أشرف غريب يكتب: إلى دراويش عبدالحليم حافظ
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
نداء إلى دراويش عبدالحليم حافظ: أرجوكم لا تغضبوا أو تنزعجوا، أو حتى يزايد أحدكم على حبي لهذا الفنان، وكي تكون الأمور واضحة وفي نصابها من البداية، دعوني أؤكد لكم قبل غيركم أن العندليب -في يقيني- هو أفضل من غنى بالعربية على الإطلاق، وأكثر الأصوات صدقا وعذوبة، وهو المطرب الذي تعلمنا على صوته معاني الحب، وصاحب مجموعة من الأفلام، ربما تكون الأشهر في تاريخ الفيلم الرومانسي في مصر.
وهو أيضاً أعظم من عبَّر بأغانيه عن توجهات مصر الوطنية والقومية في زمانه، أما عبدالحليم الإنسان فهو ليس فوق النقد أو المؤاخذة لأنه في النهاية بشر مثلنا من لحم ودم، له أهواؤه وحساباته، ومن هنا فهو غير منزه عن الخطأ، ويجب أن يعي عشاقه هذا جيدا.. عبدالحليم إذن ليس مكتوبا على صدره عبارة ممنوع الاقتراب أو التصوير، وهالة التقديس التي لازمته حيا وميتا يجب ألا نظل أسرى لها طيلة العمر.
وطوال الأيام الماضية لم ينقطع الحديث عن كل صغيرة وكبيرة فى حياة كوكب الشرق أم كلثوم بمناسبة مرور نصف قرن على رحيلها (طبعاً أم كلثوم هي الأخرى غير منزهة عن الخطأ) ومن بين الملفات التي تتعلق بحياة سيدة الغناء العربي مساهماتها الإيجابية والفعالة في دعم المجهود الحربي في أعقاب هزيمة يونيو 1967، والحديث عن هذا الجانب في حياتها دفع بالسؤال الكبير إلى مقدمة تفكيري:
لماذا لم يساهم عبدالحليم بالغناء أو بأي شيء آخر لصالح المجهود الحربي مثل أم كلثوم؟ باعتبارهما الصوتين الكبيرين فى هذا التوقيت، لا سيما أن الموسيقار محمد عبدالوهاب كان قد توقف عن الغناء قبل ذلك بسنوات ومع هذا تبرع بالمال، أما فريد الأطرش غير المصري فكان يقيم خارج مصر حتى رحيله عام 1974، باستثناء زيارات قصيرة وخاطفة للقاهرة.
إذن فإن أم كلثوم وعبدالحليم كانا المؤهلين أكثر من غيرهما للقيام بهذا الدور، وفعلت أم كلثوم على أكمل وجه وقدمت للمجهود الحربي نحو مليوني جنيه من جنيهات نهاية الستينيات، أما عبدالحليم فلا.
نعم غنى عبدالحليم أغنية «المسيح» من كلمات عبدالرحمن الأبنودي وألحان بليغ حمدي وتوزيع علي إسماعيل في قاعة ألبرت هول الشهيرة في العاصمة البريطانية لندن عام 1968، وتعرَّض لكثير من ضغوط اللوبي الصهيوني هناك، لكن الحفل كان بترتيب من ملكة الأردن لصالح اللاجئين الفلسطينيين، وتقاضى العندليب والفرقة الماسية أجورهم بالكامل، دون أن يتبرع هو حتى بأجره، وغنى الأغنية ذاتها فى الكويت، وتقاضى أجره أيضا.
وقد يقول أحدكم إنه كان مريضاً، وبحاجة إلى المال كي يوفي بمتطلبات علاجه وأسفاره المتكررة إلى الخارج، فما رأيكم في أنه لم يتحمل تقريبا شيئا من نفقات علاجه التي تولاها الملك الحسن الثاني ملك المغرب، وبعض الأمراء العرب؟ فضلاً عن تكليف الرئيس عبدالناصر للدكتور هشام عيسى بالإشراف على علاج عبدالحليم في مصر وتحمُّل الدولة له.
