أكد الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أن الأوضاع التي يعيشها العالم أجمع مخيفة وأصبحت التأثيرات سريعة وقوية وعميقة مما يجعل متابعتها ودراستها، غاية في الصعوبة، لذا فمن الضروري التركيز على الأجيال الجديدة للحفاظ على الهوية المصرية والثقافة بمفهومها الشامل.


جاء ذلك خلال استضافته في ندوة "دور الثقافة في بناء الإنسان" التي نظمها نادي سبورتنج الرياضي، بحضور رئيس مجلس الإدارة، ولفيف من أعضاء النادي.


وشدد زايد على أن الثقافة هي أساس تكوين المجتمعات حتى وإن كانت في منطقة نائية، مشيرًا إلى أن الثقافة مقولة عمومية لا تقتصر على فئة من الفئات وهي ما تميز الإنسان عن باقي الكائنات.


وأضاف زايد أن كلمة ثقافة في اللغة العربية تدل على هذا المعنى المشتق من كلمة ثقف وهو ما يعني تهذيب الشيء، فالإنسان عندما يحمل الثقافة يصبح سلوكه أكثر تهذيبًا عن سلوك الحيوان، وبقدر تنمية هذه الثقافة بقدر الابتعاد عن العنف والتناحر، وبقدر امتلاك الانسان العلم والمعرفة يصبح سلوكه أكثر رقيا.


وأوضح أن المجتمعات المعاصرة شهدت مشكلات دفعت العالم أجمع إلى التساؤل حول أهمية الثقافة، بعدما أصبحت هناك صورًا قاسية وغليظة للثقافة وتفسيرات دينية عنيفة، وأصبح من يمتلك القوة والسلاح يمارس البطش على من لا يملكه، وهذا شكل من أشكال الانحراف الثقافي الذي ينزع الإنسان من هويته وتجعله يتخذ سلوكًا منحرفًا.


وأكد زايد أن الثقافة بالمعنى المثالي أصبحت غير موجودة في عالم اليوم حيث شهدت حالة من الإرباك وأصبح الإنسان لا يعرف ما هي المخططات التي يتبعها، وهو ما خلق خوفا من الجيل الأكبر على الجيل الأصغر، لذا لابد أن نستخدم ما لدينا من أطر ثقافية حتى يصبح لدينا جيل قادر عن بناء المجتمع.


وتحدث مدير مكتبة الإسكندرية عن مراحل بناء ثقافة الإنسان والتي تتضمن بناء المعارف والاتجاهات والوعي والأخلاق، موضحًا أن بناء المعرفة يبدأ بالتعليم والذي بدوره ينقل إلى التعمق في القراءة وإلغاء المعارف المشوهة، والأمرهنا لا يقتصر على المعرفة التعليمية ولكن المعرفة المصاحبة لها التي تخلق مواطن صالح قادر على التمييز.


وتابع: هناك أشياء نتعلمها بالسليقة في البيت مثل الدين فكل إنسان يستطيع أن يتعلم الدين ويميز بين الحق والباطل، وتعلم السلوك الراقي والمحب في المجتمع.


وقال أن المرحلة الثانية من بناء الإنسان هي الإيمان بأن كل إنسان مهما بلغ مستوى وضعه الاقتصادي والتعليمي، لديه مخططات ثقافية يتبعها، لذا فإن احترام الآخر أحد المبادئ التي يجب ان نربي أبناءنا عليها، وأن يكون لدينا جميعًا إيمان بالتعددية في الاتجاهات. 


وعن المرحلة الثالثة وهي "تكوين الوعي"، أشار زايد إلى أن العقل البشري يدرك من خلال المعارف التي يكونها ومن خلال الأفعال التي يقوم بها أن هناك خيط يفصل بين الشخصي والعام، والوعي يعني أن يكون الإنسان ناصع الرؤية والسريرة والنفس والعقل، تجعله يغلب المصلحة العامة على الشخصية.


وعن المرحلة الرابعة وهي بناء الأخلاق، أكد مدير مكتبة الإسكندرية، أن الدين إذا فهم بشكل صحيح يصل بالإنسان إلى بناء ذاته الأخلاقية، مشيرًا إلى وجود عوامل تؤدي إلى الوهن الأخلاقي، ففي مصر على سبيل المثال تسببت الظروف التاريخية بداية من عصر محمد علي والدخول إلى العصر الحديث بمنظوماته الحديثة في حدوث كثير من التقلبات السياسية والتدخلات العسكرية من استعمار وثورات وتغيير في الطبقات وخلل التعليم.


وشدد زايد على أن ثروة الأمة تنقسم إلى، مادية بشكلها المعروف، وبشرية وهي ما يجب أن ينصب عليها الاهتمام لإعداد إنسان قادر على العطاء لخدمة وطنه ولا يصبح عالة عليه، وثروة أخلاقية وتعني أن يكون الإنسان لديه مجموعة من القيم تدفعه للمساهمة في تقدم مجتمعه. 


