صحيفة الاتحاد:
2025-10-14@03:02:29 GMT

«حق الليلة».. إرث شعبي بطابع عصري

تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT

خولة علي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة مديرة اليونسكو: الإمارات شريكنا الرئيسي في حماية التراث «حق الليلة».. احتفالات بنكهة تراثية في «دبي للثقافة»

مناسبة «حق الليلة»، تُعد من أبرز التقاليد الشعبية الإماراتية والخليجية التي تتجدد كل عام بروحها الأصيلة وطقوسها التراثية المتوارثة عن الأجداد، فهي تنشر الفرحة في البيوت والأحياء، أبطالها الأطفال الذين يجوبون الفرجان بملابسهم الشعبية، حاملين أكياساً ملونة مملوءة بالحلوى والمكسرات، وهم يرددون أهازيج تراثية «عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم»، و«جدام بيتكم وادي، والخير كله ينادي».

هذه المناسبة التراثية تعكس عمق التقاليد الإماراتية وروح التلاحم المجتمعي، حيث تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، بالرغم مما طرأ عليها من تجدد في مظاهرها وتفاصيلها إلا أنها ما زالت محافظة على مكانتها في المجتمع. 

«الخرايط»
تتحدث الوالدة والباحثة مريم سعيد سالم عن ذكرياتها الخاصة بـ«حق الليلة»، التي تُعد امتداداً حياً لعادات أهل الإمارات والخليج، قائلة: «كانت البيوت تبدأ الاستعدادات قبل أسبوع من النصف من شعبان، حيث تنشغل الأمهات بحياكة الأكياس التراثية المعروفة بـ«الخرايط»، من بقايا الأقمشة المنزلية، وغالباً ما يخصص القماش الأبيض للأولاد، بينما تزين أكياس البنات بنقوش وألوان زاهية».
وتضيف: «قبل أيام من المناسبة، يتجه الرجال إلى الأسواق الشعبية لشراء خليط من الحلوى والمكسرات، مثل البرميت، الملبس، الزبيب، الجوز، الميز، والفول السوداني، ورغم اختلاف طرق التحضير بين الماضي والحاضر، إلا أن جوهر الطقوس ظل كما هو، حيث ينطلق الأطفال جماعات لجمع الحلويات من المنازل».

حلوى ومكسرات
وتوضح الوالدة مريم أن الأمهات والجدات كن يفترشن الحصير في فناء المنزل، حيث تخلط الحلوى والمكسرات في وعاء كبير استعداداً لاستقبال الأطفال، وكانت الأبواب تفتح منذ الظهيرة، ليبدأ الأطفال بالتجول بين المنازل، يتسابقون لجمع الحلويات وملء أكياسهم، وتنتهي المسيرة مع غروب الشمس، ليعودوا إلى منازلهم مفعمين بالفرح والبهجة. 

بساطة وتواصل
عن رؤية أجيال اليوم لهذه المناسبة، تعبّر أمل العبدولي عن سعادتها وابتهاجها بهذا اليوم، قائلة: «(حق الليلة) مناسبة جميلة ننتظرها كل عام، حيث نحتفل بها في المدارس والمراكز التجارية، من خلال توزيع الحلويات في أكياس مرتبة مسبقاً»، وتتابع: «صحيح أن هذه الطريقة تجعل الجميع يستمتع بها، لكنها فقدت جزءاً من عفويتها وروحها القديمة التي كانت سائدة في الماضي، حين كان الأطفال يجوبون الأحياء بأنفسهم، يطرقون الأبواب ويتبادلون الضحكات مع الجيران كما ذكر لي والداي، وأتمنى أن نستعيد هذه الأجواء المفعمة بالبساطة والتواصل الحقيقي بين الناس». 

روح التراث
رغم التطور الذي تشهده الاحتفالات بـ«حق الليلة»، إلا أنها لا تزال تحتفظ بروحها التراثية، حيث تقول الوالدة مريم سعيد «اليوم نجد الأمهات يتنافسن في الاحتفال بتجهيز ديكورات المكان، ثم يبدأ الأطفال في ارتداء الملابس التقليدية المصممة بأقمشة وقصات تعكس روح التراث، كما أصبحت أكياس الحلوى أكثر تنوعاً في تصميمها وألوانها، لكنها ما زالت تحتفظ بلمسة من الموروث المحلي».

