احذري خلط هذه المنظفات.. أخطاء شائعة قد تؤدي إلى مخاطر صحية قاتلة
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
مع اقتراب شهر رمضان الكريم، تحرص معظم ربات البيوت على تنظيف شامل وعميق للمنزل استعدادا للشهر المبارك والتجمعات العائلية.
وهناك عدد من أخطاء التنظيف المنزلي التي يقع فيها البعض، منها أخطاء قد تؤدي إلى مشاكل صحية أو إصابات أو حتى الوفاة، وأكثرها شيوعا، خلط منتجات التنظيف المختلفة لجعل مهمة التنظيف أسرع أو أكثر فعالية.
فاطمة (34 عاما)، فقدت الوعي وتم نقلها إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج والإسعافات اللازمة بعد محاولتها خلط مبيض الكلور مع أحد منتجات التنظيف المعروفة، ظنا منها أنها الطريقة المثالية للتخلص من بقع المرحاض الصفراء والترسبات الجيرية.
وفي عام 2019، توفي مدير مطعم بولاية ماساتشوستس الأميركية إثر استنشاقه أبخرة سامة نتجت عن قيام عامل المطعم بدمج منتجين مختلفين من مواد التنظيف أثناء محاولته تنظيف الأرضيات.
ولكن، لماذا يعد الجمع بين منتجات التنظيف خطرا يهدد الصحة والسلامة؟ وكيف تتفادين هذه الأضرار؟ وما أكثر خلطات التنظيف القاتلة؟
إطلاق أبخرة سامةتتكون منتجات التنظيف من مواد كيميائية مختلفة، لذلك، إذا لم تعرفي طبيعة الجزيئات التي تتكون منها كل مادة كيميائية فلا تحاولي خلط أي من المنظفات في المنزل، هذا ما نصحت به الأستاذة بجامعة كاليفورنيا ورئيسة مجموعة دونج للأبحاث، الدكتورة في دونغ.
إعلانوأضافت دونغ لموقع "بيزنس إنسايدر" أن الجزيئات الكيميائية تشبه البشر، فلكل جزيء شخصيته المستقلة وسلوكه المختلف حسب كل موقف واعتمادا على من حوله، وقد يؤدي الجمع بين منتجات تنظيف معينة إلى نتائج كارثية، إذ قد يشكل المزيج غازا ساما أو يتسبب في تفاعل كيميائي ينتج عنه حرارة أو مواد تتسبب في حروق كيميائية.
وتاليا بعض أنواع المنظفات التي لا ينبغي خلطها أبدا أو استخدامها معا:
بودرة النشادر ومبيض الغسيلتحتوي العديد من منتجات تلميع الأثاث ومنظفات الزجاج والنوافذ على الأمونيا (النشادر)، وإذا تم خلطها مع مبيض الكلور، فإنها تنتج غازا ساما يسمى الكلورامين، ويمكن أن تتسبب الأبخرة المنبعثة من هذا الغاز في احتقان الجيوب الأنفية والاختناق وضيق التنفس والسعال، وفي بعض الحالات قد يكون مميتا.
ووفق موقع "هيلث لاين"، إذا تعرضتِ لخليط المبيض والأمونيا، تنبغي سرعة الانتقال إلى مكان جيد التهوية وفتح النوافذ مع تشغيل المراوح للمساعدة في التخلص من الأبخرة المتبقية، وإذا كان هناك صعوبة في التنفس لا بد من الاتصال بخدمة الطوارئ للحصول على الإسعافات اللازمة.
منظف المراحيض ومبيض الكلورتحتوي العلامات التجارية لمنظفات المرحاض على أحماض وكحوليات مختلفة يمكن أن تتفاعل مع المبيض مكونة غازات وأبخرة سامة.
وينقل موقع "ريل سيمبل" عن خبيرة السموم الطبية، الدكتورة كيلي جونسون أربور، قولها إن الجمع بين منظفات المرحاض والمبيض قد ينتج عنه غاز الكلور، وعندما يستنشقه الأشخاص الأصحاء يمكن أن يؤدي إلى السعال وتهيج الأنف والعين وحرقان في الفم والحلق أو قد يلحق ضررا بالجهاز التنفسي، أما بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو أمراض الرئة الأخرى، يمكن أن يتسبب استنشاق هذه المواد الكيميائية في مشاكل تنفسية خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
يعد الخل والكلور من أكثر المطهرات شيوعا، ولكن لا ينبغي أبدا استخدامهما معا، وتوضح المديرة الإدارية السريرية في مراكز السموم الأميركية، كايت براون لموقع "هافينغتون بوست"، أن خلط مبيض الكلور مع الخل يشكل غاز الكلور الضار، وأشارت براون إلى أنه في عام 2023 تعاملت مراكز السموم في أميركا مع أكثر من 5 آلاف حالة تعرض لغاز الكلور الناتج عن خلط المنظفات المنزلية معا.
إعلان الكحول والكلوريتفاعل الكلور مع الكحول مكونا الكلوروفورم، وهو سائل عديم اللون وقوي الرائحة يتبخر إلى غاز، ويمكن أن يسبب تلفا للعينين والرئتين وحتى الكبد، وبدلا من ذلك يمكنكِ خلط محلول مكون من الماء والكحول بنسب متساوية لتطهير الأسطح الصلبة مثل الرخام والغرانيت والكوارتز.
الليمون والكلوريعتبر الليمون فعالا في التنظيف، لكنه ليس رفيقا جيدا للكلور، وقد ينتج الاثنان معا غاز الكلور السام.
منظفان مختلفان للصرف الصحيلا يُنصح أبدا عند محاولة التخلص من مشكلة انسداد البالوعات أو تعقيم الأحواض، بخلط نوعين مختلفين من منظفات الصرف الصحي أو حتى استخدامهما واحدا تلو الآخر، ويُفضل استخدام منتج واحد وفق إرشادات العبوة، تجنبا لحدوث أي انفجار.
صودا الخبز والخليعد هذا الثنائي من أكثر طرق التنظيف المنزلية التي يتم الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي، ووفق موقع "غود هاوس كيبنج"، فإن هذا المزيج ليس فعالا كما نظن، لأن صودا الخبز قاعدية أو قلوية والخل حمضي، وبالتالي عند خلطهما فإنهما يلغيان بعضهما البعض كيميائيا، مما ينتج عنه في الغالب مجرد خليط من الماء وبعض الملح.
نصائح ينبغي مراعاتها عند استخدام المنظفات المنزلية: استخدمي منتجات التنظيف وفقا لتوجيهات الشركة المصنعة فقط، ولا تخلطي المنظفات المنزلية أبدا على الرغم مما ترينه أو تسمعينه على وسائل التواصل الاجتماعي، لتفادي إنتاج مواد كيميائية خطيرة أو حدوث انفجارات. كوني حذرة بشكل خاص عند استخدام المبيضات (الكلور)، لأنها تتكون من مواد كيميائية شديدة التفاعل، وبشكل عام فإن الشيء الوحيد الذي يمكن خلطه مع المبيض هو الماء العادي فقط. احتفظي بمنتجات التنظيف في عبواتها الأصلية، واحرصي على قراءة تعليمات الاستخدام وتحذيرات السلامة في كل مرة تستخدمين فيها المنتج. ارتدي قفازات واقية عند التنظيف لمنع أي حروق كيميائية أو تهيج لبشرتك، وارتدي قناعا أثناء استخدام المنظفات المزودة ببخاخ والتي يمكن أن تهيج الجهاز التنفسي. عند استخدام منتجات التنظيف القوية، افتحي الأبواب والنوافذ للسماح بتدوير الهواء وتقليل استنشاق المواد الكيميائية والأبخرة المنبعثة من المنظفات. ابعدي أطفالك أو أي حيوانات أليفة في المنزل عند استخدام منتجات التنظيف القاسية مثل مواد التبييض. في حالة استنشاق الأبخرة الضارة المنبعثة من المنظفات، انتقلي إلى مكان جيد التهوية، وراقبي الأعراض، واطلبي العناية الطبية إذا لزم الأمر. ينبغي غسل العينين تحت الماء الجاري لمدة 10 إلى 15 دقيقة إذا شعرت بأي تهيج فيهما. إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات منتجات التنظیف عند استخدام غاز الکلور یمکن أن
إقرأ أيضاً:
المفاوضات النووية.. كل الطرق تؤدي إلی روما!
1 يونيو، 2025
بغداد/المسلة:
محمد صالح صدقيان
انتهت الجولة الخامسة من المفاوضات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، في مقر السفارة العُمانية في روما، يوم الجمعة الماضي، في ظل أجواء ضبابية جعلت النتائج غير واضحة بشأن قرب التوصل إلى اتفاق يُنهي تداعيات الملف الإيراني الشائك والمعقد إقليمياً ودولياً.
“تقدم.. غير محسوم”؛ الكلمة الأكثر وضوحاً. قالها الوسيط العُماني وزير خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي في معرض تقييم نتائج هذه الجولة من المفاوضات التي تركها رئيس الوفد الأمريكي ستيف ويتكوف، قبل ساعة من موعد انتهائها، لأسباب غير واضحة، في مفارقة لافتة للانتباه ميّزت هذه الجولة خصوصاً أن المعروف عن ويتكوف انحيازه للخيار السياسي والدبلوماسي من أجل التوصل مع طهران إلى اتفاق يُنهي هذا الملف من دون اللجوء إلى لغة الحرب والتهديد والتصعيد.
يُصبح السؤال هنا: لماذا ترك ويتكوف المفاوضات قبل أن تنتهي؟ وأفادت وكالة أنباء فارس أن ويتكوف غادر بدعوى ارتباطه بـ«رحلة طيران مجدولة»، فيما نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول أمريكي كبير لم يشأ كشف هويته قوله إن «المباحثات ما تزال بنّاءة. لقد أحرزنا تقدماً إضافياً، ولكن يبقى عمل ينبغي القيام به»، مضيفاً أن «الجانبين توافقا على أن يلتقيا مجدداً في مستقبل وشيك”.
الرأي الراجح في طهران أن ويتكوف أراد الضغط علی المفاوض الإيراني وارباكه وتوجيه رسالة مفادها أن الموقف الإيراني المتشدد في قضية التخصيب لن يوصل إلى نتيجة ملموسة، وبالتالي لا فائدة من تمضية وقت أطول في مفاوضات يُفضل الإيرانيون استمرارها بطريقة غير مباشرة. ولوحظ أن ويتكوف لم ينتظر نهاية الجولة لكي يُصافح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يرأس وفد بلاده، كما كان يحصل في الجولات السابقة، لا بل أظهر عدم اكتراثه بأهمية الوقوف مع عراقجي بعد المفاوضات لينقل إليه تصوراته التي هي أهم مما دار من مراسلات بين الجانبين.
وثمة سؤال عما إذا كان عراقجي توجه مساء يوم الجمعة الماضي إلی أحد مطاعم البيتزا الإيطالية في روما، لكن الأكيد أن مشكلة التخصيب ما زالت هي القضية المركزية التي تحول دون التوصل إلى “اتفاق” أو “اتفاق إطاري” على مدى الجولات الخمس الماضية. ولعل الزيارة التي قام بها وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إلى طهران في الأسبوع الماضي للمشاركة في ندوة “حوار طهران” كانت مهمة لجهة حمل رسالة واضحة من واشنطن تُعارض فيها أي أنشطة تخصيب علی الأراضي الإيرانية، وتبدي استعداها للتفاوض علی ما عدا ذلك من اجل التوصل اتفاق. هذه الرسالة الأمريكية، وان كان حملها في سياق قريب وزير الخارجية القطري الذي زار طهران، كانت لافتة للانتباه دعوة وزراء خارجية سلطنة عُمان بدر البوسعيدي وقطر محمد بن عبد الرحمن وإيران عباس عراقجي إلی عقد اجتماع ثلاثي لتدارس الموقف قبل تحديد تاريخ ومكان انعقاد الجولة الخامسة من المفاوضات علی خلفية المعلومات التي حملها الوزيران القطري والعُماني لانقاذ المفاوضات.
وثمة انطباع أن عراقجي وافق على المشاركة في الجولة الخامسة وعدم ترك المفاوضات حتی لا يُعطي ذريعة للجانب الأمريكي، تاركاً الأمر للمرشد الإيراني الأعلی الإمام علي الخامنئي ليرد ببيان واضح ولسان فصيح أن إيران ترفض التخلي عن أنشطة التخصيب وأن هذا الأمر يندرج في خانة “الخط الأحمر”، وأضاف أنه لا يعتقد أن هذه المفاوضات ستصل إلى نتيجة.
