روبيو يسوّق خطط ترمب خلال زيارته الأولى للشرق الأوسط
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
في زيارته الأولى لمنطقة الشرق الأوسط، سيقوم وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، بالترويج لخطط الرئيس دونالد ترامب ومقترحه بترحيل الفلسطينيين من غزة، وبناء منتجعات على غرار ريفييرا الفرنسية.
ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” عن مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية، سيقوم روبيو بجولة تشمل إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في الفترة من 13 إلى 18 فبراير (شباط) الجاري بعد حضور مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا.
ويسعى روبيو إلى تخفيف الغضب والرفض العربي الواسع عقب اقتراح ترمب نقل سكان غزة إلى مصر والأردن وتسلُّم القطاع من إسرائيل وفرض السيطرة الأميركية عليه، التي أسماها ترمب «ملكية طويلة المدى» بهدف إعادة الإعمار. وأشار مسؤولو الخارجية الأميركية إلى أن روبيو بدأ بالفعل محادثات مع قادة المنطقة حول مستقبل غزة وسيواصل هذه المحادثات خلال زيارته للشرق الأوسط.
أخبار قد تهمك بعد ضغوط ترامب… السفن الحكومية الأميركية تعبر قناة بنما مجانًا 6 فبراير 2025 - 6:30 صباحًا تراجع أمريكي عن تصريحات ترامب: يريد خروج سكان غزة “مؤقتا” 6 فبراير 2025 - 12:24 صباحًاترحيل دائم أم مؤقت؟
حاول وزير الخارجية، ومسؤولون آخرون بالبيت الأبيض، الدفاع عن تصريحات ترمب خاصة فيما يتعلق بالانتقاد بأنه يعني ترحيلاً دائماً لإخلاء القطاع من سكانه، حيث أكد روبيو في خلال زيارة لجمهورية الدومنيكان أنه ترحيل بشكل مؤقت، وقال: «غزة غير صالحة للسكن حالياً بسبب المخاطر الناجمة عن الذخائر غير المتفجرة، والناس سيُضطرون للعيش في مكان آخر أثناء عملية إعادة بناء المنطقة». ووصف روبيو اقتراح ترمب بأنه «عرض سخي للغاية للمساعدة في إزالة الأنقاض في القطاع بعد 15 شهراً من القتال بين إسرائيل و(حماس)».
وخلال زيارته لجمهورية الدومنيكان، الخميس، قال روبيو إن ترمب يسعى أيضاً للحصول على دعم لإعادة الإعمار من الدول التي تتمتع بالقدرة الاقتصادية والتكنولوجية لدعم غزة. وقال: «أعتقد أن الرئيس ترمب عرض أن يذهب إلى هناك وأن يكون جزءاً من الحل وإذا كانت أي دولة أخرى على استعداد للتقدم والقيام بذلك بنفسها فسيكون ذلك رائعاً».
وغرد روبيو على منصة «إكس»، قائلاً: «يجب أن تكون غزة خالية من (حماس) وكما قال الرئيس ترمب فإن الولايات المتحدة مستعدة لقيادة غزة وجعلها جميلة مرة أخرى، إن سعينا هو تحقيق السلام الدائم في المنطقة لجميع الناس». ودافع روبيو عن خطة ترمب باعتبارها مبادرة إنسانية، مشيراً إلى أن الإدارات الأميركية السابقة لم تستطع طرح أفكار غير تقليدية للتعامل مع الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.
عرض سخي
ورغم الاعتراضات من المشرعين في الكونغرس والرفض من الدول العربية ومن الحلفاء الأوروبيين، فإن وزير الخارجية الأميركي وصف ترحيل الفلسطينيين بأنه رؤية واقعية للوضع الحالي من أجل إصلاح هذا المكان المدمر. وقال: «الكثير من البلدان في العالم تحب التعبير عن القلق بشأن غزة والشعب الفلسطيني لكن قلة قليلة كانت على استعداد في الماضي للقيام بشيء ملموس بشأنها… إذا كانت أي دولة على استعداد للتقدم والقيام بذلك بنفسها فسيكون ذلك رائعاً، لكن لا أحد يسارع إلى القيام بذلك، ويجب أن يحدث ذلك».
