على هامش صلة الشباب بالمشهد الثقافي الخليجي
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
حظيت خلال الأسبوع المنقضي بفرصة المشاركة في مؤتمر الثقافة والفن والأدب بدولة الكويت، والذي استضافته الهيئة العامة للشباب بالكويت، بالتنسيق مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. المؤتمر ضمن نخبًا إبداعية شبابية من دول المجلس، بالإضافة إلى مشاركة من الأردن والمغرب، ومثلت سلطنة عُمان فيه نماذج من المبدعين في حقول الثقافة والفن والأدب، حيث تناول في جلساته هواجس المشهد الثقافي الخليجي وعلاقة الشباب به، بالإضافة إلى القضايا الناشئة إزاء فعل الأدب والفن والثقافة عمومًا، واستضاف في حواراته جملة من الناشطين الثقافيين، والأكاديميين والمتخصصين، ورواد الحركة الأدبية في الكويت.
جسدت النقاشات في عمومها تماثلًا على مستوى الرؤى الكلية للواقع الإبداعي والثقافي، ووجهات نظر متباينة على مستوى الفعل ذاته ومؤثراته وتلقيه، وهو ما يشدد على ضرورة استدامة مثل هذه الملتقيات التي ترفد في تقديرنا صنّاع القرار الثقافي برؤية واضحة ومتجددة حول متطلبات السياسات الثقافية والإبداعية، وضرورات تجديدها وتهيئتها للتوافق مع واقع عنوانه الأصيل (الإبداع الإنساني في مواجهة المتغيرات)، متغيرات على مستوى الآلة، وصراع السوق، وأنماط التلقي المتحولة، ومتغيرات تقدير الفعل الإبداعي والثقافي في ذاته. يمكنني على هامش المؤتمر تسجيل استخلاصات مهمة والتعقيب عليها، وهي تشكل مدارات الحديث والنقاش الرئيسية في مختلف الجلسات والورش:
1- في حدود علاقة الإبداع الإنساني بذكاء الآلة: تشكل تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتجددة اليوم سؤالًا محوريًّا: أين تنتهي حدود ذكاء الآلة في مقابل الإبداع الإنساني؟ وما هو الخط الفاصل بينهما؟ وفي زعمي فإنه كلما حاولنا ابتكار حد فاصل أو تصوره فإن ثمة معطى جديدا في ذكاء الآلة يتطور ليعيد تفكيرنا في الطرح والمقاربة. أصبح فعل الذكاء الاصطناعي اليوم مشتبكًا مع الفن وفعل الثقافة المتنوع ومع الإنتاج الأدبي. في عام 2023 أنتج العالم أكثر من 15 مليار صورة بواسطة تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، أي بمعدل 34 مليون صورة جديدة يوميًّا. وهذا الفعل أصبح متصلًا بالسوق والمنافسة؛ فلوحة Edmond de Belamy الشهيرة المنتَجة بالذكاء الاصطناعي بيعت في مزاد بنحو 432.500 دولار. وتشير تقديرات artsmart.ai إلى أن الفن المنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي سيمثل نحو 5% من إجمالي سوق الفن المعاصر بحلول نهاية العالم الحالي.
2- الاقتصاد الإبداعي والصناعات الثقافية: حظي هذا الموضوع خلال الأعوام القليلة الماضية بنقاشات واسعة في دول الخليج العربية، واستدركت بعض الدول هذا القطاع ضمن خططها واستراتيجياتها الوطنية، ولعل المملكة العربية السعودية أصبحت اليوم من رواد الدول في تهيئة نظم كلية تسمح للاقتصاد الإبداعي والصناعات المرتبطة به بالازدهار والنمو. على مستوى الخليج ككل أعتقد أننا أمام إشكالين أساسيين: الأول أن هناك فعل اقتصاد إبداعي ولكن التصنيفات التجارية والاقتصادية لم تكيف نفسها للتواكب مع تصنيف هذا المعطى وحصره، وبالتالي لاحقًا إمكانية تشجيعه ببرامج وسياسات اقتصادية وثقافية ودعمه، الإشكال الآخر: هو أن بعض الدول لم تحدد بعض ميزتها التنافسية في سعة الاقتصاد الإبداعي، فما زالت هناك مناقشات للدخول في مجال صناعات الأفلام والسينما على سبيل المثال، ورغم الإمكانات المتوفرة لهذه الدول لكنه يبقى حقلًا تنافسيًّا عالميًّا دقيقًا ومعقدًا، في المقابل يمكن التفكير في مزايا تنافسية أخرى، مثل المزارات التاريخية، الفنون الشعبية، بعض الصناعات الحرفية.. ولكل دولة ما تمتاز به إن أجادت تشخيصه وبناء نظام متكامل لتسويقه وتحويله لصناعة متكاملة عابرة للأقطار. إيطاليا على سبيل المثال أصبحت منذ الحرب العالمية الثانية دولة رائدة في صناعة أساسية وهي صناعة الجلديات، واستطاعت عبر العقود الماضية تصدير علامات تجارية فاخرة من خلال هذه الصناعة، وكونت (اقتصادًا) و(إرثًا) عالميًّا نتيجة التركيز عليها، فحسب بيانات statista من المتوقع أن تكون عائدات قطاع «السلع الجلدية الفاخرة» في سوق السلع الفاخرة في إيطاليا في عام 2029 نحو 1.81 مليار دولار أمريكي. في بعض الأحيان قد يكون التركيز على صناعات بعينها ليس فقط ذا جدوى تنافسية، وإنما في الآن ذاته وسيلة ناجعة لتسويق الهويات الوطنية.
