مفاجآت أمنية على الحدود اللبنانية – السورية.. الاشتباكات لم تغيّر شيئا!
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
على الرغم من الاشتباكات العنيفة التي تشهدها الحدود اللبنانية - السورية، خصوصًا في منطقة حاويك والقريبة من الهرمل، لا تزال عمليات التهريب نشطة بين البلدين، ما يعكس تعقيد المشهد الأمني واستمرار ظاهرة التهريب رغم المحاولات المتكررة للسيطرة عليها. فقد اندلعت المواجهات في الأيام الأخيرة بين العشائر اللبنانية المنتشرة في المنطقة من جهة، وقوات الأمن السورية من جهة ثانية.
ورغم التصعيد الأمني، لم تنجح هذه الاشتباكات في وقف تدفّق البضائع عبر المسالك غير الشرعية، حيث يواصل المهربون استغلال التضاريس الجغرافية الوعرة والمناطق النائية للتهرب من المراقبة. ومع تزايد حدّة التوتر، تدخّل الجيش لاحقًا لاستلام زمام الأمور، في محاولة لاحتواء الأوضاع الأمنية ومنع انزلاق المنطقة إلى مزيد من الفوضى، مع تعزيز المراقبة على المعابر الحدودية غير الرسمية بهدف الحدّ من استمرار عمليات التهريب التي باتت تؤثر بشكل مباشر على الوضعين الأمني والاقتصادي في لبنان.
في هذا السياق، تشير مصادر أمنية لـ"لبنان24" إلى أن عمليات التهريب تشمل بشكل رئيسي المحروقات والغاز التي تُنقل من لبنان إلى سوريا، بينما تأتي الخضار والخردة في الاتجاه المعاكس من سوريا إلى لبنان. وتُنفّذ هذه العمليات بشكل أساسي عبر معبر الواويات في منطقة وادي خالد الحدودية بعكار، وهو واحد من المعابر غير الشرعية العديدة التي يستغلها المهربون.
ورغم تشديد المراقبة الأمنية، إلا أن المهربين يستغلون الطبيعة الجغرافية الوعرة والمناطق النائية التي يصعب على القوى الأمنية ضبطها بالكامل، ما يساهم في استمرار عمليات التهريب. ويستخدم المهربون طرقًا فرعية غير معبّدة، وغالبًا ما تتم عمليات التهريب ليلًا لتفادي نقاط التفتيش، حسب المصدر.
وكانت السلطات السورية الجديدة قد اتهمت "حزب الله" بشنّ هجمات على قوات أمن سورية ورعاية عصابات تهريب عبر الحدود، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة عن قائد المنطقة الغربية في إدارة أمن الحدود، مؤيد السلامة، قوله إن اشتباكات اندلعت خلال الأسبوع الفائت مع عصابات التهريب المسلحة في قرى حاويك وجرماش ووادي الحوراني وأكوم السورية، وذلك أثناء حملة تمشيط أطلقتها القوات السورية لضبط الحدود الغربية ومنع استمرار عمليات التهريب. كما أكد السلامة أن السلطات السورية وضعت خطة متكاملة لضبط الحدود بالكامل، تأخذ في الاعتبار التحديات الجغرافية والأمنية التي تواجهها المنطقة، مع التشديد على حماية السكان من أي مخاطر أمنية قد تنجم عن استمرار عمليات التهريب.
من جهته، أشار المصدر الأمني لـ"لبنان24" إلى أن القوات السورية التابعة لإدارة أمن الحدود ما زالت في حالة استنفار في المنطقة، خوفًا من عودة المجموعات المسلحة التي دخلت لبنان، مؤكّدًا استمرار عمليات التأمين والمراقبة لمنع أي تسلل أو استغلال للحدود في عمليات غير مشروعة.
كما أوضح أن الجيش السوري يعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني، لضمان عدم تصاعد التوتر على الحدود المشتركة.
