سهر الخلقُ جراءَ ما صرّح به الرئيس البرهان واختصموا ، وربما نام هو ملئ أجفانه عن شوارد ما رمى به مما ظنّه نافلة قول أو سقط لسان، ولو يدري أنه إذ يفعل، كمثل من رمى ( *عقب سجارة* ) غير عابئٍ ، فأحدثت حريقًا مدمرًا قضى على كثيرٍ مما جمعه الناس من شتات أنفسهم ، وأوجاع فقدهم، وتباريح معاناتهم وهم يتوكأون على عثرات حظهم، وحتمية قدرهم، وينتظمون في المسار الوطني بقيادة الرئيس البرهان متخففين من كل حِمل يُثقل خطاهم، من ذكريات التنمر ( *القحطي* ) والملاحقات غير القانونية، وحملات التشنئة والتجريم، وإعتقال القيادات الرفيعة ، والتعسف والحرمان المتعمد للحقوق والكرامة .
ومن كِبر ( *ورم حميدتي* ) في عهده ومبضع الجراح في يده فلم يُعمله حتى أفضى الداءُ بآلاف الأنفس، ودنّس عفاف الحرائر، ودمّر الحياة تدميرا.
تناسى الناس تقصير المقصّرين من ذوي السلطان، يوم وقف ( *حميدتي على منصة العلو والتحدي* ) وقال مثلما قالت عاد: ( *من أشد منّا قوة* ) قال: العنده قاعدة ونفير أكثر مننا يرفع يده، فلم يجبه أحد بأن الحق أكثر نفيرًا وأقوى حبلاً وأحكم عروة.
ويوم هدّد الناس وتوعّدهم وهو نائب الرئيس وقال ( *العمارات ديل والله إلا تسكنها الكدايس* ) فلم يؤاخذه أحد، وقد صدق الرجل وعيده للناس ، وأوفى وعده للكدايس وأسكنها فاره الفلل، وأطباق العمائر ، وقد توسع الرجل في إمتلاك السلاح ، وتفسح في مجالس المواقع الإستراتيجية ، حتى لم يترك في العاصمة موطأ قدم الا وله فيه شِركٌ ونصيب ، ولم يوقفه أحد ، وانتظم في حملات تجنيد رفعت أرقام منتسبيه الى أرقام مخيفة ، ومن كان يصدق على مرتباتها من مالية السودان ؟
كل ذلك يهون أمام التحدي الوجودي الذي فرضته حرب الجنجويد، فما كان لعاقلٍ أن تأخذه عزّة إثم ألا يُجيب نداء رب العالمين ، ( *وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن إنتهوا فإن الله بما يعملون بصير* )، وليس عذرًا لمعتذرٍ بأن ما بينه وبين ( *الحاكم* ) ليس عامرًا، لأن الأمر هُنا لا يخصّ الحاكم ومعيّة من معه، ولكنّه يعُم كل الأمة لا يغادر منهم أحدًا ولا يستثنيه.
وقد ذهب الكتّاب والمحدّثون، والمعلّقون، والمتابعون، ذهبوا كل مذهبٍ في تفسير ما تفضّل به الرئيس، قلّبوه على أوجهه كلها، بحثًا عن ( *بصمات لمتهم محلي أو أجنبي* ) كما يفعل المحقّق الجنائي في متعلقات مسرح الجريمة، وتمت عمليات تفسير الأضغاث، وتأويل الكلام والأحلام، بما ستخبئه قوادم الأيام من محدثات وذلك لأن كلام الرئيس ليس ككلام العوام، وحلم الرئيس ليس كـ ( *أحلام الجوعان عيش*)، ولذلك تركت كلمات الرئيس أثرًا بالغًا، وما يزال صداها يتردّد في المدى، وأفئدة السامعين الهواء.