واختتم زايد بالتشديد على أن المرأة هي القائمة على الضبط الأخلاقي في المجتمع لأنها القائمة على تعليم الأطفال وتربيتهم أكثر من الرجال الذين ينشغلون بأعمالهم.

أدار الندوة أحمد حسن رئيس مجلس الإدارة و رانيا الجندي رئيسة اللجنة الثقافية بنادي سبورتنج وبحضور المهندس ممدوح حسني نائب رئيس مجلس الإدارة والأستاذة دينا المنسترلي والأستاذة شاهيناز شلبي أعضاء المجلس واللواء رمزي تعلب المدير التنفيذي.

وفي نهاية الندوة قام  أحمد حسن رئيس مجلس إدارة نادي سبورتنج بتكريم الدكتور زايد وإهدائه درع النادي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسكندرية المجتمعات المعاصرة ثقافة التعددية مدير مكتبة الاسكندرية الدكتور أحمد زايد المصلحة العامة

إقرأ أيضاً:

مدير «صحة الإسكندرية» يشارك في انطلاق ورشة تدريبية للطب الرئوي ضمن البرنامج القومي لمكافحة الدرن

شارك الدكتور محمد يحيى بدران، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، اليوم الإثنين، إلى جانب الدكتور وجدي أمين، مدير عام الإدارة العامة للأمراض الصدرية، في فعاليات الجلسة الافتتاحية لورشة العمل التدريبية للطب الرئوي بعنوان "Technical Training Workshop on Improving Case Management of Infectious Diseases"، والمقامة ضمن البرنامج القومي لمكافحة الدرن، تحت إشراف إدارة الأمراض الصدرية بوزارة الصحة والسكان، خلال الفترة من 11 إلى 13 أغسطس الجاري.

تهدف الورشة إلى رفع كفاءة العاملين بمستشفيات الصدر التابعة لوزارة الصحة والسكان، وذلك بالتعاون مع قسم الأمراض الصدرية بكلية الطب - جامعة الإسكندرية، ومكتب منظمة الصحة العالمية، من خلال التدريب العملي والنظري على أحدث بروتوكولات التشخيص والعلاج.

وخلال كلمته، أكد الدكتور محمد بدران أن هذه الورشة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز قدرات الأطقم الطبية في مستشفيات الصدر، بما يتماشى مع جهود وزارة الصحة والسكان في رفع جودة خدمات التشخيص والعلاج للأمراض المعدية، وعلى رأسها الدرن.

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد بحلاق، وكيل المديرية، أن هذه البرامج التدريبية يجب أن تكون منصة لتبادل الخبرات والمعرفة بين الأطباء، بما يضمن تقديم أفضل خدمة صحية متطورة للمواطنين.

وشهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة نخبة من الأساتذة والخبراء، منهم: الدكتور أحمد يوسف، أستاذ الصدر والربو والحساسية - كلية الطب، جامعة الإسكندرية و الدكتور علاء عبد الله، استشاري أمراض الصدر والحساسية ومناظير الشعب الهوائية والغشاء البلوري كلية الطب، جامعة الإسكندرية و الدكتور زكريا عبد الحميد، ممثل منظمة الصحة العالمية.

ويشارك في التدريب 42 طبيبًا من 8 محافظات مختلفة، في إطار حرص وزارة الصحة والسكان على دعم الكوادر الطبية وتعزيز التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.

مقالات مشابهة

  • جمعة الظاهري: «مكتبة قصر الوطن» تعزز الثقافة الوطنية وتدعم الإبداع الفكري
  • برلمانية: الشباب شريك أساسي في بناء الجمهورية الجديدة ونهضة الوطن
  • نواب البرلمان: التعليم مشروع قومي لبناء الإنسان المصري وضمانة لنهضة الوطن
  • وزارة الثقافة تنفي إيقاف عروض مسرحية الأخوين ملص وتؤكد استمرارها
  • برلمانية: التعليم أساس بناء الإنسان المصري وأولوية لا تحتمل التأجيل
  • مدير «صحة الإسكندرية» يشارك في انطلاق ورشة تدريبية للطب الرئوي ضمن البرنامج القومي لمكافحة الدرن
  • واقعنا التربوي.. هل يُواكب بناء الدولة أم يُعوقه؟
  • مركز ثقافة الطفل يواصل جهوده في تعزيز حضور المشروعات الرقمية الموجهة للأطفال
  • برلمانية: توجيهات الرئيس السيسي لتطوير الإعلام تعزز الشفافية وتدعم بناء الإنسان المصري
  • اتصالات الشيوخ: مسابقة الحكومة التكنولوجية الجديدة استثمار حقيقي في عقول الشباب