أهازيج وأناشيد
ترى أمل العبدولي أن هناك جهوداً جميلة تبذل داخل العائلات لإعادة إحياء العادة بأسلوب مختلف، وتضيف: نجتمع في بيت العود، كل عام لنحتفل بـ«حق الليلة» بطريقة خاصة تعيد لنا الأجواء التقليدية ولكن بأسلوب منظم وممتع، حيث يتم تخصيص زاوية في المنزل تحمل زينة وألوان «حق الليلة»، وتشهد عرض الحلويات والمكسرات في سلال جميلة، ويطوف أطفال العائلة على الأركان، ليجمعوا حصتهم من الحلويات كما لو أنهم يتنقلون بين بيوت الحي قديماً، وتصدح الأهازيج التراثية، ويردد الأطفال الأناشيد، مما يخلق أجواءً رائعة ومبهجة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: حق الليلة التلاحم المجتمعي التقاليد الإماراتية العادات والتقاليد التراث التراث الإماراتي التراث الشعبي التراث الشعبي الإماراتي حق اللیلة

إقرأ أيضاً:

المغرب.. استقبال شعبي لاثنين من ناشطي (أسطول الصمود)

الرباط - حظي ناشطان مغربيان من المشاركين في "أسطول الصمود العالمي" الهادف إلى كسر الحصار عن غزة، مساء الأحد، باستقبال شعبي واسع في مطار محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، بعد الإفراج عنهما عقب اعتقالهما من قبل الجيش الإسرائيلي خلال الرحلة البحرية نحو القطاع.

وقال مراسل الأناضول، إن عشرات الحقوقيين والمواطنين احتشدوا في ساحة الاستقبال بالمطار، حيث استقبلوا عزيز غالي، نائب رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، والناشط عبد العظيم بن الضراوي، بتقديم الورود والهتافات المؤيدة لتحركات أسطول الصمود.

وردد المشاركون شعارات مثل: "غالي يا رفيق.. لا زلنا على الطريق" و"جينا من كل مدينة.. غزة غالية علينا"، كما رفعوا لافتات كتب عليها: "الشعب المغربي وكل قواه الحية يرحبون ببطلي الصمود والحرية غالي وبن الضراوي".

وقبل أسبوع، هاجمت إسرائيل في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط "أسطول الصمود" العالمي أثناء إبحاره باتجاه القطاع الفلسطيني.

واعتقلت إسرائيل تعسفيا مئات الناشطين الذين كانوا على متنه، قبل أن تفرج عن معظمهم، وسط أحاديث عن تعرضهم لـ"تعذيب" و"سوء معاملة".

ومنذ نحو 18 سنة، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية، جراء تداعيات حرب الإبادة التي شنتها لأكثر من عامين منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و806 قتلى، و170 ألفا و66 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.

مقالات مشابهة

  • د. عمرو حسن في المؤتمر الدولي للنساء الطبيبات: 64.5 % من وفيات الأمهات كانت قابلة للوقاية
  • طريقة عمل حلى الشعيرية بالحليب والمكسرات
  • في جونية... سرقة 16 ألف دولار من داخل محل لبيع الحلويات
  • عمرو حسن: النزيف وتسمم الحمل وراء أغلب وفيات الأمهات في مصر
  • مريم الجندي تلفت الأنظار بأحدث جلسة تصوير
  • لقاء المحامين في عانوت: بازرلي يعد بإصلاحات وتأمين صحي عصري
  • المغرب.. استقبال شعبي لاثنين من ناشطي (أسطول الصمود)
  • ضمن جهود وزارة الثقافة للارتقاء بمقوماتها التراثية.. الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي يطّلع على المشاريع الحالية والمستقبلية بـ”جدة التاريخية”
  • سعره صادم.. روبوت صيني قادر على الحمل والولادة بديلًا عن الأمهات
  • الرئيس المصري في عيون العالم.. زعامة بطابع فريد