الوطن:
2025-12-08@06:45:30 GMT

أشرف غريب يكتب: إلى دراويش عبدالحليم حافظ

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

أشرف غريب يكتب: إلى دراويش عبدالحليم حافظ

نداء إلى دراويش عبدالحليم حافظ: أرجوكم لا تغضبوا أو تنزعجوا، أو حتى يزايد أحدكم على حبي لهذا الفنان، وكي تكون الأمور واضحة وفي نصابها من البداية، دعوني أؤكد لكم قبل غيركم أن العندليب -في يقيني- هو أفضل من غنى بالعربية على الإطلاق، وأكثر الأصوات صدقا وعذوبة، وهو المطرب الذي تعلمنا على صوته معاني الحب، وصاحب مجموعة من الأفلام، ربما تكون الأشهر في تاريخ الفيلم الرومانسي في مصر.

وهو أيضاً أعظم من عبَّر بأغانيه عن توجهات مصر الوطنية والقومية في زمانه، أما عبدالحليم الإنسان فهو ليس فوق النقد أو المؤاخذة لأنه في النهاية بشر مثلنا من لحم ودم، له أهواؤه وحساباته، ومن هنا فهو غير منزه عن الخطأ، ويجب أن يعي عشاقه هذا جيدا.. عبدالحليم إذن ليس مكتوبا على صدره عبارة ممنوع الاقتراب أو التصوير، وهالة التقديس التي لازمته حيا وميتا يجب ألا نظل أسرى لها طيلة العمر.

وطوال الأيام الماضية لم ينقطع الحديث عن كل صغيرة وكبيرة فى حياة كوكب الشرق أم كلثوم بمناسبة مرور نصف قرن على رحيلها (طبعاً أم كلثوم هي الأخرى غير منزهة عن الخطأ) ومن بين الملفات التي تتعلق بحياة سيدة الغناء العربي مساهماتها الإيجابية والفعالة في دعم المجهود الحربي في أعقاب هزيمة يونيو 1967، والحديث عن هذا الجانب في حياتها دفع بالسؤال الكبير إلى مقدمة تفكيري:

لماذا لم يساهم عبدالحليم بالغناء أو بأي شيء آخر لصالح المجهود الحربي مثل أم كلثوم؟ باعتبارهما الصوتين الكبيرين فى هذا التوقيت، لا سيما أن الموسيقار محمد عبدالوهاب كان قد توقف عن الغناء قبل ذلك بسنوات ومع هذا تبرع بالمال، أما فريد الأطرش غير المصري فكان يقيم خارج مصر حتى رحيله عام 1974، باستثناء زيارات قصيرة وخاطفة للقاهرة.

إذن فإن أم كلثوم وعبدالحليم كانا المؤهلين أكثر من غيرهما للقيام بهذا الدور، وفعلت أم كلثوم على أكمل وجه وقدمت للمجهود الحربي نحو مليوني جنيه من جنيهات نهاية الستينيات، أما عبدالحليم فلا.

نعم غنى عبدالحليم أغنية «المسيح» من كلمات عبدالرحمن الأبنودي وألحان بليغ حمدي وتوزيع علي إسماعيل في قاعة ألبرت هول الشهيرة في العاصمة البريطانية لندن عام 1968، وتعرَّض لكثير من ضغوط اللوبي الصهيوني هناك، لكن الحفل كان بترتيب من ملكة الأردن لصالح اللاجئين الفلسطينيين، وتقاضى العندليب والفرقة الماسية أجورهم بالكامل، دون أن يتبرع هو حتى بأجره، وغنى الأغنية ذاتها فى الكويت، وتقاضى أجره أيضا.

وقد يقول أحدكم إنه كان مريضاً، وبحاجة إلى المال كي يوفي بمتطلبات علاجه وأسفاره المتكررة إلى الخارج، فما رأيكم في أنه لم يتحمل تقريبا شيئا من نفقات علاجه التي تولاها الملك الحسن الثاني ملك المغرب، وبعض الأمراء العرب؟ فضلاً عن تكليف الرئيس عبدالناصر للدكتور هشام عيسى بالإشراف على علاج عبدالحليم في مصر وتحمُّل الدولة له.

أما أم كلثوم التي غنت كثيرا لمصر، وتحملت عبء المساهمة في دعم المجهود الحربي، فلم تتكلف الدولة شيئا في علاجها باستثناء بعض التسهيلات البسيطة في أزمة مرضها الأخير، حينما أُلحقت بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي وهي في غيبوبة تامة، وأصر الرئيس السادات على عدم تحمُّل أسرتها تكاليف رعايتها الطبية حتى فارقت «ثوما» الحياة في الثالث من فبراير 1975، بعد ثلاثة أيام فقط قضتها بالمستشفى العسكري، وفي ظني أنها لو كانت غير فاقدة للوعي لما قبلت تلك المكرمة من جانب الدولة.