3- في مسألة تعبير الفعل الإبداعي والثقافي عن الثقافة الاجتماعية: يحتاج المبدع والمثقف الخليجي اليوم إلى خلق معادلة جديدة -سبق إليها بعض مبدعي ومثقفي المنطقة- وهو كيفية التعبير عن هواجس الثقافة المحلية ولكن بلغة عالمية، نحن بحاجة إلى الانكفاء في الموضوع، وليس في المعالجة، ولدينا نماذج رائدة لذلك في سلطنة عُمان على سبيل المثال ممن كتبوا الرواية تعبيرا عن الهواجس اليومية للثقافة المعاشة، والواقع الاجتماعي ذي الخصوصية العُمانية، ولكنها بلغة عالمية، يستطيع أن يلمسها ويستشعرها القاطن في أي قطر في العالم، والذي لا يكون بالضرورة مشتبكًا مع الثقافة ذاتها بقدر اشتباكه مع الهاجس الإنساني. في تقديري هذه المعادلة يجب أن تقود اليوم فعل الإبداع والثقافة الخليجي ليؤدي وظيفته في التأثير والوصول والمنافسة. وهي معادلة يجب أن تنتقل في تقديرنا إلى الأجيال الخليجية الشابة والناشئة، وهي لا تتأتى في الآن ذاته إلا من خلال الانغماس والمطالعة الموسعة والاحتكاك وتوسيع دائرة الفهم والتلقي، وهذا هو رهان المثقف الخليجي الشاب والناشئ.
مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الثقافی الخلیجی على مستوى
إقرأ أيضاً:
قصور الثقافة تقدم 10 عروض مسرحية بالاسماعيلية.. تنطلق اليوم
كتب- محمد شاكر:
تطلق الهيئة العامة لقصور الثقافة، في الثامنة مساء اليوم الأربعاء، بقصر ثقافة الإسماعيلية أول العروض المسرحية ضمن عروض مشروع المسرح التوعوي.
تنفذ العروض بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وإنتاج الإدارة العامة للمسرح، برئاسة سمر الوزير.
تقدم العروض في عشر محافظات مختلفة تمثل جميع الأقاليم، من خلال عشرة مؤلفين مصريين بنصوص مسرحية جديدة بهدف التعريف بماهية حروب الجيلين الرابع والخامس المعروفة بالحروب الإلكترونية، وذلك لتعزيز الوعي المجتمعي.
وتنطلق الفعاليات مع عرض "لعنة إلسا"، لفرقة بيت ثقافة التل الكبير، تأليف رندا يوسف، وإخراج أحمد يوسف.
أما عن بقية العروض التي من المقرر إقامتها خلال الفترة المقبلة، فيشارك قصر ثقافة الجيزة بعرض "جيم أوڤر" تأليف علي عثمان، وإخراج نهى أشرف.
وتعرض فرقة قصر ثقافة بني سويف العرض المسرحي "موسم زراعة البانيه" تأليف وإخراج ناظم نور الدين.
وفي محافظة سوهاج تعرض فرقة قصر ثقافة دار السلام، العرض المسرحي "أرض الأمل"، تأليف دياب يوسف، وإخراج أبو بكر مظهر.
وتقدم فرقة قصر ثقافة أسيوط العرض الموضوعي "البيت العالي" تأليف حسام الدين عبد العزيز، وإخراج هاني محمد.
وفي الشرقية تقدم فرقة قصر ثقافة الزقازيق عرض "ميتاڤيرس" تأليف عبد الرحمن شلبي، واخراج سهر عثمان.
وفي الإسكندرية تعرض فرقة قصر ثقافة الشاطبي عرض "gen . Z" تأليف وإخراج إبراهيم حسن.
كما تشمل العروض التوعوية تقديم "واخدلي بالك" تأليف فاطمة موسى نبهان، وإخراج أسعد الملكي، وهو لفرقة قصر ثقافة العريش، بشمال سيناء.
وتعرض فرقة كفر الشيخ المسرحية عرض "بيت العز"، تأليف أحمد عمارة، وإخراج أحمد الرفاعي.
فيما تعرض فرقة قصر ثقافة أسوان عرضا بعنوان "ع النت وسنينه" تأليف أيمن حافظ، وإخراج سحر عبد المولى.
ويعد "مشروع المسرح التوعوي" أحد المبادرات الثقافية الهادفة التي تنفذها الهيئة العامة لقصور الثقافة، لترسيخ الوعي الثقافي والفكري في مواجهة التطرف، وتعزيز الدور المجتمعي للفن المسرحي في ظل التغيرات التكنولوجية المتسارعة.
اقرأ أيضًا:
قطارات مكيفة وأنظمة إشارات.. خطة مترو الأنفاق لتطوير الخط الأول
بعد إلغاء شهادة حلال.. الزراعة تكشف موعد تراجع أسعار الألبان بالأسواق
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
قصور الثقافة عروض مسرحية قصر ثقافة الإسماعيليةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: "إعلام النواب" ترفض غلق بيوت الثقافة.. والوزير يكشف عن موقفه الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
قصور الثقافة تقدم 10 عروض مسرحية بالاسماعيلية.. تنطلق اليوم
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك