بشاير آل علي.. منصة تعزّز ثقافة الابتكار
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
خولة علي (أبوظبي)
بشاير آل علي، شابة إماراتية تسعى إلى تعزيز ثقافة الابتكار والتفكير الإبداعي في العالم العربي، من خلال تأسيسها منصة مبتكرة موجهة باللغة العربية، لتصبح المنصة أحد أعمدة التوعية المجتمعية في مجال الابتكار والتعريف به، خصوصاً بين الأطفال والشباب والنساء.
بشاير مهندسة حاصلة على بكالوريوس في الهندسة الصناعية والإدارة الهندسية من جامعة الشارقة، وعلى شهادة مهنية في الابتكار والاستراتيجية من جامعة هارفارد، ومحترفة معتمدة في الابتكار من معهد الابتكار العالمي (GInI)، كما أنها حاصلة على شهادة تصميم ثقافة الابتكار من المعهد العالمي لإدارة الابتكار (GIMI)، وهي خريجة برنامج «صنّاع المستقبل» من غرفة تجارة وصناعة عجمان، وخريجة برنامج (Forward) للقادة الشباب، مما ساهم في تطوير مهاراتها في التفكير الإبداعي والمساهمة في بناء مجتمع مبتكر، أيضاً حصلت على جائزة «القائدة الأكثر ديناميكية في مجال الهندسة الصناعية»، ضمن المؤتمر العالمي للنساء في ريادة الأعمال لعام 2023، الذي نظمه (Berkeley Middle East).
حسّ الابتكار
عن رحلتها في عالم الابتكار، تقول بشاير آل علي «الابتكار بالنسبة لي يلازمني منذ الصغر، حيث كنت في المراحل الدراسية كثيرة الاطلاع وصاحبة فضول وذات رغبة في تعلم أشياء جديدة، وفهم ماهيّتها»، ونتيجة تلقيها عدة مساقات في الجامعة تصب في مجال الابتكار، أصبح لديها حسّ الابتكار، ثم سعت للتخصص في الهندسة الصناعية والإدارة الهندسية لبناء مهاراتها في التفكير الإبداعي ووضع خطط تنفيذية للحلول معاً.
وخلال المرحلة المهنية والعملية، أصبح جانب الابتكار لديها أكثر نضجاً وتركيزاً في مجالات تخدم المؤسسات والجهات التي عملت لها، حيث ساهمت في رفع درجة الوعي بشكل كبير بين الموظفين والزملاء، ولا يمكن تجاهل الدور الحكومي في توجيه الجيل الصاعد نحو الابتكار بتوفير إمكانات تدعم مسيرتهم وطموحاتهم.
تعلم ذاتي
حول تطوير مهاراتها في هذا المجال، تشير آل علي إلى أنها ركزت على التعلم ذاتياً لتطوير مهاراتها، لافتة إلى أن التعلم الذاتي هو مفتاح التميز والتقدم والتطور، لأنه قائم على رغبة الإنسان في دخول عوالم جديدة والاستفادة منها، وقد حرصت على حضور دورات متخصصة في الابتكار، إضافة إلى قراءة الكتب والمقالات التي تخدم أهدافها وطموحاتها لصقل مهاراتها.
منصة مبتكرة
وعن أهمية المنصة المبتكرة والهدف من تأسيسها، تقول آل علي: نتيجة للمخزون المعرفي الذي تكوّن لدي خلال رحلتي، شعرت بالحاجة إلى نشر هذه المعرفة باللغة العربية من خلال تأسيس «منصة رقمية» عام 2021، لتعزيز ثقافة الابتكار والتفكير الإبداعي في العالم العربي خصوصاً بين الأطفال والشباب والنساء، وقد حرصت على أن تكون المنصة مصدراً قوياً للمعرفة والمعلومات العلمية والتطبيقية في مجال الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال، من خلال مجموعة برامج تدريبية متنوعة تجلب الابتسامة والإلهام للمجتمع والعالم، كما قمت بتصميم «بطاقات مبتكره» لها طابع مختلف، وكل بطاقة تحتوي على مجموعة كلمات ومحفزات ممتعة، تُلهم القارئ وتدفعه إلى إبداع ابتكارات تفيد العالم.
ورش تطوعية
وقد قدمت آل علي أكثر من 20 ورشة عمل تطوعية لأكثر من 600 منتسب من جهات مختلفة، بمراكز أطفال الشارقة، ومركز حمدان بن راشد للموهبة والابتكار، ومكتبات الشارقة، ووزارة الثقافة والشباب، وجامعة الشارقة وبلدية دبي، وساهمت هذه الورش في تعلّم أكثر من 200 منتسب لمهارات جديدة، إضافة إلى طرح منشورات وتقارير متخصصة في تطوير الأفكار ومهارات الابتكار، باستخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، الدرونز، وغيرها، إلى جانب حضورها للمؤتمرات كمتحدثة أو لتغطية الجوانب الخاصة بالابتكار للمتابعين والمهتمين.
تنشئة جيل واعٍ
عن دورها في غرس مفاهيم الابتكار في نفوس الأجيال الجديدة، تقول بشاير آل علي: لعل أكثر الفئات التي تستفيد من المحتوى الذي أقدمه حول الابتكار هي الأجيال الحالية، حيث عملت في مجالي التوعوي على إيجاد شخصية «مبتكرة» صديقة للأطفال بالدرجة الأولى، كما قدمت العديد من الدورات حرصاً على تنشئة جيل واعٍ بأهمية الابتكار، وهي تعمل حالياً على إنشاء موقع إلكتروني ليكون مرجعاً ومنصة مناسبة لكل ما يتعلق بالابتكار والتقنيات الحديثة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: اللغة العربية جامعة هارفارد معهد الابتكار العالمي الشارقة جامعة الشارقة أبوظبي الأطفال ثقافة الابتکار فی مجال
إقرأ أيضاً:
هيئة الإعلام الإبداعي تحتفي بـ10 سنوات في تمكين المواهب الشابة
اختتمت هيئة الإعلام الإبداعي النسخة العاشرة من المخيم الإعلامي الصيفي السنوي، والذي تحتفي من خلاله هذا العام بمرور عقد من الإلهام والتمكين لجيل جديد من المهنيين الإعلاميين الصغار في أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة.
