تحتفل محافظة الدقهلية الأيام القادمة بالعيد القومى للمحافظة واختارت المحافظة يوم الثامن من شهر فبرابر من كل عام، عيدا قوميا لها لما يعكس قوة إرادتها وأصالة وصمود شعبها في مقاومة الحملة الصليبية، وأصبح هذا اليوم من كل عام علامة مضيئة في مسيرة المحافظة تحتفل به كل عام.

ولأن مقولة (التاريخ يكتبه المنتصرون) ليست مجرد جملة شائعة، ، بل ربما يكون مرجعها هو طبائع البشر المنحازة  إلى المنتصر، وهو ما حدث مع (المنصورة) أو(جزيرة الورد) بسبب إحاطة المياه لها من ثلاث جهات وحصلت على هذا الاسم، لأنها أكبر حدائق للورود في مصر، أنشأها الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب في العام 1219م في عهد الدولة الأيوبية، وقد بناها لتواجه العدو عندما حاصرت الحملة الصليبية دمياط القريبة منها بقيادة الملك الفرنسي (لويس التاسع) كخدعة حربية، فحين وصلت الحملة إلى مشارف دمياط كان الملك الصالح (نجم الدين أيوب) موجودا بدمشق وعندما علم عاد مسرعاً إلى مصر.

وواصلت الحملة زحفها باتجاه فارسكور، إلا أن (نجم الدين أيوب) وافته المنية، فأخفت زوجته (شجر الدر) خبر وفاته عن الجنود لحين عودة ابنها (توران شاه) من حصن كيفا على ضفاف نهر دجلة، وافقت (شجر الدر) -  الحاكم الفعلي للبلاد - على خطة (بيبرس) باستدراج القوات الصليبية المهاجمة داخل مدينة المنصورة، فأمر (بيبرس) بفتح باب من أبواب المنصورة وتأهب المصريين من أهل الدقهلية داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام، وابتلعت القوات الصليبية الطعم، فظن فرسانها أن المدينة خالية كما حدث من قبل في دمياط، فاندفعوا إلى داخلها للوصول إلى قصر السلطان، فخرج عليهم المماليك بغتة وأخذوا يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة.

وسد المصريون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الصليبيين الفرار، وسقطوا في الكمين داخل أزقة المدينة الضيقة، وانقض عليهم الأهالي وتم أسر ملك فرنسا (لويس التاسع) ونقله إلى دار بن لقمان، واشترط المصريون تسليم دمياط وجلاء الحملة عن مصر قبل إطلاق سراح الملك الأسير وكبار قادته مع دفع فدية قدرها عشرة ملايين فرنك، وسميت المدينة (المنصورة) بعد انتصار الشعب المصري على الحملة الصليبية في المعركة، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل وتبتعد عن القاهرة 120 كم، وهي عاصمة لمحافظة الدقهلية منذ أيام الحكم العثماني عندما أمر سليمان الخادم والي مصر بنقل ديوان الحكم من بلدة (أشمون الرمان) إليها في العام 1527م لتوسطها بين بلاد الإقليم ولموقعها على النيل.

*أسر لويس التاسع فى دار ابن لقمان بالمنصورة بعد مقاومة عنيفة من الشعب المصري وجنود المماليك للحملة الصليبية السابعة فى المنصورة ، شعر قادة الصليبيين وعلى رأسهم لويس التاسع  باستحالة تحقيق آمالهم فى السيطرة على المنصورة ، واتفقوا على العودة إلى دمياط للتحصن بها .

وفى أثناء عودتهم قطع المسلمون الطريق الواصل إليهم من دمياط ، وأطبقت القوات المصرية الأيوبية عليهم ، وقتلوا وأسروا منهم  كثيرا ، وأسر لويس التاسع فى قرية منية عبد الله .

 وفى هذا السياق يؤكد الدكتور شلبى الجعيدى أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية كلية الآداب جامعة المنصورة تم نقل الملك لويس التاسع وأصحابه أسرى إلى المنصورة وسط ضوضاء الطبول التى امتلأت بها سفن مصرية أخرى تسير مجاورة لسفينة الأسرى ، فضلا عن  فرحة العامة  والعربان وهم يسيرون على جانبى النيل .

 وصل الملك لويس وأخويه إلى المنصورة حيث أسروا فى الدار التى كان ينزلها كاتب الإنشاء فخر الدين بن لقمان ، وعهد إلى الطواشى صبيح ـ وكان مقربا من تورانشاه ـ بحفظه والعناية به وبراحته ، وذلك فى 2 من المحرم 648 هـ / 6 إبريل 1250 م .

*لويس التاسع يرى أنه ليس من اللياقة أن يقايض عن نفسه بالمال

وتابع  الجعيدى وجرت المفاوضات والسلطان تورانشاه فى فارسكور ، والملك لويس التاسع لا يزال معتقلا بدار ابن لقمان بالمنصورة. وتم الاتفاق على أن يتم تسليم الصليبيين لدمياط والجلاء عن السواحل المصرية مقابل إطلاق سراح الملك لويس التاسع ، لأن لويس التاسع يرى أنه ليس من اللياقة أن يقايض عن نفسه بالمال . وأن يتم دفع مبلغ " أربعمائة ألف دينار " مقابل إطلاق سراح الأسرى من كبار البارونات  فضلا عن الأخوين الملكيين شارل كونت آنجو ، وألفونسو كونت بواتييه . ويدفع لويس نصف الفدية قبل مغادرته البلاد ، أما أخوه كونت بواتييه وبقية رجال الجيش فيظلون رهينة فى الأسر حتى يتم دفع النصف الباقى .

وأضاف وتمكن الفرنسيون من دفع نصف الفدية الأول ، وتم خروج لويس التاسع من دار ابن لقمان ومعه كبار الأسرى ، وأرست السفن التى تقلهم قبالة المساكن السلطانية بفارسكور ، وكان ذلك يوم الخميس 24 من المحرم سنة 648 هـ / 28 أبريل 1250 م . وعلى هذا تكون مدة إقامة الملك لويس التاسع بدار ابن لقمان بالمنصورة اثنين وعشرين يوما .

*سبب تعديل «عيد الدقهلية» من مايو إلى فبراير

وقال الدكتور شعبان الجعيدى، أن المحافظة كانت تحتفل بالعيد القومي لها في شهر مايو، ولكن بعد أن قمنا كأساتذة التاريخ الإسلامى بأداب المنصورة ، بإعداد دراسة ، عُرضت في مؤتمر في عهد المحافظ الأسبق اللواء فخر الدين خالد، تبين أن الاحتفال فى شهر مايو،هو يوم الإفراج عن لويس التاسع ورحيله عن المنصورة و مصر، بينما شهر فبراير هو الذي تم فيه أسرلويس التاسع،و استجاب المحافظ الأسبق لتلك الدراسة وقرر تعديل موعد العيد القومى للمحافظة إلى 8 فبراير، وبدأت المحافظة منذ هذا اليوم  في الاحتفال بالعيد القومى في موعده الحقيقى من كل عام.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة المنصورة لشعب المصرى الاحتفالات محافظة الدقهلية بالعيد القومي للمحافظة المفاوضات ملك فرنسا الحملة الصليبية ابن لقمان کل عام

إقرأ أيضاً:

تركية مسجونة رغم حملها بالشهر التاسع!

أنقرة (زمان التركية) – كشف تقرير أنه تم اعتقال مواطنة حامل في شهرها التاسع، بتاريخ 3 يوليو 2025 في أدرنة، وذلك في إطار تحقيقات تستهدف حركة الخدمة في إسكي شهير، وقد حُكم عليها بالسجن لمدة 6 سنوات و3 أشهر، وما يزال ملف قضيتها معلقًا في محكمة الاستئناف العليا منذ 39 شهرًا.

وفقًا للمعلومات التي حصل عليها موقع TR724، فإن ميرفي زاييم، التي أكملت أسبوعها الثامن والثلاثين من الحمل، يمكن أن تلد في أي لحظة.

