تنازل أم استراتيجية؟.. الاتحاد الأوروبي يخفف القيود عن الذكاء الاصطناعي لتعزيز الاستثمار
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في تحول مفاجئ، أعلنت المفوضية الأوروبية عن تخفيف بعض القواعد التنظيمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستثمارات الأوروبية في هذا القطاع المتنامي. ويؤكد مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن هذه التعديلات تأتي لدعم الشركات الأوروبية وتعزيز القدرة التنافسية، وليس استجابةً لضغوط شركات التكنولوجيا الأمريكية أو تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تخفيف القواعد التنظيمية
صرّحت هينا فيركونين، نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية المسؤولة عن السياسة الرقمية، أن بروكسل تسعى لتقليل الأعباء الإدارية على الشركات التقنية، مؤكدة أن الهدف ليس فرض المزيد من التزامات الإبلاغ، بل دعم بيئة أعمال أكثر ديناميكية. وأشارت إلى أن المفوضية ستتراجع عن بعض الإجراءات، مثل إلغاء توجيه المسؤولية عن الذكاء الاصطناعي، ضمن حملة أوسع لإزالة القيود البيروقراطية.
التأثير الأمريكي على القرار
يأتي هذا التحرك في وقت يشهد تصعيدًا بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث انتقد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الغرامات المفروضة على شركات التكنولوجيا الأمريكية، ملوحًا بإجراءات انتقامية. كما أبدى وادي السيليكون استياءه من القواعد الأوروبية، حيث وصفها نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس خلال قمة باريس للذكاء الاصطناعي بأنها "مرهقة دوليًا".
التحديات أمام عمالقة التكنولوجيا
وفقًا لقانون الذكاء الاصطناعي الجديد في الاتحاد الأوروبي، يتم تصنيف الأنظمة الذكية إلى ثلاث فئات وفقًا لمستوى المخاطر التي تشكلها على صحة الإنسان والأمن. وتشمل القواعد قيودًا إضافية على النماذج المتقدمة مثل GPT-4 من OpenAI وGoogle Gemini، حيث يتوجب عليها الكشف عن تفاصيل تدريب بياناتها لضمان الشفافية.
لكن هذه اللوائح تعرضت لانتقادات من شركات كبرى مثل جوجل وميتا، حيث وصف جويل كابلان، كبير مسؤولي الضغط في ميتا، القواعد الجديدة بأنها "غير قابلة للتطبيق تقنيًا".
الاتحاد الأوروبي بين الانفتاح والتنظيم
رغم هذه التعديلات، شددت فيركونين على أن الاتحاد الأوروبي لا ينوي التراجع عن جهوده في تنظيم المنصات الرقمية الكبرى، مؤكدةً أن القواعد الأوروبية "تعمل على تحقيق تكافؤ الفرص" بين جميع الفاعلين في السوق الرقمي.
وأضافت: "نحن منفتحون على الأعمال التجارية، ولكن لا يمكن أن يكون عالمنا الرقمي غربًا متوحشًا بلا قوانين."
مع هذه التعديلات، يحاول الاتحاد الأوروبي السير على خط رفيع بين تشجيع الابتكار والحفاظ على ضوابط صارمة على التكنولوجيا المتقدمة. ولكن يبقى التساؤل مطروحًا: هل سيؤدي هذا التخفيف إلى تحفيز الشركات الأوروبية أم أنه مجرد استجابة لضغوط خارجية قد تعيد تشكيل المشهد الرقمي العالمي؟.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المفوضية الأوروبية الذكاء الاصطناعي الاستثمارات الأوروبية الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
احذر فخ الذكاء الاصطناعي: مشهد وهمي بتقنية Veo 3 يثير الجدل
الرياض
أثار مقطع فيديو تم إنشاؤه عبر تقنية Veo 3 للذكاء الاصطناعي جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما ظن كثيرون أنه يصور مشهدًا حقيقيًا لفتاة من الواقع، قبل أن يتبين لاحقًا أنه مجرد إنتاج رقمي دقيق لا علاقة له بالحقيقة.
المقطع، الذي نشره أحد الحسابات المهتمة بالتقنيات الحديثة، صور فتاة تتحرك في مشهد طبيعي للغاية من حيث الإضاءة، وتفاصيل الوجه، ولغة الجسد، ما دفع بعض المتابعين لمحاولة البحث عنها والتفاعل معها على أساس أنها شخصية حقيقية، دون إدراك أنها من صنع خوارزميات.
الفيديو أعاد تسليط الضوء على التحديات الأخلاقية والمخاطر المحتملة المرتبطة بتطور أدوات الذكاء الاصطناعي، خاصة في قدرتها على خلق محتوى واقعي بالكامل لأشخاص لا وجود لهم، مما يفتح الباب أمام الاستخدامات الخاطئة مثل التضليل، الابتزاز، أو التلاعب بالمعلومات.
ومن جهتهم، شدد خبراء التقنية على ضرورة التحقق من مصادر المحتوى قبل تصديقه أو تداوله، داعين إلى تعزيز الوعي الرقمي بين المستخدمين في ظل تسارع تطور أدوات إنشاء الصور والفيديوهات الذكية.
كما علق أحد المتخصصين قائلًا: “في عصر الذكاء الاصطناعي، لم يعد كل ما تراه عينك حقيقة، كن واعيًا ولا تقع في الفخ”.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/06/oZfq2Hzr0o1X6UDr.mp4