«حق الليلة».. إرث شعبي بطابع عصري
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
خولة علي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةمناسبة «حق الليلة»، تُعد من أبرز التقاليد الشعبية الإماراتية والخليجية التي تتجدد كل عام بروحها الأصيلة وطقوسها التراثية المتوارثة عن الأجداد، فهي تنشر الفرحة في البيوت والأحياء، أبطالها الأطفال الذين يجوبون الفرجان بملابسهم الشعبية، حاملين أكياساً ملونة مملوءة بالحلوى والمكسرات، وهم يرددون أهازيج تراثية «عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم»، و«جدام بيتكم وادي، والخير كله ينادي».
«الخرايط»
تتحدث الوالدة والباحثة مريم سعيد سالم عن ذكرياتها الخاصة بـ«حق الليلة»، التي تُعد امتداداً حياً لعادات أهل الإمارات والخليج، قائلة: «كانت البيوت تبدأ الاستعدادات قبل أسبوع من النصف من شعبان، حيث تنشغل الأمهات بحياكة الأكياس التراثية المعروفة بـ«الخرايط»، من بقايا الأقمشة المنزلية، وغالباً ما يخصص القماش الأبيض للأولاد، بينما تزين أكياس البنات بنقوش وألوان زاهية».
وتضيف: «قبل أيام من المناسبة، يتجه الرجال إلى الأسواق الشعبية لشراء خليط من الحلوى والمكسرات، مثل البرميت، الملبس، الزبيب، الجوز، الميز، والفول السوداني، ورغم اختلاف طرق التحضير بين الماضي والحاضر، إلا أن جوهر الطقوس ظل كما هو، حيث ينطلق الأطفال جماعات لجمع الحلويات من المنازل».
حلوى ومكسرات
وتوضح الوالدة مريم أن الأمهات والجدات كن يفترشن الحصير في فناء المنزل، حيث تخلط الحلوى والمكسرات في وعاء كبير استعداداً لاستقبال الأطفال، وكانت الأبواب تفتح منذ الظهيرة، ليبدأ الأطفال بالتجول بين المنازل، يتسابقون لجمع الحلويات وملء أكياسهم، وتنتهي المسيرة مع غروب الشمس، ليعودوا إلى منازلهم مفعمين بالفرح والبهجة.
بساطة وتواصل
عن رؤية أجيال اليوم لهذه المناسبة، تعبّر أمل العبدولي عن سعادتها وابتهاجها بهذا اليوم، قائلة: «(حق الليلة) مناسبة جميلة ننتظرها كل عام، حيث نحتفل بها في المدارس والمراكز التجارية، من خلال توزيع الحلويات في أكياس مرتبة مسبقاً»، وتتابع: «صحيح أن هذه الطريقة تجعل الجميع يستمتع بها، لكنها فقدت جزءاً من عفويتها وروحها القديمة التي كانت سائدة في الماضي، حين كان الأطفال يجوبون الأحياء بأنفسهم، يطرقون الأبواب ويتبادلون الضحكات مع الجيران كما ذكر لي والداي، وأتمنى أن نستعيد هذه الأجواء المفعمة بالبساطة والتواصل الحقيقي بين الناس».
روح التراث
رغم التطور الذي تشهده الاحتفالات بـ«حق الليلة»، إلا أنها لا تزال تحتفظ بروحها التراثية، حيث تقول الوالدة مريم سعيد «اليوم نجد الأمهات يتنافسن في الاحتفال بتجهيز ديكورات المكان، ثم يبدأ الأطفال في ارتداء الملابس التقليدية المصممة بأقمشة وقصات تعكس روح التراث، كما أصبحت أكياس الحلوى أكثر تنوعاً في تصميمها وألوانها، لكنها ما زالت تحتفظ بلمسة من الموروث المحلي».
أهازيج وأناشيد
ترى أمل العبدولي أن هناك جهوداً جميلة تبذل داخل العائلات لإعادة إحياء العادة بأسلوب مختلف، وتضيف: نجتمع في بيت العود، كل عام لنحتفل بـ«حق الليلة» بطريقة خاصة تعيد لنا الأجواء التقليدية ولكن بأسلوب منظم وممتع، حيث يتم تخصيص زاوية في المنزل تحمل زينة وألوان «حق الليلة»، وتشهد عرض الحلويات والمكسرات في سلال جميلة، ويطوف أطفال العائلة على الأركان، ليجمعوا حصتهم من الحلويات كما لو أنهم يتنقلون بين بيوت الحي قديماً، وتصدح الأهازيج التراثية، ويردد الأطفال الأناشيد، مما يخلق أجواءً رائعة ومبهجة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: حق الليلة التلاحم المجتمعي التقاليد الإماراتية العادات والتقاليد التراث التراث الإماراتي التراث الشعبي التراث الشعبي الإماراتي حق اللیلة
إقرأ أيضاً:
مشروع «أيادي مصر».. بروتوكول تعاون بين «التضامن» و«التنمية المحلية» لتسويق المنتجات التراثية
وقعت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس مجلس إدارة صندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية بروتوكول تعاون بمقر مجلس الوزراء بمدينة العلمين الجديدة بشأن مشروع "أيادي مصر" لتسويق المنتجات التراثية واليدوية والتمكين الاقتصادي.
حضر توقيع البروتوكول المستشار كريم قلاوي المستشار القانوني لوزارة التضامن الاجتماعي، هشام محمد مدير مكتب وزيرة التضامن الاجتماعي، رامي عباس مستشار وزيرة التضامن الاجتماعي للمراسم والمعارض.
ويهدف البروتوكول إلى التعاون المشترك بين الوزارتين، خاصة في موضوعات التنمية الاقتصادية المحلية والتمكين الاقتصادي للفئات الأكثر احتياجاً والشباب والمرأة ودعم التكتلات الاقتصادية بمختلف محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى التعاون بين الجانبين في دعم المشروع القومي" أيادي مصر" لتسويق الحرف التراثية واليدوية بالمحافظات.
ويهدف كذلك إلى التوسع في عملية تسويق المنتجات التراثية واليدوية عبر منصة " أيادي مصر الرقمية" من خلال التحول الرقمي المتضمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما في ذلك الاستخدام الموسع لتطبيقات الهواتف المحمولة في المناطق الريفية والحضرية إلى جانب التوسع في انتشار الإنترنت على نطاق واسع في المناطق المستهدفة لضمان استفادة المجتمعات الريفية من التحول الرقمي.