خالد الشناوي يكتب: خط مصر الأحمر
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
مصر لن تتراجع ولن ترضخ لأي ضغوط صهيو أمريكية وذلك لأن مصر دولة قوية ذات سيادة مستقلة وصاحبة مبدأ لا يتجزأ وهي سيدة قرارها وعبر تاريخها الطويل هي من تحدد مصيرها ومصير منطقتها بأسرها وقدر الله فيها أنها رأس الأمة وقاطرة سفينتها حتى وإن تخلى البعض عنها .
مصر أكبر من أي تلويح بقطع المعونات أو العقوبات الاقتصادية وفي السنوات الأخيرة حين اغلق العالم أبوابه عقب جائحة كورونا وما تبع ذلك من أزمات اقتصادية عالمية كانت مصر تطعم وتعالج الجميع مرسلة مساعداتها إلى الشرق والغرب بلا ملل أو كلل أو أدنى إحساس بالعوز والاحتياج .
ما يعرضه البيت الأبيض اليوم-بتهجير سكان غزه إلى مصر وتحديداً في سيناء-سبق وأن تم طرحه على الدولة المصرية قبل ٢٠١٠ وقوبل هذا الطلب بالرفض الشديد من القيادة السياسية المصرية آنذاك .
واليوم تعلن مصر عن رفضها وبشده وبشجاعة لا نظير لها .
وإذا كانت مصر رفضت ذات الأمر قبل ذلك فإنها اليوم ترفضه وقد أعدت لهذا اليوم تسليحا مهيبا وجيشا جرارا لا يشق له غبار وبنية قوية وبنيانا متماسكاً وشعبا أبيا واعيا ومدركا لظروف المرحلة ملتفا كل الالتفاف حول جيشه وقيادته السياسية بلا أدنى شك أو مزايدة.
كلنا جنود في ساحة الوغى والقتال نقدم غير هيابين ولا وجلين فعقيدتنا بالجينات الموروثة فينا إما النصر وإما الشهادة فأرضنا هي عرضنا فلن نفرط في ذرة من ترابها .
سيناء الحبيبة التي رويت بدماء الأجداد من الشهداء حتى ضربت سواعد أبطالنا الكبار جماجم الجحافل من بني صهيون فتكسرت عظام رؤوسهم على صخور أرض الفيروز الصلبة المنيعة واليوم نحن على أهبة الاستعداد لتوجيه الضربة القاضية والتي إن تمت ستكون الأخيرة للقضاء على غطرسة هؤلاء اللقطاء إلى الأبد .
جيش مصر العظيم جيشاً قوياً مرابطا في عرينه ينتظر لحظة البدء والانطلاق نحو تحقيق أهدافه ومهماته ومصر كلها جيش كبير لا يخاف ولا يهتز ولم لا وهذا الشعب العظيم هو وصية سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين قال:"إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفاً فإنهم واهليهم في رباط إلى يوم القيامة" .
فكيف لنا بعد هذا كله أن نخاف أو حتى نتهتز؟
كلا وحاشا فإننا على العهد مرابطين وإلى غايتنا سائرين فإما أن نعود برايات النصر منتصرين أو في أكفاننا مدرجين فلا نامت أعين الجبناء .
لم تكن مصر في يوم من ذات الأيام دولة معتدية ولكن إن كتب عليها القتال فهي أهله وكلها عرين وسلوا التاريخ عن العسكرية المصرية عبر تاريخها الطويل فهي من قهرت الهكسوس وردت هجمات التتار رداً جميلاً وكبيرا .
خلال العقود الطويلة الماضية لم يعرف الجيش المصرى سوى إسرائيل عدوا، ولم ينفصل إيمان الجيش حول العدو عن إيمان جموع الشعب المصرى بأن العدو الوحيد في المنطقة هو الكيان الإسرائيلي اللقيط وأن المواجهة قادمة وكائنة لا محالة قصر الزمان أم طال .
إن ظهير مصر الشعبي هو ركيزة هذا الوطن وقوته وساعده في الوقوف ضد أي مخاطر تواجه البلاد وأثبتت التجارب والأيام في حروب مصر الكبيرة كيف سطرت كتائب الظهير المجتمعي أسمى آيات البطولة والتضحية والفداء .