أما أم كلثوم التي غنت كثيرا لمصر، وتحملت عبء المساهمة في دعم المجهود الحربي، فلم تتكلف الدولة شيئا في علاجها باستثناء بعض التسهيلات البسيطة في أزمة مرضها الأخير، حينما أُلحقت بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي وهي في غيبوبة تامة، وأصر الرئيس السادات على عدم تحمُّل أسرتها تكاليف رعايتها الطبية حتى فارقت «ثوما» الحياة في الثالث من فبراير 1975، بعد ثلاثة أيام فقط قضتها بالمستشفى العسكري، وفي ظني أنها لو كانت غير فاقدة للوعي لما قبلت تلك المكرمة من جانب الدولة.
ليس هذا فقط، بل إن العندليب، وبدلاً من أن يفعل مثل كوكب الشرق أو يبدى إعجابه -على الأقل- بما تفعله، راح يتحفظ على ما تقوم به، وتحدثت صحافة تلك الفترة عن لقائه بوزير الإعلام آنذاك، مبديا عدم اقتناعه بفكرة أن تقوم أم كلثوم بجمع التبرعات العينية من سيدات مصر واستياءه من حرصها على جمع مجوهرات سيدات المجتمعين المصري والعربي، رغم أنها بدأت بنفسها وبأهل بيتها والمقربين منها.
واقترح عبدالحليم عوضا عن ذلك أن يقوم الفنانون بإحياء عدة حفلات في محافظات مصر المختلفة، يخصص دخلها لهذا الغرض، لكنه لم يفعل حتى هذا، ولا أذكر له أنه قام بزيارة فنية ترفيهية للجنود على الجبهة، مثلما كان يفعل غيره من الفنانين، فيما ذهبت أم كلثوم بحفلاتها إلى الإسكندرية ودمنهور والمنصورة وطنطا، فضلاً عن الغناء في باريس وموسكو ومعظم الدول العربية دعماً للمجهود الحربي.
لقد كان عبدالحليم يحب فقط أن يكون صاحب اللقطة حسب تعبير هذه الأيام، يصر على أن يفتتح كل حفلاته بعد يونيو 1967 بأغنية «أحلف بسماها وبترابها» وكل حفلاته بعد أكتوبر 1973 بأغنية «عاش اللي قال»، أما التبرع بالجهد والمال من أجل مصر فله حسابات أخرى يبدو أنه لم يكن يجيدها أو يعرفها، وحتى بفرض أنه تبرع ذات مرة ببعض المال سراً أو جهراً فإن ذلك لا يقاس بما قامت به سيدة الغناء العربي قولاً وفعلاً وسلوكاً يُحتذى به، لا يزال محل احترام وتقدير الجميع وكتبة التاريخ.
ومرة أخرى أقول لدراويش العندليب: أرجوكم لا تغضبوا، إننى مثلكم أحب عبدالحليم، لكننى بكل تأكيد أحب الحقيقة أكثر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عبدالحليم حافظ فريد الأطرش أم كلثوم أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
وزير الإنتاج الحربي: نعمل على الاستغلال الأمثل للأصول وتطبيق مبادئ الحوكمة
أكد المهندس محمد صلاح الدين مصطفى وزير الدولة للإنتاج الحربي، على ضرورة التشغيل الأمثل لمسبك "سنتو" ، حيث تبلغ طاقته السنوية 20 ألف طن، والذي تم إنشائه لتلبية إحتياجات القوات المسلحة والقطاع المدني بالدولة من المسبوكات الهندسية اللازمة لصناعة المعدات وقطع الغيار ومكونات الأجهزة .
