خرجت نقاشات ملف «التاريخ الأدبي والثقافي في السعودية بين الشفاهية والكتابية»، الذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي في جدة، ضمن «ملتقى قراءة النص»، بخمس توصيات رئيسية للحفاظ على الأدب الشفهي المحلي، واستعادة ما يمكن، وتوثيقه ونقله للأجيال بقوالب مختلفة تتوافق مع معطيات العصر الحديث.

وأبرز التوصيات لإتمام عملية التوثيق، تتمثل في ضرورة تأسيس مركز وطني لتدوين التراث الشفوي السعودي، كما ركزت التوصيات على أهمية تشجيع المرويات الشعبية، ودعمها بوصفها رافداً مهماً في تدوين التراث، كذلك السعي الدؤوب من خلال الأبحاث المؤصلة إلى ردم الفجوة بين الأدب المكتوب والرواية الشفهية، مع أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة في رصد التراث وجمعه، وتوثيق الفنون، والأهازيج، والحكايات الشعبية.

ووفقاً لـ “الشرق الأوسط”  شدد المشاركون ضمن توصياتهم على العمل لديمومة الملتقى، وذلك يرجع لحاجة المشهد الثقافي والأدبي لمخرجاته، وإفادة الأقسام الأكاديمية بالجامعات وأقسام الدراسات العليا على وجه الخصوص، مقدمين في نهاية جلساتهم التي استمرت 3 أيام شكرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ لما يبذلانه من اهتمام كبير ورعاية فائقة، ودعم للمشهد الثقافي والأدبي، كما قدموا الشكر لوزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، ومستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، ولنائبه الأمير سعود بن مشعل، ومحافظ جدة الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، لدعمهم واهتمامهم بالملتقى والحراك الثقافي والأدبي في منطقة مكة.

أخبار قد تهمك ملتقى “قراءة النص 21” يوصي بتأسيس مركز وطني لتدوين التراث الشفوي السعودي 7 فبراير 2025 - 3:20 صباحًا

ودعا المشاركون إلى ضرورة الاهتمام بمخرجات هذا المُلتقى وطباعة البحوث المقدمة فيه، مع تكاتف المؤسسات الأدبية من أندية وجمعيات للنهوض بالمشاريع الريادية التي تخدم الأدب السعودي، مُؤكدين في الوقت نفسه على صياغة برامج ودورات لتنمية المواهب الأدبية والثقافية لجيل الشباب والفتيات بما يحفظ الهوية السعودية ويعزز من حضورها المحلي والعالمي، داعين إلى توجيه الأقسام العلمية والمراكز البحثية في الجامعات السعودية إلى ضرورة الاهتمام بنتائج هذه الملتقيات، ودراسة مادتها الثقافية والإبداعية، ورسم اتجاهاتها المعرفية والنقدية والأدبية.

وتنوعت الأطروحات خلال أيام الملتقى، إلا أنها ركزت في مجملها على أهمية التوثيق الشفهي؛ كونه جزءاً أساسياً من الإرث الثقافي للأدب السعودي الذي لم يحظَ في بداياته بالاهتمام المطلوب من جميع المختصين والمهتمين بالثقافة؛ لذلك كما يرى المشاركون فإن إقامة مثل هذه الملتقيات واستقطاب كل شرائح المجتمع يسهمان بشكل كبير في الحفاظ على الأدب الشفوي الذي يتناقل من جيل إلى آخر، والذي استمر لفترات طويلة مصدراً أساسياً لنقل الروايات، والأخبار، والأشعار، في حين أتى التوثيق الكتابي لاحقاً ليحفظ هذه المرويات.

وسيلعب الذكاء الاصطناعي في المرحلة القادمة دوراً مهماً في الحفاظ على هذا الأدب، وهو ما ركز عليه كثير من المشاركين في الجلسات، معوّلين على هذا الذكاء في تحليل النصوص المنطوقة، وتصنيفها، وتقديمها في سياقات متعددة، مع حفظها بالشكل المطلوب لتكون مرجعاً في التعريف بهذا النوع من الأدب، وكيف عاش لأعوام طوال رغم فقدان جزء من هذا الأدب لأسباب مختلفة.

