هيئة مستشفى الثورة بالحديدة.. نبض الحياة والإنسانية والتحولات
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
26 سبتمبر نت: جميل القشم |
في قلب مدينة الحديدة، حيث يلتقي نسيم البحر بحرارة التحديات وحكايات البسطاء، تقف هيئة مستشفى الثورة، شاهدا على معاناة البشر وآلامهم، وما خلفته سنوات العدوان والحصار وما قبلهما من مآسي وتزايد مؤشرات الفقر وتفاقم الوضع الانساني والمعيشي لآلاف الأسر.
هناك بين أروقة الطوارئ والأقسام والمراكز الطبية وأصوات الأجهزة، ومن أمام ادارة هيئة المستشفى، تبدأ يوميا قصص عشرات الفقراء القادمون من أرياف ومدن الحديدة، يحملون مرضاهم، يتوسلون المساعدة ومنحهم فرصه لانقاذهم جراء تعذر قدرتهم على دفع تكاليف العلاج.
ورغم الاعباء الكبيرة والإمكانات المادية المحدودة، لا تزال هيئة مستشفى الثورة القبلة الوحيدة للفقراء، بكوادرها الطبية وادارتها الممتلئة بالرحمة والعطاء الانساني، لا تُغلق الأبواب أمام العديد من الفقراء ومن يحتاج إلى مساعدة.
الانسانية أولا :
في إحدى ليالي الصيف الحارة، وصلت إلى المستشفى امرأة حامل تُدعى أم محمد، تعاني من مضاعفات خطيرة، كانت حالتها تستدعي تدخلا جراحيا عاجلا لإنقاذ حياتها وحياة جنينها، وأمام حالتها المادية القاسية وعدم توفر أي امكانات لدفع تكاليف العملية، لم تتردد ادارة المستشفى من مسؤوليتها ولم يتردد الأطباء في بذل كل ما في وسعهم، فخرج الطفل إلى الحياة بصرخة أمل، واستفاقت الأم بابتسامة امتنان.
لم تكن قصة أم محمد الوحيدة؛ فهذه فاطمة كانت تحمل طفلها الصغير أحمد بين ذراعيها، وهو في غيبوبة يعاني من كسر في الرجل اليمنى جرا حادثة سقوط وصعوبة في التنفس، وسوء تغذية حاد، بحثت فاطمة عن مستشفى يستقبله، فوجدت أبوابا مغلقة وأخرى تتطلب تكاليف لا تقوى عليها.
وحين وصلت إلى هيئة مستشفى الثورة، لم يكن لديها سوى الدعاء، لكن ما وجدته هناك غير كل شيء، تم استقبالها رغم الازدحام، وأجريت لطفلها الفحوصات اللازمة، ولم تمض دقائق حتى بدأ الفريق الطبي باجراء العملية وتقديم العلاج الطارئ، وسط جهود الممرضين الذين لم يتوقفوا لحظة عن انقاذ حياة الطفل.
في زاوية أخرى، كانت أم صالح، امرأة مسنة، قادمة من مديرية المنيرة، تجلس على كرسي خشبي، تمسك بيدها وصفة طبية لا تستطيع شراءها، اقتربت منها إحدى الممرضات، وسألتها بلطف عن مشكلتها، بعد دقائق، كانت الأدوية بين يديها، قدمها لها أحد المحسنين الذين يساهمون في دعم المستشفى.
نجاح من بين الركام :
لم ينهار هذا المستشفى الذي يعد الملجأ الوحيد لأبناء محافظة الحديدة والعديد من مناطق المحافظات المجاورة، أمام وطأة الظروف القاسية، حيث بدأت قصته في النجاح والتحول إلى معجزة إنسانية من بين ركام التحديات والصعاب وفي ظل سنوات الحرب والعدوان على البلاد.
في عام 2018، كانت الأوضاع الصحية في الحديدة كارثية، خاصة مع تصاعد العدوان على اليمن الذي جعل المستشفى يواجه نقصا حادا في الأدوية والتجهيزات الطبية، بينما كانت أروقة الطوارئ تغص بالمرضى والمصابين.
ووسط هذه التحديات، كان رئيس الهيئة الدكتور خالد أحمد سهيل، يعمل بلا كلل أو ملل، حتى مع شح الإمكانيات، فكان يرى في عيون الأمهات الحزن والخوف على أطفالهن المرضى، وفي أنين الجرحى صرخات استغاثة تستدعي التحرك الانساني وتحمل المسؤولية بجدارة. .
بداية التحول في عام 2022، وبعد جهود حثيثة من إدارة هيئة المستشفى والسلطات المحلية، تم افتتاح مركز الحميات وطب المناطق الحارة والأمراض المعدية، هذا المشروع شكل نقطة تحول، توالت بعده العديد من المشاريع وتزويد المستشفى بأحدث الأجهزة الطبية والمخبرية وتدشين العمل باحدث الأجهزة التشخيصية والرنين المغناطيسي والقسطرة. وشهد المستشفى نقلة نوعية في تطوير أقسام الطوارئ والعناية المركزة، وافتتاح مراكز العلاج الطبيعي والحروق والاطراف الصناعية والأجهزة التعويضية وغيرها وتوسعة خدمات رعاية المرأة والأطفال، وادخال خدمات جديدة، واجراء عمليات جراحية معقدة بايدي كوادر طبية محلية مما منح المرضى فرصة أفضل للعلاج.
