بسام شانع
في عالمٍ يتصارع فيه الضوء والظلام، ويقف فيه الحقُّ عارياً إلا من إيمانه، والباطلُ متسربلاً بجحافل قوته، يأتي الصمود كالنور الذي يشقّ قلب العتمة، مُعلناً أن النصر لا يُصاغ من الحديد والنار فقط، بل من الإيمان الذي لا يخبو، ومن إرادةٍ تُحطم القيود مهما كانت ثقيلة.
حين ينتصر صمودٌ لا مثيل له، على خذلانٍ يعصف كرياح الخريف، ويواجه طغياناً أسود، كوحشٍ يتغذى على أرواح الأبرياء، وحشٍ لم تعرف له صفحات التاريخ شبيهاً، طغيانٌ لا يعبأ بقوانين السماء ولا بشرائع الأرض، ولا يرى في وجه الإنسانية سوى قناعٍ هشٍ، فإنه لا يكون انتصاراً عابراً، بل يكون انتصاراً يعلو فوق كل انتصار، ويُحفر في ذاكرة الزمن بمداد من نور.
غزة، تلك البقعة الصغيرة التي تبدو كزهرةٍ نبتت وسط صخور القهر، تغدو في لحظات المواجهة أسطورةً تمشي على الأرض، بأسلحتها المتواضعة، التي لا تزيد عن أغصانٍ هشة في وجه أعاصير البطش، تصمد وتقاتل، ورغم الحصار الذي يحيط بها كغلافٍ من نار، ورغم خذلان القريب والبعيد، ورغم الإبادة التي تتساقط عليها كحممٍ من جحيمٍ مصبوب، ترفع رأسها عالياً.
غزة، بضعف إمكاناتها، تقف وجهاً لوجه أمام قوىً تملك من الحديد والنار ما يكفي لإبادة مدن بأكملها، تملك طائراتٍ تحلّق كنسورٍ جائعة، وسفنٍ تجوب البحار كوحوشٍ مفترسة، وأقماراً تجوس السماء لتقتنص كل حركةٍ وكل نفس، لكنها، برغم كل ذلك، تنحني أمام إرادة غزة، إرادةٍ لا تسكنها الهزيمة ولا تعرف الخوف.
إن انتصار غزة ليس مجرد انتصارٍ عسكري، بل هو شهادةٌ على قوة الروح البشرية حين تتسلح بالإيمان والحق. هو إعلانٌ أن القوة الحقيقية لا تُقاس بحجم السلاح، بل بقدرة القلب على الصمود، وبإصرار العقل على المقاومة، وبعزيمةٍ تأبى الانكسار.
ففي كل مرة تصمد غزة، تُعيد تعريف معنى الانتصار والهزيمة. انتصارها ليس نصراً لها وحدها، بل هو رسالةٌ لكل ضعيفٍ في هذا العالم، بأن الصمود قوة، وأن النصر يولد من رحم المعاناة. هزيمة أعدائها ليست مجرد سقوط، بل هي سقوطٌ للقيم التي ادّعوا حملها، وانكشافٌ للزيف الذي لبسوه.
غزة، تلك العنقاء التي تنهض كل مرة من رمادها، تُثبت أن العظمة لا تكمن في حجم الأرض، بل في قامة من يدافع عنها، وأن التاريخ يكتب صفحاته بأيدٍ لا تعرف الاستسلام، وإن كان لهذا الزمن أن يشهد أسطورةً حقيقية، فإن أسطورة غزة هي أعظم ما سيُروى.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
بعد تتويجه بلقب الدوري الممتاز.. إنجازات الأهلي خلال الموسم
في موسم استثنائي من الدوري المصري الممتاز، نجح النادي الأهلي في فرض هيمنته الكروية من جديد، متوّجًا بلقبه رقم 45 في تاريخه والثالث على التوالي، بعد أداء قوي وثابت أثبت به مجددًا أنه زعيم الكرة المصرية دون منازع.
مشوار الأهلي في البطولةخاض الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي خلال هذا الموسم الكروي 25 مباراة، حقق خلالها 17 انتصارًا، وخرج متعادلًا في 7 مواجهات، بينما لم يتلقَّ أي خسارة داخل أرض الملعب، حيث كانت الهزيمة الوحيدة بقرار إداري صادر عن رابطة الأندية، لتؤكد هذه الأرقام قوة واستقرار الفريق طوال مشوار البطولة.
تميّز الشياطين الحمر بتحقيق أفضل النتائج خلال هذا الموسم، وكان الفريق الوحيد الذي استطاع الفوز بعدد من النتائج الكبيرة التي لم يصل إليها أي فريق آخر، منها:
فوز ساحق بنتيجة 6-0 على فريق فاركو في الجولة الأخيرة.انتصار عريض بنتيجة 5-0 أمام حرس الحدود.فوز بنتيجة 5-2 أمام سيراميكا كليوباترا.كما حقق الفريق فوزًا بنتيجة 4-0 مرة، و4-2 مرة واحدة، بالإضافة إلى انتصارات بنتائج 3-1، 3-2، 2-0 (أربع مرات)، 2-1 (مرتين)، و1-0 (أربع مرات).
أما على صعيد التعادلات، فقد تعادل الأهلي بنتيجة 2-2 في مباراة واحدة، وبنتيجة 1-1 في أربع مباريات، بينما انتهت مباراتان بالتعادل السلبي دون أهداف.
مباراة التتويج: سداسية للتاريخفي الجولة الختامية أمام فريق فاركو أمس الأربعاء الموافق 28 مايو 2025، قدّم النادي الأهلي عرضًا كرويًا مذهلًا انتهى بفوز ساحق 6-0، شهد تسجيل اللاعب وسام أبو علي لأربعة أهداف "سوبر هاتريك" في الدقائق (10، 33، 61، 68)، قبل أن يضيف اللاعب حسين الشحات الهدف الخامس في الدقيقة 75، ويختتم إمام عاشور السداسية في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع.
بهذا الفوز، ارتفع رصيد الأهلي إلى 58 نقطة، متقدمًا بفارق نقطتين عن نادي بيراميدز صاحب المركز الثاني، والذي أنهى موسمه بـ56 نقطة بعد فوزه على سيراميكا بنتيجة 5-1.
الشياطين الحمر زعامة لا تهتزما حققه الأهلي هذا الموسم هو تأكيد جديد على الزعامة الكروية المستمرة، حيث جمع بين الأداء الممتع والنتائج الحاسمة، ونجح في إرضاء جماهيره العريضة التي لطالما كانت هي الوقود الحقيقي خلف كل انتصار.
استشاري تكنولوجيا إعلام: الحكومة أنهت تريند «شهادات الحلال»