الجزيرة:
2025-07-30@15:27:28 GMT

هل يُقدم تحالف صمود جديدا في المشهد السوداني؟

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

هل يُقدم تحالف صمود جديدا في المشهد السوداني؟

الخرطوم- بعد يوم من انتهاء أقصر التحالفات السياسية عمرا، برز في المشهد السياسي في السودان تكتل جديد تحت اسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) واختار عبد الله حمدوك رئيسا له، إثر حل تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية نفسها، بعد خلافات بين مكوناتها على تشكيل حكومة موازية.

وكانت قوى سياسية سودانية -أبرزها أحزاب تحالف قوى الحرية والتغيير، ومنظمات مدنية وحركات مسلحة- قد عقدت اجتماعات تحضيرية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، عقب اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023.

 

وأعلنت هذه القوى أن هدف اجتماعاتها هو "بناء أوسع مظلة سودانية مدنية ديمقراطية تعمل على إنهاء الصراع وتأسيس الدولة السودانية".

في أواخر مايو/أيار 2024 عقدت التنسيقية مؤتمرها التأسيسي بأديس أبابا تُوج بالإعلان التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم".

وخلال اجتماع الهيئة القيادية للتنسيقية "تقدم" برئاسة عبد الله حمدوك في ديسمبر/كانون الأول الماضي في عنتيبي الأوغندية برز خلاف إثر تبني فصائل الجبهة الثورية مقترحا بتشكيل حكومة موازية لانتزاع الشرعية عن الحكومة في بورتسودان.

إعلان

وأحيل المقترح إلى آلية سياسية عجزت عن التوفيق بين المتمسكين بتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع والرافضين الذين يعتقدون أن الذهاب إلى حكومة يؤدي إلى الانحياز إلى أحد أطراف الصراع كما أنه يمهد لانقسام البلاد سياسيا ولا يساعد على السلام وإنهاء الحرب.

وعقب اجتماع للهيئة القيادية لتنسيقية "تقدم" برئاسة حمدوك الاثنين، أعلنت التنسيقية "فك الارتباط بين المجموعة الداعية إلى قيام حكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، وبين المتمسكين بعدم تشكيلها، على أن يعمل كل منهما تحت منصة منفصلة سياسيا وتنظيميا باسمين جديدين مختلفين".

وقال بيان للهيئة: "بهذا القرار سيعمل كل طرف اعتبارا من تاريخه حسب ما يراه مناسبا ومتوافقا مع رؤيته حول الحرب وسبل وقفها وتحقيق السلام الشامل الدائم وتأسيس الحكم المدني الديمقراطي المستدام والتصدي لمخططات النظام السابق وحزبه المحلول وواجهاته".

 

بعد انقسام تنسيقية "تقدم".. الإعلان عن تشكيل تحالف (صمود) الجديد برئاسة عبد الله حمدوك#الجزيرة_مباشر #السودان pic.twitter.com/mZ2hiS3mqL

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 11, 2025

تحالف جديد

وأعلنت قوى سياسية ومكونات مهنية واجتماعية وشخصيات سودانية رافضة لمقترح "تشكيل حكومة موازية"، الثلاثاء، عن تشكيل "التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة" (صمود) عبر هياكل مؤقتة، يرأسها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.

واعتبرت القوى التي شكلت تحالف "صمود"، في بيانها التأسيسي، أن هذه الخطوة تأتي "إيمانا والتزاما بأهمية اختيار والتزام القوى المدنية، بالديمقراطية طريقا مستقلا لا ينحاز لأي من أطراف الحرب، ولا ينخرط فيها بأي شكل من الأشكال، وأن تتصدى لكل فعل أو قول يهدد وحدة البلاد، ويمزق نسيجها الاجتماعي".

وشددت على أن أهدافها يجب أن تكون "السعي الدؤوب لحماية المدنيين والتصدي لأي انتهاكات يتعرضون لها ومعالجة الأزمة الإنسانية ووقف الحرب عاجلا عبر حل سياسي سلمي يخاطب جذور الأزمة، بما يقود لتأسيس الدولة السودانية وإحلال سلام مستدام وعادل".

إعلان

ويضم التحالف الجديد 13 تنظيما سياسيا، أبرزها حزب الأمة القومي وحزب المؤتمر السوداني وحزب التجمع الاتحادي وحزب البعث القومي، والحركة الشعبية -التيار الثوري، و17 من المجموعات المهنية، و8 من المكونات الفئوية، و15 شخصية تمثل المجتمع المدني، و5 مكونات نوعية.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي شوقي عبد العظيم أن تحالف "صمود" هو امتداد لتنسيقية "تقدم" سيتسمك بعدم الانحياز لأي طرف في الحرب ويسعى لوقفها.