و حث "صلاح الدين" خلال جولة تفقدية لشركة حلوان للمسبوكات "مصنع 9 الحربي" وذلك للاطمئنان على معدلات سير العملية الإنتاجية بالشركة، على بذل المزيد من الجهد ووجه بالعمل على تذليل كافة المصاعب التي تواجه العملية الإنتاجية و توفير المناخ المناسب لدفع العمال لزيادة الإنتاج حتى تحقق الشركة مخططها .
وجّه وزير الدولة للإنتاج الحربي، بضرورة المداومة على استغلال الموارد بالشكل الأمثل للاستفادة القصوى منها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين الأداء وتطبيق معايير الجودة في عمليات الإنتاج والحفاظ على الأصول والموارد المتاحة بالشركة و تطبيق مبادئ الحوكمة وترشيد المصروفات، والالتزام بتوقيتات تنفيذ المشروعات الجارية.
وشدد على على ضرورة التزام جميع العاملين بارتداء مهمات الأمان الصناعي وإتباع تعليمات السلامة والصحة المهنية وذلك حرصاً على سلامتهم أثناء القيام بمهام عملهم وبما يكفل توفير بيئة عمل آمنة تحقق الوقاية من المخاطر للعنصرين البشري والمادي بالشركة.
أحدث المعدات التكنولوجية القادرة على تلبية الاحتياجات العسكرية والمدنيةوكان قد استهل وزير الدولة للإنتاج الحربي، الجولة بتفقد خطوط الإنتاج بالشركة "مصنع 9 الحربي" والتي تضم عدة مسابك وخطوط إنتاج مجهزة بأحدث المعدات التكنولوجية القادرة على تلبية الاحتياجات العسكرية والمدنية من المسبوكات الهندسية الدقيقة والخفيفة والمتوسطة والثقيلة عالية التقنية والتي تدخل في العديد من الصناعات المغذية مثل (الطنابير بأحجامها المختلفة، صرر العجل، فرن الشكمان، المسبوكات الأخرى المغذية لصناعة السيارات، أغطية وبراويز الصرف الصحي وبالوعات صرف مياه الأمطار بأحدث طرازاتها، جسم الكباس لمواتير الثلاجات، قطع غيار شدادات الكهرباء، لقم الفرامل لقطارات هيئة السكة الحديد) والتي يتم تصنيعها وفقاً لأحدث الوسائل التكنولوجية وبأعلى معايير الجودة العالمية لما تتميز به الشركة من توافر لخطوط إنتاج تضاهي خطوط الإنتاج العالمية وعمالة مدربة على أعلى مستوى.
وتفقد الوزير "محمد صلاح" محطة تجهيز الرمال الجديدة "فيوران" بمسبك "لوازم المحركات" والتى تعد أحد أهم مستلزمات صناعة الإنتاج حيث تهدف إلى رفع جودة المنتج النهائى بالمواصفات القياسية المطلوبة وتعمل هذه المحطة وفق أحدث تكنولوجيا الإنتاج بالرمال والتى تحد من الهالك فى الصناعة مما يؤدى الى تحسين الهيكل الاقتصادي للشركة وتقليل الخسائر.
واستمع الوزير "محمد صلاح" خلال الجولة، إلى ما استعرضه المهندس محمد علي خليفة رئيس مجلس إدارة شركة حلوان للمسبوكات من معلومات وبيانات حول معدلات الإنتاج والأداء خلال الفترة السابقة وحجم المبيعات وخطط الإنتاج والتسويق وموقف المخزون ومستلزمات الإنتاج وآخر مستجدات المشروعات التي تشارك في تنفيذها والإجراءات المتخذة لتنفيذ خطط التطوير بها، كما استمع الوزير إلى آراء و مطالب بعض العاملين، و حثهم على بذل المزيد من الجهد ووجه بالعمل على تذليل كافة المصاعب التي تواجه العملية الإنتاجية و توفير المناخ المناسب لدفع العمال لزيادة الإنتاج حتى تحقق الشركة مخططها .