صرح زوج ميرفي زاييم، فوركان زاييم، لـ TR724، قائلاً: “يجب منح زوجتي تأجيل تنفيذ الحكم. هذا حقنا القانوني، لكنهم اعتقلوها رغم ذلك. جميع الشروط متوفرة لمحاكمتها وهي طليقة.”

أكد زاييم أن زوجته تقيم حاليًا في زنزانة تضم 25-26 شخصًا، وأن المياه تُقطع في سجن أدرنة من نوع L لمدة 22 ساعة يوميًا. وأضاف: “الجو حار بالفعل. زوجتي تقول: ‘أشعر ببعض الآلام. الليلة الماضية ساءت حالتي. وخاف سكان الزنزانة أيضًا. لا أريد أن ألد هنا. افعلوا ما بوسعكم.’ لا نريد أن يولد ابننا في السجن. يجب إطلاق سراحها فورًا.”

وتخرّجت ميرفي زاييم من قسم تدريس الثقافة الدينية في كلية اللاهوت بجامعة مرمرة عام 2012، وعملت لاحقًا في مدرسة سمارت يولو جولبهار التي أُغلقت في إسكي شهير. وقد صدر الحكم بحقها استنادًا إلى وجود اسمها في التأمينات الاجتماعية لهذه المؤسسة، وادعاءات تتعلق بتطبيق ByLock، وشهادات الشهود.

وميرفي زاييم، البالغة من العمر 36 عامًا، لديها ابن آخر يبلغ من العمر 8 سنوات.

وذكر فوركان زاييم، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات و6 أشهر لعمله كمعلم رياضيات في مدرسة سمانيولو أوميت التي أُغلقت أيضًا في إسكي شهير، أنه أُفرج عنه في يناير 2024 بعد أن قضى 69 شهرًا في السجن.

وأعرب زاييم عن محاولات عائلته المستمرة للصمود منذ سنوات، مؤكدًا عدم منحهم أي حق في الحياة. وتساءل: “نريد أن نرحل ولا نستطيع، لا نريد البقاء، لا نستطيع التنفس هنا. لا يوجد عدل. ماذا كنتم لتفعلوا لو كنتم مكاننا؟”

علق عضو البرلمان عن حزب المساواة الشعبية والديمقراطية (DEM Party) عمر فاروق جيرجرلي أوغلو على اعتقال ميرفي زاييم في 3 يوليو 2025، وهي محتجزة منذ 20 يومًا.

وذكر جيرجرلي أوغلو أن زاييم ستلد بعد أسبوعين فقط، وقال: “ميرفي زاييم، معلمة التربية الدينية وأم لطفل واحد، أصبحت واحدة من اللاتي دخلن السجن مع أطفالهن، وستلد على الأرجح في الزنزانة! هذا هو الفعل الأخير لحكومة تسجن حتى الأطفال!”.

Tags: السجونالسجون التركيةتركيا

مقالات مشابهة

  • «إغاثي الملك سلمان» يوزّع مساعدات للنازحين من محافظة السويداء إلى درعا
  • الملك محمد السادس يوجه خطابا بمناسبة عيد العرش هذا المساء ويترأس مراسم الاحتفالات بهذه المناسبة (بلاغ)
  • نتائج التاسع 2025 سوريا بالاسماء ورقم الاكتتاب
  • حملة «صوتك هايفرق» بسوهاج.. قومي المرأة يحشد السيدات للمشاركة بانتخابات الشيوخ 2025
  • صحة الدقهلية: تقديم 90 ألف خدمة بمشاركة أكثر من 550 فريقًا ضمن «100 يوم صحة»
  • الكرملين: بوتين وترامب قد يلتقيان في الصين خلال سبتمبر
  • محافظ الدقهلية لمدير المواقف: انزل شيل كل موقف عشوائي وحل مشاكل الناس بيدك
  • الكرملين: لا يمكن استبعاد لقاء بين بوتين وترامب
  • تركية مسجونة رغم حملها بالشهر التاسع!
  • محافظ الدقهلية يتفقد شوارع المنصورة.. توجيهات بإخلاء شارع الجلاء ورفع الإشغالات