أطلقت الهيئة مبادرة المخيم الإعلامي الصيفي لأول مرة في عام 2016، لترسّخ جهودها في تنمية ودعم المواهب منذ سن مبكّرة، وأصبحت ركيزة أساسية في بناء قطاع إعلامي إبداعي تنافسي ومستدام. وتأسس المخيم لتعريف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة بالمهارات الإبداعية التي يتيحها المجال الإعلامي. وتطوّرت المبادرة منذ ذلك الوقت، لتُصبح إحدى أبرز المنصّات الوطنية لرعاية جيل جديد من رواة القصص وصُنّاع الأفلام والمبدعين في مجال المحتوى الإبداعي، حيث استقطبت حتى الآن أكثر من 390 طالباً، يُشكّل المواطنون الإماراتيون 77% منهم.
وقال محمد ضبيع، المدير العام لهيئة الإعلام الإبداعي بالإنابة: “نحتفي هذا العام بالنسخة العاشرة من المخيّم الإعلامي الصيفي، الذي شكّل ركيزة أساسية لجهودنا في بناء قطاع إبداعي يواكب التوجهّات المستقبلية، ويُجسّد الالتزام المستمر لدولة الإمارات العربية المتحدة برعاية المواهب المحلية، وإلهام الجيل القادم لاستكشاف الفرص التي يوفرها قطاع الإعلام باعتباره مجالاً يحفز على الابتكار والإبداع. وعلى مدار عقد، تحوّل العديد من خريجي المخيم إلى نماذج ملهمة في القطاع الإعلامي والإبداعي.
وحقّق المخيم تطوّراِ لافتاً من حيث الانتشار والأثر على مرّ السنوات، حيث تم توسيع نطاقه في عام 2020 ليشمل شريحة عمرية أوسع، مستهدفاً المشاركين من الفئة العمرية 12 إلى 15 عاماً. كما شهد توسعّاً دولياً مميزاً، وذلك بتعاونه مع مكتب الدبلوماسية العامة والثقافية في وزارة الخارجية في عام 2021، حيث استضاف طلاباً من كل من مملكة البحرين، وجمهورية مصر العربية، وإثيوبيا.
وساهمت الشراكات طويلة الأمد مع جهات رائدة مثل شبكة أبوظبي للإعلام، وCNN، وبداية ميديا، والمركز الثقافي الكوري، ويوبي سوفت، وtwofour54، وساند ستورم كوميكس، إلى جانب عدد من الجهات الحكومية والخاصة، في إثراء المخيم بخبرات متعدّدة ورؤى عالمية. كما شهدت الدورات الأخيرة انضمام مجموعة من الشركاء الإعلاميين المبدعين، من بينهم أكاديمية IMI للإعلام، وE-Stars، وأبوظبي للألعاب والرياضات الإلكترونية، وبودكاست “النالية”، حيث قدموا جلسات تخصصية متنوعة أضافت بعداً جديداً للمحتوى والمعرفة المقدمة للمشاركين.
ولا يقتصر تأثير المخيم على محتواه التعليمي فحسب، بل يمتد ليُشكّل مجتمعاً متكاملاً من الطاقات الشابة الملهمة، حيث قامت هيئة الإعلام الإبداعي بإشراك 217 متطوعاً، كان من بينهم عدد كبير من خريجي المخيم الذين عادوا للمشاركة كموجّهين ومرشدين، وهو ما يمثل تجسيداً حقيقياً لروح الانتماء والاستمرارية التي تميزت بها مسيرة المبادرة.
ونظّمت هيئة الإعلام الإبداعي فعالية خاصة للاحتفاء بمرور عشر سنوات على انطلاق المخيم، حيث جمعت خلالها خريجي المخيّم وشركائه الأوائل، ومرشديه المجتمعيين الذي كان لهم دوراً محورياً في تشكيل مسيرته الملهمة. وتأتي هذه الاحتفالية بالتزامن مع “عام المجتمع” كتجسيد لالتزام الهيئة بدعم مبادئ نقل ومشاركة المعرفة والتعلّم بين الأجيال، وترسيخ الإبداع المجتمعي كقيمة راسخة. وشهد المخيم جلسات حواريّة متميّزة ركزت على إبراز القيم الإماراتية الأصيلة مثل الضيافة والاحترام المتبادل والتلاحم المجتمعي باعتبارها ركائز أساسية للمخيم منذ انطلاقته.
وقالت عائشة الجنيبي، مدير إدارة المواهب في هيئة الإعلام الإبداعي: “استهدفنا منذ إطلاقنا للمبادرة تشجيع الشباب على اكتشاف إمكاناتهم الإبداعية، وذلك من خلال تزويدهم بالأدوات والمهارات التي تُمكّنهم من التجربة العملية في مجالات السرد القصصي والإنتاج الفني والعمل الجماعي في هذه المرحلة العمرية، بما يُسهم في بناء المهارات وتعزيز الثقة لتسريع انطلاق مسيرتهم المستقبلية في قطاع الإعلام”.وام