حلقة بصحم عن دور الذكاء الاصطناعي في التعليم
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
نظمت الكلية المهنية بصحم اليوم حلقة تدريبية بعنوان «تأثير أنظمة الكتابة المعززة بالذكاء الاصطناعي على الكتابة الأكاديمية للطلاب».
تأتي هذه الحلقة في إطار جهود الكلية لمواكبة التطورات الرقمية وتعزيز جودة التعليم الأكاديمي والمهني، بما يسهم في إعداد كوادر تعليمية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية في قطاع التعليم.
تم تنظيم الحلقة بالتعاون مع عبدالله الوهايبي، محاضر بجامعة صحار، وبحضور مجموعة من أعضاء الهيئات التدريسية من الكليات المهنية في صحم والخابورة وشناص.
وقال خالد المعمري مدير الكلية: إن الحلقة تهدف لتطوير مهارات الطلاب من خلال تبني أحدث التقنيات التعليمية، موضحا أن دمج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية يسهم بشكل كبير في تحسين جودة التدريس وتعزيز الأداء الأكاديمي للطلاب.
من جانبها أشارت الدكتورة رقية الوهايبية رئيسة قسم اللغة الإنجليزية إلى أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الكتابة الأكاديمية أصبح أمرًا أساسيًا، حيث يتيح للطلاب الحصول على تغذية راجعة فورية تسهم في تطوير مهاراتهم اللغوية بدقة وفعالية أكبر.
وأكد محمد آل عبدالسلام محاضر بقسم اللغة الإنجليزية أن الحلقة لم تكن مجرد تدريب على أدوات الذكاء الاصطناعي، بل كانت منصة لتبادل الخبرات بين المحاضرين حول أحدث الأساليب التعليمية في مجال الكتابة الأكاديمية.
كما أكدت لميس الشيدية محاضرة لغة إنجليزية بالكلية المهنية بالخابورة أن أدوات الذكاء الاصطناعي توفر للطلاب فرصة لتحسين جودة كتاباتهم الأكاديمية، مما يساعدهم في إعداد أبحاث وتقارير أكثر دقة واحترافية.
من جانبها أوضحت موزة المعمرية محاضرة بالكلية المهنية بصحم وصاحبة فكرة التنسيق مع المحاضر، أن الهدف من الحلقة كان تعريف أعضاء هيئة التدريس والطلاب بأحدث التقنيات التي يمكن استخدامها لتحسين الكتابة الأكاديمية، مشيرةً إلى أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات لدعم التطوير الأكاديمي المستمر.
وأوصت الحلقة بتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في التدريس الأكاديمي، وتنظيم حلقات عمل دورية لتعريف أعضاء هيئة التدريس والطلاب بأحدث التطورات في مجال الكتابة الأكاديمية، إلى جانب تعزيز التعاون الأكاديمي بين الكليات المهنية وجامعة صحار في مجالات البحث والتطوير.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی الکتابة الأکادیمیة
إقرأ أيضاً:
هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟
منذ أن دخل الذكاء الاصطناعي أجهزة الطلبة، ارتفع الاعتماد عليه في شتى مجالات الحياة، وأصبح يخترق أجهزة الطلبة والأكاديميين والعامة، فقد أشار تقرير الوظائف الصادر في مايو من العام الفائت إلى حاجة ماسة لإعادة تشكيل المهارات والقدرات التي تراجعت بنسبة كبيرة عند الناس بسبب اعتمادهم على تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يكشف ضرورة ملحة لإعادة تشكيل وتطوير المهارات بما يخدم الإنسان ومجتمعه.
يكرر أغلب الطلبة الضغوطات والصعوبات الدراسية كمبررات لاستعمال هذه التقنيات، لأنهم ينتقلون من نظام تعليمي إلى نظام مختلف من حيث المناهج وطرق المذاكرة والاحتياج إلى مهارات مختلفة في البحث والتفكير واستيعاب المادة العلمية فيلجأ الكثير منهم للذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في إنجاز الأعمال وتوليد الأفكار، على الجانب الأخر يعتمد الخريجون على الذكاء الاصطناعي بسبب الضغط الدراسي الهائل بحكم ضيق الوقت لديهم ويباشرون من تلك اللحظة فقدان بعض مهاراتهم قبل إقبالهم على الحياة خارج الجامعة سواء الحياة الوظيفية أو العامة.
