أسير محرر يروي تفاصيل مروعة عن الإهمال الطبي بسجون الاحتلال.. تمنيت الموت
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
روى أسير فلسطيني محرر تفاصيل مروعة، للانتهاكات التي مارسها أطباء الاحتلال بحقه خلال فترة أسره، فضلا عن الإهمال الطبي المتعمد من التخلص منه.
وقال الأسير المحرر إياد أبو ناصر، والذي اعتقل عام 2003، وأمضى 18 عاما في السجن، إنه عانى من آلام شديدة في البطن، في أولى سنوات اعتقاله.
وعلى مدار سنوات اعتقاله خضع الرجل لثلاث عمليات جراحية في البطن وهو مكبل اليدين والقدمين بأصفاد حديدية وتحت حراسة مشددة.
وقال إن 3 سنوات، طويلة من الألم، فصلت بين الجراحات، لكن عمليتين منهما فشلتا بسبب الإهمال الطبي ومواصلة التعذيب منذ لحظة زوال تأثير المخدر.
وفي العملية الثانية، ترك أطباء الاحتلال، وفق ما يقوله أبو ناصر، كتلة خيوط بلاستيكية في بطنه ما سبب له آلاما شديدة لا تحتمل على مدار أكثر من 3 سنوات.
وأفاد بأنه في تلك السنوات الثلاث، اعتقد أن الموت سيكون أرحم من الآلام، التي تعرض لها جراء الإهمال الطبي.
وقال أبو ناصر: "يعالجوننا علاجا يجعلنا بين البينين، فلا أنت صحيح ولا مريض، فأنت تأخذ علاجا لكن تتعذب على البطيء".
وذكر أنه خضع لجراحاته داخل غرف العمليات وهو مكبل اليدين والقدمين بأصفاد حديدية مثبتة بأطراف السرير، بينما يقف إلى جانبه ضباط مدججون بأسلحتهم ومخصصون لحراسته وهو تحت تأثير المخدر.
ووصف أبو ناصر خضوع أي إنسان لعملية جراحية وهو مكبل بالأصفاد بـ"الشيء الفظيع" الذي لا يمكن أن ينساه طيلة سنوات حياته.
وبعد انتهاء الجراحة وبدء الإفاقة، يسارع الضباط بربط الأغلال الحديدية مرة أخرى لإعادته إلى السجن فورا في ظروف إنسانية قاسية تسببت في فشل عمليته الأولى التي أجراها عام 2005.
ويروي عن ذلك، قائلا إن الجيش أعاده إلى السجن بسيارة غير مؤهلة لنقل مرضى وبسياقة عنيفة جدا، فما إن وصل إلى قسم السجن حتى فشلت العملية.
واستمر صراعه مع السجان والمرض لمدة عامين كاملين حتى تم إجراء عملية ثانية عام 2007.
وبعد العملية الثانية تولد شعور لدى أبو ناصر بوجود كتلة غريبة في بطنه تُسبب له آلاما مبرحة، فبدلا من أن تساهم العملية الثانية في التخفيف من آلامه حدث العكس حيث ضاعفت الأوجاع.
وقال أبو ناصر: "قلت لهم مرارا أنني أتألم ويوجد جسما غريبا في بطني".
وبسبب هذه الآلام التي لم تلتفت لها مصلحة السجون، طلب أبو ناصر عام 2010 أن يقدموه "لمحكمة إعدام لمرة واحدة"، كما يفيد.
وتابع: "كنت أريد أن أموت لمرة واحدة.. فأنا كنت أموت كل يوم".
وفي اليوم التالي من طلبه، فوجئ أبو ناصر بأن مصلحة السجون تصطحبه إلى قسم الجراحة بمستشفى السجن لإجراء جراحة له بناء على طلبه.
واستكمل قائلا: "ذهبت إلى هناك على مسؤوليتي الشخصية، ووقعت ورقة بذلك".
وبعد خضوعه للعملية الثالثة، قال أبو ناصر إنه سأل الجراح عن المشكلة التي كانت في بطنه ليجيبه الأخير: "كتلة من الخيوط البلاستيكية".
ليرد متسائلا: "من وضعها؟"، فأجاب الجراح وكأن الأمر طبيعيا ولا يسبب أي خطر: "ربما تم نسيانها من العملية الماضية".
وبعد انتهاء العملية شعر أبو ناصر بالتحسن تدريجيا بعدما تخلص من أثر الإهمال الطبي الذي لازمه لمدة 3 سنوات.
ويشير إلى أن الروايات المتداولة عن قسم الجراحة بمستشفى السجن تفيد بأن الأطباء "يجرون عمليات جراحية تجريبية، بمعنى أن الشباب الذين تخرجوا حديثا يجرون على أجساد الأسرى الفلسطينيين هذه العمليات".
وعن أوجه المعاناة الأخرى داخل سجون الاحتلال، يقول المحرر الفلسطيني إن الأسرى يتعرضون لمعاملة سيئة جدا على صعيد العلاج والطعام.
وخلال 18 عاما، عاش مئات من عمليات التفتيش المباغتة للغرف التي كانت تجرى في أوقات يكون فيها الأسرى نيام حيث تشرع وحدات القمع الإسرائيلية بتكبيل أيديهم وتجريدهم من الملابس، كما يقول.
وأضاف: "يطلقون الكلاب وقنابل الصوت والدخان داخل الغرف، وهذا كان يتكرر باستمرار داخل السجن".
ويشير إلى أنه التقى منذ أيام بأسرى كان قد أمضى معهم سنوات طويلة وكانت أجسادهم رياضية قوية، لكن أوزانهم أصبحت هزيلة والعظام بارزة في وجوههم وأجسادهم.
والسبت، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ضمن الدفعات الأربع من الاتفاق "بدا على معظمهم تدهور صحي حاد، مع فقدان كل منهم عدة كيلوغرامات من أوزانهم جراء ما يبدو أنه تجويع متعمد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال الإهمال الطبي التعذيب الأسرى الأسرى الاحتلال تعذيب إهمال طبي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإهمال الطبی أبو ناصر
إقرأ أيضاً:
“الصحة” بغزة تستعد لاستقبال 1900 أسير وخطة التعافي تحتاج سبعة مليارات دولار
الثورة نت/وكالات جهزت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة مستشفى ناصر الطبي في خان يونس لاستقبال نحو 1900 أسير فلسطيني من المقرر أن يفرج عنهم العدو الإسرائيلي اليوم الأحد، ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في وقتٍ تؤكد فيه الوزارة أن خطة تعافي المنظومة الصحية في القطاع تحتاج إلى تمويل يتجاوز سبعة مليارات دولار. وكانت سلطات العدو قد نقلت، السبت، الأسرى من خمس سجون إلى سجني “عوفر” و”النقب” تمهيداً لتنفيذ الصفقة، التي تشمل الإفراج عن نحو 250 أسيراً محكوماً بالمؤبد، إضافة إلى 1700 أسير من سكان القطاع اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023. أوضح مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، أن الطواقم الطبية جهزت مستشفى ناصر الطبي في خان يونس لاستقبال الأسرى فور وصولهم، حيث سيخضعون لفحوصات شاملة لتقييم أوضاعهم الصحية بعد سنوات من الاحتجاز القاسي. وأضاف أن الوزارة تتوقع استقبال أعداد من جثامين الشهداء ضمن عملية التبادل، معرباً عن أمله بأن تكون بينهم جثامين كوادر طبية فقدت خلال الحرب. وكشف البرش في تصريحات لـ”الجزيرة” أن الوزارة طالبت بضمّ ملفي الطبيبَين حسام أبو صفية ومروان الهمص إلى قوائم المفرج عنهم، قائلاً إنهما “قدّما لوطنهما الكثير، وحان الوقت لعودتهما”. وأشار البرش إلى أن العديد من الأسرى يعانون أمراضاً جلدية مثل الجرب، نتيجة ظروف الاعتقال السيئة، مؤكداً أن الطواقم الطبية ستوفّر العلاج اللازم لهم رغم النقص الحاد في الأدوية والدمار الواسع الذي طال المستشفيات والبنية التحتية الصحية في القطاع. وفي ما يتعلق بالوضع الصحي بعد اتفاق وقف إطلاق النار، قال البرش إن الوزارة تعمل على إعادة الحد الأدنى من الخدمات الطبية وتقييم حجم الأضرار في المؤسسات الصحية. وأشار إلى أن نحو 17 ألف مريض وجريح بحاجة ماسة إلى السفر لتلقي العلاج خارج غزة بسبب توقف عدد كبير من المرافق الطبية عن العمل. وفي بيان سابق ، أكدت وزارة الصحة أنها أعدّت خطة شاملة للتعافي وإعادة بناء القطاع الصحي الذي تعرض لتدمير ممنهج خلال عامين من الإبادة الجماعية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن التكلفة التقديرية للتعافي لا تقل عن 7 مليارات دولار. وأضافت الوزارة أنه لا توجد خطة زمنية واضحة لإدخال المعدات الطبية رغم الوعود الدولية، مطالبة بفتح المعابر بشكل عاجل وتمكين آلاف المرضى من السفر لتلقي العلاج في الخارج. ودعت الدول المانحة إلى تقديم دعم مالي عاجل لإعادة تشغيل المرافق الصحية. ويستند اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى إلى خطة أميركية قدّمها الرئيس دونالد ترامب، تتضمن وقف الحرب تدريجياً، وانسحاب قوات العدو من غزة، وإطلاقاً متبادلاً للأسرى، ودخولاً فورياً للمساعدات الإنسانية إلى القطاع.