على غرار غزة.. إسرائيل تجبر الفلسطينيين على النزوح  من الضفة ومطالبات من الليكود بفرض السيطرة

 

على غرار نكبة 1948 ونكسة 1967، وفي قطاع غزة، تشهد الضفة الغربية أكبر موجة نزوح قسري منذ 5 عقود، حيث اضطر آلاف الفلسطينيين إلى مغادرة منازلهم بفعل عملية "السور الحديدي" التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم وطوباس، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

الأكثر عنفًا وقسوة

وقال النازحون أن هذه الموجة "الأكثر عنفًا وقسوة" مقارنة بجميع عمليات التهجير السابقة التي نفذها الاحتلال، خاصة منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023.

وأضافوا أن الاحتلال استخدم في عملياته أساليب "الإرهاب المطلق" ضد السكان، حيث اقتحم المنازل، هدمها، وأجبر الأهالي على مغادرتها تحت التهديد المباشر، مما دفعهم إلى الفرار بشكل جماعي بحثًا عن ملجأ آمن.

وتتزامن هذه التحركات مع تصاعد دعوات داخل حزب الليكود لإعلان فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية، وهو ما يشكل تصعيدًا خطيرًا قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة.

سياسات التهجير القسري في الضفة الغربية

وتواصل السلطات الإسرائيلية هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية، خاصة في القدس والمناطق المصنفة "ج"، مما يجبر العائلات على النزوح القسري نحو مناطق أخرى أو البحث عن ملجأ خارج الضفة.

كما تسمح شرطة الاحتلال للمستوطنين بزيادة الهجمات العنيفة التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين، تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم إحراق ممتلكات، والاعتداء على القرى، وإجبار السكان على ترك منازلهم خوفًا من التصعيد المستمر.

تواصل إسرائيل بناء المستوطنات بشكل غير مسبوق في الضفة الغربية، مع مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية، مما يُحكم سيطرتها على المنطقة ويُضيّق الخناق على السكان.

تصاعد المطالب بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة

في ظل هذه التطورات، طالب 11 وزيرًا من حزب الليكود رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية، ما يعني إلغاء أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

يرى أعضاء الليكود واليمين المتطرف أن هذه اللحظة مناسبة لتثبيت السيطرة الإسرائيلية على الضفة، مستغلين الدعم الأميركي، وتشتت المجتمع الدولي بسبب الأزمات العالمية الأخرى.

تداعيات ضم الضفة الغربية

لكن هذه الخطوة ستؤدي إلى تداعيات خطيرة، أبرزها: تصاعد العمليات العسكرية للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، ما قد يؤدي إلى اندلاع انتفاضة جديدة.

بالإضافة إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا، خاصة أن واشنطن حذرت من أي "إجراءات أحادية الجانب"، زيادة عزلة إسرائيل دوليًا، وربما فرض عقوبات اقتصادية عليها من قبل بعض الدول الأوروبية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جيش الاحتلال الضفة الغربية جنين طوباس طولكرم الدولة الفلسطينية فی الضفة الغربیة على الضفة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تهدم منازل الفلسطينيين في نور شمس ومسيرة للمستوطنين برام الله

هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي منازل مواطنين في مخيم نور شمس (شرقي مدينة طولكرم) وذلك في إطار عمليات هدم مستمرة للمنازل في مخيمات طولكرم وجنين ونور شمس ضمن عملياتها العسكرية المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر في الضفة الغربية.

يُذكر أن عشرات المنازل ستهدم وفق قرارات سبق أن اتخذها جيش الاحتلال في سياق إجراءاته العقابية المشددة بالضفة. وتمنع قوات الاحتلال المواطنين الذين ستهدم منازلهم من دخولها لأخذ بعض متعلقاتهم الخاصة.

ومن ناحية أخرى، شارك عشرات المستوطنين في مسيرة استفزازية انطلقت من مستوطنة "عطيرت" حتى مستوطنة "حلميش" (شمال غرب مدينة رام الله) بالضفة الغربية.

وقالت مصادر محلية للجزيرة إن عشرات المستوطنين -الذين يحملون الأعلام الإسرائيلية- مروا بالشارع الرئيسي المحاذي لقرية أم صفا (شمال غرب رام الله) تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وطالبوا بمصادرة مزيد من أراضي الفلسطينيين لصالح الاستيطان.

وفي الخليل، أفادت مصادر للجزيرة أن أكثر من 10 مستوطنين سيطروا على كهف وخيمة يقطنها فلسطينيون مهجرون من قرية "خِلّة الضبع" بمَسَافر يَطّا (جنوب الخليل).

وكانت قوات الاحتلال هدمت القرية قبل أقل من شهر، وطلبت من سكانها هجرها بذريعة أنها منطقة تدريب عسكري، الأمر الذي قابله الفلسطينيون بالرفض وشرعوا في بناء خيام وحفر كهوف للسكن فيها.

إعلان مستوطنات جديدة

في غضون ذلك، أدانت الحكومة الإسبانية بشدة إقرار الحكومة الإسرائيلية إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة المحتلة، واعتبرتها غير شرعية بموجب القانون الدولي، وتقوض حل الدولتين، وتهدد السلام.

وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قد صدق -في جلسة سرية- على إقامة وتوسيع 22 مستوطنة جديدة في الضفة.

ويشمل القرار 7 مستوطنات (شمال الضفة) قرب جنين، و4 مستوطنات (قرب رام الله) وأخرى في الخليل والقدس وأريحا، في حين وصفت جهات فلسطينية القرار بأنه "جريمة حرب" و"عبث بالجغرافيا الفلسطينية".

ووفق تقارير فلسطينية، فإن عدد المستوطنين في الضفة بلغ بنهاية عام 2024 نحو 770 ألفا، موزعين على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية.

والمستوطنة هي التي تقام بموافقة الحكومة الإسرائيلية، بينما البؤر الاستيطانية يقيمها مستوطنون من دون موافقة من الحكومة.

وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين، وتدعو منذ سنوات إلى وقفه، ولكن من دون جدوى.

وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة -بما فيها القدس الشرقية- مما أدى إلى استشهاد 972 فلسطينيا على الأقل وإصابة نحو 7 آلاف واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.

وترتكب إسرائيل بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات.. وتصدم حافلة حجّاج في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية
  • إسرائيل تهدم منازل الفلسطينيين في نور شمس ومسيرة للمستوطنين برام الله
  • المزارع الاستيطانية تغزو الضفة الغربية للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: الاحتلال يستغل المساعدات لترسيخ النزوح وإذلال الفلسطينيين
  • روسيا تشن هجوماً واسعا على أوكرانيا بـ 90 مسيّرة
  • الحكومة الإسرائيلية تعلن عن مشروع استيطاني ضخم يضم 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية
  • الأمم المتحدة: المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تهدد حل الدولتين
  • بالصور.. الكهوف في حياة الفلسطينيين
  • الحكومة الإسرائيلية تصادق على بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية