يتصدر اسم الأسير الفلسطيني محمد فوزي فلنة الدفعة الثالثة من قائمة إفراجات تبادل الأسرى، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، بوصفه أقدم أسير في سجون الاحتلال حاليا، بعد الإفراج عن آخرين في الدفعة السابقة.

وتتضمن الدفعة الثالثة 110 أسرى، 32 منهم محكومون بالسجن المؤبد، و48 أسيرا محكومون بأحكام مختلفة، و30 أسيرا من الأطفال، وفق ما أعلنه مكتب إعلام الأسرى المحسوب على حركة حماس.

وفي الدفعة الثانية من التبادل، السبت الماضي، أفرجت سلطات الاحتلال عن أقدم أسيرين هما محمد الطوس ورائد سعدي، اللذان كانا محكومين بالسجن المؤبد، واعتقلا في ثمانينيات القرن الماضي.

الأسير فلنة اعتقل عام 1992 بتهمة المشاركة في تفجير حافلة للمستوطنين (الجزيرة) مقاومة مبكرة

ينحدر محمد فوزي سلامه فلنة من بلدة صفا غرب مدينة رام الله، وفيها ولد يوم 20 سبتمبر/أيلول 1963، ونشأ وترعرع وتلقى تعليمه الأساسي حتى الصف الخامس الأساسي، حيث غادر المدرسة للمساعدة في إعالة أسرته.

نشأ الأسير الفلسطيني المحرر في أسرة بسيطة واشتغل في الأعمال الحرة والزراعة للمساعدة في إعالة أسرته، وبالتوازي بدأ مشواره النضالي في ثمانينيات القرن الماضي، حيث اعتقل أول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 1986 وكان قد تزوج حديثا، ومكث في السجن 14 شهرًا بتهمة إلقاء قنبلة حارقة على مركبة عسكرية لجيش الاحتلال.

وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1992، اعتقل مجددا وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة المشاركة في تفجير حافله تابعة للمستوطنين بمحاذاة مستوطنة قرب قريته، قتلت فيه مستوطِنة إسرائيلية وأصيب 10 بجروح خطيرة.

إعلان

ورغم الإفراج عن مئات الفلسطينيين بعد توقيع اتفاق أوسلو وفي صفقة وفاء، فإنه بقي داخل السجن حتى تجاوز 33 عاما.

وشارك المحرر فلنة في عدة إضرابات عن الطعام، وعوقب بالعزل الانفرادي، وفقد والده عام 2010 من دون أن يزوره آخر 5 سنوات في عمره، كما فقد إحدى شقيقاته عام 2009 من دون أن يُسمح لها بزيارته على مدى 9 سنوات، أما والدته فقد رحلت قبيل اعتقاله، في حين انتهى زواجه بالطلاق نظرا لطول فترة حكمه.

عوقب خلال سنوات اعتقاله الطويلة بعدة طرق، بينها العزل الانفرادي والحرمان من زيارة أقاربه بمن فيهم أشقاؤه.

أحمد فلنة: عدد الأقارب وسكان البلدة تضاعف في غياب محمد (الجزيرة) تغييرات كبيرة

يقول أحمد فلنة، شقيق الأسير المحرر، للجزيرة نت إن تغيرات كبيرة طرأت على عائلة الأسير التي لن يتمكن من لقائها وبلدته التي لن يحرر إليها.

ويذكر من التغييرات أن عدد أفراد أسرته المصغرة والمكونة من 6 إخوة و6 أخوات كان 22 فردا، أما اليوم فتضاعف ليتجاوز 70 فردا، لا يعرف أغلبهم.

أما قريته صفا، فاتسعت وتضاعف عدد سكانها من قرابة 2200 إلى نحو 5500، أغلبهم وجوه جديدة ولدوا وكبروا في غيابه.

وفي الإفراجات السابقة سواء خلال المفاوضات السياسية أو صفقة شاليط، كان ذوو الأسير فلنة يتهيؤون لاستقباله، من دون أن يرى الحرية في أي منها.

إبعاد

ومع الإفراج عنه اليوم، لن يعود محمد إلى منزله الذي بناه أشقاؤه، حيث سيُبعد إلى مصر الذي سيمكث فيها بعد تحرره، وفق شقيقه، الذي قال إن الخطوة التالية هي الاستقرار والزواج، معربا عن ثقته بعودة الأسير المحرر إلى عائلته وقريته يوما ما.

ويوم 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في غزة، عقب العدوان الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل وإصابة نحو 159 ألف فلسطيني، ويستمر اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

إعلان

وشهد التبادل الأول، الذي تم في أول أيام الاتفاق، الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 طفلا وأسيرة، في حين شهد التبادل الثاني، السبت الماضي، الإفراج عن 4 مجندات مقابل 200 أسير فلسطيني، بينهم 121 من أصحاب الأحكام المؤبدة، و79 من ذوي الأحكام العالية.

وحتى مطلع العام الجاري، قدّرت مؤسسات حقوقية فلسطينية عدد الأسرى في سجون الاحتلال بنحو 10 آلاف و400 فلسطيني، ونحو 600 أسير منهم محكومون بالسجن المؤبد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بالسجن المؤبد الإفراج عن

إقرأ أيضاً:

بن غفير يرتدي دبوس مشنقة خلال مناقشة قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين

كان الكنيست قد صوّت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يتيح إنزال عقوبة الإعدام بحق فلسطينيين يُدانون بما تسميه إسرائيل "أعمالاً إرهابية يُقتل فيها إسرائيليون".

