بغداد اليوم -  متابعة 

أكد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، يوم الجمعة (7 شباط 2025)،  عن عدم الحاجة للتفاوض مع الولايات المتحدة، مؤكدًا على ضرورة الحذر والوعي في التعامل مع الأطراف الأخرى، مشيراً إلى أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يحل مشاكل إيران.

وقال خامنئي في خطاب أمام حشد من قوات الدفاع الجوي وتابعته "بغداد اليوم": "علينا أن نكون حذرين في تعاملاتنا ومفاوضاتنا مع الآخرين، وأن نبرم الاتفاقيات بناءً على ذلك"، مبيناً أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يؤدي إلى حل مشاكل البلاد، مستشهداً بتجارب سابقة لم تسفر عن نتائج إيجابية.

وأشار إلى أن إيران التزمت بتعهداتها في الاتفاق النووي لعام 2015، بينما لم تفِ الولايات المتحدة بالتزاماتها، بل انسحبت من الاتفاق وأعادت فرض العقوبات.

وأضاف خامنئي أن أي مفاوضات مع الولايات المتحدة يجب أن تكون مبنية على القوة والعزة الوطنية، مشدداً على أن إيران لن تقبل بأي ضغوط أو تهديدات تمس سيادتها واستقلالها

وقال خامنئي في إشارة إلى دعوة الرئيس دونالد ترامب للتفاوض مع إيران "نفس الشخص الذي هو في السلطة حاليًا هو الذي مزق الاتفاق النووي، وقال أنه سوف يمزقها وقد فعل؛ ولم يتحركوا".

وأضاف "قبل مجيئه (ترامب)، لم يقم أولئك الذين عقدوا معهم هذا العهد بتنفيذه (الاتفاق النووي)"، في إشارة إلى الأطراف الاوروبية.

وتابع خامنئي "كان الهدف من المعاهدة رفع العقوبات الأميركية، لكن العقوبات الأميركية لم تُرفع. العقوبات، وأما الأمم المتحدة فقد تركت ندبة على الجرح، وكأنها تهديد دائم يخيم على إيران. كانت هذه المعاهدة نتاجًا لمفاوضات استغرقت عامين - أو أكثر أو أقل".

وقال خامنئي "لا ينبغي أن تكون هناك مفاوضات مع مثل هذه الحكومة (حكومة ترامب)، فالمفاوضات ليست حكيمة ولا ذكية ولا شريفة"، مضيفاً "إذا اعتدى الأمريكيون على أمن الشعب الإيراني فسنهاجم أمنهم دون تردد".

وأوضح خامنئي "إذا هددنا الأميركيون فسوف نهددهم، وإذا نفذوا تهديدهم ضدنا فسوف ننفذ تهديدنا، وإذا هاجم الأميركيون أمن الأمة الإيرانية فإننا بلا شك سنهاجم أمنهم".

وختم خامنئي القول "حسنًا، هذه تجربة أخرى؛ دعونا نستخدم هذه التجربة، لقد قدمنا تنازلات، وتفاوضنا، وقدمنا تنازلات، وتوصلنا إلى حلول وسط، ولكننا لم نحقق النتيجة التي كنا نهدف إليها، لقد دمر الطرف الآخر، وانتهك، ومزق هذه المعاهدة نفسها، مع كل عيوبها، ولا ينبغي أن تكون هناك مفاوضات مع مثل هذه الحكومة، فالمفاوضات ليست حكيمة ولا ذكية ولا شريفة".

وتأتي هذه التصريحات في وقت أعرب فيه مسؤولون إيرانيون عن استعدادهم لمفاوضات "عادلة" مع الولايات المتحدة.

وأشار عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إلى أن إيران مستعدة للاستماع إلى مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنه أكد أن الظروف الحالية أصعب بكثير من السابق لإقناع طهران ببدء مفاوضات جديدة.

من جانبه، دعا حميد رضا حاجي بابائي، نائب رئيس البرلمان الإيراني، إلى ضرورة أن تكون المفاوضات عادلة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تطالب بأن لا تكون لإيران حضور دولي أو قدرات نووية، وهذا النوع من المفاوضات غير عادل.

تجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات تأتي في ظل توترات مستمرة بين إيران والولايات المتحدة، مع استمرار العقوبات الأمريكية على طهران وتصاعد الضغوط الدولية بشأن برنامجها النووي.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: مع الولایات المتحدة الاتفاق النووی أن تکون إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي؟

أكد مقال مطول نشرته واشنطن بوست أن النزعة العالمية نحو امتلاك السلاح النووي في تصاعد، وقد يتضاعف عدد الدول النووية في العقدين المقبلين، فمع أن هناك 9 دول نووية فقط حاليا، هناك عشرات الدول القادرة تقنيا على تطوير ترسانات نووية.

وأشار المقال إلى أن سباق التسلح النووي سيحدث سواء طورت إيران برنامجها النووي أم لا، ولكن رؤية دول نووية مثل إسرائيل والولايات المتحدة تهاجم دولة غير نووية مثل إيران قد تدفع دولا أخرى إلى التفكير بامتلاك أسلحة نووية لحماية نفسها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فورين أفيرز: إسرائيل تسعى لغزة بلا غزيين والعالم مشغول بحرب إيرانlist 2 of 2لوفيغارو: هل ما زال ممكنا إنقاذ الأمم المتحدة؟end of list

وأضاف أن الولايات المتحدة سعت منذ 80 عاما لمنع انتشار الأسلحة النووية عبر الدبلوماسية والحوافز والاتفاقيات وحتى التدخل العسكري أحيانا، غير أن الهجوم الأميركي الأخير قد يدفع القادة الإيرانيين إلى تسريع مشروعهم النووي، باعتباره الوسيلة الوحيدة للحفاظ على النظام الإيراني.