وشهد اليوم الأخير عدداً من الجلسات، منها الجلسة المحورية حول الإعلام ودوره تحت عنوان «الإعلام السعودي القديم وثقافة الشِّفاهية»، وكيف قام الإعلام السعودي القديم بدور مهم ومؤثر في المشهد الثقافي والأدبي في السعودية، مما أسهم في تعزيز الهوية الوطنية والعربية والإسلامية، وتكريس اللغة العربية وتعزيز دورها كمصدر رئيسي للتواصل، ونشر الوعي الثقافي في المجتمع، علماً أن الإعلام السعودي القديم كان يعتمد على الصحافة والإذاعة، ومع التطور الإعلامي وظهور التلفزيون أصبح المشهد الثقافي أكثر تنوعاً وانتشاراً.

وفي مواكبة التطورات الكبيرة التي شهدها الإعلام السعودي حضر «الإعلام الحديث» بقوة في عدد من جلسات اليوم الختامي تحت عنوان «البودكاست الرقمي» بوصفه الوجه الجديد للإعلام الأدبي والثقافي، وناقشت الجلسة الدور والإسهامات الجديدة ما بين الواقع والمأمول، وخاصة أن الأعوام الأخيرة شهدت ظهور عدد كبير من البودكاستات الأدبية والثقافية التي تقدم محتوى متنوعاً يجذب فئات مختلفة من الجمهور الباحثين عن مختلف الأجناس الأدبية، مما يساعد في تعزيز الانتماء للهوية الثقافية؛ لذلك فهو وسيلة حديثة مهمة وواعدة لدعم المحتوى الأدبي والثقافي الذي يوفر منصة مهمة للأدباء والمثقفين للتواصل مع جمهورهم.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: التراث الشفوي السعودي ملتقى قراءة النص الإعلام السعودی

إقرأ أيضاً:

أسما شريف منير: كل ست حرة وعيب نحاكم الناس من بلكونة أخلاقنا الشخصية

ردت أسما شريف منير على انتقادات زواجها للمرة الثالثة، وأيضًا انتقادات تبريرها للزواج.

وكتبت أسما شريف منير  ردا على متابعة عبر خاصية إنستجرام وقالت: “شكرا على رأيك، رغم الأسلوب غير اللائق فيه، بس خليني أوضحلك كام حاجة يمكن تفيدك وتخفف شوية من الحدة اللي جواكي”.

وأضافت: "الجواز مش ميثاق غليظ بس الجواز كمان سكينة ومودة ورحمة، ولو ما توفرتش الحاجات دي بيبقى من الحكمة إن الإنسان يعيد اختياراته مش يتمادى في غلط المجرد يرضي الناس".

وتابعت: "أنا ما بررتش إني اتجوزت أنا شاركت رحلة شخصية يمكن واحدة تانية تستمد منها أمل أو تتعلم منها حاجة مش معنى إنك انتي أو غيرك مش شايفين ده مهم، يبقى مش مهم".

وأردفت: "احترامك للستات اللي ربوا ولادهم لوحدهم شيء يحترم، بس استخدامك لتضحياتهم علشان تهيني واحدة تانية اختارت إنها تكمل حياتها بالجواز ده تناقض وقلة عدل كل ست حرة تختار بطريقتها".

واستطردت: "فكرتك عن الأدب والاحترام مرتبطة بالصمت والكيت، لكن الحقيقة إن الأدب الحقيقي هو إننا نتكلم من غير ما نجرح، نحترم اختيارات بعض حتى لو مختلفة، وتبطل نحاكم الناس من بلكونة أخلاقنا الشخصية".

طباعة شارك اسما شريف منير اسما منير زواج اسما منير

مقالات مشابهة

  • الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
  • ورشة عمل في وزارة الثقافة تبحث في التراث الثقافي في سوريا بعد الحرب
  • مسن يدافع عن زوجته ويواجه مراهقاً أساء الأدب.. فيديو
  • ألق الثقافي ينظم معرضا لمنتجات سيدات الرمثا في حديقة فواز باشا
  • لـ شعبة العلمي والأدبي.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2025
  • مركز الطوارئ النووية السعودي يثير تفاعلا بتدوينة بعد إعلان استهداف منشآت بإيران بضربة إسرائيلية
  • شرط إصدار تأشيرات العمرة.. الإجراءات المطلوبة لتوثيق عقود الإسكان
  • أسما شريف منير: كل ست حرة وعيب نحاكم الناس من بلكونة أخلاقنا الشخصية
  • مجلس بلدية طرابلس يعقد جلسته الأولى في مركز رشيد كرامي الثقافي
  • خطيب المسجد النبوي يوصي المسلمين بالمداومة على الحسنات وتجنب السيئات