ليس هذا فقط، بل إن العندليب، وبدلاً من أن يفعل مثل كوكب الشرق أو يبدى إعجابه -على الأقل- بما تفعله، راح يتحفظ على ما تقوم به، وتحدثت صحافة تلك الفترة عن لقائه بوزير الإعلام آنذاك، مبديا عدم اقتناعه بفكرة أن تقوم أم كلثوم بجمع التبرعات العينية من سيدات مصر واستياءه من حرصها على جمع مجوهرات سيدات المجتمعين المصري والعربي، رغم أنها بدأت بنفسها وبأهل بيتها والمقربين منها.

واقترح عبدالحليم عوضا عن ذلك أن يقوم الفنانون بإحياء عدة حفلات في محافظات مصر المختلفة، يخصص دخلها لهذا الغرض، لكنه لم يفعل حتى هذا، ولا أذكر له أنه قام بزيارة فنية ترفيهية للجنود على الجبهة، مثلما كان يفعل غيره من الفنانين، فيما ذهبت أم كلثوم بحفلاتها إلى الإسكندرية ودمنهور والمنصورة وطنطا، فضلاً عن الغناء في باريس وموسكو ومعظم الدول العربية دعماً للمجهود الحربي.

لقد كان عبدالحليم يحب فقط أن يكون صاحب اللقطة حسب تعبير هذه الأيام، يصر على أن يفتتح كل حفلاته بعد يونيو 1967 بأغنية «أحلف بسماها وبترابها» وكل حفلاته بعد أكتوبر 1973 بأغنية «عاش اللي قال»، أما التبرع بالجهد والمال من أجل مصر فله حسابات أخرى يبدو أنه لم يكن يجيدها أو يعرفها، وحتى بفرض أنه تبرع ذات مرة ببعض المال سراً أو جهراً فإن ذلك لا يقاس بما قامت به سيدة الغناء العربي قولاً وفعلاً وسلوكاً يُحتذى به، لا يزال محل احترام وتقدير الجميع وكتبة التاريخ.

ومرة أخرى أقول لدراويش العندليب: أرجوكم لا تغضبوا، إننى مثلكم أحب عبدالحليم، لكننى بكل تأكيد أحب الحقيقة أكثر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عبدالحليم حافظ فريد الأطرش أم كلثوم أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

وزير الإنتاج الحربي يعرض على رئيس الوزراء الشركات الرابحة وأبرز الإنجازات

التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بمقر الحكومة بالعاصمة الجديدة اليوم، المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، وزير الدولة للإنتاج الحربي، لمتابعة ملفات عمل الوزارة.

وأشار وزير الدولة للإنتاج الحربي إلى جهود الوزارة خلال الفترة الماضية، رغم تعاظم التحديات العالمية، من خلال تعميق نسبة التصنيع المحلي من منتجاتها، وتطوير خطوط الإنتاج، وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية بها. مؤكداً أن الوزارة عكفت خلال الفترة الأخيرة على توطين التكنولوجيات الحديثة للتصنيع بشركاتها التابعة، وتطوير المنتجات النمطية لها، فضلاً عن إنتاج منتجات جديدة، سواء بالتعاون مع شركات مناظرة (داخلية/خارجية) أو من خلال مراكز البحوث التابعة لها.

وفي ضوء ذلك، استعرض الوزير خلال اللقاء عدداً من ملفات العمل المتمثلة في: مؤشرات الأداء، والمنتجات الحربية والمدنية الجديدة، والمشروعات المستقبلية.

وضمن مؤشرات الأداء، استعرض الوزير إجراءات الحوكمة التي تشمل: إنشاء كيان للتدبير الموحد للإنتاج الحربي، ترشيد المصروفات، التصرف في المخزون الراكد، التصرف في الكهنة، الاستغلال الأمثل للأراضي الفضاء والهناجر غير المستغلة بالشركات، العمل بنظام الورديات، الإدارة الجيدة للمحفظة المالية، تعديل اللائحة الخاصة بالهيئة والشركات، ودمج إحدى الشركات المتعثرة.

وفي الإطار ذاته، استعرض المهندس محمد صلاح الدين مصطفى عدد الشركات الرابحة، موضحاً أن هذا العدد شهد زيادة ملحوظة من 5 شركات في عام 2020/2021 إلى 13 شركة في 2023/2024، ثم إلى 17 شركة في عام 2024/2025. كما شهد إجمالي الأرباح المحققة زيادة مستمرة منذ عام 2020/2021 وحتى عام 2024/2025، وحقق إجمالي الإيرادات زيادات كبيرة منذ عام 2019 وحتى 2025. وتطرق الوزير كذلك إلى المؤشرات الخاصة بالتصدير.

