"العُمانية": يواصل مركز ثقافة الطفل التابع للمديرية العامة للمعرفة والتنمية الثقافية في وزارة الثقافة والرياضة والشباب جهوده في تعزيز حضور المشروعات الرقمية الموجهة للأطفال، ضمن رؤية تستهدف تنمية الوعي الرقمي وترسخ مفاهيم الإبداع والتعلم التفاعلي لدى النشء، ويأتي هذا التوجه في إطار سعي المركز إلى مواءمة البرامج الثقافية والتعليمية مع متطلبات العصر، وفتح آفاق جديدة أمام الأطفال لاكتساب مهارات المستقبل وتمكينهم من التفاعل الإيجابي مع التكنولوجيا، عبر محتوى رقمي مبتكر يجمع بين الترفيه والمعرفة.

وبلغ عدد المستفيدين من الفعاليات والمناشط التي نفذها مركز ثقافة الطفل خلال عام 2024م، 35603 مستفيدين، فيما بلغ عدد المستفيدين خلال الفترة من يناير إلى يوليو من العام الجاري، 39383 مستفيدًا.

وقالت سلوى بنت سيف الراشدية مديرة مركز ثقافة الطفل: إن الهدف من هذه المشروعات يتجاوز العرض البصري أو الترفيه التقني، إذ يتمثل في بناء علاقة معرفية مستدامة بين الطفل وهويته الثقافية، وذلك من خلال إعادة تقديم التراث الثقافي العُماني كحالة حيّة نابضة بالتفاعل.

وأوضحت أنه في إطار رؤية المركز في ترسيخ الهوية الثقافية العُمانية وتعزيز وعي النشء بموروثهم الحضاري، فإنه يواصل إطلاق حزمة من المشروعات الرقمية التفاعلية التي تمزج بين الأصالة والابتكار، وذلك باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي، وتطبيقات الألعاب الإلكترونية التي تعد وسيلة فعّالة لربط الأجيال الجديدة بجذورهم الثقافية بطريقة معاصرة وجاذبة.

وبينت أن هذه المشروعات تنسجم بعمق مع توجهات رؤية "عُمان 2040"، والاستراتيجية الثقافية، لا سيما فيما يتعلق بمحور المجتمع الإبداعي والهوية الوطنية، والتحول الرقمي، والتعليم القائم على الابتكار، حيث يسعى المركز إلى أن يكون منصة معرفية ثقافية تمكّن الطفل من أن يكون فاعلًا ومؤثرًا في بناء مستقبل وطنه.

وأشارت إلى أن هذه المشروعات يتم استخدامها في المناشط والفعاليات المقامة داخل سلطنة عُمان وخارجها ذات العلاقة بالهوية الثقافية العُمانية.

وتجمع هذه المشروعات بين الترفيه والفائدة بهدف تعريف الناشئة بجذورهم التاريخية والثقافية، ومن بين هذه المشروعات التي تأتي في مجال الثقافة والرياضة والتكنولوجيا، مشروعان حول لعبتي "العنبر" و"الصياد"، وتتمثل أهميتهما في الحفاظ على التراث الثقافي العُماني وتعريف الأجيال الجديدة بهذه الألعاب بطريقة ممتعة ومبتكرة، بالإضافة إلى تنمية مهارات التفكير الإبداعي وحل المشكلات لدى الأطفال، ويعملان بتقنية محرك (Unreal Engine).

كما يأتي مشروع "النخلة والممارسات المرتبطة بها.. قصة تفاعلية لعملية قطف التمور (الخراف)" في مجال الثقافة والعلوم والتكنولوجيا، ويعمل بتقنية الواقع الافتراضي وتتمثل أهميته في تعريف الأطفال بالنخلة وأهميتها ودورها في حياة المجتمع العُماني والتي أدرجت في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، إضافة إلى تعزيز الوعي بالتراث الزراعي.