وأوضح الكاتب، في مقابلة مع الجزيرة مباشر، أن التحالف الجديد سيستخدم الآليات والأدوات ذاتها التي كانت تستخدمها "تقدم" وربما استحدث آليات جديدة لإيقاف الحرب، وسيمضي في طريق التحول المدني الديمقراطي.

من جهته، يقول أمجد فريد المدير التنفيذي لمركز فكرة للدراسات والتنمية والمستشار السابق في مكتب رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك إن القوى التي تريد تشكيل حكومة مع قوات الدعم السريع تريد منحه غطاء سياسيا جديدا.

وفي حديث للجزيرة يرى فريد أن الفصائل التي كانت جزءا من تنسيقية "تقدم" متماهية مع الدعم السريع وقادت التنسيقية لتوقيع اتفاق مع قائد القوات محمد حمدان دقلو "حميدتي" في يناير/كانون ثاني 2024 لحماية المدنيين، بينما كانت قواته ترتكب جرائم وانتهاكات واسعة ضد المدنيين في ولاية الجزيرة وغيرها.

لا جديد في "صمود"

وحسب فريد فإن القوى الرافضة لتشكيل حكومة موازية لم تستطع الاستمرار في دفع ثمن مواقف الفصائل المتماهية مع "حميدتي" في تنسيقية "تقدم" بعد تصاعد إدانة الدول والمنظمات لانتهاكات قواته، خصوصا بعد تقرير تحالف "مجموعة الأسلحة الصغيرة" الذي حمّل الدعم السريع مسؤولية 77% من الانتهاكات التي وقعت في عام 2024 بالسودان.

أما المحلل السياسي ورئيس تحرير "التيار" عثمان ميرغني فيقول إنه لا يرى جديدا في التحالف الجديد "صمود"، حيث نشأ من غالب قوى تنسيقية "تقدم" السياسية، الوجوه ذاتها ومجموعات مهنية ونقابية "لافتات" لا وزن لها، ولم يشهد توسعا في مكوناته أو مبادئ جديدة، في حين كان يدعو لجبهة مدنية عريضة.

إعلان

ووفقا لحديث المحلل للجزيرة نت فإن التحالف الجديد تمسك بشعار "لا للحرب" من دون برنامج أو رؤية لإنهاء الحرب، كما أن مواقف التحالف -حسب بيانه التأسيسي- لا يعترف بالجيش وشرعية مؤسسات الدولة ويتعامل مع المؤسسة العسكرية كفصيل سياسي.

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك يترأس "التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة" (صمود) (وكالة الأناضول) حكومة فدرالية

وبرأي المحلل ذاته فإن التحالف الجديد وضع نفسه في المنطقة الآمنة انتظارا لمبادرة من رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان أو عملية سياسية يكون جزءا منها، بدلا عن وضع نفسه في الموقع الساخن مثلما اختارت الفصائل التي تحالفت مع قوات الدعم السريع وصارت جزءا من الحرب.

وعلى صعيد تشكيل الحكومة الموازية، يرفض المتحدث الرسمي باسم تحالف القوى المدنية المتحدة "قمم" عثمان عبد الرحمن تسميتها حكومة موازية أو حكومة منفى وإنما حكومة سيكون نطاقها الجغرافي كل مناطق السودان، وأعلن عدم اعترافهم بحكومة بورتسودان، ويعدها فاقدة الشرعية.

ويقول المتحدث للجزيرة نت أن حكومتهم ستشمل شخصيات من كافة ولايات السودان، وستكون حكومة فدرالية مكتملة الهياكل والمستويات، وقد اكتملت الترتيبات الخاصة بتوقيع الميثاق السياسي الذي ستشكل بموجبه ولم يتبقَّ سوى إعلانه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تشکیل حکومة موازیة المدنی الدیمقراطی قوات الدعم السریع التحالف الجدید عبد الله حمدوک

إقرأ أيضاً:

بعد حنظلة.. تحالف صمود يستعد لإطلاق قافلة سفن مدنية نحو غزة

واشنطن- بينما لم تهدأ بعد ردود الفعل على احتجاز قوات الاحتلال الإسرائيلي السفينة "حنظلة" التي حاولت كسر الحصار على غزة، يستعد تحالف "صمود" لإطلاق إحدى أكبر القوافل البحرية المدنية، وذلك بمشاركة زوارق من نحو 39 دولة، في تحرك مدني واسع يحمل طابعا رمزيا وإنسانيا، ويهدف للتنديد بـ"صمت الحكومات" تجاه ما يحدث في غزة وللمطالبة بوقف الإبادة الجماعية وإدخال المساعدات إلى القطاع.

ويشارك ناشطون من الولايات المتحدة في الإعداد والتنسيق لإرسال زورقين يحملان العلم الأميركي، وينتظر أن يُبحرا من مواقع في البحر الأبيض المتوسط، ضمن التنسيق العالمي لقافلة "صمود".

ويأمل المنظمون أن تكون هذه المشاركة الأميركية ذات رمزية تعبّر عن الغضب الشعبي الأميركي من دعم حكومتهم الرسمي لسياسات الحصار والإبادة الجماعية في غزة.

"رمزية مزدوجة"

ويأتي تحالف "صمود" -الذي ينسق على مستوى دولي لهذه الخطوة- بعد فشل "المسيرة العالمية إلى غزة" في يونيو/حزيران الماضي، وهي محاولة سابقة سعت للوصول إلى القطاع برّا عبر مصر، بمشاركة مئات الأشخاص من 80 دولة، ومنذ ذلك الحين تطورت الفكرة إلى تنظيم تحرك بحري واسع، يسعى لإطلاق أكبر قافلة مدنية من القوارب تجاه غزة تحمل ناشطين ومساعدات إنسانية.

وأفاد المنظمون في الفرع الأميركي لتحالف "صمود" العالمي بأن عددا من المشاركين حول العالم ينتمون لتحالف "أسطول الحرية" الذي قام بتنظيم كثير من سفن كسر الحصار في البحر الأبيض المتوسط منذ 2007. إضافة إلى أن الفرع الأميركي يستعد لإرسال قاربين مدنيين: الأول يقوده محاربون قدامى خدموا سابقا في الجيش الأميركي، والثاني يضم نشطاء مدنيين وأكاديميين متضامنين مع القضية الفلسطينية.

ويقول منظمو الحملة إن هذا التقسيم يحمل رمزية مزدوجة، فهو يعبّر من جهة عن رفض شخصي من داخل المؤسسة العسكرية الأميركية نفسها للسياسات التي تموّل الحرب، ومن أخرى عن امتداد شعبي مدني واسع النطاق لا يُختزل في جالية أو تيار واحد.

إعلان

وتجري حاليا عملية اختيار المشاركين في القاربين بما يشمل طاقما فنيا يقود السفينة، إلى جانب البحث عن شخصيات وأسماء معروفة، يأمل المنظمون أن توفر حماية رمزية للسفن من أي اعتداء محتمل من القوات الإسرائيلية.

مشاركون بقافلة الصمود البرية لكسر الحصار على غزة أعيق وصولهم في يونيو/حزيران الماضي (الجزيرة)رفضا للصمت

ويقول المنسق الفلسطيني الأميركي للحراك في واشنطن، هيثم عرفات، إن "المبادرة امتداد رمزي لسفن سابقة -مثل مادلين وحنظلة- وتستند إلى تحرك شعبي لا مركزي".

ويضيف للجزيرة نت أن المبادرة "تعبر عن فقدان الثقة التام في الحكومات، وتُعد ردا على صمت الأنظمة تجاه الإبادة الجماعية في غزة، ولذلك لا بد من تحرك مدني مباشر، بهدف إنساني بحت: وقف الإبادة وإيصال المساعدات".

ويشكّل الفلسطينيون الأميركيون المشاركون في القافلة صوتا مركزيا بهذا التحرك، ليس فقط بسبب انتمائهم السياسي، بل لما يحملونه من قصص شخصية مرتبطة مباشرة بما يجري في غزة.

ويقول الكاتب والناشط الفلسطيني الأميركي المقيم بمدينة سياتل، طارق رؤوف، إن مشاركته بهذه المبادرة تأتي بعد فقدانه 44 فردا من عائلته في القطاع خلال العامين الماضيين، كان آخرهم قريبته التي استُشهدت قبل أسابيع في أثناء محاولتها الحصول على كيس دقيق من إحدى نقاط توزيع المساعدات.

ويضيف رؤوف للجزيرة نت "لا يمكنني البقاء مكتوف اليدين، عليّ أن أفعل كل ما في وسعي لإحداث تغيير، وهذه القوارب ليست مجرد وسائل نقل، إنها رموز للصمود والعزيمة، ومهما كان مصيرها، ستظل تنطلق حتى ينال الفلسطينيون حريتهم".

ويرى رؤوف -الذي يقول إنه طُرد من عمله في شركة "آبل" بعد 10 سنوات بسبب مواقفه العلنية المناهضة لتواطؤ شركات التكنولوجيا مع إسرائيل- أن هذه القافلة "أداة أخلاقية"، تهدف إلى فضح التواطؤ و"كسر الصمت الأميركي عبر العمل المباشر".

الناشطة المُهجَّرة

ومن ولاية نيفادا، تقول الناشطة والمنظمة الفلسطينية الأميركية لينا قدورة إنها انضمت للوفد الأميركي لقافلة "صمود"، لأن "الشعوب يجب أن تتحرك عندما تفشل الحكومات"، وتشير إلى أنها أمضت وقتا في الضفة الغربية العام الماضي ضمن حركة التضامن الدولية، وشاركت في "المسيرة العالمية إلى غزة"، معتبرة أن هذه القافلة البحرية تمثل "الخطوة المنطقية التالية" في مسارها النضالي الشخصي.

وثمة قصة شخصية مؤثرة وراء التزام لينا السياسي، إذ هُجّرت عائلتها من بلدة ترشيحا خلال نكبة 1948، وكانت أول من عاد إلى فلسطين من أحفادهم، وتقول: "ما رأيته هناك كان أبشع أشكال الفصل العنصري والعنصرية وهيمنة البيض، وضميري لا يسمح لي بالسكوت بينما يقاتل الفلسطينيون يوميا من أجل أرضهم وحياتهم".

وتضيف للجزيرة نت "أنا فلسطينية أميركية وأعي تماما أن حكومتي متورطة بالكامل في تجويع مليوني إنسان، وسنُبحر من بلدان عديدة في العالم لنطالب بوقف التطهير العرقي الممنهج وإيصال المساعدات، لأن حكوماتنا ترفض أن تفعل ذلك".

وتحمّل لينا المسؤولية أيضا للأنظمة العربية قائلة: "آمل أن تنهض الشعوب، خاصة في الدول العربية المجاورة، ويطالبوا بإنهاء هذه الجرائم ونظام الفصل العنصري وبِحرية فلسطين".

حنظلة كانت قد اقتربت من غزة حاملةً رسالة الصمود قبل أن يحتجزها الاحتلال (الجزيرة)رسائل مهمة

ويعوّل منظّمو أسطول "صمود" على الزخم الدولي المتصاعد في ظل استمرار المجازر في غزة، ويأملون أن تصل المشاركة إلى نحو 50 سفينة مدنية، تنطلق من موانئ مختلفة وتصل إلى سواحل غزة بشكل متزامن.

إعلان

ورغم التهديدات الإسرائيلية المتكررة بعدم السماح لأي قارب بالوصول إلى شواطئ غزة، فإن القائمين على الحملة يؤكدون أن هذه القوارب -حتى وإن تم اعتراضها- تحمل رسائل سياسية وإنسانية لا يمكن احتجازها.

كذلك يراهنون على الضغط الشعبي في الدول الغربية، وعلى تغطية إعلامية أوسع من تلك التي رافقت قوارب سابقة، خاصة بعد الاهتمام الدولي الذي أثارته سفينتا "حنظلة" و"مادلين".

مقالات مشابهة

  • السلالية في تركيبة الدعم السريع: رسالتي دي شيروها تصل نائب القائد وحميدتي ذاتو
  • مني أركو: تشكيل ما يُسمى «حكومة تأسيس» يمهّد لتدخل دولي في الشأن السوداني
  • تحالف “صمود” يستعد لإطلاق قافلة سفن مدنية نحو غزة
  • تحالف "صمود" يستعد لإطلاق قافلة سفن مدنية نحو غزة
  • الجيش السوداني يقصف وقوة من “الدعم السريع” تغادر مدينة مهمة في كردفان
  • بعد حنظلة.. تحالف صمود يستعد لإطلاق قافلة سفن مدنية نحو غزة
  • حكومة موازية في نيالا.. ماذا تعرف عن خريطة نفوذ الدعم السريع في دارفور؟
  • ماذا يعني تشكيل حكومة موازية في غرب السودان؟
  • جامعة الدول العربية: نُدين إعلان ائتلاف سوداني مرتبط بقوات الدعم السريع عن تشكيل حكومة موازية
  • السودان يدين إعلان الدعم السريع حكومة موازية