المغربي مصطفى غلمان يستعرض رؤيته للشعر في العصر الحديث بمعرض القاهرة للكتاب
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
شهدت قاعة الشعر بـ"بلازا 1" ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 ندوة لمناقشة أعمال الشاعر والإعلامي المغربي مصطفى غلمان، حيث أدار الجلسة الكاتب والإعلامي هشام محمود، الذي قدم للحضور رؤية شاملة حول تجربة غلمان الإبداعية والإعلامية.
استهل هشام محمود تقديمه بالإشارة إلى أن مصطفى غلمان، المولود عام 1964 بمدينة مراكش، يُعد أحد أبرز الأصوات الشعرية والإعلامية في المغرب.
وأضاف أنه حاصل على إجازتين في الأدب العربي والصحافة والإعلام، وكان له دور بارز في المشهد الثقافي والإعلامي، إذ تولى رئاسة أول نادٍ إعلامي في مراكش، إلى جانب إسهاماته في عدة هيئات ومنظمات عربية ودولية.
كما أشار محمود إلى المناصب الثقافية والإعلامية التي شغلها غلمان، بدءًا من تأسيسه لمؤسسة الإعلام "حلول تربوية" في أكادير عام 1999، وصولًا إلى عمله مستشارًا ثقافيًا وإعلاميًا للمتحف الكبير بمراكش عام 2011، بالإضافة إلى رئاسته للجنة المغربية للمحكمة الدولية في باريس منذ عام 2013.
زعلى الصعيد الأدبي، فقد أبدع غلمان في كتابة الشعر، حيث أصدر عددًا من الدواوين التي تركت بصمة واضحة في المشهد الشعري المغربي، ومنها: خاتمة لدبيب الوشي (1998)، ما جاء في الرؤية عند ازدحام الأثر (2000)، على شفا موت (2002)، وقاعدة البطريق (2006).
وخلال الندوة، تحدث مصطفى غلمان عن رؤيته للشعر، مشددًا على أن أسئلته وماهيته لا تنتهي، بل تشبه سماء متحركة تعج بالتعددية في القيم والأدب والفلسفة والمفاهيم.
وأوضح أن الشاعر لا يرتبط بموضوعات ثابتة، بل يتعامل مع الكلمات باعتبارها أدوات تعبير عن الأفكار والمشاعر، مما يجعل اللغة قوةً للتجريد والخيال، لا مجرد وسيلة استهلاكية.
وأشار "غلمان" إلى أن الشعر الذي يتعامل فقط مع الحقائق الأرضية، أو الذي يقيد اللغة في إطار استهلاكي جامد، يصبح "شعرًا نافقًا"، حيث تفقد اللغة جوهرها الحيّ. لذلك، يرى أن التجربة الشعرية الحقيقية تستمد قوتها من تساؤلاتها العميقة حول الوجود والجمال والخيال، معتبراً أن مفرداتنا ليست سوى وسيلة للوصول إلى معاني الحياة.
كما شدد على أن تجربته الشعرية لم تكن نتاج صدفة أو اختيار عشوائي، بل جاءت نتيجة قراءة معمقة وإدراك لتأثير الأدب في تشكيل الذات الإبداعية. فبالنسبة له، تعد القراءة الركيزة الأساسية لكل تجربة إبداعية، سواء في الشعر أو الأدب أو حتى في مختلف العلوم والفكر.
وأكد "غلمان" أن الشعر والإعلام يشتركان في كونهما أدوات للتواصل ونقل المعرفة، مشيرًا إلى أن الإعلام لا يمكن فصله عن الشعر، إذ لطالما كان الشعر العربي منذ العصور القديمة وسيلة للتأثير والتبليغ. فقد كان الشاعر العربي يشغل مكانة بارزة في مجتمعه، حيث كان صوته مؤثرًا في القضايا الاجتماعية والسياسية.
وأوضح أن الإعلام، رغم طابعه الإخباري، يظل أداة لصياغة الوعي الجماعي، تمامًا كما يفعل الشعر، الذي يحمل قدرة خاصة على التأثير العاطفي والفكري.
ومن هذا المنطلق، يرى غلمان نفسه قارئًا للشعر، لا مجرد ممارس له، حيث حفزته هذه الرؤية على تجسيد تجربته الإبداعية عبر التفاعل المستمر بين الشعر والإعلام.
وفيما يتعلق بوظيفة الشعر الجمالية، أكد "غلمان" أن تطور شكل القصيدة لا يجب أن يُنتقص من قيمتها، فالقصيدة الحديثة تستمد أهميتها من قدرتها على طرح الأسئلة وإرباك المتلقي، مما يمنحها تأثيرًا أكبر.
ويرى أن القصيدة الجيدة هي التي تطرح تساؤلات وجودية، وتعكس القضايا الكبرى المتعلقة بالإنسان ومستقبله، كما أن الشعر يجب أن يكون متفاعلًا مع التحولات الكبرى التي يشهدها الواقع العربي، لا مجرد انعكاس للأزمات العابرة.
وطرح "غلمان" خلال الندوة تساؤلات فلسفية عميقة حول دور الشعر في العصر الحالي، متسائلًا عما إذا كان الشعر لا يزال قادرًا على أن يكون قوة دافعة في الثقافة والمجتمع، في ظل هيمنة المظاهر والسطحية.
ويرى أن هذه الأسئلة تظل بلا إجابة واضحة، لكن يبقى للشعر العربي، الذي شكّل ديوان العرب ومرآة حضارتهم، قدرة كامنة على التأثير والتجدد، ويؤكد أن الماضي لا يمكن أن يُستعاد بنفس صيغته القديمة، لكن يمكن للشعراء المعاصرين أن يجدوا لأنفسهم موقعًا جديدًا في المشهد الثقافي، عبر توظيف إمكانيات فكرية ونفسية تواكب العصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب قاعة الشعر الإعلامي هشام محمود المزيد
إقرأ أيضاً:
انطلاق فعاليات المنتدى العربي الإفريقي للشباب من القاهرة إلى الأقصر
انطلقت اليوم رحلة شباب الجامعات العربية والإفريقية إلى محافظة الأقصر ضمن برنامج اعرف بلدك، بمشاركة 250 طالبًا وطالبة، للمشاركة في النسخة الرابعة عشرة من المنتدى العربي الإفريقي للشباب، والذي ينظمه الاتحاد العربي للشباب والبيئة برئاسة الدكتور سيد خليفة، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة وإدارتي الشباب والبيئة بجامعة الدول العربية، وذلك خلال الفترة من 12 إلى 18 ديسمبر الجاري، تحت عنوان الجامعات الخضراء.. خطوة نحو مستقبل مستدام، وتستضيفه محافظتا الأقصر وأسوان.
وأكد الدكتور سيد خليفة، رئيس الاتحاد العربي للشباب والبيئة ونقيب الزراعيين، أن نسخة هذا العام تحمل اسم الراحل الدكتور مجدي علام تقديرًا لدوره في تأسيس ودعم العمل البيئي والشبابي. وأوضح أن فعاليات المنتدى ستشهد تنفيذ مبادرة لزراعة شتلات أشجار بالحديقة النباتية في أسوان تحمل أسماء الجامعات المشاركة، ضمن مساهمة الشباب في المبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة، وباعتبارها إحدى آليات مواجهة التغيرات المناخية ودعم الأحزمة الخضراء للمشروعات العمرانية. وشدد خليفة على أهمية متابعة هذه المشروعات لضمان استدامتها وتحقيق أهداف التنوع البيئي.
ومن جانبه، أوضح الدكتور ممدوح رشوان، أمين عام الاتحاد العربي للشباب والبيئة، أن المنتدى يأتي مواكبًا لاتجاه الجامعات العربية نحو التحول إلى جامعات خضراء صديقة للبيئة، وتعزيز معايير الاستدامة داخل الحرم الجامعي. وأضاف أن البرنامج السياحي المصاحب للمنتدى يتضمن زيارات لأبرز المعالم التاريخية في الأقصر وأسوان، إلى جانب إطلاق منصة إلكترونية تتيح للطلاب متابعة الفعاليات والتفاعل مع المشاركين.
وأشار رشوان إلى أن المنتدى يناقش التحديات التي تواجه الجامعات العربية في مجال الاستدامة، ويعمل على بناء شبكة شبابية عربية لتبادل الخبرات، ودعم دمج قضايا البيئة في المناهج والأنشطة الأكاديمية. كما يشمل البرنامج جلسات تدريب وورش عمل يشارك فيها خبراء مصريون وعرب، بهدف إعداد جيل قادر على قيادة المبادرات البيئية في مجتمعاته. وأضاف أن الاتحاد يستعد لإطلاق سلسلة من الأنشطة بالتعاون مع جهات دولية لتعزيز الوعي البيئي وتطوير قدرات الشباب في مواجهة المخاطر التي تهدد البيئة.