فكيف يستوي المُسارع المُبادر المُجيب لنداء الحاكم في إستنفار شعبه للذود والدفاع عن الوطن تحت إمرة الجيش؟
كيف يستوي هو ومن أشعل هذه الحرب ووفر لها بيئة التوسع والحريق؟
كيف يستوي من توسّدت أجداثهم ثرى تراب الوطن افتداءًا بطوليا، ومن باعوه أرخص من طماطم الشتاء في بوابات السفارات جهرًا؟
كيف يستوي من قاتلوا بين يديك ( *كقائد للجيش* ) حيثُ تؤشّر عصا غُرف العمليات ومن قاتلوك بأيدي الخيانة وعضويتهم تعتمرُ الكدمول في حصار المدرعات والفاشر ، ونعتوك بأقذع الأوصاف، وسخروا منك، وآذوك أيما أذية
نعم لا يستوي الحق والباطل، ولا الظلمات ولا والنور ؟؟ ولا الظل ولا والحرور ؟؟ ولا يستوي الذين يعلمون حق الله والوطن، والذين يعملون على حرب الله وإخصاء الوطن.
لا يسوي الذين رفعهم الشعب درجات الإحترام والتقدير، لحسن مسعاهم، ونبل أخلاقهم، وإخلاص كسبهم لله، والذين يبغضهم الشعب كلّه لخسّة موقفهم، وخيانتهم ووقوفهم مع المؤامرة الدولية لإخضاع الوطن وإرغام أنفه العزيزة ليحلب ( *إبل شيطان العرب* ) ببلاش.
هؤلاء الأشباه المتحولون، المخنثون، السكارى، الذين لم يغضبوا، وجنجويد حميدتي يجوسون خلال ديارهم ويستضعفون أهاليهم، ويستحيون نساءهم، ويتباهون بتوثيق ذلك بأنفسهم.
حتى إذا تنفّس صُبح النصر وإنحسرت سُدفُ الظلام الجنجويدي قسرًا بوضاءة دم شهداء الجيش والقوات المساندة، وحتى إذا حملت الريح ( *عبق يوسف* ، *النصر الموعود* ، *والعود المنتظر* ) وتحرّرت ولايات سنار والجزيرة، وتخوم القضارف والنيل الأزرق، وتنفّست المدرعات والمهندسين والإشارة بصبرٍ وفدائية الجيش العظيم ومن وقفه معه مساندًا، جاء المُعذَّرون الإنتهازيون ، جماعةُ تنسيقية القوى الوطنية، لقسمة السلطة وإلتقاط ( *النبق* ) الذي هزّت جذوع شجره أيدي المجاهدين.
إنتهازيون بلا حياء، لم يقدّموا ( *كبشًا* ) يفتدوا به طفلاً ذبيحًا بسكين الجنجويد، لم يشاركوا في أي ملحمة، ولم يصبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الوطن، أمثال أردول، والشيوعي نبيل أديب ( *الشيطان الأخرس* ) الذي كتم شهادة الحق ( *من فَضَّ الإعتصام* ) لأن في فمه من ( *ماء حميدتي* ) ما منعه الكلام، وحتى الإشارة من طرف خفي للمجرم، الذي يخبئه داخل معطفه، وبين ثنايا ( *ملفاته* ) ويُنكرُ وجوده، وهو رجل القانون المدخر لجلب المجرمين لساحات العدالة.
تنسيقية القوى الديمقراطية الإنتهازية، أرادت جمع وإلتقاط النبق، قبل أن تأخذ ( *فاطنة السمحة* ) نصيبها وإستحقاقها، بل أوضحوا تآمرهم عليها ليأخذها ( *الغول* ) ، أو يرمي بها الريح الأحمر إلى مكان سحيق .
لكن ( *ما تخافوا البطل ما بموت* ) كما قال أحد رواد السينما؛ لأن ( *محمد الشاطر* ) موجود، وحصانه مسروج وسيفه مصقول.
المؤتمر الوطني، والقحاطة، ليسوا سواءًا، والله .
والمهمة الآنية هي هزم وتدمير العدو الجنجويدي
وبعدها لكل حادث حديث.
الله الله غالب.
لـواء ركن ( م ) د. يونس محمود محمد
١٠ فبراير ٢٠٢٥م
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الخدمة العسكرية/التسلح/الإكتفاء الدفاعي/جلالة الملك يرسم معالم تعزيز قوة ومناعة الجيش المغربي
زنقة 20 | و م ع
وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، اليوم الأربعاء، “الأمر اليومي” للقوات المسلحة الملكية، وذلك بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لتأسيسها.