بالتوازي مع التصعيد الأمني والاشتباكات على الحدود اللبنانية - السورية، تم الكشف مؤخرًا عن شبكة تزوير ضخمة كانت تسعى إلى طباعة الدولار الأميركي وضخّه في الأسواق اللبنانية والسورية، حيث نفّذ الجيش السوري عملية واسعة النطاق في منطقة القصير بريف حمص، استهدفت مكافحة الأنشطة غير القانونية وضبط عمليات التهريب المستمرة عبر الحدود مع لبنان. وأسفرت هذه العملية عن تفكيك شبكة متخصصة في تزوير العملات، كانت تلعب دورًا أساسيًا في تمويل شبكات التهريب وتجارة المخدرات. وكشفت التحقيقات أن أفراد هذه الشبكة استخدموا آلات متطورة لطباعة عملات أجنبية مزيفة داخل ورش سرية على الحدود.
وبعد ضبط المنشأة، قامت السلطات بإتلاف كميات كبيرة من العملات المزورة التي كانت معدّة للتداول، في محاولة للحدّ من تأثير هذه الأنشطة على الأسواق المحلية. وفي سياق متصل، تمكّنت قوات حرس الحدود السورية من فرض سيطرتها على المنطقة بعد أيام من الاشتباكات، أعقبها إطلاق عمليات بحث وتمشيط واسعة لتعقّب أي أنشطة غير قانونية أخرى. كما أعلنت السلطات السورية، يوم الاثنين الماضي، عن ضبط معامل لإنتاج المخدرات وكميات من الأسلحة، في إطار حملة أمنية شاملة تهدف إلى الحدّ من التهريب وتعزيز الاستقرار على الحدود مع لبنان.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على الحدود
إقرأ أيضاً:
بعد تحميل أحمد الشرع المسؤولية.. حكومة سوريا ترد على إسرائيل واتهام جماعة بإطلاق قذائف من داخل الأراضي السورية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—ردت وزارة الخارجية السورية، الأربعاء، على الهجوم الإسرائيلي بالمدفعية والذي قال الجيش الإسرائيلي إنه جاء ردا على إطلاق قذائف من داخل الأراضي السورية، وتحميل وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، للرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع المسؤولية عن ذلك.
وقالت المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية السورية في تصريح نفلته وكالة الأنباء الرسمية: "لم يتم حتى اللحظة التثبت من صحة الأنباء المتداولة عن قصف باتجاه الجانب الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن "هناك أطرافاً عديدة تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة.. نؤكد أن سوريا لم ولن تشكل تهديداً لأي طرف في المنطقة، وأن الأولوية القصوى في الجنوب السوري تكمن في بسط سلطة الدولة، وإنهاء وجود السلاح خارج إطار المؤسسات الرسمية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار لجميع المواطنين".
وأدان المكتب الإعلامي السوري "بشدة القصف الإسرائيلي الذي استهدف قرى وبلدات في محافظة درعا، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة"، مبيناً أن "هذا التصعيد يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية، ويزيد من حالة التوتر في المنطقة، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التهدئة والحلول السلمية"، داعيا "المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في وقف هذه الاعتداءات، وإلى دعم الجهود الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا والمنطقة".
وكانت الجيش الإسرائيلي قد أعلن، مساء الثلاثاء، قصف مدفعيته لأهداف في جنوب سوريا، ردا على هجوم نادر من الأراضي السورية، قائلا في بيان: "قبل قليل، قصفت المدفعية جنوب سوريا ردا على إطلاق قذائف باتجاه الأراضي الإسرائيلية".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: "نحمل (الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية) أحمد الشرع المسؤولية المباشرة عن أي تهديد أو إطلاق نار موجه إلى إسرائيل، سيأتي رد شامل قريبا، ولن نسمح بالعودة إلى 7 أكتوبر/ تشرين الأول"، في إشارة إلى الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل في 2023.
وأعلنت "كتائب الشهيد محمد الضيف" مسؤوليتها عن الهجوم، واصفةً إياه بأنه ضربة "ضد قوات العدو الصهيوني"، وظهرت "الكتائب"، التي سُميت تيمنا بالقائد الراحل للجناح العسكري لـ"حماس"- لأول مرة في 2024، رغم أن "حماس" نأت بنفسها عن الجماعة في بيان صدر، مساء الثلاثاء.