ودافعت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، عن «إنسانية» الفكرة لنقل 1.8 مليون فلسطيني من غزة خارج المنطقة «مؤقتاً» للسماح بإعادة الإعمار. وعرضت صوراً لدمار وقالت إنه «مكان غير صالح لسكن البشر وإنه من الظلم أن نقترح أن يعيش الناس في مثل هذه الظروف المزرية».
وأثارت تصريحات مسؤولي الإدارة الأميركية تساؤلات حول الأطروحات الجديدة لترمب التي تتعارض مع عقود من السياسة الأميركية، التي تدعو إلى حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية، من دون فرض نزوح مزيد من الفلسطينيين من غزة أو من الضفة الغربية. حتى إسرائيل لم تطرح فكرة الترحيل وإنما كانت تتناقش مع مسؤولي إدارة بايدن السابقة لصياغة خطة «اليوم التالي» لإعادة الإعمار وشكل الحكم في غزة، ووضعت خطوطاً عريضة لحكم مشترك تشارك فيه السلطة الفلسطينية تحت إشراف الأمم المتحدة، والتأكد من منع «حماس» من السيطرة على القطاع مرة أخرى.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: دونالد ترمب ماركو روبيو وزارة الخارجية الأميركية وزير الخارجية الأميركي
إقرأ أيضاً:
الإمارات مركز بارز للتكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
أصبحت دولة الإمارات مركزاً بارزاً للتكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفضل إطارها التنظيمي القائم على الابتكار، والدعم الحكومي، ومبادراتها لتشجيع ريادة الأعمال واستقطاب الشركات العالمية، حسب تقرير لجامعة «هيريوت-وات دبي».
وأكد التقرير أن المبادرات الأخيرة في الإمارات تُركز على الاتجاهات الناشئة والمجالات الاستراتيجية مثل العملات الرقمية، والأصول المشفرة، والخدمات المصرفية المفتوحة، ومنها إصدار قانون جديد لتنظيم أعمال الأصول الافتراضية، بما في ذلك العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، وإنشاء هيئة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA) للإشراف على هذا القطاع وترخيصه.
وأشار التقرير إلى أن المناطق المالية الحرة في دولة الإمارات مثل أبوظبي العالمي (ADGM) ومركز دبي المالي العالمي (DIFC)، تؤدي دوراً مهماً في تعزيز قطاع التكنولوجيا المالية المتنامي في الدولة، حيث توفران بيئة عمل مواتية تمكن شركات التكنولوجيا المالية من الازدهار.
العصر الرقمي
ويرى التقرير أنه في العصر الرقمي الحالي، أصبحت التكنولوجيا المالية عامل تغيير جذري في الأسواق المالية التقليدية، ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق التكنولوجيا المالية العالمية إلى 644.6 مليار دولار بحلول عام 2029 من 209.7 مليار دولار في عام 2024. وقال إن الاعتماد على الخدمات المصرفية التقليدية في المعاملات المالية، بات من الماضي، إذ أدى اندماج التمويل والتكنولوجيا إلى عصر جديد من الابتكار حيث تكون إمكانية الوصول والكفاءة والشمول هي القوى الدافعة.
وأشار إلى أن أحدث التقارير الصادرة عن «موردور إنلتلجنس» توقع أن يصل حجم سوق التكنولوجيا المالية في دولة الإمارات إلى 3.56 مليار دولار في عام 2025، ثم إلى 6.43 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 12.56% خلال الفترة المتوقعة (2025 - 2030).
وذكر تقرير «هيريوت-وات» أن التكنولوجيا المالية أحدثت ثورةً في كيفية إدارة الأفراد والشركات لاحتياجاتهم المالية حيث غيّرت تماماً كيفية تقديم الخدمات المالية، مما أدى إلى خلق سوق تنافسية شرسة تدفع البنوك التقليدية إلى تحسين خدماتها.