أثار مقطع فيديو نُشر اليوم الاثنين على منصة "إكس" موجة من التفاعل بعد ظهور وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وهو يرتدي دبوساً على شكل حبل مشنقة خلال جلسة لجنة الأمن القومي في الكنيست.

وشاركه في ارتداء الشارة عدد من أعضاء حزبه اليميني المتطرف "عوتسما يهوديت" (القوة اليهودية)، في خطوة رمزية تزامنت مع مناقشة مشروع قانون ينص على إعدام أسرى فلسطينيين.

وظهر بن غفير في المقطع وهو يقول: "أمر مهم في الكنيست الإسرائيلي، نحن نعقد نقاشاً آخر في اللجنة برئاسة تسفيكا فوغل، حول مشروع القانون الذي قدّمه ليمور سون هار ميلخ، وجميعهم من حزب عوتسما يهوديت".

وأضاف: "القانون هو عقوبة الإعدام للمخربين، وهو خطوة كبيرة جداً في إسرائيل، ونحن نقترب بخطوات واسعة... وكما ترون هذه الشارة، نحن نريد إما حبل المشنقة، أو المقصلة، أو الكرسي الكهربائي.. عقوبة الإعدام للمخربين".

القراءة الأولى للمشروع ونتائج التصويت

وكان الكنيست قد صوّت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يتيح إنزال عقوبة الإعدام بحق فلسطينيين يُدانون بما تسميه إسرائيل "أعمالاً إرهابية يُقتل فيها إسرائيليون". و

أشارت هيئة البث الإسرائيلية آنذاك، إلى أن المقترح أُقر بأغلبية 39 نائباً من أصل 120، مقابل 16 صوتاً معارضاً.

وشهدت الجلسة التي نوقش فيها القانون مشادة كلامية حادة بين النائب العربي أيمن عودة وبن غفير، كادت أن تتحوّل إلى اشتباك جسدي، وفق ما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية.

ويُلزم مشروع القانون — الذي قدّمه حزب "عوتسما يهوديت" — المحاكم بإصدار حكم بالإعدام ضد كل من "يتسبب عن قصد أو بسبب اللامبالاة في وفاة مواطن إسرائيلي"، شريطة أن يُرتكب الفعل "بدافع عنصري أو كراهية ولإلحاق الضرر بإسرائيل". وينص النص أيضاً على أنه "لا يجوز تخفيف عقوبة من صدر بحقه حكم نهائي بالإعدام".

Related فيديو - بن غفير يتباهى بإهانة أسرى فلسطينيين ويدعو إلى إعدامهمبن غفير يرقّي قائد وحدة المستعربين بعد يوم من توثيق إعدام ميداني لشابين فلسطينيين في جنينبينهم نتنياهو وبن غفير..تركيا تصدر مذكرات توقيف بحق 37 مسؤولا إسرائيليا بتهم "الإبادة الجماعية" بغزة تشديد الاعتقال وحرمان السجناء من حقوقهم

وفرض بن غفير سلسلة إجراءات مشدّدة على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، شملت منع الزيارات، وتقليل الكميات المسموحة من الغذاء، وتقييد فرص الاستحمام.

وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول، نُشر مقطع عبر "تليغرام" يظهر بن غفير واقفاً أمام صف من السجناء الفلسطينيين الممددين على الأرض وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم. وقال في المقطع: "جاء هؤلاء الرجال من وحدة النخبة (في الجناح العسكري لحماس) لقتل الأطفال والنساء والرضّع لدينا. أنظروا إليهم اليوم، يحصلون على الحياة بالحد الأدنى. لكن لا يزال هناك ما يجب فعله: إعدام الإرهابيين".

وأضاف: "اسألوا أي إرهابي مرّ بسجني إن كان يرغب في العودة. إنهم خائفون ويرتعدون، وقد انخفض عدد الهجمات بشكل كبير".

وفي أغسطس/آب الماضي، ظهر بن غفير في مقطع فيديو آخر على منصات التواصل الاجتماعي وهو يهدّد الزعيم الفلسطيني المسجون مروان البرغوثي، الذي بدا في حال من الوهن الجسدي.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • حلمي طولان: منتخب مصر الثاني وُلِد يتيمًا.. ولا أتهرب من المسؤولية رغم غياب الدعم
  • هند عاكف تكشف تفاصيل فيلمها الجديد “الأسير”
  • بن غفير يرتدي دبوس مشنقة خلال مناقشة قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين
  • إنتهاء البحث عن جثة آخر أسير إسرائيلي دون العثور عليها / شاهد
  • البرلمان السويدي يطلق مبادرة أوروبية لتدويل قضية الأسرى الفلسطينيين
  • “الصليب الأحمر”: “إسرائيل” تمنعنا من زيارة الأسرى الفلسطينيين
  • الصليب الأحمر: "إسرائيل" تمنعنا من زيارة الأسرى الفلسطينيين
  • هيئة الأسرى الفلسطينيين تحذر: أسيران بسجون العدو الإسرائيلي في وضع صحي خطير
  • إعلام الأسرى الفلسطيني: البلبيسي أقدم أسرى غزة يمضي ثلاثة عقود بعيدًا عن الوطن والعائلة
  • 275 طفلاً فلسطينيًا يقبعون في سجون الاحتلال حتى سبتمبر الماضي