في سجل الدراما السعودية، يبرز اسم محمد الطويان كأحد أعمدتها الراسخة وفنان شكّل وجدان المشاهدين لعقود من خلال مسيرة فنية امتدت لأكثر من 50 عاما.

واستطاع الطويان خلالها أن يكون ممثلا ومؤلفا ومنتجا، إضافة إلى كونه فنانا تشكيليا، مما جعله أحد رموز الفن والإبداع ولقب بشيخ الدراما السعودية.

البدايات والتكوين الفني

محمد الطويان المولود في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي بالعاصمة الأردنية عمّان، لكنه ينتمي إلى مدينة بريدة في منطقة القصيم بالسعودية، كان مهتما بالفنون منذ صغره، وأثر في تكوينه عدة عوامل أبرزها نشأته في بيئة اجتماعية ميسورة الحال، فوالده كان يعمل في التجارة بين الشام وشمال السعودية هذا التنقل جعله يتأثر ببيئات ثقافية متعددة أسهمت في تشكيل شخصيته الفنية لاحقا.

إلى جانب ذلك دراسته للمسرح في الولايات المتحدة الأميركية كان لها أيضا تأثير بالغ في مسيرته، التي بدأها من خلال الإبداع المسرحي والتلفزيوني فلم يلبث أن أثبت موهبته ولفت الأنظار إليه سريعا ووضع بصمة في الساحة الفنية السعودية والخليجية.

5 عقود من الإبداع

مسيرة ممتدة لـ5 عقود بدأها الطويان في سبعينيات القرن الماضي بمشاركته في العديد من السهرات التلفزيونية والمسلسلات، ومنها "فرج الله والزمان" و"أحلام سعيدة"، إلا أن الدور الأبرز الذي منحه شهرة واسعة كان تجسيده لشخصية "حظيظ" في مسلسل "السعد وعد" عام 1982.

إعلان

كما قدم أحد أهم أدواره في مسلسل "عودة عصويد" عام 1985، الذي أظهر نضجه الفني وقدرته على تقديم شخصيات متنوعة حيث جسّد شخصية الأب والابن في المسلسل نفسه.

لم يقتصر تألقه على الأعمال المنفردة، بل شارك في 10 مواسم متتالية من المسلسل الأشهر "طاش ما طاش"، كما كان له حضور مميز في مسلسلات مثل "كلنا عيال قرية"، "سيلفي"، "غشمشم"، "لعبة الكبار"، و"مكان في القلب".

اكتشاف المواهب

إلى جانب كونه ممثلا موهوبا، كان الطويان صاحب رؤية ثقافية وفنية واسعة، ما جعله أحد الأسماء المؤثرة في الوسط الدرامي الخليجي. ولم يكن تأثيره مقتصرًا على أدائه الشخصي، بل امتد ليشمل دعم واكتشاف العديد من المواهب التي أصبحت فيما بعد رموزًا للدراما العربية، ومن بينهم الممثلون ناصر القصبي، وعبد الله السدحان، وأيمن زيدان، إضافة إلى المخرج السوري نجدت أنزور.

التوقف والعودة

عاش شيخ الدراما السعودية حياة أسرية هادئة في الرياض التي استقر بها مع عائلته وأبنائه الأربعة فراس، ووليد، ووائل وراكان.

قبل أن يتعرض لصدمة كبيرة في عام 2002 فقرر الابتعاد عن الساحة الفنية بعد وفاة صديقه المقرب الفنان محمد العلي، وظل مبتعدا 6 سنوات، غير أنه عاد بقوة عام 2007 من خلال مسلسل "تسونامي".

واستمر الطويان في تقديم أعمال متميزة حتى سنواته الأخيرة، حيث كان آخر ظهور له على الشاشة من خلال مسلسل "طاش العودة" 2023، وفي العام نفسه شارك في الفيلم السعودي "مندوب الليل".

جوائز وتقدير

حظي الطويان بتقدير كبير داخل المملكة وخارجها، حيث تم تكريمه بعدة جوائز، كان آخرها جائزة "المسرح والفنون الأدائية" من مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية في دورتها الرابعة عام 2024، وذلك تقديرًا لمسيرته الطويلة وعطائه الفني المستمر، كما كان من الأسماء التي تم تكريمها في حفل الـ"جوي أوورد" إلا أنه لم يتمكن من الحضور بسبب معاناته في الفترة الأخيرة من أمراض الشيخوخة.

إعلان إرث في الدراما السعودية

برحيل محمد الطويان في 31 يناير/كانون الثاني 2025 عن عمر يناهز 80 عاما ودّعت الساحة الفنية السعودية والخليجية واحدًا من أبرز رموزها. غير أن أعماله وشخصياته التي قدمها ستبقى خالدة، شاهدة على موهبته وإبداعه الذي أسهم في رسم ملامح الدراما السعودية على مدى نصف قرن.

كان الطويان نموذجًا للفنان الذي لا يقتصر دوره على الأداء، بل يمتد إلى التأثير وصناعة جيل جديد من الفنانين، وهو إرث سيظل مصدر إلهام للأجيال المقبلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الدراما السعودیة محمد الطویان من خلال

إقرأ أيضاً:

"وجوه متعددة خلف القناع".. عرض "هو الذي يُصفَع" يواصل لياليه بالفيوم

 

تواصل الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان تقديم العرض المسرحي "هو الذي يُصفَع" لفرقة صلاح حامد المسرحية، على مسرح مجلس مدينة الفيوم، ضمن فعاليات الموسم المسرحي الجديد، وفي إطار برامج وزارة الثقافة لدعم الإبداع المسرحي بالأقاليم.