وبشأن المنتجات الحربية والمدنية الجديدة، استعرض وزير الدولة للإنتاج الحربي عدداً من المنتجات الحربية الجديدة، ومنها: راجمة الصواريخ المتعددة "ردع 300"، المركبة "سينا إصلاح ونجدة 806"، المدفع الثنائي المضاد للطائرات عيار 23 مم المحمّل على عربة بيك أب، الهاوتزر 155 مم 52 عيار K9A1، الذخيرة 155 مم 52 عيار، "الجرار 59 – ATC"، راجمة الصواريخ "رعد 200"، المركبة المدرعة "سينا 200"، ألواح الصلب المدرّع، الهاون 82 مم – 120 مم، وقاذف القنابل السداسي.

وفيما يتعلق بالمنتجات المدنية الجديدة، سلّط الوزير الضوء على إنتاج الطلمبات الغاطسة، التي يتم إنتاجها بقدرات 30 و37 و45 كوات، بالتعاون مع شركة النيل العامة للمقاولات، مشيراً إلى أنه تم الاعتماد من الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي. وقد تم إنتاج 27 طلمبة من أصل 30 في المرحلة الأولى، وتوريد 3 طلمبات لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بمطروح، وتوقيع عقد مع شركة المقاولون العرب لتوريد 4 طلمبات، بالإضافة إلى 4 طلمبات لصالح محطة رفع صرف صحي بقنا، ويجري حالياً التفاوض مع الهيئة القومية لمياه الشرب على توريد 12 طلمبة لصالح 3 محطات رفع صرف صحي.

وفيما يخص خط إنتاج العربة "الكيوت" (بديل التوك توك)، تحدث الوزير عن توطين صناعة العربة الخفيفة بالتعاون مع إحدى الشركات الهندية، حيث تم توقيع عقد يُنفذ على مرحلتين: المرحلة الأولى للتجميع بإجمالي 2800 عربة سنويًا، بمعدل 250 عربة شهريًا، والمرحلة الثانية للتصنيع المشترك بإجمالي 20–30 ألف عربة، بمعدل 2500 عربة شهريًا بنسبة تصنيع محلي 45٪، مع الإشارة إلى أن إجمالي ما تم إنتاجه حتى الآن 990 عربة.

كما تطرق الوزير إلى خط إنتاج الأتوبيسات الكهربائية، مشيراً إلى تصميم وإنتاج أتوبيس مصري للنقل الجماعي يعمل بالطاقة النظيفة لتحفيز الاقتصاد الأخضر، بالتعاون مع شركة MCV، حيث تم الانتهاء من إنتاج وتوريد 110 أتوبيسات لصالح محافظتي القاهرة والإسكندرية، كما تم التعاقد على توريد 100 أتوبيس كهربائي ترددي BRT لصالح شركة الاتحاد العربي للنقل البري والسياحة "سوبر جيت"، وتم التوريد بالكامل.

وفيما يتعلق بتحويل الأتوبيسات السولار للعمل بالغاز الطبيعي، أشار الوزير إلى أنه تم تحويل 648 أوتوبيسًا من أصل 2262 أوتوبيسًا لصالح هيئة النقل العام في كل من القاهرة والإسكندرية.

وحول المشروعات المستقبلية، تحدث الوزير عن عدد من المشروعات التي تشمل: منظومة المخلفات البديلة الصلبة، المحركات الكهربائية، ومحطة استخلاص المياه من الهواء. وأوضح أنه بالنسبة لخط تدوير المخلفات الصلبة، فقد تم الانتهاء من تصميم الخط واعتماده من استشاري وزارة البيئة، كما تم الانتهاء من تصنيع الخط بشركات الإنتاج الحربي بطاقة إنتاجية 40 طن/ساعة.

طباعة شارك مدبولي وزير الإنتاج الحربي رئيس الوزراء

مقالات مشابهة

  • معمر ابراهيم
  • حادثة.. حاتم صلاح يكشف موقفا كوميديا مع مصطفى غريب في حفل الزفاف
  • مشهد غريب بلقاء سوريا وفلسطين| لاعب الفدائي يعتد.ي على زميله
  • رئيس الوزراء يتابع مع وزير الدولة للإنتاج الحربي ملفات عمل الوزارة
  • إنتاج 990 عربة كيوت.. مدبولي يتابع ملفات عمل الإنتاج الحربي
  • وزير الإنتاج الحربي يعرض على رئيس الوزراء الشركات الرابحة وأبرز الإنجازات
  • استعرض الجهود المبذولة لإنجاز معاملات المراجعين.. مُحافظ جدة يستقبل رئيس المحكمة الجزائية بالمحافظة
  • برلماني: مصر قطعت الطريق على الأكاذيب الإسرائيلية حول معبر رفح
  • كيت وينسلت تكشف لأول مرة عن طلب غريب من إمينيم خلف كواليس SNL
  • لأول مرة.. مصر تعلن تصدير قنابل خارقة للتحصينات