حقيقة الفيديو المتداول لـالمترجمة الغامضة الموظفة في مكتب نتنياهو؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تناقلت حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي فيديو مُضلل منسوب إلى سيدة باعتبارها مُترجمة "خدعت" رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأنها "ساعدت أهالي غزة" عندما كانت موظفة في مكتب بنيامين نتنياهو، حسبما زعم المقطع.
حصدت أبرز نسخة من الفيديو على قرابة 950 ألف مشاهدة عبر موقع يوتيوب وحده، إلى جانب عشرات الآلاف من المشاهدات والتفاعلات عبر منصات اجتماعية أخرى، مثل موقع إكس (تويتر سابقًا).
رافق الفيديو رواية زائفة تقول إن منسوبة إلى المترجمة المزعومة حضرت "اجتماعات سرية" برئاسة نتنياهو مع كبار القادة الإسرائيليين، حول إدارة الحرب في قطاع غزة، عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/كانون الأول 2023.
كما زعم الفيديو تسريب المترجمة رسائل وخطط ومعلومات حساسة من مكتب نتنياهو إلى غزة.
وجاء نشر الفيديو بعد أيام من التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين وسجناء فلسطينيين.
أظهر تحقق موقع CNN بالعربية أن الفيديو مضلل، وأن أدوات للذكاء الاصنطاعي وتحرير الأصوات والمقاطع المصورة لعبت دورًا كبيرًا في إنتاجه.
وجرى تناقل الادعاء في مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشره للمرة الأولى عن طريق قناة في موقع يوتيوب، اسمها "رؤية"، التي نشرت الفيديو في تمام الساعة 17:09 بتوقيت غرينتش، 28 يناير/كانون الثاني 2025، بعنوان "مترجمة اسرائيلية تخدع نتنياهو بذكاء وتساعد أهالي غزة | شاهد ماذا قالت".
في بنائهم للفيديو، استخدم صانعوه موادًا مصورة أرشيفية من شبكة الإنترنت، ودمجوا صوتًا منتجًا عن طريق الذكاء الاصطناعي للتعليق على ما يعرض خلال المقطع.
في بداية الفيديو، ظهرت صورة تجمع رئيس الوزراء الإسرائيلي مع المترجمة المزعومة، بينما تأكد موقع CNN بالعربية من أن الصورة تم التلاعب فيها، وأن اللقطة الأصلية ظهرت خلالها زوجة نتنياهو (سارة) إلى جواره عندما كانا يحضران حفل تأبين لضحايا النازية، في برلين بألمانيا، في 6 ديسمبر/كانون الأول 2012.
في الثانية 5 من الفيديو، ظهرت مشاهد من لقاء نتنياهو مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، على هامش زيارته إلى روما في 15 مارس/آذار 2024. كان كادر التصوير بعيدًا وتم إظهار ميلوني باعتبارها المترجمة في مكتب نتنياهو.
وتبين أن اللقطات مأخوذة من قناة وكالة أسوشيتدبرس في يوتيوب.
وفي الثانية 19 للفيديو، ظهرت سيدة - تم تظليل وجهها - وإضافة صوت يتحدث باللغة العبرية، لإضفاء المزيد من المصداقية على المقطع، بينما تعود هذه اللقطات إلى فيديو منشور في قناة على يوتيوب، اسمها "Teórico de Conducir"، في 11 ديسمبر/كانون الأول 2024.
كان اللقطات الحقيقة تظهر سيدة يظهر وجهها بشكل طبيعي دون تظليل، وكان تتحدث باللغة الإسبانية إلى المهتمين بتعلم قواعد قيادة السيارات في دولة تشيلي.
في جانب آخر من الفيديو، تم التلاعب في الصورة الأصلية لاجتماع مع أسر رهائن أمريكيين في غزة في واشنطن، حيث تم تركيب صورة المترجمة المزعومة مرة أخرى في مكان صورة زوجة نتنياهو.
كانت شبكة CNN نشرت الصورة الحقيقية، نقلا عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في 13 يوليو/تموز 2024.
ويمكن ملاحظة التلاعب في الصورة الزائفة، حيث كانت الشخصية الزائفة تنظر في اتجاه مغاير إلى أعلى، في حين كانت نظرات زوجة نتنياهو - في الصورة الحقيقية - في اتجاه شخص يتحدث بجوارها.
ماذا نعرف عن القناة ناشرة الفيديو؟
تشير المعلومات المتاحة من يوتيوب حول قناة رؤية، أنها نشرت 46 مقطعًا منذ إنشائها في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2016، وهو عدد ضعيف نسبيًا مقارنة بوجود أكثرمن 980 ألف مشترك فيها، وتحقيقها 18 مليون و800 ألف مشاهدة على الأقل.