وضمن هذه المشروعات أيضًا مشروع "تجربة سباق الهجن التفاعلية" بتقنية الواقع الافتراضي، والذي يشكل أهمية كونه يمثل إحدى العادات الاجتماعية والمرتبطة بتعزيز الوعي بالتراث الرياضي، وهو عبارة عن تجربة تفاعلية لسباق الهجن تمنح المستخدمين فرصة لمحاكاة السباق في بيئة آمنة.

أما مشروع "مركز ثقافة الطفل الذكي" والذي يعمل بعدة تقنيات منها الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والتحكم عن بعد، فهو عبارة عن مجسم صديق للبيئة يحاكي فكرة الابتكار والتنوع الناجح، والذي يدعم أحد أهدافه التوجه الوطني نحو التحول الرقمي من خلال الاستثمار في الطفولة كمحور لبناء مستقبل معرفي وتقني.

الجدير بالذكر أن هذه المشروعات اعتمدت في إنشائها على مجموعة من المصادر والمراجع الموثوقة منها الشبكة المعلوماتية، وكتاب "الألعاب والرياضات التقليدية العُمانية" (وزارة الثقافة والرياضة والشباب 2010)، وكتاب "مشروع جمع التاريخ المروي النخلة في الموروث الثقافي العُماني" بمجلديه الأول والثاني الصادرين عن وزارة الثقافة والرياضة والشباب، بالإضافة إلى المختصين من فريق الاتحاد العُماني لسباقات الهجن.

يشار إلى أن المركز قام بتنفيذ عدد من المشروعات منها، مشروع "عرض مخطوطة عُمانية قديمة" للطبيب العُماني راشد بن عميرة، ومشروع "الفنون الشعبية"، كما يستعد لإطلاق عدد من المشروعات الرقمية الأخرى خلال العام الجاري.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المشروعات الرقمیة الثقافة والریاضة هذه المشروعات المشروعات ا الع مانیة الع مانی

إقرأ أيضاً:

همم القمم .. ختام الملتقى الأول للطفل بقصر ثقافة جاردن سيتي

 

اختتمت بقصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي اليوم فعاليات الملتقى الأول للطفل "همم للقمم"، الذي أقيم برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ونظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وفي إطار استراتيجية وزارة الثقافة الداعمة لتمكين أطفال ذوي الهمم ورعاية مواهبهم الفنية والإبداعية.

شهد الختام الدكتورة حنان موسى رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، والدكتورة جيهان حسن مدير عام ثقافة الطفل، وعبير شلتوت مدير قصر ثقافة الطفل والمنسق العام للملتقى، وعدد كبير من الأسر والقيادات الثقافية والتعليمية.

افتتحت الفعاليات بمعرض شامل ضم نتاج الورش الفنية والثقافية التي استمرت على مدار أيام الملتقى، وشملت: ورشة الكونكريت تنفيذ الفنانة سهام إسماعيل، ورشة الفنون التشكيلية للفنانتين كريمة الديب وفاطمة التمساح، ورشة الرسم على الفخار تنفيذ هدي يحيى، ورشة تصنيع عرائس ماريونيت بالخيوط تنفيذ ضحي بهجت، ورشة تعليم صناعة الحقائب من قماش الدُك للفنانتين نجوى عبد العزيز وعزة سعد، ورشة فن المكرمية تنفيذ شهد عيد، ورشة صناعة حقائب من الخرز تنفيذ منى عبد الوهاب.

وعكست الأعمال المعروضة قدرات مميزة للأطفال المشاركين، وقدرتهم على التعبير الفني في بيئة تشجع على الإبداع وتحتفي بالاختلاف.

وبمسرح القصر بدأ الحفل بالسلام الجمهوري، ثم تقديم الفقرات من أعضاء نادي الأدب: هدير أحمد ولمار الكومي، إلى جانب مقدم الحفل الشاعر محمود سيف الدين، مع تواجد الدكتورة منال محمود مترجمة لغة الإشارة، ووجه فريق التقديم ترحيبا بالمدارس والمؤسسات المشاركة، ومنها: مدارس الأمل، السيدة نفيسة، قصر العيني، مدرسة قصر العيني الابتدائية، جمعية "يونيفاي إيجيبت" للدمج المجتمعي.

