صحيفة البلاد:
2025-07-31@16:00:06 GMT

التحليق في عالم متجدد

تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT

التحليق في عالم متجدد

السفر تجربة متجددة، تفتح أمام الإنسان أبوابًا لعوالم جديدة، وهو أكثر من مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل هو رحلة لاكتشاف الذات والآخر، والتعرف على ثقافات مختلفة تساهم في توسيع الأفق وصقل الشخصية. فكل وجهة تحمل في طياتها مغامرة خاصة، وكل رحلة تترك أثرًا لا يُمحى في الذاكرة، ما يجعل السفر أحد أروع الوسائل لاكتساب تجارب حياتية غنية.

عند السفر، يجد الإنسان نفسه أمام فرصة نادرة للتعرف على عادات وتقاليد الشعوب الأخرى، ما يعزز لديه القدرة على فهم الاختلافات الثقافية وتقديرها. فهو يكسر الحواجز بين المجتمعات، ويمحو الصور النمطية التي قد تتشكل لدى البعض حول بلدان معينة. فزيارة أماكن جديدة والتفاعل مع السكان المحليين يمنحان نظرة أكثر عمقًا وواقعية عن العالم، ما يساعد على تنمية حس الانفتاح والتسامح.

كما يسهم السفر في تعزيز النمو الشخصي، حيث يعلم الإنسان الاعتماد على نفسه واتخاذ القرارات بسرعة، خاصة في المواقف التي تتطلب المرونة والتأقلم مع بيئات غير مألوفة. عندما يجد المسافر نفسه في بلد جديد بلغة غير مألوفة، يتعين عليه إيجاد حلول سريعة للتواصل والتكيف، وهو ما يعزز ثقته بنفسه ويجعله أكثر قدرة على التعامل مع التحديات.

إضافةً إلى ذلك، يُعد السفر وسيلة مثالية للهروب من الضغوط اليومية، إذ يمنح المسافر فرصة للاسترخاء، وتجديد طاقته النفسية والجسدية. فهناك شيء ساحر في الاستيقاظ صباحًا على إطلالة بحرية هادئة، أو المشي في شوارع مدينة تاريخية مليئة بالحكايات، أو حتى الاستمتاع بلحظات التأمل وسط طبيعة خلابة. كل هذه التفاصيل تساهم في تحسين الحالة المزاجية وتخفيف التوتر، ما يجعل السفر علاجًا فعالًا للروح والعقل على حد سواء.

ومن الناحية المعرفية، يعد السفر أحد أهم مصادر التعلم، حيث يضيف كل بلد يزوره الشخص إلى مخزونه الثقافي والعلمي. زيارة المتاحف، والوقوف أمام المعالم الأثرية، والتعرف على قصص الشعوب عبر فنونها ومأكولاتها، كلها تساهم في تكوين رؤية أشمل للعالم. فلا شيء يعادل رؤية برج إيفل عن قرب، أو السير في شوارع روما القديمة، أو استكشاف الأسواق التقليدية في طوكيو. هذه التجارب الحية تترسخ في الذهن بطريقة تفوق ما يمكن أن يقدمه أي كتاب أو وثائقي.

ولا يمكن إغفال دور السفر في بناء العلاقات الإنسانية، حيث يتيح لقاء أشخاص من مختلف الجنسيات والخلفيات. فالصداقات التي تتشكل أثناء السفر تمتاز بخصوصية فريدة؛ إذ إنها تنشأ في بيئات غير مألوفة، وتبنى على مشاركة تجارب استثنائية. وقد تؤدي هذه العلاقات إلى توسيع شبكة المعارف، مما يفتح أبوابًا لفرص جديدة سواء على الصعيد الشخصي أو المهني.

لكن السفر ليس مجرد حركة وتنقل، بل هو فن الاستمتاع بالحاضر وصنع الذكريات التي تبقى مدى الحياة. فمن يزور جزيرة استوائية، لا يقتصر استمتاعه على جمال الطبيعة، بل يعيش تجربة الغوص بين الشعاب المرجانية، أو تذوق المأكولات البحرية الطازجة، أو حتى مشاهدة غروب الشمس من فوق قمة جبلية. بينما في المدن الكبرى، قد تكون المتعة في التجول بين أزقتها القديمة، أو الاستمتاع بعروض الشوارع، أو حضور مهرجاناتها الثقافية التي تعكس روح المكان.

إنه في جوهره رحلة إلى أعماق الذات بقدر ما هو رحلة إلى أماكن جديدة، فهو يعزز المشاعر الإيجابية، ويمنح الإنسان نظرة أوسع للحياة، ويذكره بأن العالم أكبر بكثير مما يراه يوميًا. فالسفر يكسر الروتين، ويمنح شعورًا دائمًا بالتجدد والانطلاق. لذلك، ليس المهم إلى أين تسافر، بل كيف ترى العالم من خلال رحلتك، وكيف تترك في كل مكان أثرًا جميلاً، وتأخذ منه ذكرى لا تُنسى.
وقفة..” ليس المهم إلى أين تسافر، بل كيف ترى العالم من خلال سفرك”.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: مبررو مأساة غزة فقدوا غطاءهم الزائف من دعاوي حقوق الإنسان

استقبل الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، وفدًا من السفراء المصريين الجدد المعينين في 27 دولة حول العالم؛ بمناسبة بدء مهامهم الدبلوماسيَّة في عواصم هذه الدول.

