قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن التدمير الإسرائيلي الممنهج لمخيم جنين ومناطق أخرى شمالي الضفة الغربية المحتلة يهدف إلى فرض قواعد اشتباك جديدة وطريقة تعامل مشابهة لما حدث في قطاع غزة.

وأوضح حنا -في حديثه للجزيرة- أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ خطة ممنهجة ترتكز على تغيير هندسة المنطقة شمالي الضفة لأنها مكتظة بالسكان ويصعب القتال فيها.

ونسفت قوات الاحتلال، اليوم الأحد، مربعا سكنيا كاملا في مخيم جنين حسب مصادر للجزيرة، في حين ذكر جيش الاحتلال أنه دمر 20 مبنى في حي الدمج بالمخيم في إطار ما سماها "عملية إحباط الإرهاب" في شمال الضفة الغربية.

ووفق الخبير العسكري، فإن جيش الاحتلال يريد فرض نموذج معين لتسهيل عملياته العسكرية هناك وملاحقة عناصر المقاومة وجاهزيتها وتركيبتها، ولتوفير الجهد مستقبلا "لذلك يذهب لاستعمال مفرط للقوة".

وأعرب عن قناعته بأن إسرائيل تريد وضع خطوط عريضة جديدة عنوانها "الدخول إلى الضفة الغربية متى وعندما تشاء"، مشيرا إلى أن الضفة تعتبر جبهة أساسية وتخدم مشروعا إسرائيليا قديما يتعلق بالاستيطان.

وتأتي عملية النسف هذه ضمن العملية المتواصلة والتي تدخل يومها الـ13 على التوالي في جنين، حيث يواصل الاحتلال تجريف المنازل، وشق طرق جديدة داخل المخيم، وتحويل عشرات المنازل إلى ثكنة عسكرية، بالتزامن مع انتشار كبير للجيش في مناطق جنين كافة.

إعلان

وإستراتيجيا، تعتبر الضفة -وفق حنا- إحدى جبهات الحرب الـ7 التي تحارب عليها إسرائيل، إضافة إلى أن مخيماتها تعد عملياتيا بيئة حاضنة للمقاومة، والتفجيرات لا تقتصر على حي الدمج وإنما تمتد تكتيكيا على مسافة طويلة تمثل درعا واقيا لمخيم جنين.

وحسب حنا، فإن العملية في جنين هي "أكبر من مجرد عملية عسكرية وأقل من حرب شاملة"، مستدلا بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي قال إن جيشه سيبقى في جنين حتى بعد انتهاء العملية الحالية.

واستدل الخبير العسكري أيضا بحجم القوات الإسرائيلية في جنين، مما يدل على أهمية العملية بالنسبة لإسرائيل، ولم يستبعد تصعيدا عسكريا جديدا في المنطقة، ليخلص إلى أن إسرائيل تعمد إلى تدمير منهجي في مناطق جنين وطولكرم وطوباس شمالي الضفة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق اليوم، أنه سيوسع نطاق عملياته في شمال الضفة، حيث بدأ بالفعل عملية عسكرية ببلدة طمون الواقعة جنوبي طوباس ودفع بتعزيزات إلى البلدة، وفق ما ذكرت مصادر فلسطينية للجزيرة.

يذكر أن العدوان الإسرائيلي على جنين كان قد بدأ في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة بعد إبادة جماعية إسرائيلية استمرت أكثر من 15 شهرا، وأطلقت إسرائيل على عمليتها هناك اسم "السور الحديدي".

وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان آنذاك، "تعد عملية السور الحديدي في مخيم جنين إحدى أكثر العمليات تطورا في تاريخ نشاطاته بالمنطقة"، مشيرة إلى أن "القوات الأمنية استعدت للعمل المكثف منذ شهر لتحقيق أهداف هذه المهمة الإستراتيجية".

ويوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي بدأ سريان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات شمالی الضفة فی جنین إلى أن

إقرأ أيضاً:

استمرار عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها لليوم الـ128

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ128 على التوالي، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم بهدف تغيير معالمه وبنيته، مع استمرار منع الدخول أو الوصول إليه.

وقال رئيس بلدية جنين محمد جرار، إن طواقم البلدية تواصل عمل إصلاحات للبنية التحتية في عدة مناطق بالمدينة، وذلك ضمن خطة طوارئ تضمن الحفاظ على الخدمات الأساسية اللازمة للمواطنين، وإعادة الدورة الاقتصادية للمدينة، من خلال العمل على إعادة تعبيد مداخلها وإصلاحها حتى يتمكن المواطنون الدخول والخروج بسلاسة.

وأوضح، أنه يتم العمل على إعادة تعبيد وإصلاح شوارع أساسية في المدينة منها شارع الناصرة، وشارع البيادر، مشيرا إلى أن هناك جهودا حثيثة تبذل من أجل إصلاح شبكة المياه بشكل كامل في الحي الشرقي، وإصلاح نحو 50% من شبكة الصرف الصحي في نفس المنطقة وبتكلفة تصل إلى 17 مليون شيقل، إضافة إلى إعادة تأهيل الشارع المؤدي إلى مستشفى ابن سينا وسط المدينة.

ولفت جرار، إلى أن الاحتلال دمر البنية التحتية في مخيم جنين بشكل كامل، وأن تقديرات طواقم البلدية تشير إلى تدمير 600 منزل بشكل كلي في المخيم، إضافة إلى تدمير جزئي لباقي المنازل.

وأشار إلى أن عدوان الاحتلال المتواصل تسبب في نزوح نحو 22 ألف مواطن من المخيم ومحيطه، الأمر الذي فرض تحديات كبيرة على بلدية جنين من الجانبين الإنساني والاقتصادي، في حين أن حجم الأضرار المباشرة للعدوان بلغ حتى الآن 300 مليون دولار، إضافة إلى وجود 4000 عامل فقدوا عملهم.

وميدانيا، أصيب أمس الثلاثاء، مواطن نتيجة إلقاء جنود الاحتلال قنبلة غاز باتجاهه، فيما أصيب طفل يبلغ من العمر 12 عاماً بالرصاص المطاطي خلال مواجهات وقعت وسط المدينة بعد اقتحام آليات الاحتلال محلات للصرافة على دوار السينما وشارع أبو بكر في مركز سوق المدنية.

وكانت، قد اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال محل الخليج للصرافة في شارع حيفا وشارع أبو بكر في جنين، كما اقتحمت محل صرافة فخر الدين واستولت على مبالغ مالية، وكامل محتوياتهما، كما اعتقلت عدداً من العاملين فيهما.

وأطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع وسط المدينة، ما ادى لإصابة مجموعة من الصحافيين بالاختناق، كما أطلقت قنابل الصوت والرصاص المطاطي تجاه المواطنين المتواجدين في السوق، واقتحمت قوة من جيش الاحتلال مجمعات تجارية ونشرت القناصة على أسطح مبانيها، واستمر الاقتحام أكثر من 7 ساعات عطل فيها جنود الاحتلال حركة المواطنين والمتسوقين وأغلقت المحال التجارية والمؤسسات الحكومية وتعطل دوام عدد من المدارس.

وفي بلدة عرابة، اقتحمت آليات الاحتلال منطقة دوار عرابة ومحطة المحروقات وداهمت محل يتبع لصرافة الخليج، وفتشته واعتقلت موظفاً فيه، واستولت على مبالغ مالية منه وجميع محتوياته، وأغلقته وعلقت منشورات على جدرانه.

وتشهد قرى محافظة جنين اقتحامات شبه يومية مع استمرار العدوان على المدينة والمخيم، حيث تُسجّل تحركات عسكرية يومية في غالبية قرى المحافظة، إلى جانب تواجد دائم لدوريات وآليات الاحتلال. ويستمر الاحتلال في دفع تعزيزاته العسكرية إلى مخيم جنين ومحيطه، فيما يواصل جنود الاحتلال إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف داخله. كما ينشر فرق المشاة في عدد من أحياء المدينة المحيطة به.

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن الاحتلال اعتقل خلال الأربعة أشهر الماضية قرابة 1000 مواطن، من جنين وطولكرم ويشمل ذلك من تم الإفراج عنهم في وقت لاحق.

وبلغ عدد الشهداء منذ بداية العدوان الاسرائيلي 40 شهيدا وأكثر من 200 إصابة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين السعودية: نواصل الجهود لإنهاء الحرب والسماح بتدفق المساعدات إلى غزة مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بالصور: مستوطنون يحرقون مركبات ويخطون شعارات عنصرية في رمون شرق رام الله الأكثر قراءة أستراليا تُعارض توسيع الحرب في غزة وتدين منع المساعدات  فصائل المقاومة تُحذّر المواطنين من مخططات دفعهم للنزوح جنوب قطاع غزة الرئيس عباس يطلق نداءً عاجلا لقادة دول العالم حول الوضع الكارثي في غزة تطورات سياسية غير مسبوقة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • توتر عسكري بين قوى التحالف للسيطرة على المناطق النفطية الشرقية اليمنية
  • الدفاع الإسرائيلي: إنشاء 22 جديدة خطوة استراتيجية تمنع قيام دولة فلسطينية
  • خبير عسكري: الاحتلال فشل إستراتيجيا في تحقيق أهداف حربه على غزة
  • العدو الإسرائيلي يجرف شارعا ويداهم منزلين في الحي الشرقي في جنين
  • استمرار عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها لليوم الـ128
  • ماذا تخطط إسرائيل للضفة الغربية؟
  • خبير عسكري: المساحة مقابل الوقت تكبد الاحتلال خسائر فادحة
  • الاحتلال الإسرائيلي يخطط للسيطرة على 75% من قطاع غزة خلال شهرين
  • لليوم الـ127 على التوالي.. العدو الإسرائيلي يواصل عدوانه على مدينة جنين ومخيمها
  • الخارجية الفلسطينية تؤكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تأجيج الأوضاع في الضفة