صفقة تبادل الأسرى وتحولات المشهد الإسرائيلي
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
كان لاتفاق صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة وصولا إلى وقف إطلاق النار؛ تداعيات ألقت بظلالها على المشهد السياسي الإسرائيلي، حيث باتت حكومة نتنياهو مهددة بالسقوط، وذلك بعد استقالة إيتمار بن غفير، والتهديدات التي أشعلها بتسلئيل سموتريتش، وسط تساؤلات حول مستقبل ائتلاف نتنياهو والخيارات التي قد يسلكها للاستمرار.
انتخابات مبكرة
بعد انضمام حزب "الأمل الجديد" الذي يتزعمه جدعون ساعر والذي يشغل أربعة مقاعد، أصبح الائتلاف الحكومي يشغل 68 مقعدا من أصل 120 في الكنيست الإسرائيلي. ولكن عدد مقاعد الائتلاف الحكومي تراجع إلى 62 بعد إعلان بن غفير وحزبه "القوة اليهودية" الذي يشكل (6 مقاعد) الاستقالة بسبب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، واعدا بالعودة إذا استؤنفت الحرب. ورغم اكتفاء سموتريتش بمعارضة الصفقة التي وصفها بـ"الكارثية"، لكنه هدد بالإطاحة بالائتلاف إذا لم يستأنف نتنياهو الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بعد أسابيع.
وفي تصريحات صحفية قال سموتريتش: "تمكنا من ضمان أن الحرب لن تنتهي دون تحقيق أهدافها بالكامل، وفي مقدمتها التدمير الكامل لحركة حماس في غزة".. أؤكد أننا لن نقبل أي عذر في هذا الأمر، ولن نجلس في حكومة لا قدر الله توقف الحرب ولا تستمر حتى النصر الكامل على حماس".
ومن شأن رحيل سموتريتش (7 مقاعد) أن يحرم نتنياهو من الأغلبية البرلمانية التي يتمتع بها، ما يمهد الطريق لانهيار الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة قد تأتي بحكومة إسرائيلية أكثر إجراما من حكومة نتنياهو الفاشية، وهذا بطبيعة الحال انعكاس للتجمع الاستعماري الصهيوني ومواقفه من الفلسطينيين سواء في الضفة أو غزة أو الداخل المحتل.
فشل أهداف العدوان
بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والذي استمر لمدة 471 يوما؛ فشلت إسرائيل في تحقيق أي هدف من أهدافها المعلنة وغير المعلنة، وفي مقدمتها تهجير أهالي غزة باتجاه شبه جزيرة سيناء المصرية، ناهيك عن إسقاط خطة الجنرالات الرامية إلى السيطرة على شمال قطاع غزة، والأهم أن الجيش الإسرائيلي لم يستطع تحرير المحتجزين في قطاع غزة إلا بصفقة تبادل مع حركة حماس، حيث أجبرت حكومة نتنياهو على قبولها أخيرا بسبب صمود أهالي غزة وشراسة المقاومة الفلسطينية وإيقاع الخسائر الكبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي وعتاده المصنع بغالبيته أمريكيا.
وتبعا لذلك تمت استقالات بالجملة وخاصة من المؤسسة العسكرية، وفي مقدمتهم وزير الحرب ورئيس أركانه وقادة مناطق في إطار هيكلية الجيش الإسرائيلي. واللافت أن المستوى السياسي الإسرائيلي وعلى رأسهم نتنياهو حملّ المؤسسة العسكرية إخفاقات إسرائيل بتحقيق أهدافها المختلفة في غزة.
تجمع استعماري فاشي
تعود أصول التجمع الاستعماري الصهيوني في فلسطين إلى 110 دول في العالم، وهذا التجمع ليس له مشتركات ثقافية واحدة وكذلك لا تعنيه فكرة الارتباط بالأرض الفلسطينية، وهجرة الآلاف من اليهود الصهاينة إلى خارج فلسطين المحتلة منذ عملية طوفان الأقصى دالة على ذلك. ومن نافلة القول إن عملية طوفان الأقصى كشفت هشاشة هذا التجمع، وكان لعقد صفقة تبادل الأسرى صدى مدوٍ على الداخل والمشهد الإسرائيلي برمته. فمنذ البداية طالبت عائلات المحتجزين في قطاع غزة بضرورة عودتهم، جنبا إلى جنب مع دعوتهم في الشوارع ووسائل التواصل الاجتماعي إلى استمرار الحرب على غزة وتقتيل الفلسطينيين وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وأبعد من ذلك دعا وزير ما يسمى التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو إلى رمي قنبلة نووية على الغزيين.