وأكدت الدكتورة حنان موسى، أن الملتقى يأتي تتويجا لجهود مشتركة بين الفنانين والمدربين والمتطوعين، مشيدة بالتفاعل الكبير من الأطفال وأسرهم، ومؤكدة استمرار تنفيذ برامج مشابهة لدعم قدرات الأطفال من ذوي الهمم.

وأشارت الدكتورة جيهان حسن، إلى أن الملتقى يجسد توجه الهيئة نحو جعل الثقافة أداة فعالة للدمج والتمكين، مؤكدة أن الأطفال من ذوي الهمم يمثلون طاقة مبدعة تستحق الاهتمام والرعاية، وأن تنوع الورش والعروض ساهم في بناء ثقتهم بأنفسهم وتنمية مهاراتهم.

ومن جهتها، أوضحت عبير شلتوت، أن الملتقى اعتمد على التعلم بالمشاركة وفتح مساحات واسعة للأطفال للتعبير عن مواهبهم، مشيرة إلى أن التجربة شكلت نموذجا ملهما للدمج وتحفيز الإبداع.

كما أبدت أمل قناوي، مدير إدارة الخدمات التعليمية بالسيدة زينب، سعادتها بالمشاركة، مثمنة دور قصر ثقافة الطفل في توفير أنشطة هادفة تخدم الأطفال من ذوي الهمم وتدعم تكامل المؤسسات الثقافية والتعليمية.

وقدم الأطفال مجموعة من العروض الفنية على المسرح، منها: عرض ورشة عرائس الماريونيت بالخيوط تدريب ضحي بهجت، عرض المسرح الأسود إخراج خالد خريبي على أنغام «يا صحابي وصحباتي» للفنانة صفاء أبو السعود، عرض الأداء الحركي برقصة نوبية تدريب رانيا شلتوت وإسراء حسان على أغنية "سو يا سو" للفنان محمد منير.

كما قدم العرض المسرحي بالعرائس "قول لا" للأطفال من ذوي الهمم، الذي تناول أهمية كلمة "لا" في حماية الطفل ووضع الحدود، من خلال قصة الجد وحكاية "ميدو".
العرض من تأليف وإخراج عبير شلتوت، إعداد وتدريب محمود سيف، تسجيل ومونتاج جمال عثمان، وبطولة رواد القصر: هاجر أحمد، هدير أحمد، لمار الكومي، أحمد الكومي، كيفين هاني. واختتمت الفعاليات بتوزيع شهادات التقدير على المدربين والأطفال المشاركين، وسط أجواء احتفالية مبهجة.

فعاليات الملتقى تحت إشراف الإدارة العامة لثقافة الطفل، وضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، تأكيدا لدور الثقافة في دعم الأطفال من ذوي الهمم، وإتاحة مساحات إبداعية تسهم في دمجهم بالمجتمع، واكتشاف قدراتهم وتنمية مواهبهم الفنية.

مقالات مشابهة

  • اختيار الأمم المتحدة.. مصر أول دولة على مستوى العالم لتطبيق مبادرة CHAMPS لتعزيز أنظمة الوقاية الموجهة للأطفال
  • رئيس جهاز تنمية المشروعات: نقدم برامج وخدمات لدعم المشروعات الناشئة ونشر ثقافة ريادة الأعمال
  • فيلم تسجيلي عن نتائج مشروع "تحسين تنافسية المشروعات من خلال خدمات تطوير الأعمال"
  • مختصون: حماية الطفل في البيئة الرقمية مسؤولية تكاملية بين الأسرة والمدرسة
  • أفضل طرق لتدفئة الأطفال في برد الشتاء
  • لقاءات توعوية وورش للأطفال بشمال سيناء
  • فريق الإغاثة الإماراتي يواصل جهوده في سريلانكا
  • "إعلام البحيرة" يطلق فعاليات توعية للأطفال ضد التحرش
  • همم القمم .. ختام الملتقى الأول للطفل بقصر ثقافة جاردن سيتي
  • إعلام صديق للطفولة يدعو إلى مراعاة المبادئ المهنية في تناول قضايا الطفل