لقد اجتاحت نماذج الذكاء الاصطناعي حياة الطلبة، وأصبحوا يعتمدون عليها في كثير من جوانب حياتهم، فهي قادرة على توفير إجابات للتساؤلات التي تخطر في أذهانهم، وعلى صعيد آخر تتيح هذه المنصات إمكانية كتابة المقالات وترجمتها وتلخيصها، وغيرها من الإمكانيات التي تخدم الطلبة في مقاعد الدراسة، كما أن المناهج الدراسية الثقيلة وكثرة المواد والاختبارات تسبب ضغطًا كبيرًا، فيلجؤون لهذه التقنيات لتحقيق درجات عالية أو إنجاز أعمالهم على أقل تقدير، وفي سؤالي لمجموعة من طلبة الجامعة عن دوافع استعمال الذكاء الاصطناعي قالوا: لتوفير الوقت والجهد فهو يقدّم نتائج سريعة ومباشرة، يطرح ذلك إشكالاً في مدى رغبة الناس في بذل جهد للتعلم والبحث وتخصيص الوقت لذلك؟
يعتمد الطلاب على الذكاء الاصطناعي لإنجاز المهام دون بذل الجهد الكافي لفهمها ولها تأثير على المهارات الأساسية فتقلّ القدرة على البحث وتحليل المعلومات عند الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، وإذا اعتمد الطلاب فقط على الذكاء الاصطناعي لإيجاد الحلول، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل قدرة الطالب على التفكير المستقل والتفكير النقدي، ويحث المختصون على منع استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض المجالات التي تحرم المستخدمين من فرص تطوير القدرات المعرفية والاجتماعية.
أصبح تحسين المهارات والتعلم لدى الطلبة أكثر أهمية اليوم، مثل تلك المهارات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تطويرها كالتفكير التحليلي والتعاطف والاستماع النشط والقيادة والتأثير الاجتماعي، إن اكتساب المعلمين المهارات اللازمة لدمج الذكاء الاصطناعي في أساليب التدريس الخاصة بهم بشكل فعال عمل لا بد من القيام به، ويتطلب سد هذه الفجوة برامج تطوير مهني شاملة لضمان راحة المعلمين وكفاءتهم في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع متطلبات العصر دون التأثير السلبي على مهارات الجيل القادم.
يستعمل الطلبة الذكاء الاصطناعي إذا ما تبادر أي سؤال في ذهنهم وهذا يقلص من الاستعانة بالكتب العلمية الموثقة وأخذ المعلومة منها، وأشار مجموعة من طلبة الطب إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي في كثير من الأحيان تقدم معلومات خاطئة خاصة في الأسئلة الطبية الدقيقة أو العلمية بشكل عام، وينصح المختصون بضرورة الموازنة بين التقنية والكتب من خلال توعية الطلبة بضرورة البحث عن المعلومات من الكتب الموثّقة وخاصة المعلومات العلمية والثقافية والتاريخية. لابد أن تكون هذه التقنيات أدوات مساعدة فهي لا تؤدي دور الباحث أبدا، بالإضافة أن النتائج التي تقدمها قد تظهر تحيزات سياسة أو أخطاء علمية لأنها مبرمجة وفق أنظمة معينة.
من جهة أخرى، يحذر المختصون من اعتماد الطلاب الشديد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لأنه ينتج عنها قلة المشاركة في الأنشطة البدنية والمهارية والعائلية، وزيادة الشعور بالعزلة والانطواء والإفراط في استخدام هذه الأدوات قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وضعف مهارات التواصل البشري، فمثلا تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الوقت الذي يقضيه المعلم مع الطلاب، مما يؤثر على العلاقة التعليمية، ويعتاد الطلاب على التفاعل مع الأنظمة الذكية بدلاً من المعلمين البشر، مما يضعف مهاراتهم في التواصل البشري.
يحتاج العالم اليوم إلى طاقات شبابية مزودة بالمهارات والمعارف وهي ضرورة ملحة تفرضها التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات. والشباب هم القوة الدافعة وراء الابتكار والإبداع والآلة ليست سوى وسيلة مساعدة تخدم الشباب في سبيل التغيير الإيجابي.