ويمكن الجزم بأن الصهيونية تعلم الحقد، فقد أكد الحاخام اليهودي يوشاع فليشر على ضرورة قتل المدنيين الفلسطينيين وخاصة الأطفال في قطاع غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيليين غزة نتنياهو الصهيوني إسرائيل غزة نتنياهو صهيوني مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة أفكار صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
يديعوت: هذه تكلفة قرار نتنياهو احتلال غزة
كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، اليوم السبت 10 أغسطس 2025، تكلفة قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باحتلال قطاع غزة .
وقالت الصحيفة، إن "قرار الحكومة احتلال غزة يتوقع أن يكلف مبالغ طائلة، ويحمل في طياته ثمنا باهظا جدا على الموازنة، وسيضر اقتصاديا بجميع الإسرائيليين وبعشرات آلاف المصالح والشركات في البلاد".
إقرأ أيضاً: مكان: لم يتم اغلاق الباب امام إمكانية التوصل إلى صفقة بشأن غزة
وأضافت "حتى الآن، لم يُعقد أي نقاش في الحكومة أو الكنيست بشأن الكلفة الباهظة جدا لاحتلال غزة، التي قد تثقل بشدة على الموازنة والاقتصاد، بسبب استدعاء ربع مليون جندي احتياط في غضون أشهر قليلة، قبل نهاية سنة الموازنة الحالية".
وتابعت "كبار المسؤولين في وزارة المالية ومن شغلوا مناصب رفيعة في الشؤون المالية ووزارة الجيش يقدرون منذ الآن مبالغ ضخمة لكلفة توسيع الحرب واحتلال غزة، إلى جانب الخشية الكبيرة من وقوع إصابات كثيرة بين الجنود نتيجة توسيع الحرب".
وبحسب مصادر رفيعة في وزارة المالية ومنظومة الأمن، فإن كلفة استدعاء الاحتياط الواسع واستخدام الذخيرة تُقدّر بنحو 350 مليون شيكل لكل يوم قتال، أي نحو 10–11 مليار شيكل كل شهر، وما بين 30–50 مليار شيكل حتى نهاية السنة (بحسب موعد بدء العملية).
وقالت "إضافة إلى ذلك، ستحتاج إسرائيل إلى إنفاق مليارات الشواكل من موازنتها لإقامة مدن إيواء للنازحين من غزة وزيادة تمويل المساعدات الإنسانية للقطاع، قبيل العملية، قُدرت من قبل مقربين من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش المبالغ المطلوبة لزيادة المساعدات لسكان غزة بنحو 3–4 مليارات شيكل، وذلك من موازنة الدولة، أي أن دافعي الضرائب في إسرائيل سيمولون الغذاء واحتياجات المعيشة الإنسانية (مياه، أدوية، وقود، كهرباء، وغيرها) لسكان غزة".
وأكدت الصحيفة أن الكلفة المتوقعة لإدارة المنطقة بعد احتلال غزة وسيطرة الجيش على القطاع تُقدَّر من قبل مسؤولين اقتصاديين كبار بـ10–15 مليار شيكل شهريا، إلى جانب كلفة القتال والأضرار الاقتصادية، أي ما يعادل 120–180 مليار شيكل سنويا.
بدوره مسؤول رفيع في وزارة المالية قال لموقع "يديعوت"، إن مثل هذه النفقات الضخمة قد ترفع العجز هذا العام إلى 6–7% على الأقل، وفي العام المقبل سترتفع أكثر. وحذر من أن وكالات التصنيف، التي حددت جميعها بالفعل توقعات سلبية لتصنيف إسرائيل، قد لا تتردد في خفض التصنيف مجددا إلى مستويات دول أقل تقدما من وضعنا الحالي.
وتابعت "بأي حال، على الجمهور الإسرائيلي أن يستوعب منذ الآن أن هناك ثمنا باهظا لكلفة الحرب لاحتلال غزة، حتى وإن كان في المرحلة الأولى جزئيا فقط. مثل هذه الخطوة ستستلزم فرض قرارات تقشف وضرائب جديدة، وتقليصات واسعة وقاسية في ميزانيات التعليم، الصحة، الرفاه، البنية التحتية وغيرها".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية مكان: لم يتم اغلاق الباب امام إمكانية التوصل إلى صفقة بشأن غزة سموتريتش : فقدت الثقة بنتنياهو وتراجع عن خطة لحسم حرب غزة محدث: مسؤول إسرائيلي : هناك احتمال للتوصل إلى صفقة جزئية قريبا الأكثر قراءة الجيش الإسرائيلي: الحرب في غزة وراء معظم حالات انتحار الجنود في ظل تعثر مفاوضات غزة.. زامير يلغي زيارته إلى واشنطن الجوع والدمار في غزة.. وأميركا والغرب يشاهدان إسرائيل عند مفترق طرق في غزة: صدام بين القيادة العسكرية والسياسية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025