كانت ادارة المستشفى ممثلة برئيس الهيئة الدكتور خالد سهيل، تشاهد بأمل كيف أصبح المستشفى قادرا على استقبال المزيد من المرضى وعلاج حالات لم يكن يستطيع التعامل معها سابقا، لتؤكد أن هذا التطور لم يكن مجرد أرقام وإحصائيات، بل يعني إنقاذ أرواح، وإعادة الأمل لأسر وحالات مرضية كانت تظن أن لا نجاة لها.
رسالة حياة :
اليوم، وبعد كل ما شهدته هيئة مستشفى الثورة من انجاز ونجاح كبير، أصبحت نموذجا للصمود والتحدي، حيث تستمر مشاريع التطوير وتوسعة الخدمات والعديد من الجهود التي لم تذهب سدى، لأن في كل طفل يشفي، في كل أم تجد الأمان، وفي كل حياة تنقذ، هناك قصة إنسانية تكتب بحروف الأمل. وهكذا تستمر هيئة مستشفى الثورة العام في الحديدة كقلعة طبية انسانية، تقدم الأمل لكل من يحتاجه، وتساهم في تقديم خدمات مجانية للمرضى غير القادرين على تحمل التكاليف، انها ليست منشأة طبية فحسب، بل نبض حياة تمنح الأمل للمرضى، وتؤكد أن الإنسانية هي أعظم قوة يمكن أن تنتصر على كل التحديات.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: هیئة مستشفى الثورة
إقرأ أيضاً:
إنشاء أول مستشفى عالي التخصص في السويس | خدمات علاجية متقدمة
أكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، أن مستشفى الجهاز التنفسي والرعاية الرئوية بمحافظة السويس هو أول مستشفى عالية التخصص ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل بالمحافظة، حيث يقدم خدمات تشخيصية وعلاجية متقدمة لأمراض الجهاز التنفسي والصدر، ويعد نموذجًا للرعاية الطبية المتخصصة التي تهدف إلى تحسين جودة حياة المواطنين وتقديم رعاية صحية دقيقة وآمنة.
وأوضح الدكتور السبكي أن المستشفى قدّم منذ بدء التشغيل أكثر من 38 ألف خدمة طبية متكاملة، تشمل أكثر من 4 آلاف خدمة طوارئ، و200 رعاية ومناظير شُعبية، و16 ألف فحص تشخيصي، و7 آلاف خدمة بالأقسام الداخلية والعيادات الخارجية، إلى جانب العديد من الخدمات الطبية الأخرى.
وأشار السبكي إلى أن المستشفى مقام على مساحة تزيد عن 12 ألف متر مربع ويضم 122 سريرًا تشمل 100 سرير داخلي، و10 رعاية مركزة، و12 غرفة عزل، إلى جانب 8 عيادات خارجية، ووحدات متقدمة للطوارئ، والأشعة، والمعامل، والمناظير، وخدمات التأهيل الرئوي، لضمان تقديم رعاية متكاملة لجميع المرضى.
المستشفى يقدم خدمات متقدمةوأضاف أن المستشفى يقدم خدمات متقدمة لتشخيص وعلاج أمراض الصدر والجهاز التنفسي، تشمل: الأزمات التنفسية الحادة، الالتهابات الرئوية الفيروسية، الربو ومضاعفات الشُعب الهوائية، حالات تليف الرئة، تشخيص ومتابعة الدرن الرئوي وخارج الرئة، متابعة مخالطي الدرن، وتقييم وظائف التنفس، وذلك على يد فرق طبية مؤهلة ومتخصصة.
وأكد رئيس الهيئة أن المستشفى يمثل إضافة قوية لمنظومة الرعاية الصحية المتخصصة بمحافظة السويس، وهو جزء من منظومة متكاملة تضم ثلاثة مستشفيات متخصصة، وهي: مستشفى الكبد والجهاز الهضمي والمناظير، مستشفى الجهاز التنفسي والرعاية الرئوية، ومستشفى دار صحة المرأة والطفل، وتتمتع جميعها بقدرات وتجهيزات وكوادر طبية عالية لتعزيز تقديم خدمات الرعاية الصحية المتخصصة لمنتفعي منظومة التأمين الصحي الشامل، بما يضمن توفير خدمات دقيقة وآمنة لجميع المواطنين.
واختتم الدكتور السبكي بالتأكيد على أن الهيئة العامة للرعاية الصحية مستمرة في تطوير منشآتها بمحافظة السويس وتعزيز قدرتها على تقديم خدمات طبية متخصصة عالية الدقة، تنفيذًا لرؤية الدولة المصرية في الارتقاء بالخدمات الصحية وتوفير رعاية متكاملة وآمنة لجميع المواطنين.