في بداية اللقاء، رحَّب الإمام الأكبر بسفراء مصر الجدد في مشيخة الأزهر الشريف، معربًا عن تهنئته لهم بتعيينهم سفراء لمصر فى الدول الموفدين إليها، وداعيًا الله تعالى أن يوفقهم في أداء مهمتهم الجديدة على النحو الأمثل.

الأزهر لم ينفصل يومًا عن واقع الأمة

وقال إن الأزهر الشريف منذ تأسيسه، لم ينفصل يومًا عن واقع الأمة، وظل طوال تاريخه الطويل، رغم كل ما واجهه من تحديات، مؤدِّيًا رسالته لنشر رسالة الوسطية والاعتدال في مصر والعالم، دون تقصير أو تراخٍ، لافتًا إلى أن عمل الأزهر خارجيًّا لإيصال رسالته للعالم يقوم على عدد من المحاور، التي في مقدمتها الطلاب الوافدون؛ حيث يفتح الأزهر أبوابه لهم لدراسة العلوم العربيَّة والشرعيَّة عبر ما يخصصه من منحٍ دراسيَّةٍ لمختلف دول العالم، بجانب منحهم الحق مؤخرًا في دراسة الطب والصيدلة والهندسة وغيرها من العلوم التطبيقيَّة.

 الأزهر يفتح أبوابه لأئمَّة العالم

 وأضاف أنَّ الأزهر كذلك يفتح أبوابه لأئمَّة العالم لتحصيل العلوم الأزهرية من منبعها، واكتساب مهارات مجابهة الفكر المتطرف والمتشدد في بلدانهم، عبر أكاديميَّة الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، بجانب افتتاح العديد من مراكز الأزهر لتعليم اللغة العربية في عدد من دول العالم؛ لتكون نواة لنشر اللغة العربية وتعزيز انتشارها في هذه البلاد، باعتبارها جزءًا أصيلًا من رسالة الأزهر الشريف.

الأزهر جزء أصيل من القوة المصرية الناعمة في الخارج

وأكَّد الإمام الأكبر أن سفراء مصر في الخارج عليهم دور مهم في إيصال رسالة الأزهر على النحو الأمثل إلى البلدان التي يعملون فيها، عبر تذليل ما قد يطرأ من معوِّقات وصعوبات أمام بعثات الأزهر الشريف وخريجيه ومعاهده التعليميَّة ومراكزه لتعليم اللغة العربية في هذه البلدان، مشددًا على أنَّ النجاح في ذلك هو نجاح للدبلوماسيَّة المصرية في المقام الأول وإضافة قوية لها، كون الأزهر جزءًا أصيلًا من القوة المصرية الناعمة في الخارج، بما يمتلكه من عشرات الآلاف من الخريجين في مختلف دول العالم، وبما له من مئات المبعوثين وعشرات المعاهد التعليميَّة التي تهدف إلى تعزيز الفكر الأزهري الوسطي ومجابهة الأفكار المتطرفة حول العالم.

نشر منهج الوسطية والاعتدال

وبيَّن أن الأزهر، بجانب دوره في نشر منهج الوسطية والاعتدال، مسؤولٌ أيضًا عن مواجهة الحملات الغربيَّة التي تهب علينا ما بين الفينة والأخرى، لفرض سلوكيَّات مرفوضة كالشذوذ وغيره، وهي الحملات التي تخصص لها التمويلات الضخمة، وتتعدد لها الأدوات والوسائل لفرضها عنوة على الدول الإسلامية، انطلاقًا من اعتقاد خاطئ وإيمان بنظريات مختلفة تروِّج لفكر الهيمنة؛ مثل نظرية: "صراع الحضارات"، ونظرية "نهاية التاريخ"، وغيرها من النظريات التي تكرِّس لهيمنة العرق الأبيض، لافتًا إلى أنَّ هذه الحضارات التي تمارس هذه الهيمنة عادةً ما يأخذون حاجتهم حيث وجدوها دون أدنى اعتبار لغيرهم.

دعاء النبي عند الحر الشديد .. ردد أفضل 14 تغفر ذنوبك وتدخلك الجنةأجمل دعاء فى الصباح.. ردده يسخر الله لك من يقضي حاجتك ويفرج كربتك

 مأساة غزة

كما تطرَّق إلى الحديث عن مأساة غزة، وما يعيشه أهلها من معاناة لم نرَ مثلها في التاريخ المعاصر، مشيرًا إلى أن غزة، وعلى مدار ما يقرب من عامين كامليْنِ، تتعرَّض للإبادة بشتى الوسائل؛ كالقتل والتجويع والقصف والتهجير وغيرها، والعجيب أننا نجد من يبرِّر هذه المأساة الإنسانية، وهو ما أدِّى إلى فقدان من يبررونها الظهير الذي يستندون إليه من مزاعم حماية حقوق الإنسان وغيرها من الدعاوي الزائفة التي لا تساوي الحبر الذي كُتبت به.

 وأشار إلى أن الأزهر لا يتوانى عن تقديم الدعم إلى غزة، والتعريف بما يعانيه أهلها من مأساة، بجانب إرسال العديد من قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر "بيت الزكاة والصدقات"؛ باعتباره جزءًا من دور الأزهر تجاه نصرة إخواننا هناك.

تكريس قيم الحوار والتآخي

من جانبهم، أعرب سفراء مصر الجدد عن سعادتهم بلقاء الإمام الأكبر، وتقديرهم للدور الكبير الذي يقوم به فضيلته في نشر الوسطية والاعتدال، وتكريس قيم الحوار والتآخي، مشيرين إلى أنهم على دراية تامة بما يتمتع به الأزهر الشريف من مكانة مرموقة في مصر والعالم، معربين عن أملهم في أن يسهموا في تذليل ما قد يواجه الأزهر الشريف من معوِّقات في أداء رسالته والقيام بالدور المنوط به في مختلف دول العالم.

 نصرة القضية الفلسطينية

وثمَّن السفراء الجدد الجهد غير المسبوق الذي يقوم به الإمام الأكبر لتطوير الأزهر الشريف، وتعزيز الدور التاريخي له، تلك المرجعية الإسلامية الوسطية، لمواصلة دورها المهم في التعريف بالفكر الإسلامي الوسطي، معبِّرين عن تقديرهم لدور الأزهر في نصرة القضية الفلسطينية، ليس فقط من خلال الضغط لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه، ولكن أيضًا عبر التوعية بدور الشعوب الحرة في نصرة إخواننا في فلسطين.

ضم الوفد السفير راجي محمد محمد الإتربي، سفير مصر لدى اليابان، والسفير أشرف محمد نبهان سويلم، سفير مصر لدى المملكة المتحدة، والسفيرة أمل محمد عبد الحميد، سفير مصر لدى أرمينيا، والسفير عصام الدين عبد الحميد معوض، سفير مصر لدى الإمارات، والسفيرة نجلاء محمد نجيب أحمد، سفير مصر لدى السويد، والوزير المفوض حازم إسماعيل إبراهيم زكي (كوريا الجنوبية)، والوزير المفوض طارق فتحي محمد طايل (البرتغال)، والوزير المفوض عبيدة عبد الله أبوالعباس (إثيوبيا)، والوزير المفوض رامية شوقي عبد السلام (ناميبيا)، والوزير المفوض محمد عمر حسين عزمي (شيلي)، والوزير المفوض عمرو أحمد محمد الرشيدي (فرنسا)، والوزير المفوض وليد فهمي علي الفقي (قطر)، والوزير المفوض رشا حمدي أحمد حسين (مالاوي)، والوزير المفوض وليد عثمان كرم الدين علي (إيطاليا)، والوزير المفوض ريم زينهم عنتر زهران (أستراليا)

والوزير المفوض عبد اللطيف عبد السلام عبده (الجزائر)، والوزير المفوض محمد شحات محمد حسين (غينيا)، والوزير المفوض محمد عبد العزيز منير (النيجر)، والوزير المفوض محمد صلاح حسن قشطة (الصومال)، والوزير المفوض حنان عبد العزيز السعيد شاهين (رواندا)، والوزير المفوض محمد زكريا حسين (بوركينا فاسو)، والوزير المفوض أحمد سلامة السيد محمد (صربيا)، والوزير المفوض عبد الرحمن رأفت خطاب (جيبوتي)، والوزير المفوض مروة إبراهيم محمد يوسف (الكاميرون)، والوزير المفوض وائل فتحي بيومي أحمد (غانا)، والوزير المفوض مها سراج الدين مصطفى (زيمبابوي)، والوزير المفوض حازم محمد ممدوح محمود (جنوب السودان).

طباعة شارك شيخ الأزهر الأزهر سفراء مصر الجدد سفراء مصر رسالة الأزهر غزة القضية الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • كأس العالم للألعاب الإلكترونية يجمع” رونالدو وكاكا” في بوليفارد سيتي
  • مطار الخرطوم يعاود التحليق.. قريبا
  • لم يتوقع زلزال روسيا.. سخرية واسعة من عالم الزلازل هولندي
  • شيخ الأزهر: مبررو مأساة غزة فقدوا غطاءهم الزائف من دعاوي حقوق الإنسان
  • السبر يوضح حكم من يتحدث في الناس بسوء داخل نفسه فقط .. فيديو
  • من ملاعب التنس إلى عالم الرياضات الإلكترونية: كيرجيوس يشيد بأجواء كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025
  • رحلة جديدة.. القطار الثاني يغادر القاهرة لإعادة السودانيين لوطنهم
  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
  • الغلاء يبعد مغاربة المهجر عن شواطئ المملكة هذا العام !! (فيديو)
  • طريق الموت من أجل الطحين.. مجاعة غزة تحصد الأرواح وسط صمت العالم | تقرير