وأوضح أن البنوك التقليدية تجد نفسها الآن في منافسة مع شركات التكنولوجيا المالية التي تقدم حلولًا متطورة مثل المدفوعات الرقمية والخدمات المصرفية عبر الإنترنت والإقراض بين الأقران، مبيناً أن هذه المنافسة دفعت البنوك إلى تحسين عروضها، مما يجعلها أكثر ملاءمةً ووصولًا إلى العملاء.
تمكين البنوك
وقالت الدكتورة يلينا جانجوسيفيتش، أستاذة مشاركة في المالية بجامعة «هيريوت-وات دبي»، إن التطور الحادث حفز وشجع على المزيد من الابتكار من خلال طرح تقنيات جديدة يجب على البنوك التقليدية تبنيها للحفاظ على مكانتها، مدللة على ذلك بإحداث تقنية البلوك تشين تحولاً في المعاملات المالية، ما جعلها أسرع وأكثر أماناً وفعالية من حيث التكلفة، إضافة إلى تمكين البنوك من تبسيط عملياتها وخفض نفقاتها. وذكرت جانجوسيفيتش، أن تقنية البلوك تشين، تقدم حلولاً مبتكرة تبدأ من الخدمات المصرفية والمدفوعات إلى الإدارة المالية والتمويل والتأمين، تُبسط العمليات وتُعزز إمكانية الوصول وتُحسّن الكفاءة، ما يعني إنها تُحدث ثورة في الأسواق المالية التقليدية بتقنيات ونماذج أعمال مبتكرة تتحدى المعايير المعمول بها.
وقالت إن التكنولوجيا المالية تُحدث ثورة في القطاع المالي من خلال زيادة إمكانية الوصول والشمول حيث تُتيح الخدمات المصرفية الرقمية والمدفوعات عبر الهاتف المحمول الخدمات المالية لمن يعيشون في المناطق النائية أو المحرومة من الخدمات من خلال السماح بالوصول إلى الائتمان والتأمين والخدمات المالية الأخرى، مشددة على أهمية مشاركة القطاع الخاص ومعالجة الثغرات القائمة لتحسين منظومة التكنولوجيا المالية، وبحيث يُعدّ الوصول إلى رأس المال، بما في ذلك من خلال تمويل رأس المال، أمراً بالغ الأهمية.
فجوة
وأفادت جانجوسيفيتش، بأن التكنولوجيا المالية أحدثت ثورة في تعاملاتنا المالية بسهولة وصول وكفاءة غير مسبوقة، وغيرت الوضع السائد اليوم، حيث صار في الإمكان عبر نقرة واحدة على الهاتف الذكي إدارة كل شيء، من المعاملات اليومية إلى الاستثمارات الكبيرة، مما يُلغي الحاجة إلى طوابير الانتظار في البنوك أو أوراق القروض المعقدة.
وأوضحت أنه نظراً للتطور المتسارع المستمر، تكمن فجوة كبيرة في منظومة التكنولوجيا المالية في استقطاب الكفاءات، إذ أدى تطور واعتماد تقنيات مثل البلوك تشين إلى زيادة الحاجة إلى المتخصصين، علاوة على تأثر القطاع بشكل كبير بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
وأضافت أن الوظائف في هذا المجال تشمل علماء البيانات، ومتخصصي التعلم الآلي، وباحثي الذكاء الاصطناعي، والمهندسين، منبهة إلى ضرورة تطوير قوى عاملة متنوعة وماهرة للحفاظ على زخم التكنولوجيا المالية عبر تعاون الشركات مع المؤسسات الأكاديمية لتخصيص التعليم، وتوفير فرص التدريب، وتعزيز التعلم المستمر، علاوة على تعزيز ثقافة الابتكار والمرونة كأمر بالغ الأهمية لجذب العقول النيرة التي ستشكل مستقبل القطاع المالي والاحتفاظ بها.