وفي ما يلي نص الأمر اليومي :
” الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود،
تحتفل القوات المسلحة الملكية اليوم ومعها الشعب المغربي قاطبة بالذكرى التاسعة والستين لتأسيسها، وهي مناسبة وطنية متجددة، نستحضر فيها بمزيد من الامتنان والإجلال روح مؤسسها وواضع لبنتها الأولى أب الأمة جدنا الملك المجاهد، جلالة المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه، ورفيقه في الكفاح والدنا المنعم جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، الذي سهر على ترسيخ أركان قواتنا المسلحة وتجهيزها، وتكوينها وتأهيلها للقيام بالمهام المنوطة بها.
وستظل هذه الذكرى الغالية من المحطات البارزة في تاريخ وطننا معتزين بتخليدها، بصفتنا القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، مجددين لكم فيها، بمختلف رتبكم ضباطا وضباط صف وجنوداً، نساءً ورجالاً، وبكل انتماءاتكم البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي، سابغ عطفنا ورضانا، على المجهودات العظيمة والتضحيات الجسام التي تبذلونها في سبيل الدفاع عن حوزة الوطن ووحدته الترابية.
ولا يفوتنا في هذا السياق، أن نتوجه بعبارات التحية والتقدير الموصولة بأصدق مشاعر الفخر والاعتزاز، إلى كل أفراد قواتنا المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة، الساهرين ليل نهار على مراقبة حدودنا البرية والجوية والبحرية، وكذا مختلف الوحدات المرابطة بصحرائنا المغربية، متفانين في أداء واجبهم المقدس في حماية وحدة الوطن وأمنه، مجسدين أخلص معاني التلاحم القوي الذي يميز كل المغاربة في الدفاع عن قضيتهم الوطنية الأولى.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود
إننا إذ نفتخر بقواتنا المسلحة الملكية وبمستوى جاهزيتها واستعدادها الدائم لخدمة الوطن والمواطنين، فإننا نشيد بالعمل النبيل والمشرف ذو البعد الإنساني والتضامني الذي تضطلع به الوحدات العسكرية في مجال تدبير المخاطر والكوارث الطبيعية، من خلال التدخلات الميدانية وعمليات الإنقاذ والإغاثة وتقديم المساعدات والخدمات الطبية، التي تتسم دوما بالخبرة والفعالية وحسن التخطيط تنفيذاً لأوامرنا السامية في هذا الإطار.
كما نغتنم هذه المناسبة، لننوه بما تحقق من إنجاز محمود في إطار الخدمة العسكرية، كورش وطني يتيح للشباب المغربي ذكوراً وإناثاً، أداء واجبهم الوطني مستفيدين مما توفره المؤسسة العسكرية من موارد مادية ومعنوية تتيح لهم التشبع بقيم الانضباط والمثابرة والتحمل ونكران الذات، فضلا عن تأهيلهم في ميادين وتخصصات متعددة تسمح لهم بولوج سوق الشغل والمساهمة في نهضة بلدهم ومجتمعهم، معتزين بانتمائهم وبمغربيتهم، مفاخرين بتاريخ وطنهم وأمجاده، وأوفياء لملكهم ولثوابت أمتهم.
إن القوات المسلحة الملكية، وبموازاة مع مهامها في المجال الدفاعي والعسكري والإنساني، واصلت انخراطها الفعال بنفس الحماس والاقتدار في إطار عمليات حفظ الأمن والسلام التابعة للأمم المتحدة، من خلال العمل الجاد الذي تقوم به تجريداتنا العسكرية المنتشرة بكل من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى، والذي يتعزز بإرسال أطر فنية وكوادر طبية متمرسة ضمن العديد من هيئات وبعثات حفظ السلام التابعة للمنظمة الأممية، مما يساهم في الإشعاع الدولي للمملكة، كشريك متميز وموثوق به في دعم واستتباب الأمن والسلم الدوليين.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود
إن التطورات المتسارعة التي يعرفها العالم والتحديات المتزايدة التي تفرضها الظرفية الحالية، وما تفرزه من اضطرابات غير مسبوقة إقليميا ودوليا وإرهاصات أمنية وإجرامية عابرة للحدود، تستوجب من قواتنا المسلحة الملكية التسلح أولاً بالحكمة واليقظة وكذا المعرفة المعمقة من أجل التكيف المستمر مع هذه المستجدات، والاستعداد الدائم لمواجهتها بكل حنكة وحزم ومهنية.