قدم العرض بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، حيث شهد مسرح مجلس مدينة الفيوم ليلة جديدة من العرض الذي تقدمه فرقة صلاح حامد المسرحية بقصر ثقافة الفيوم، عن نص الكاتب الروسي ليونيد أندرييف، وإخراج أحمد السلاموني، بحضور ياسمين ضياء مدير عام فرع ثقافة الفيوم، والفنان عزت زين، وعدد كبير من المثقفين وأبناء الفيوم، ويستمر العرض مجانا حتى 18 مايو الحالي، ويعرض في التاسعة مساء.

أحداث العرض المسرحي "هو الذي يُصفَع"

تدور أحداث العرض داخل سيرك متواضع، تسيطر عليه حالة من الروتين والرتابة، وفجأة يظهر شخص غامض مختلف عن طبيعة السيرك وجميع العاملين به، بغرض العمل بالمكان، ويتعمد إخفاء شخصيته، لتأتي بعدها سلسلة من الأحداث، من خلال جولة داخل الجوانب النفسية للشخصيات بالسيرك، لتتغير بعدها حالة السيرك كليا.

ويتناول العرض الصراع بين السلطة والحب، وبين القناع والحقيقة، ويشير العرض إلى أن لكل منا قناعه الخاص الذي يخفي وراءه الكثير من الحقائق والمعاناة، ولكن مع تصاعد الأحداث هل ستسقط الأقنعة أم ستبقى؟

العرض أداء باسم نبيل، ولاء شعبان، أسامة الغمري، محمد وربي، حسام كامل، مروان إيهاب، ميرنا ياسر، زياد أشرف، مصطفى محمود، علاء لؤي، عبد الرحمن حسين، عبد الرحمن خالد، أميرة أحمد، حبيبة محمود، بالإضافة إلى فريق السيرك من الفنانين الشباب.

صناع العرض المسرحي "هو الذي يُصفَع"

"هو الذي يُصفَع" من أشعار أسامة سند، دراماتورج أحمد حداد، ترجمة سعد زغلول، ديكور وملابس محمد مهدي، تنفيذ ديكور عادل ربيع، تنفيذ ملابس شهد سيد، استعراضات حسام كامل، مساعد مصمم استعراضات علاء لؤي، موسيقى وألحان إيهاب حمدي، مكياج حبيبة محمود ويارا أحمد، مخرج مساعد مروان إيهاب وعبد الرحمن خالد، مخرج منفذ أحمد صلاح حامد.

عن العرض أوضح المخرج أحمد السلاموني أنه يتحدث عن كم الأقنعة التي نتعامل معها يوميا، سواء كانت حب أو كره أو مصالح شخصية، دون النظر للطرف الآخر، وما هو تأثير هذه الأقنعة علينا في المجتمع وإلى متى تظل هذه الأقنعة موجودة، ومتى نتخلى عنها.

وعن مشاركتها في العرض، تحدثت الفنانة ولاء شعبان عن دورها في شخصية "زينيديا" بأنها شخصية تحب التملك، وأن تظل دوما هي السيدة الأولى لهذا السيرك، وقد اختارت مهنة ترويض الأسود لرغبتها الدائمة في السيطرة والقوة والنفوذ، واختتمت حديثها بمقولتها داخل العرض "الدنيا ما هي إلا قناع، إذا سقط قناع فهناك ألف قناع".

وتحدث أيضا الفنان حسام كامل، عن دوره في شخصية "البلياتشو"، الذي شعر بالتهميش والغيرة من تواجد "هو" في السيرك، بسبب حالة الروتين التي كان يعاني منها السيرك، وعبر عن سعادته بهذا الدور، إلى جانب تصميمه لاستعراضات العرض.

العرض من إنتاج الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، ويقدم بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وبالتعاون مع إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، برئاسة لاميس الشرنوبي، وفرع ثقافة الفيوم.

 

مقالات مشابهة

  • من هو منشد حزب الله الذي تجسس لصالح إسرائيل وأطاح برؤوس حزب الله؟
  • لماذا ألغت شيماء سيف متابعة زوجها.. ومن هو النذل الذي تقصده في رسالتها؟
  • في إطار دعم التميز المؤسسي.. د. خالد بن محمد اليوسف يوجّه بتشكيل لجنة للابتكار والإبداع وإدارة المعرفة بديوان المظالم
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • بعد سلسلة من محاولات الاغتيال الفاشلة.. من هو محمد السنوار الذي عُثر على جثته داخل نفق خان يونس؟
  • "وجوه متعددة خلف القناع".. عرض "هو الذي يُصفَع" يواصل لياليه بالفيوم
  • «غدا».. انطلاق عرض أولى حلقات مسلسل حرب الجبالي
  • توب فيونكة..أحدث ظهور لـ مي عمر من مهرجان كان| شاهد
  • إنعام محمد علي : علاقتي بمسلسل طلعت حرب إنتهت l خاص
  • محمد عبد الرحمن يكشف.. من هو قاتل كافيه «برستيج»؟