خلفيات المواجهات الحدودية: وقف التهريب والإمداد للحزب
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": انتقل الانشغال الداخلي إلى الحدود اللبنانية - السورية، حيث سجلت اشتباكات بين القوات السورية وعشائر الهرمل وعناصر تابعة لـ"حزب الله"، هي الأولى من نوعها منذ سقوط النظام السوري السابق وتسلم أحمد الشرع رئاسة البلاد. وفي حين أثارت هذه المواجهات خشية في الداخل اللبناني من إمكان توسعها، طرحت أكثر من علامة استفهام حيال خلفياتها وما إذا كانت تصب في إطار التصدي لعصابات التهريب المنتشرة هناك، أو أنها تنطوي على أبعاد سياسية، منها ما يتصل بقرار سوري بضبط الحدود أو ضبط عمليات الحزب الذي يستند إلى هذا الممر البري لإمداداته العسكرية والمالية.
تتقاطع المعلومات الواردة على وضع هذه المواجهات في إطار عزم الإدارة السورية الجديدة على ضبط الحدود وفرض السيطرة الكاملة عليها، في ظل قرار الشرع التزام ما تتطلبه عودة سوريا إلى محيطها العربي، كما إلى المجتمع الدولي وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، من خلال توجيه رسالة مفادها أن القيادة السورية الجديدة جدية في منع استعمال أراضيها وحدودها مع لبنان لتنفيذ عمليات تهريب ليس لمصلحة "حزب الله" فحسب، وإنما أيضاً لمصلحة الشبكات العاملة على خطي لبنان وسوريا.
والحال أن مسألة التهريب لا تقتصر على السلاح والأموال للحزب، وإنما أيضاً المطلوب منع تهريب الكبتاغون إلى الدول العربية.وما يعني الجانب اللبناني في هذه المسألة هو انخراط الجيش في المواجهات والتزامه ضبط الحدود لوقف عمليات التهريب للسلاح والمخدرات بالحد الأدنى المتاح له في المرحلة الراهنة، في انتظار قرار السلطة التنفيذية بهدف تغطية أي تحركات على الحدود بقرار سياسي يصدر عن الحكومة اللبنانية، منعاً لأي عملية استدراج تقوده إلى مواجهات مباشرة مع القوات السورية وكانت قيادة الجيش أعلنت قبل أيام أنها أصدرت الأوامر للوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الشمالية والشرقية بالرد على مصادر النار بناء على توجيهات من رئيس الجمهورية. وتؤكد مصادر عسكرية أن الموقف اللبناني الرسمي لا يختلف عن الموقف السوري لجهة الحرص على وقف منع استعمال الاراضي اللبنانية لاستهداف دول عربية، أو استعمال الأراضي السورية كخط إمداد للمال والتهريب وتصدير الممنوعات. وكان هذا الموقف مدار بحث بين الرئيس اللبناني والشرع في الاتصال بينهما، وترجم بنجاح القوات السورية في إحباط العديد من عمليات التهريب عبر الحدود غير الشرعية. لكن المصادر لم تخف خشيتها من استمرار المواجهات شمالاً في هذا التوقيت الحساس المتزامن مع انتهاء مهلة اتفاق وقف النار في الجنوب، وسط استمرار إسرائيل في عملياتها وطلبها تمديد مهلة الانسحاب، ما يمكن أن يشكل ضغطاً على الجيش من ناحية توزع وحداته شمالاً وجنوباً في ظل إمكانات محدودة.
لكن المؤكد بالنسبة إلى هذه المصادر أن لبنان بدأ مسار تعزيز سلطته على المعابر الحدودية على نحو يطمئن الجانب الإسرائيلي حيال قطع الإمدادات لـ"حزب الله" لمنع تسليحه مجدداً، بما يضمن التنفيذ الجدي للقرار الدولي 1701.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بعد خطوات مماثلة اتخذتها سيول.. كوريا الشمالية تفكك بعض مكبرات الدعاية الحدودية
أقدمت بيونغ يانغ، وفق ما أعلنت كوريا الجنوبية، على تفكيك بعض مكبرات الدعاية الحدودية، وذلك بعد خطوات مماثلة اتخذتها سيول مطلع الأسبوع. اعلان
أعلنت القوات المسلحة الكورية الجنوبية السبت 9 آب/أغسطس إنها رصدت قيام الجيش الكوري الشمالي بتفكيك بعض مكبرات الصوت الدعائية الموجهة نحو الجنوب في أجزاء من المنطقة الحدودية، وذلك بعد خطوات مماثلة اتخذتها كوريا الجنوبية.
وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها سيول مثل هذا الإعلان منذ تولي الرئيس لي جاي ميونغ منصبه قبل شهرين، وبدء بلاده تفكيك مكبرات الصوت الخاصة بها.