وفي حقيقة الأمر، فإن المرشد دخل علی خط المفاوضات وأرسل رسالة تفاوضية وكأنه في قاعة المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الأمريكي، وحدّد من خلالها سقف المطالب الإيرانية التي لا يمكن القفز عنها. ومن بعد هذه الرسالة، أصبحت المفاوضات “أكثر حرفية” – علی حد تعبير عراقجي – وصار يعرف كل طرف الخطوط الحمراء للطرف الاخر. واللافت للانتباه أن ما أدلى به عراقجي بعد انتهاء الجولة الخامسة كان بمثابة إشارة إلى الوسيط العُماني لكي يتولى تدوير الزوايا من أجل التوصل مع الجانب الأمريكي إلى صيغة تضمن لإيران حل قضية التخصيب. وهذه النقطة سيُثيرها أيضاً الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الرسمية إلى سلطنة عُمان غداً (الثلاثاء ) تلبية لدعوة السلطان هيثم بن طارق.
ومن يرصد الموقف الإيراني منذ عقود من الزمن يُدرك أنهم منذ البداية لم يكونوا في وارد التخلي عن أنشطة التخصيب، وهذا الأمر يدركه الأمريكيون الذين كانوا مرنين منذ الجولة الأولى في التعامل مع هذه الأنشطة وكانوا يميلون إلى خفض نسبة التخصيب في أثناء المفاوضات، لكن ما أن تنتهي كل جولة تفاوضية ويعود الوفد الأمريكي إلی واشنطن، تتبدل المواقف، وهذا إن دلّ على شيء إنما على وجود معارضة من قبل الصقور في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع (البنتاغون) لهذه الأنشطة.
وتقول مصادر إيرانية مواكبة إن طهران تدرك جيداً وجود تيار في داخل الولايات المتحدة بما في ذلك داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب يتناغم مع اللوبي اليهودي والكيان الاسرائيلي للضغط علی إيران بكل الوسائل المتاحة بما في ذلك المفاوضات لوضعها في زاوية صعبة، إما لتغيير عقيدتها النووية أو المساهمة في تأمين “الأمن الإسرائيلي” من خلال الكف عن دعم فصائل محور المقاومة. وهذا التيار يعمل حالياً ليس لعرقلة مسار المفاوضات أو تحقيق أهداف معينة وإنما لانهيار المفاوضات، وهو الخيار الأفضل له من أجل شيطنة إيران وجعلها أسيرة ضغوط عسكرية وأمنية وسياسية وعقوبات اقتصادية لشل حركتها في الإقليم من جهة، واحداث خلل داخل المجتمع الإيراني يؤدي الی فوضی يعجز النظام عن مواجهتها من جهة ثانية.
في مثل هذه الأجواء يتم طرح بدائل وخيارات متعددة لأنشطة التخصيب في نسبتها، وفي كميتها، وفي نوع أجهزة التخصيب وعددها أو تعليقها لمدة زمنية معينة، وفي المقابل، تضع إيران “يدها علی الزناد” وتبدي استعدادها لتوجيه رد حاسم في حال تعرضها لأي عمل عدائي من قبل العدو الإسرائيلي.
وتعتقد القيادة الإيرانية أن قوانين ومواثيق ومبادىء الوكالة الدولية للطاقة الذرية تُجيز لأعضائها اجراء أنشطة تخصيب اليورانيوم لانتاج الوقود المستخدم لأغراض سلمية، وأن هذه الوكالة لا يُمكنها مساءلة أعضائها سياسياً وإنما فنياً وتقنياً استناداً إلى تقارير المفتشين التابعين لها حصراً وليس استناداً إلی تقارير استخباراتية مزعومة. في الوقت نفسه، تعتقد إيران أن الولايات المتحدة دولة “متسلطة” و”مهيمنة” لا تعترف بالقوانين الدولية ولابمواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وخير دليل علی ذلك انسحابها من اتفاق 2015 النووي الذي تم إبرامه مع إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.. وأيضاً لجهة عدم التزامها بالقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
المشكلة الحقيقية في كل ذلك مصدرها واحد: انعدام الثقة المتبادلة بين الجانبين، وللأسف لم يسعَ الإيرانيون والأمريكيون ولا حتی الوسيط العماني إلى ردم هذه الهوة.. ومن دون ذلك لن تتوفر الثقة التي يُفترض أن تُشكّل الأرضية المناسبة لاحتضان أي اقتراح أو برنامج للتوصل إلى اتفاق نووي جديد أو تقصير المسافة للوصول إلى مثل هذا الاتفاق العتيد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts