هل يعجل سموتريتش بانهيار حكومة نتنياهو والذهاب لانتخابات مبكرة؟
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
أشعلت خطة احتلال مدينة غزة خلافا متزايدا في إسرائيل وصل إلى الائتلاف اليميني الحاكم بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحليفيه المقربين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
ويحاول نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– منع سموتريتش وبن غفير من تقويض الحكومة بعد إقرار خطة احتلال مدينة غزة وتطويقها، وليس احتلال قطاع غزة بأكمله وتهجير سكانه وإعادة الاستيطان، حسب المحلل السياسي الإسرائيلي يؤاف شتيرن.
لكن الخلافات بين الجانبين يبدو أنها قد أوصلت الحكومة إلى نهاية الطريق، إذ تعيش آخر أيامها، وفق حديث شتيرن لبرنامج "مسار الأحداث"، مشيرا إلى الانتقادات اللاذعة التي وجهها أقطاب اليمين إلى نتنياهو.
وحسب شتيرن، فإن نتنياهو فقد ثقة المجتمع الإسرائيلي، وكذلك سموتريتش وبن غفير بعدما تبين لهما أنه لن يكون هناك "نصر مطلق"، في حين يعوّل الأول على شراء الوقت و"إنهاء الحرب بطرق دبلوماسية وتفاوضية مع حركة حماس".
وبناء على ذلك، "لن تصمد حكومة اليمين، فقد باتت حكومة أقلية فاشلة"، في وقت يسعى فيه نتنياهو إلى تفكيك الحكومة والذهاب لانتخابات لن يكون على أجندتها استمرار الحرب والأسرى، ويحاول تسويق نفسه بأنه الحامي لإسرائيل ويقودها لأهدافها الإستراتيجية.
وكان نتنياهو دافع عن خطته لاحتلال مدينة غزة، معتبرا أنها "الطريق الأفضل لإنهاء الحرب" بسرعة، كما زعم أنها "لا تهدف إلى احتلال غزة بل تحريرها من حماس"، وفق قوله.
وترتكز خطة نتنياهو على نزع سلاح غزة وبسط إسرائيل "سلطة أمنية كاملة" على قطاع غزة، مؤكدا أن هناك جدولا زمنيا قصيرا نسبيا لأنه لا يريد إطالة أمد الحرب.
اليمين في خطر
بدوره، يرى المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان أن الخلافات ليست داخل الحكومة فحسب، بل بين المستويين العسكري والسياسي في ظل رغبة نتنياهو في خوض "حرب شاملة" على حماس.
إعلانونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن سموتريتش قوله إن على نتنياهو أن يعقد جلسة أخرى للمجلس الوزاري (الكابينت) من أجل ضم مناطق واسعة من قطاع غزة وتشجيع الهجرة الطوعية لسكانه.
وكان سموتريتش قد خرج بتصريحات هاجم فيها نتنياهو واتهمه بالخداع، وهدد بالانسحاب من الحكومة والدفع إلى إسقاطها، لافتا إلى أنه فقد الثقة في أن نتنياهو يسعى لقيادة الجيش نحو الحسم والانتصار في حرب غزة.
ووفق إيلي نيسان، فإن سموتريتش يفضل الذهاب لانتخابات مبكرة إذا أوقفت الحرب على غزة، مشيرا إلى أن استطلاعات الرأي ترجح فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة المقبلة بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية.
وبناء على ذلك، فإن الأحزاب اليمينية المتشددة مطالبة بالتفكير كثيرا، والحذر في إطلاق التهديدات بسبب إمكانية فقدان اليمين موقعه كسلطة حاكمة بعد الانتخابات المقبلة المقررة أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2026.
أزمة نتنياهووفي ضوء هذه التطورات، يبدو نتنياهو مأزوما سياسيا وعسكريا ودوليا، وبدا ضعيفا في مؤتمره الأخير، إذ لم يستطع إقناع العالم بسردية إسرائيل بشأن الإبادة الجماعية والتجويع في قطاع غزة، وفق الخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى.
وخلص مصطفى إلى أن نتنياهو يخدع العالم بأكمله ولم يعد أحد يثق فيه، في حين لا يبدو الوقت في صالحه، رغم أنه يريد صفقة جزئية تفضي إلى هدنة مرحلية بشروط إسرائيلية تخفف الضغوط عليه.
لكن نتنياهو -حسب مسؤول الاتصالات السابق في البيت الأبيض مارك فايفل- يبدو مصمما على إلحاق "الهزيمة" بحماس ونزع سلاحها واستعادة الأسرى ولا يأبه بما تقوله واشنطن وعواصم العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
سموتريتش: فقدتُ الثقة في قدرة نتنياهو على تحقيق النصر في غزة
قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، مساء السبت، إنه فقد الثقة في قدرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تحقيق النصر في غزة.
وفي مقطع فيديو نشره على حسابه الرسمي في منصة "إكس"، قال سموتريتش: "خلال 22 شهرا من الحرب دفعنا أثمانا باهظة، لكننا حققنا إنجازات عظيمة في جميع جبهات القتال".
وأضاف: "في غزة، ألحقنا بحماس أضرارا بالغة وقضينا على معظم قادتها وجزء مهم من بنيتها التحتية الإرهابية. لكن العمل لم يكتمل بعد، وأهداف الحرب لم تتحقق بالكامل".
وتابع: "في الأسابيع الأخيرة، عملت بشكل مكثف مع رئيس الوزراء على خطوة دراماتيكية لتحقيق النصر في غزة. مزيج من الحسم العسكري السريع وخطوة سياسية فورية ستكبد حماس ثمنا باهظا، وتدمر قدراتها العسكرية والمدنية، وتفرض عليها ضغطا غير مسبوق لإطلاق سراح الرهائن، وترفع معنويات الشعب الإسرائيلي. على مدى أسابيع، بدا أن رئيس الوزراء يدعم الخطة. ناقش معي تفاصيلها وأعطى انطباعا بأنه يسعى للحسم وينوي هذه المرة المضي حتى النهاية. ولكن للأسف، لقد تراجع عن موقفه".
وكشف الوزير الإسرائيلي أن نتنياهو ومجلس الوزراء "استسلموا وتركوا العاطفة تنتصر على العقل، وقرروا مرة أخرى أن يفعلوا المزيد من الشيء نفسه، ويشنوا عملية عسكرية هدفها ليس الحسم، بل فقط ممارسة الضغط على حماس للتوصل إلى صفقة جزئية للرهائن، مع تصريح واضح بأنه إذا وافقت حماس على الصفقة، فإننا سنوافق أيضا على التوقف مرة أخرى، والانسحاب مرة أخرى، والسماح لها بالتعافي وإعادة التسليح مرة أخرى. وهكذا دواليك".
وأبرز أن "إرسال عشرات الآلاف من المقاتلين للمناورة في مدينة غزة مع تعريض حياتهم للخطر، ودفع أثمان سياسية ودولية باهظة، فقط لممارسة الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن، ثم الانسحاب، هذا غباء غير أخلاقي وغير منطقي".
وأردف قائلا: "للأسف، لأول مرة منذ بداية الحرب، أشعر بأنني ببساطة لا أستطيع الوقوف وراء هذا القرار ودعمه. ضميري لا يسمح بذلك".
وختم بالقول: "حرب من أجل النصر حتى النهاية: نعم، حتى لو كانت لها أثمان باهظة. لكن خطوة جزئية تهدف فقط إلى إعادة حماس إلى غرفة المفاوضات في ذل وطني واستسلام للإرهاب. لا وألف لا".