ملتقى أديس أبابا يفشل في جمع الليبيين.. حضور للنظام السابق وغياب للأطراف الرئيسية شرقا وغربا
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
فشلت جهود الاتحاد الإفريقي في جمع كافة الأطراف الليبية للتوقيع على ميثاق السلام والمصالحة، اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث لاقى التوقيع ترحيبا أحاديا عبر ممثلي سيف الإسلام القذافي، وسط تغيب ممثلين عن مناطق الشرق والغرب الليبي.
وعبّر رئيس جمهورية الكونغو ورئيس اللجنة العليا للاتحاد الإفريقي بشأن ليبيا، دينيس ساسو نغيسو، عن أمله في أن يساعد هذا التوقيع الأطراف الليبية على تشكيل حكومة موحدة وجيش وطني موحد ومؤسسات وطنية ذات سيادة.
من جانبه، حمّل موسى الكوني، النائب بالمجلس الرئاسي الليبي، القيادات السياسية في الشرق والغرب مسؤولية تأخر ليبيا عن موعدها مع الصلح ولم الشمل، معتبرا غيابهم عن حفل التوقيع في أديس أبابا تقاعسا يعرقل مساعي المصالحة الوطنية.
وفي المقابل، أبدى محمد تكالة، تحفظاته على مسودة مشروع الميثاق الوطني للمصالحة الليبية المعد من قبل الاتحاد الأفريقي، مشيرا إلى أن الصياغة تخلط بين مصطلحي المصالحة الوطنية والتسوية السياسية.
كما انتقد تكالة عدم ذكر آليات تطبيق العدالة الانتقالية وتجاهل القانون رقم 29 لسنة 2013 الصادر عن المؤتمر الوطني العام.
وفي الـ28 من يناير الماضي، أعلنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية المنعقد في الزنتان، اكتمال كافة الترتيبات اللازمة لإعلان ميثاق السلام والمصالحة الوطنية.
وقالت اللجنة إن هذا الميثاق يمثل ثمرة تعاون الليبيين ومساندة الاتحاد الإفريقي وإرادة شعب الليبي في طي الماضي والمضي نحو التنمية والاستقرار .
وفي الـ28 يناير ، زار وزار وزير الخارجية الكونغولي جان كلود جاكوسو ووفد من الاتحاد الأفريقي مدينة الزنتان والتقى عددا من القيادات السياسية والعسكرية والاجتماعية لمناقشة مستجدات المصالحة الوطنية.
كما زار الوفد مدينة بنغازي في الـ27 من ينايرب الماضي، لتسليم رسالة لقائد قوات الكرامة خليفة حفتر لحضور اجتماع أديس أبابا .
وفي 7 يناير 2024، أقر مجلس النواب بالأغلبية في جلسة بمدينة بنغازي قانون المصالحة الوطنية.
وفي نوفمبر 2024، دعا المنفي عقيلة صالح إلى إقرار قانون المصالحة المحال من الرئاسي دون إجراء أي تعديلات.
المصدر: قناة ليبيا الأحرار
رئيسيملتقى أديس أبابا Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0المصدر: ليبيا الأحرار
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف رئيسي
إقرأ أيضاً:
بين حرية جورج وغياب زياد
أسوأ أنواع الكتابة هي الكتابة الناجمة عن شعور متناقض؛ كالكتابة عن الفرح ومضاده، عن الموت ونقيضه؛ فلا تعرف التعبير عن البهجة ولا وصف الأسى الجاثم على النفس بعد وقوع حدث أليم. وهذا ما حدث خلال الأيام الماضية؛ إذ لم يدم فرح استقبال المناضل الأممي اللبناني جورج إبراهيم عبدالله (74 عاما) في بيروت أكثر من أربع وعشرين ساعة، فقد نهض اللبنانيون والعرب على خبر صاعق برحيل الفنان زياد الرحباني، كأن لبنان لا يحتمل شخصيتين مناضلتين في الوقت نفسه وفي البلد ذاته، ولا يعترف إلا بالحزن والفقد والخسارة مثلما كتب الشاعر اللبناني شوقي بزيع (74 عاما) قصيدته (جبل الباروك) في رثاء الزعيم كمال جنبلاط ( 1917-1977)
«أرضَ الخسارة يا لبنانُ هل رجلٌ
يعيدُ للنَّاسِ بعد اليومِ ما خسروا»
لا نريد أن نسهب في الحديث عن الشخصيات الوطنية اللبنانية التي فُقدت في لبنان، لكن سأعرّج قليلا على هذه الفرحة المنقوصة لدى الجماهير العربية التي تصطف إلى القضايا والمواقف التي يُعبّر عنها بالفعل والقول كل من جورج وزياد؛ فجورج البالغ من العمر (74 سنة) قضى أكثر من أربعة عقود في السجون الفرنسية، بتهمة «قتل الدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بار سيمان توف، والدبلوماسي الأمريكي تشارلز ر. راي في باريس عام 1982»، ولكن تهمته الحقيقية تكمن في تشكيله لتنظيم الفصائل الثورية اللبنانية المسلحة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي للبنان، والانتماء إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهذا الموقف لم يتزحزح عنه ولم يتراجع، وكأن العقود الأربعة التي قضاها في المعتقل الفرنسي ما هي إلا نزهة في طريق الحرية. فحين نزل في بيروت، أشاد بالمقاومة قائلا: «المقاومة باقية وممتدة، ولا يمكن اقتلاعها، وأن إسرائيل تعيش آخر فصول نفوذها».
في رسالة واضحة بأن النضال ضد المشروع الصهيوني لا توقفه السجون ولا القوانين الظالمة التي زجت بجورج خلف القضبان، ورضوخ القضاء الفرنسي للضغوطات الأمريكية والإسرائيلية بعدم الإفراج عن جورج، إذ عبّرت الولايات المتحدة عن غضبها بعد خروج جورج من السجن، وكذلك تل أبيب.
أما زياد الرحباني فقد شكّل ظاهرة ثقافية فريدة من نوعها، إذ وظّف الفن في خدمة القضايا الإنسانية العادلة، ولم يستسلم لوهج اسم والديه عاصي الرحباني والسيدة فيروز، ولم يشأ العيش تحت مظلة فيروز والرحابنة. بل شق لنفسه طريقا آخر منذ إقدامه على تلحين أغاني فيروز وهو في سن الطفولة، وحين واجهته صعوبة الحياة وتعرض لمنغصاتها قابلها بالسخرية والفن معا. كان يمكن لزياد أن يعيش حياة أخرى غير تلك التي عاشها، لكنه أخلص لضميره الإنساني وحمّل فنه وثقافته معاناة الإنسان وآلامه، مجسدا بذلك قيمة الثقافة الحقيقية المنحازة للإنسان والدفاع عن الكرامة والحق في حياة آمنة وحرة. لهذا حظي زياد بحب الجماهير التي تختلف معه سياسيا وتتفق معه فنيا، فالفتى الذي تجرأ على تغيير نمط الغناء لفيروز ترك بصمته التي لا تُمحى في سجل الموسيقى العربية، مؤكدا بذلك على أن الفن الملتزم يبقى ولا يفنى يدوم ولا يزول وتزداد شعبيته كلما كان الواقع قاسيا وموجعا.
رحل زياد وسيرحل جورج حتمًا، ولكن لا يبقى إلا الأثر الخالد المدون بالمواقف التي لا تقبل المهادنة ولا ترضى إلا بالانحياز إلى الحق مهما كانت التكلفة أو قلة سالكي درب الحق.