وأكدت القوات المسلحة في كوريا الجنوبية أن "من الضروري إجراء مزيد من التأكيد لمعرفة ما إذا كانت عملية التفكيك تجري في جميع المناطق"، مشددة على أنها ستواصل مراقبة الأنشطة ذات الصلة.
وسعيًا لتهدئة التوتر مع بيونغ يانغ، أوقفت حكومة لي الليبرالية، التي خلفت حكومة محافظة، البث الدعائي الموجه لانتقاد النظام الكوري الشمالي بعد وقت قصير من توليه منصبه. وفي يوم الاثنين، بدأت السلطات الكورية الجنوبية إزالة مكبرات الصوت التي تبث رسائل مناهضة لكوريا الشمالية على طول الحدود، في إطار مساعي لي لإحياء الحوار المتوقف بين الخصمين التاريخيين.
ولا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية التقنية، إذ انتهت الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953 بهدنة، فيما شهدت العلاقات بين الجانبين تدهورًا في السنوات الأخيرة.
Related لا حوار مع "حكومة الثقة العمياء بواشنطن".. بيونغ يانغ ترفض مقترحات سول وتؤكد تمسكها بتحالف موسكوبيونغيانغ تهدم مركز لم الشمل بين الكوريتين.. ضربة جديدة لآمال المصالحةكيم يؤكد دعم كوريا الشمالية المطلق لروسيا في حرب أوكرانيا ما هي حرب المكبرات بين الكوريتين؟تُعرف "حرب المكبرات" بين الكوريتين بأنها واحدة من أكثر مظاهر الحرب النفسية شهرة في العالم المعاصر، حيث يستخدم الطرفان مكبرات صوت ضخمة على طول المنطقة منزوعة السلاح لبث رسائل دعائية وأغانٍ وأخبار موجهة نحو أراضي الطرف الآخر. بدأت هذه الحرب الصوتية بعد انتهاء الحرب الكورية عام 1953، حين ظلت الكوريتان في حالة حرب من الناحية القانونية بموجب اتفاق الهدنة الذي أوقف القتال دون توقيع معاهدة سلام. ومنذ ذلك الوقت، استخدمت المكبرات كأداة للتأثير على معنويات الجنود والسكان، وكسلاح سياسي في فترات التوتر.
على مدى العقود، تغيّر مضمون البث تبعًا للظروف السياسية. ففي الجنوب، ركزت الرسائل على انتقاد النظام الشمولي في بيونغ يانغ، ونشر أخبار من العالم الخارجي، وبث موسيقى البوب الكوري الجنوبي التي يُحظر سماعها في الشمال، إضافة إلى تسليط الضوء على الفوارق الاقتصادية والمعيشية بين البلدين. أما في الشمال، فقد انصبت الرسائل على تمجيد قيادة بيونغ يانغ وانتقاد الحكومات الكورية الجنوبية، مع دعوات للوحدة تحت راية الشمال.
شهدت "حرب المكبرات" محطات مفصلية، كان أبرزها توقف البث في بعض الفترات ضمن اتفاقات خفض التوتر، كما حدث في أواخر السبعينيات والثمانينيات. وفي عام 2004، توصل الجانبان إلى اتفاق لوقف الحرب الدعائية وتفكيك مكبرات الصوت في إطار إجراءات بناء الثقة. غير أن الأحداث الميدانية كثيرًا ما أعادت هذه الحرب الصوتية إلى الواجهة، كما حدث في عام 2015 عندما أُعيد تشغيل المكبرات من جانب سيول عقب إصابة جنديين بانفجار ألغام على الحدود نُسبت إلى الشمال، ما أدى إلى تبادل القصف المدفعي، قبل أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق جديد لوقف البث.
وفي عام 2018، شهدت شبه الجزيرة الكورية فترة انفراج لافتة بعد قمة جمعت الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، حيث اتفق الجانبان على تفكيك جميع مكبرات الصوت الحدودية. لكن هذا الهدوء لم يدم طويلًا، إذ عادت التوترات في السنوات التالية، مع تهديدات متبادلة بإعادة نصب الأجهزة وتشغيل البث الدعائي.
اليوم، لا تزال "حرب المكبرات" تُستخدم كورقة ضغط سياسية بين البلدين. ففي كل مرة تتدهور فيها العلاقات، يعود أحد الطرفين إلى تشغيل البث، ما يدفع الآخر إلى الرد بالمثل. وتُقرأ هذه الخطوة في العادة كإشارة سياسية واضحة، إما على نية التصعيد أو على بوادر تهدئة إذا ما تم إيقافها. وبذلك، أصبحت مكبرات الصوت على الحدود الكورية رمزًا لصعود وهبوط العلاقات بين الجارتين اللدودتين، ومرآة للتقلبات المستمرة في شبه الجزيرة الكورية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة