مفاعل نووي على القمر.. ناسا تعلن عن خطوة جديدة نحو مستقبل استكشاف الفضاء
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
في سباق استكشاف الفضاء، تتسابق كبرى الدول لتثبيت أقدامها على سطح القمر وبناء بنية تحتية تضمن وجودًا بشريًا مستدامًا خارج كوكب الأرض.
وقد أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن خطط لإنشاء مفاعل نووي على القمر بحلول عام 2030، تمهيدًا لمرحلة جديدة من الاستكشاف البشري، لا تقتصر على القمر فحسب، بل تمتد إلى المريخ وأبعد من ذلك.
وكشفت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن خطط طموحة لإنشاء مفاعل نووي على سطح القمر بحلول عام 2030، ضمن إطار برنامج أرتميس الهادف إلى إعادة الإنسان إلى القمر وتأسيس وجود دائم عليه، تمثل هذه الخطوة تحولًا جذريًا في طرق توليد الطاقة في البيئات الفضائية، خاصة في ظل السباق العالمي بين القوى الكبرى مثل الصين وروسيا لتطوير مشاريع مماثلة.
أهمية المفاعل النووي في البيئات القمرية القاسيةوتواجه الطاقة الشمسية تحديات هائلة على القمر، حيث تمتد لياليه نحو أسبوعين كاملين، إضافة إلى وجود مناطق مظللة بشكل دائم، خاصة في القطب الجنوبي الغني برواسب الجليد المائي، هذه الظروف تجعل من الطاقة النووية خيارًا مثاليًا لتوفير مصدر طاقة ثابت وموثوق لتشغيل أنظمة دعم الحياة، والمختبرات العلمية، والمركبات، وعمليات التعدين.
إمكانات المفاعل القمريتعمل ناسا بالتعاون مع وزارة الطاقة الأمريكية على تطوير مفاعل صغير قادر على إنتاج ما لا يقل عن 100 كيلوواط من الكهرباء، وهي طاقة تكفي لتشغيل نحو 80 منزلًا على الأرض، يمتاز هذا النظام بإمكانية العمل على مدار الساعة دون انقطاع، وهو ما يمنح رواد الفضاء القدرة على العيش والعمل في مناطق لا تصلها أشعة الشمس مطلقًا.
البعد الاستراتيجي والجيوسياسي للمشروعيتزامن مشروع المفاعل القمري مع تنافس جيوسياسي متصاعد في مجال استكشاف الفضاء، فقد أعلنت الصين عن خطط لإنشاء محطة طاقة نووية على القمر بحلول 2035، كما أبدت روسيا اهتمامًا مشابهًا، ورغم أن معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 تمنع ادعاء السيادة على الأجرام السماوية، فإن إنشاء بنية تحتية مثل المفاعلات والقواعد قد يمنح الدول نفوذًا فعليًا على الموارد القمرية الحيوية، وعلى رأسها الجليد المائي الذي يمكن استخدامه لإنتاج وقود الصواريخ ودعم الحياة.
نحو استكشاف أعمق للفضاءلا يقتصر دور المفاعل النووي على دعم الوجود البشري على القمر، بل يشكل أيضًا منصة لاختبار تقنيات يمكن استخدامها لاحقًا في البعثات إلى المريخ، حيث تكون الطاقة الشمسية أقل فعالية، كما سيمكن هذا المصدر القوي للطاقة من تشغيل تقنيات متقدمة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد لبناء المساكن، وشبكات الاتصالات، والتجارب العلمية المعقدة، مع تقليل الاعتماد على شحنات الإمداد المكلفة من الأرض.
التحديات والالتزام بالسلامةورغم ما يثيره المشروع من مخاوف بشأن الإشعاع والسلامة، فإن تجارب سابقة باستخدام المولدات الحرارية الكهربائية (RTGs) في مهمات مثل "فوييجر" ومركبات المريخ الجوالة أثبتت موثوقية وأمان الطاقة النووية في الفضاء، وسيجري تصميم المفاعل القمري بمعايير صارمة لضمان احتواء أي أعطال محتملة، مع الالتزام بالشفافية والتعاون الدولي لضمان الاستخدام السلمي للطاقة النووية خارج الأرض.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ناسا مفاعل نووي القمر الفضاء استكشاف الفضاء استکشاف الفضاء مفاعل نووی على القمر نووی على
إقرأ أيضاً:
رواد فضاء يغادرون محطة الفضاء الدولية بعد مهمة استمرت 5 أشهر
غادر طاقم يتألف من 4 رواد فضاء من مهمة "كرو-10" التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا"، أمس الجمعة، على متن كبسولة الفضاء دراغون، التابعة لسبيس إكس، متجهين للهبوط قبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة صباح السبت، وذلك بعد مهمة استمرت 5 أشهر لتبديل الطاقم في المختبر المداري.
واستقلت الكبسولة كل من رائدتي الفضاء الأميركيتين نيكول آيرز وآنا مكلين برفقة رائد الفضاء الياباني تاكويا أونيشي ورائد الفضاء الروسي كيريل بيسكوف بعد ظهر الجمعة استعدادا لرحلة العودة إلى الأرض التي تستغرق 17 ساعة ونصف الساعة وتنتهي بهبوط في المحيط قبالة سواحل كاليفورنيا.
انطلق الطاقم المكون من 4 أفراد إلى محطة الفضاء الدولية في 14 مارس في مهمة روتينية لتحل محل الطاقم "كرو-9" الذي ضم رائدي فضاء "ناسا" بوتش ويلمور وسوني وليامز، وهما الثنائي الذي غادر المحطة بالكبسولة "ستارلاينر" التابعة لبوينغ.
وبعد 5 أشهر من انتهاء مهمة ستارلاينر، أعلن ويلمور هذا الأسبوع تقاعده من ناسا بعد مسيرة مهنية استمرت 25 عاما حلق خلالها على 4 مركبات فضائية مختلفة وسجل ما مجموعه 464 يوما في الفضاء.
وكان ويلمور مستشارا فنيا رئيسيا لبرنامج ستارلاينر إلى جانب وليامز التي ما زالت تواصل عملها ضمن فريق رواد الفضاء في ناسا.
ومن المقرر أن تهبط كبسولة "كرو-10" وعلى متنها الرواد الأربعة بالمحيط الهادئ الساعة 1533 بتوقيت غرينتش يوم السبت.
وقالت ناسا إن الطاقم يعود إلى الأرض محملا "بأبحاث مهمة وحساسة" أجريت في بيئة تكاد تنعدم فيها الجاذبية على محطة الفضاء الدولية خلال المهمة التي استمرت 146 يوما وشملت أكثر من 200 تجربة علمية مدرجة ضمن قائمة مهام أفراد الطاقم.