاري المصري.
وأوضح المحافظ أنه تم الإعلان عن بدء تطبيق منظومة الحجز الإلكتروني لزيارة المناطق الأثرية بالمحافظة والتي تشمل تل العمارنة وبني حسن وتونا الجبل ومتحف ملوي فى نوفمبر 2024، كما يجري حالياً إعداد تطبيق إلكتروني للترويج للمواقع الأثرية والسياحية بمحافظة المنيا، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة بالقاهرة لإنتاج محتوى دعائي ضمن حملة ترويجية متكاملة تهدف إلى دعم وتنشيط السياحة الداخلية.
وفي هذا السياق، قام المحافظ بجولات ميدانية للمواقع الأثرية والسياحية، شملت تل العمارنة وبني حسن وتونا الجبل، حيث وجه بإعداد خطة تنموية متكاملة للنهوض بقطاع السياحة من خلال تكثيف الحملات الترويجية وتدريب الكوادر السياحية وتطوير المراسي النيلية والمنافذ المخصصة لاستقبال الزوار، مع الالتزام بمعايير السياحة البيئية والسياحة الخضراء وتحقيق مفهوم التنمية المستدامة وتطبيق معايير السلامة والأمن ورفع جودة الخدمات المقدمة للسائحين لتقديم تجربة سياحية متميزة وآمنة تليق بعروس الصعيد.
الجدير بالذكر أن محافظة المنيا تزخر بالعديد من المواقع الأثرية المتميزة من مختلف العصور التاريخية، أبرزها منطقة آثار الأشمونين شمال غرب ملوي، ومنطقة آثار بني حسن جنوب مدينة المنيا، ومنطقة تل العمارنة شرق ديرمواس، ومنطقة تونا الجبل جنوب غرب المحافظة، بالإضافة إلى منطقة دير جبل الطير بسمالوط الواقعة على أحد مسارات رحلة العائلة المقدسة، ومنطقة آثار البهنسا شمال بني مزار، كما تضم آثاراً فرعونية وقبطية وإسلامية تمثل جميعها لوحة حضارية متكاملة تجسد عظمة وتنوع التاريخ المصري عبر العصور.