ولقد كان بديهياً أن ينصب اهتمام جلالتنا بشكل دائم ومركز من أجل مواكبة هذه التحولات، على تطوير وإغناء برامج التدريب العسكري وترقية مناهج التكوين العلمي نظريا وتطبيقيا، داخل معاهدنا العليا ومراكزنا التكوينية العسكرية.
إن ما حققناه اليوم من تقدم ملموس في مجال تجهيز قواتنا المسلحة بأحدث المعدات والتقنيات، يواكبه اهتمام متزايد بأهمية الدور المحوري للعنصر البشري الذي كان دائما في صلب أولوياتنا، فبتأهيله وتمكينه من العمل في ظروف جيدة ومريحة تلبي كل متطلبات الحياة المهنية لفائدة منتسبي القوات المسلحة الملكية وتوفير المرافق الضرورية لمزاولة مختلف الأنشطة الرياضية والتثقيفية داخل الثكنات ومراكز التدريب، سنجعل من جنودنا الأداة الفضلى لبلوغ النجاعة والفعالية المطلوبة من أجل الاستخدام الأمثل لمختلف المعدات والمنظومات الدفاعية.
وعلى مستوى آخر، وبنفس العزيمة والإصرار، سنواصل دعم برامج توطين الصناعات العسكرية كأحد الأوراش الوطنية الكبرى التي تحظى برعايتنا السامية والتي حرصنا على توفير كل الظروف المواتية من أجل إنجاحها وفق رؤية مستقبلية متبصرة تصبو إلى بلوغ الاستقلالية المنشودة في المجال الدفاعي، وذلك من خلال وضع إطار قانوني مساند وتحفيزات مهمة لفائدة المستثمرين والشركاء المغاربة والأجانب للنهوض بهذا المشروع الحيوي.
معشر الضباط وضباط الصف والجنود
إن المحافظة على المكتسبات التي حققناها، تستدعي منا مواصلة التعبئة بنفس العزيمة والإخلاص من أجل تعزيز قوة جيشنا ومناعته ومده بكل مقومات الحداثة ووسائل الجاهزية، مع تمكين أطره وأفراده من تجويد مكتسباتهم المادية والمعنوية، مع توفير وتقريب الخدمات الاجتماعية والطبية الضرورية لفائدة أسرهم وعائلاتهم.
فكونوا رعاكم الله في مستوى الأمانة الملقاة على عاتقكم في الدفاع عن حوزة الوطن وسيادته، حريصين على مبادئ أمتنا وإرث أسلافنا، ملتزمين بواجب الوفاء والعرفان لهم بالجميل، وفي مقدمتهم الملكان الراحلان جلالة الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، متضرعين إلى المولى عز وجل أن يشملهما بواسع رحمته، ويسكنهما فسيح جناته، ويجزيهما خير الجزاء على ما أسدياه للوطن من جليل الأعمال.
كما نسأل الله العلي القدير أن يشمل برحماته شهداءنا الأبرار، الذين أبوا إلا أن يقدموا أرواحهم فداء لوحدة الوطن وعزته واستقلاله، مبتهلين إليه سبحانه وتعالى أن يعينكم على خدمة وطنكم والتضحية في سبيله، سائلين الله جل جلاله أن يوفقكم ويسدد خطاكم لما فيه الخير لبلدكم، ملتزمين بواجب الطاعة والامتثال لقائدكم الأعلى، منافحين دائما عن شعارنا الخالد : الله – الوطن – الملك “.