زمنيًا، كان أول فيديو موجود في القناة منشور في 30 يوليو/تموز الماضي، لكن عند التدقيق في قسم "مجتمع" القناة، نلاحظ إشارات إلى مقاطع فيديو لم تعد موجودة في القناة، وتفاعلات بين القناة ومشتركيها على مدار السنوات الماضية، وهو ما يشير إلى أن من يديرها حذف محتواها القديم، وغيّر نشاطها نسبيًا.
ويبدو أن القائمين على القناة حاولوا محاكاة شعار القناة الرابعة البريطانية المميز. وعندما أجرينا محاولة لحفظ الصورة التعريفية لقناة "رؤية" لاحظنا أنها محفوظة تلقائيًا باسم "Channels4_profile"، ما يشير إلى أنه جرى أخذ الصورة من أحد حسابات القناة الرابعة البريطانية وإخضائها للتعديلات بدون تغيير اسم الصورة عند حفظها مرة أخرى.
ويشكل إنتاج مواد مصورة عن طريق الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لدى قناة "رؤية" في يوتيوب، الناشرة للفيديو الزائف، فعند فحص الفيديوهات المنشورة في القناة لاحظنا وجود مقاطع فيديو مماثلة منتجة بهذه التقنيات.
إبان أولمبياد باريس، استغلت القناة الجدل الدائر حول الجزائرية إيمان خليف، الحائزة على الميدالية الذهبية في الملاكمة. وأنتجت مقطع فيديو بعنوان "زواج الملاكمة إيمان خليف من رياضي سعودي بعد فوزها بالميدالية الذهبية". جمع الفيديو 185 ألف مشاهدة.
وكتبت القناة في مساحة وصف الفيديو على يوتيوب، أن "شخصًا سعوديًا ظهر على الهواء مباشرة ليطلب يد إيمان للزواج، مما أثار ضجة جديدة وزاد من تعقيد قصتها".
عمدت القناة إلى هذا الوصف لتهيئة المشاهدين لمقطع ظهرت في بدايته شخصية منتجة بالذكاء الاصطناعي، جرى تقديمها على أنها الشاب السعودي الذي تقدم للزواج من إيمان، بينما يمكن لمدقق النظر ملاحظة مدى بدائية هذا المشهد، وأنه ليس طبيعيًا.
بنيامين نتنياهوغزةنشر السبت، 01 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو غزة رئیس الوزراء الإسرائیلی کانون الأول یولیو تموز من الفیدیو قناة رؤیة
إقرأ أيضاً:
قبل زيارة واشنطن.. المتحدث باسم نتنياهو يغادر منصبه بشكل مفاجئ
أعلن المتحدث باسم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عمر دوستري، استقالته المفاجئة من منصبه، وذلك قبل يوم واحد فقط من الزيارة الرسمية التي سيجريها نتنياهو إلى العاصمة الأمريكية واشنطن.
وأفادت القناة 12 العبرية، اليوم السبت، أن استقالة دوستري جاءت عقب "خلافات متكررة" مع سارة نتنياهو، زوجة رئيس حكومة الاحتلال، الأمر الذي عجل برحيله من الفريق الإعلامي، بعد نحو عام من توليه المنصب.
وأكدت القناة 13 أن دوستري لن يشارك في الزيارة المرتقبة، وأنه سيغادر منصبه خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتميزت فترة عمل دوستري بعلاقات متوترة مع الصحفيين، حيث تم إبعاده في أكثر من مناسبة عن مجموعات المتحدثين الرسميين، كما عرف بتقديم إحاطات إعلامية غير مباشرة تحت مسمى "شخصية سياسية"، ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية.
وأشارت القناة 12 إلى أن مكتب نتنياهو كان قد أعلن قبل نحو أسبوعين عن تعيين زيف أغمون متحدثا رسميا إضافيا، بدعوى تزايد الضغط الإعلامي خلال فترة الحرب.
ومع استقالة دوستري، ينظر الآن إلى هذا القرار باعتباره خطوة استباقية لملء الفراغ المتوقع في الطاقم الإعلامي لنتنياهو.
زيارة نتنياهو إلى واشنطن، والمقرر أن تبدأ غدا الأحد، تأتي في توقيت حساس على الصعيدين السياسي والإعلامي، فيما يسلط رحيل دوستري الضوء على التوترات الداخلية التي يشهدها المكتب الإعلامي لنتنياهو.