كما يساهم تراجع الثقة بالحماية الأميركية، خاصة في ظل النزعة الانعزالية والسياسات المتقلبة التي تنتهجها واشنطن، في دفع حلفائها إلى مراجعة خياراتهم الدفاعية، بما في ذلك تطوير قدرات نووية مستقلة تحميهم من التهديدات المتصاعدة، خاصة من الصين وروسيا، حسب المقال.

ولفت المقال إلى أن الردع النووي لا يعتمد فقط على القوة العسكرية، بل على المصداقية السياسية، وهي العامل الذي بات مهددا اليوم.

وأعد المقال مدير فريق المخاطر العالمية في اتحاد العلماء الأميركيين، جون ولفستال، إلى جانب هانز كريستنسن ومات كوردا، وهما المدير والمدير المساعد لمشروع المعلومات النووية في الاتحاد نفسه.

أثارت هجمات إسرائيل والولايات المتحدة على إيران قلقا دوليا واسعا (رويترز) من يريد القنبلة؟

وحصر المقال الدول التي قد تسعى للحصول على القنبلة في 3 مجموعات، أولها حلفاء الولايات المتحدة، خاصة في أوروبا وآسيا، وتشمل هذه القائمة دولا مثل ألمانيا وبولندا وفنلندا وتركيا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان.

إعلان

وتملك هذه الدول المعرفة والتقنية والموارد الكافية لتطوير سلاح نووي، وقد تفقد ثقتها في الالتزامات الأمنية الأميركية، خاصة في ظل السياسة الانعزالية لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

أما المجموعة الثانية فتشمل دولا في الشرق الأوسط، وتحديدا السعودية وتركيا وربما مصر، فهذه الدول تراقب عن كثب ما إذا كانت إيران ستنجح في حيازة القنبلة لأن ذلك سيغيّر ميزان القوى الإقليمي.

وذكر المقال أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان صرّح في 2023 لشبكة فوكس نيوز بأن بلاده "ستضطر" إلى امتلاك سلاح نووي إذا فعلت إيران ذلك.

وأوضح المقال أن المجموعة الثالثة من الدول قد تشمل تلك المتأثرة مباشرة بالمجموعتين السابقتين، والتي قد تجد نفسها مهددة إذا تحوّل جيرانها إلى دول نووية.

وذكر التقرير أن كل دولة سعت إلى السلاح النووي في الماضي دفعت دولة أخرى لتسير في الطريق ذاته، كما حدث بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، ومن ثم الهند وباكستان.

صورة لمفاعل آراك النووي الإيراني من الداخل (أسوشيتد برس) عواقب كارثية

وأضاف المقال أن صُنع قنبلة نووية لا يتم بين ليلة وضحاها، بل يتطلب سنوات من العمليات الصناعية المعقدة، ويكلف مليارات الدولارات.

وحذر من أنه من المتوقع أن يصاحب تطور البرامج النووية عالميا تفكك القوانين والاتفاقيات الدولية ومعاهدة الحد من الانتشار النووي، التي التزمت بها معظم الدول منذ 1968، مضيفا أن امتلاك كل دولة للسلاح النووي يعني ارتفاع احتمال وقوع استخدام خاطئ أو غير مقصود، أو حصول عمليات سرقة أو فقدان للسيطرة.

ولفت إلى أن السلاح النووي لا يمنع الحروب التقليدية أو الهجمات المفاجئة، ولن يقلل المخاطر عالميا، إذ لم يمنع السلاح النووي هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة، ولا النزاعات بين الهند وباكستان.

ويتوقع كتّاب المقال أن تكون الفترة ما بين اتخاذ قرار السعي نحو السلاح النووي وتحقيقه من أخطر الفترات، حيث ستسود العالم حالة من عدم الاستقرار، وقد يؤدي أي تحرّك مفاجئ إلى إشعال صراع إقليمي واسع.

وخلص المقال إلى أن السبيل الأفضل لتجنب كارثة مستقبلية هو تعزيز الجهود الدبلوماسية، والاستثمار في الردع التقليدي وتفعيل الشراكات والتحالفات السياسية، وليس فقط الاستناد إلى الردع النووي.

مقالات مشابهة

  • إيران تحدد شروطها للعودة إلى طاولة ترامب وتكشف رسائل أمريكية بشأن خامنئي
  • بعد ضربه إيران.. ترامب أخرج الولايات المتحدة من صدمات العراق
  • إيران تحتج بالأمم المتحدة على تصريحات ترامب ضد خامنئي وتطالب بإدانة دولية
  • ترامب: نجحنا في منع إيران من امتلاك سلاح نووي
  • ترامب يوقف الجهود الرامية إلى تخفيف العقوبات عن إيران.. أنقذت خامنئي من الموت
  • ترامب: أنقذت خامنئي من "موت بشع ومهين"
  • ترامب عن خامنئي: أنقذته من موت شنيع.. وسأضرب إيران مجددا عند الضرورة
  • ترامب: أنقذت خامنئي من "موت بشع ومهين"
  • الصين تؤكد التوصل إلى تفاصيل الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة
  • خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي؟