باريس تحتضن اجتماعاً دولياً لبحث مستقبل «الذكاء الاصطناعي»
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
يجتمع قادة عالميون ورؤساء شركات تكنولوجيا وأكاديميون وغيرهم من الخبراء في باريس، في وقت لاحق اليوم الاثنين، لبحث التهديدات والفرص التي يطرحها الذكاء الاصطناعي في قمة تستمر يومين.
وسيتناول المشاركون في القمة تأثير هذه التكنولوجيا الانقلابية الجديدة على الجمهور، بما في ذلك التطبيقات المحتملة للذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الصحة والتعليم والعمل، بالإضافة إلى تنظيمها واستخدامها المسؤول.
وتجمع القمة نحو 1500 مشارك من حوالي 100 دولة، وتأتي بعد قمتين عالميتين سابقتين حول الذكاء الاصطناعي: في بريطانيا عام 2023 وكوريا الجنوبية العام الماضي.
ومن بين السياسيين المشاركين هذا العام نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
أما من جانب التكنولوجيا، فيشمل المشاركون أسماء بارزة مثل الرؤساء التنفيذيين لشركات مايكروسوفت، وأوبن إيه آي، وغوغل.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يريد أن يظهر بلاده كرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي خلال القمة.
وأضاف ماكرون في مقابلة مع صحيفة “لو باريسيان” خلال عطلة نهاية الأسبوع: “فرنسا هي الدولة الرائدة في أوروبا في مجال الذكاء الاصطناعي”.
وفيما يتعلق بتنظيم الذكاء الاصطناعي، قال ماكرون إنه يريد إيجاد طريق وسط. وأشار إلى أن هناك خطرا من أن بعض الدول قد لا تضع أي قواعد على الإطلاق، لكنه أضاف: “هناك أيضا خطر أن تحدد أوروبا الكثير من القواعد، مما يجعلها تنأى بنفسها عن ال خرين وبالتالي لا تكون قادرة على الابتكار. يجب علينا الحفاظ على هذا التوازن”.
وكالة الفضاء الأوروبية تطور منظومة لتزويد الأقمار الصناعية بالوقود في الفضاء
وفي سياق آخر، ذكرت صحيفة”اوروبان سبيس فلايت European Spaceflight” أن وكالة الفضاء الأوروبية تعمل على مشروع لتطوير منظومة تزود الأقمار الصناعية بالوقود أثناء تواجدها في الفضاء.
وتبعا للصحيفة فإن المنظومة الجديدة هدفها إطالة العمر التشغيلي للأقمار الصناعية في المدار بأكثر من 100%، بالإضافة إلى خفض كمية الوقود الموجود في القمر الصناعي عند إطلاقه بأكثر من 50%، ونظرا لأن الوقود يشكل ما يصل إلى نصف الكتلة الإجمالية للقمر الصناعي أثناء الإطلاق، فإن هذا التخفيض سيقلل من العبء على صواريخ الإطلاق، وسيساعد الصواريخ على حمل عدد أكبر من الأقمار إلى الفضاء.
ومن المفترض أن تستخدم وكالة الفضاء الأوروبية المنظومة الجديدة لتزويد أقمار “IRIS²” بالوقود في الفضاء، وهي أقمار تقدم للعديد من مناطق الأرض خدمات الاتصالات والإنترنت.
تعد هذه الخطوة جزءا من استراتيجية أوروبية لتعزيز البنية التحتية الفضائية المستدامة، حيث تسهل تقنيات إعادة التزود بالوقود في المدار إطالة عمر الأقمار الصناعية وتقليل النفايات الفضائية، مما يعزز كفاءة المهام الفضائية طويلة الأمد.
وكانت وكالة الفضاء الأوروبية قد أشارت في وقت سابق أنها تعمل على مشروع لاستحداث منظومة أقمار “IRIS²” بهدف تزويد العديد من مناطق الأرض بالإنترنت، ومن المفترض أن تضم هذه المنظومة 290 قمرا، وأن يطلق أول قمر منها عام 2029.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أوبن إيه آي الذكاء الاصطناعي غوغل مايكروسوفت وکالة الفضاء الأوروبیة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كيف غير الذكاء الاصطناعي شكل التصعيد بين إيران والاحتلال؟
في مواجهة التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران، برز نوع جديد من الحروب لا يقاس بالقذائف والصواريخ، بل بصور وفيديوهات مزيفة تروج عبر الإنترنت وتنتج بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأصحبت الوسائل الرقمية الحديثة أداة فاعلة في التضليل الإعلامي، حيث تثير البلبلة وتشوش على الحقائق على نطاق واسع.
ونشرت شركة "بلانيت لابس" الجمعة صورة فضائية توثق قاعدة صواريخ في كرمانشاه بإيران بعد الغارات الإسرائيلية، ولكن، بالتزامن مع ذلك، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي موجة من الصور والفيديوهات التي تعود في حقيقتها لأحداث مختلفة أو مزيفة بالكامل، ما يثير القلق حول قدرة الجمهور على التمييز بين الواقع والزيف.
وأكد خبراء من "ستانفورد إنترنت أوبزرفاتوري" أن تطور الذكاء الاصطناعي جعل من السهل صناعة محتوى بصري واقعي يصعب تمييزه عن الحقيقي، مثل صور الانفجارات أو مشاهد الدمار التي تستخدم أحياناً بشكل مضلل لتضخيم أرقام الضحايا أو حجم الدمار مصدر.
ولا يقتصر هذا النوع من التضليل على جهات معينة، بل يشمل أطرافاً رسمية وأخرى غير حكومية تسعى للتأثير على الرأي العام، سواء بإظهار انتصارات وهمية أو إحداث بلبلة في المشهد السياسي والعسكري.
بحسب "رويترز"، تم تداول صور ومقاطع فيديو تعود لأحداث قديمة أو لكوارث طبيعية في مناطق أخرى، وأُعيد استخدامها كدليل على الأحداث الراهنة، مما يعمق حالة عدم الثقة بين الجمهور مصدر.
هذه الحالة من التضليل تُصعّب عمل الصحفيين والباحثين الحقوقيين، إذ تصبح توثيقات الانتهاكات أقل موثوقية، ويزداد التشكيك في كل ما يُنشر، التحذيرات من "المجلس الأطلسي" تشير إلى أن هذا الفوضى الرقمية يمكن أن تزيد من تفاقم الأزمات، وتعطل جهود التفاوض والحلول السلمية .
رغم وجود أدوات متقدمة للكشف عن الصور والفيديوهات المزيفة، إلا أن صانعي المحتوى المزيف يتطورون باستمرار، ما يجعل المواكبة صعبة. وفق تقرير حديث من "اليونسكو"، تبقى الوسيلة الأهم في مكافحة التضليل هي وعي الجمهور وقدرته على التحقق من المعلومات وعدم الانجرار خلف كل ما يُنشر مصدر.
في ظل هذه المعركة الجديدة، بات الذكاء الاصطناعي ليس فقط مصدراً للتطور، بل سلاحاً يستخدم في الحروب الرقمية، يؤثر على الوعي الجمعي ويغير من قواعد الصراع التقليدية.