إن الافعى الصهيونية قد تمادت في غيها وغطرستها و حتماً ستقطع رأسها لا محاله وهذا وعد الله وتلك مشيئته و إرادته فماذا لو أراد الله وأرادت أمريكا وهل فوق إرادة رب العالمين إرادة ؟
إن رائحة الكراهية في الشارع العربي فاحت بالفعل نحو كل ما هو اسرائيلي وأمريكي وإن لم تتدخل قوى الرأى السديد داخل البيت الأبيض ستخسر أمريكا الكثير والكثير وستتفكك ولايتها إلى دويلات متناحره ومتقاتله وإن غداً لناظره قريب لا سيما وأن خط مصر الأحمر خطا مخيفاً ومرعبا لكل من يحاول تجاوزه ...مصر في يد الله خير الأمناء وحراس ثغرها بثبات يتحركون وسيعلم اللذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
بحقائق التاريخ: مصر لا تنهزم أمام الاستعمار مصر أقوى مما يظنون وأكبر مما يتخيلون.
مصر- بحقائق التاريخ أيضًا- ملهمة وقائدة وقادرة وقاهرة ومؤثرة.
مصر- الدولة والشعب- لا تتراجع أمام التحديات ولا تخشى تهديدًا من مجنون أحمق.
مصر هزمت الاستعمار بنضال وكفاح أبنائها، وهي قادرة أن تهزمه من جديد .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر جائحة كورونا العقوبات الاقتصادية المزيد
إقرأ أيضاً:
أجر عظيم عند الله.. خالد الجندي يوجه رسالة للأزواج بشأن حرارة الجو
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن شدة الحر في هذه الأيام يجب ألا تُقابل فقط بالتأفف أو الشكوى، بل يمكن أن تتحول إلى فرصة عظيمة لعمل الخير، ونيل الثواب من الله، مشيرًا إلى أن هذا التوقيت من العام يمكن أن يكون بابًا من أبواب الجنة إذا أحسن المسلم استغلاله بنيّة صافية.
وأوضح الجندي، خلال برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن مظاهر الرحمة تتجلى في أبسط الأفعال: كإطعام الطيور وسقاية الحيوانات، والتعامل بلطف مع الآخرين، والتخفيف عن من يعانون من حرارة الجو في الشوارع أو في البيوت، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ أخبر أن امرأة دخلت الجنة لأنها سقت كلبًا كان يلهث من العطش.
وتابع قائلاً: "عاوزك تفتكر إن مجرد طبق مياه تحطه على شباكك للعصافير، أو إناء تسيبه في الشارع للكلاب أو القطط، ممكن يكون سبب نجاتك، لأن ربنا غفور شكور".
التجاوز عن أي تقصيروانتقل الشيخ الجندي إلى العلاقات داخل البيت، قائلًا: "كل زوج يتقي الله في زوجته، ويقدر تعبها في الأيام دي، ويتجاوز عن أي تقصير، ويحتسب الأجر عند الله، وأي زوجة تتقي الله في زوجها، اللي راجع من شغل ودرجة الحرارة نار، تتعامل معاه برفق، وتبتسم في وجهه، وتعدي عن الزعل والخلافات، لأن دي كلها صور من الرحمة، والراحمون يرحمهم الرحمن".
وأضاف: "لو كل واحد فينا بدأ بالرحمة في بيته، هنشوف انعكاس ده في الشارع، في الشغل، في كل مكان.. الرحمة مش محتاجة مال، أحيانًا مجرد كلمة طيبة، ابتسامة، أو دعوة صادقة بتفتح لك أبواب من الخير".
وأكد أن أعمالًا صغيرة مثل توزيع زجاجات المياه الباردة على المارة، أو توفير مظلة في مكان انتظار، أو حتى دعاء صادق لشخص لا تعرفه، كلها يمكن أن تكون في ميزان الحسنات، قائلًا: "ادعي للناس اللي تقابلهم في الشارع، حتى لو ما تعرفهمش، لأن في ملك بيقول لك: ولك مثل ما دعوت له".
وتابع: "ربنا قال: اعملوا آل داوود شكرًا، وقال: وقليل من عبادي الشكور، خليك من القليل دول.. خلينا نضاعف الرحمة في كل مكان، ونحتسب الأجر في كل فعل، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملًا".